أبو غوش تحذر: “المياه حرب المنطقة القادمة.. والأردن أمام لحظة مراجعة استراتيجية

وكالة الناس ـ احمد قدورة 

حذّرت النائب عن كتلة جبهة العمل الإسلامي، نور أبو غوش، من خطورة التحديات المائية التي تواجه الأردن، مؤكدة أن “ملف المياه” يمثل حرب المنطقة القادمة، خصوصاً مع تصاعد الخطاب الصهيوني بشأن ما يُسمى بـ”إسرائيل الكبرى”.

وأوضحت أبو غوش في منشور على احدى مواقع التواصل الاجتماعي، الجمعة، أن مفهوم “إسرائيل الكبرى” لدى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يقتصر على التوسع الجغرافي، بل يمتد إلى السيطرة على الموارد، وفي مقدمتها المياه، مشيرة إلى أن الاحتلال تبنى منذ تأسيسه استراتيجية شاملة للتغلب على ندرة المياه، شملت السيطرة على الأحواض النهرية بالقوة، واعتماد تحلية مياه البحر، وإعادة تدوير المياه، إضافة إلى فرض الهيمنة المائية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وبيّنت أن الاحتلال نجح، عبر خطط تكنولوجية ممنهجة، في تحويل الندرة المائية إلى فائض استراتيجي، حيث أصبح 75-85% من مياه الشرب تأتي من البحر، ويعاد تدوير 90% من مياه الصرف لاستخدامها في الزراعة، وهو ما جعله يحوّل المياه إلى أداة نفوذ إقليمي.

وأكدت أبو غوش أن الأردن، الذي تقع حصة الفرد فيه من المياه ضمن أدنى المعدلات عالمياً، يحتاج إلى مراجعة جادة وشاملة لهذا الملف، وضمان أن يكون مشروع “الناقل الوطني” مشروعاً وطنياً يُدار بكفاءة وبعيداً عن أي فساد، باعتبار أن الأمن المائي ركيزة من ركائز الأمن القومي.

وأشارت إلى أن الأردن يمتلك أوراق ضغط سياسية ودبلوماسية مهمة، من موقعه الجغرافي إلى حقوقه المائية في الاتفاقيات الدولية، داعية إلى عدم إبقائها حبيسة الأدراج أو رهن رد الفعل، بل إلى صياغة خطة تحرك متكاملة تحمي القرار السيادي وتضمن استدامة الموارد المائية.

واختتمت أبو غوش بالقول: “إذا لم يكن وقت هذه المراجعة الآن، فمتى يكون؟ فالعطش أو الوفرة ليسا قدراً محتوماً، بل قرار سياسي، وحسن إدارة هذا الملف سيحدد مستقبل الأجيال القادمة”.