القباعي يوجه نداء للنواب أمام الصفدي، والأخير يرد بمتابعة توصياته
وكالة الناس ـ احمد قدورة
وجه نائب حزب العمال د. قاسم القباعي نداءا إلى زملائه النواب في اجتماع جمعهم بالأمس في دارة احد نواب الزرقاء لنجدة وإغاثة اهلنا في غزة.
وقد وعد رئيس المجلس احمد الصفدي الذي حضر الاجتماع بأن يتخذ المكتب التنفيذي إجراءاً بخصوص الاقتراحات التي قدمها القباعي.
وفيما يلي نص النداء:
الزملاء والزميلات النواب
صدر عن الكنيست في دولة الكيان قرار يدعو حكومة الكيان لضم الضفة الغربية وكلنا أحزابا وكتلا اصدرنا من البيانات ما لم يبق كلاماً يقال في هذا الصدد، وتلك الكلمات لا توقف عدونا ولا تطعم جائعاً.
هذا القرار والذي بادرت حكومة نتنياهو الى التقاطه بالفعل وباشرت إجراءات تنفيذه على الأرض، له تداعيات خطيرة منها:
أولاً: لم يبقى شيء اسمه اتفاقية أوسلو او مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة ليتم التفاوض عليه، أي أن الصراع قد حسم وانتهت القضية.
ثانياً: يشكل خرقاً سافراً لاتفاقيتي وادي عربة وكامب ديفيد، والاتفاقية التي تخرق مرة بدون رد تخرق مرات بعدها.
ثالثاً: يشكل القرار تهديداً خطيراً غير مسبوق للأمن الوطني الأردني والامن القومي العربي، وينسف مؤتمر السلام الذي دعت اليه المملكة العربية السعودية قبل أن يبدأ.
رابعاً والاهم: يكشف بوضوح مخططات دولة الكيان في الحاضر ويشي بنوايا الكيان المستقبلية في التوسع على حساب الدول المحيطة (احيلكم للتوسع الإسرائيلي في سوريا ولبنان)، فلم يعد أحد يستطيع القول بإمكانية التنبؤ بخطوات الكيان اللاحقة، وها هو رئيس الوزراء يتحدث عن (تحولات جدرية عميقة حول المملكة وتداعيات في الإقليم يجب الاستعداد لها).
الاحتمالات اليوم مزدحمة على الطاولة، وليس كل ما يعرف يقال ويبدو أن من قال (اليوم جارك وغداً دارك) لم يخطئـ إذ تجمع القرائن والادلة على صحة هذه المقولة.
الحرب في غزة: مشاهد من الجحيم, جثث تمشي على الأرض لا تراها إلاّ في أفلام الرعب، الإبادة المستمرة لأكثر من مليوني انسان على مدار اكثر من عامين لم تخطر على بال بشر.
أطفال يتضورون جوعاً حتى الموت, أطفال تبرز عظامهم من تحت جلودهم, وبعيون غائرة وافواه مفتوحة يرقد بعضهم على اسره عاريه فيما يمكن تسميته بقايا مستشفيات وينقل بعضهم على عربات تجرها حمير، ينقلهم سائق جائع ويعالجهم طبيب جائع ويصورهم صحفي جائع، وهم محرومون من عناصر البقاء.
الطفلة سجود ذات الرابعة عشر ربيعاً فقدت والدتها تحت القصف وهي تعتني بإخوانها الصغار وتحاول التخفيف عنهم، وقد نزحت بهم اكثر من مرة، وهي لا تنسى ملامح الجثث على الطرقات والتفتيش القاسي على المعابر خلال محاولات النزوح.
سجود لم تنكسر، وهي لا تذهب إلى المدرسة ولا تملك منزلاً تأوي إليه، وهي تتضور جوعاً وتقتسم ما توفر لها من طعام مع اخوانها الصغار، ولكنها رغم ذلك كله ليست طفلة نازحة، بل عنوان الصمود جيل بأكمله نشأ تحت القصف وعرف النزوح قبل أن يعرف مقاعد الدراسة، جيل شاهد على خذلان ذوي القربى، وبالتأكيد جيل يحتقرنا جميعاً.
هنالك محاولات حكومية لايصال المساعدات إلى المحاصرين في غزة، ولكن هناك محاولات لتضييق هوامش المناورة امام الأردن لاسناد غزة، بسبب موقف غالبية الدول العربية السلبي وحرصها الشديد مع السلطة الفلسطينية على اخراج المقاومة من المعادلة.
اخواني واخواتي
هنالك تحولات تحصل الآن في عمق المجتمع الأردني وهي ليست مرتبطة بالقصف بقدر ما هي مرتبطة بالتجويع، فانعكاسات حرب التجويع عل العقل الجمعي للاردنيين تدخل في الاعتبارات الداخلية لهم، ويشكل اعتداءاً على نظام القيم التي تربى عليها الشعب الأردني، لأن المسألة لم تعد تمثل حرباً بل تنطوي على تجريف شديد للسياق الأخلاقي الذي تألفه العشائر الأردنية. لا تنفع معه محاولات الحكومة التي تقول بتثبيت الفلسطيني على ارضه. إن جهود الإغاثة، على أهميتها، لا تكفي، ويجب أن يتطور الموقف الى رفع الغطاء عن اتفاقيات التطبيع مع العدو.
إخواني واخواتي
المواجهة بدأت تقترب بين الأردن واطماع اليمين الإسرائيلي فتداعيات هذا القرار هي أقرب من إعلان حرب، فقذف كتلة بشرية كبيرة على دولة تعاني من بطاله خانقة ونقص في المياه وضغط على البنية التحتية هو اعلان حرب على تلك الدولة.
ما يعيق التهجير هو فقط عدم وجود دولة تقبل بالمهجرين والاحتمالات في الضفة الغربية مفتوحة على مخاطر تمس حقوقاً ثابتة للاردنيين في العمق الفلسطيني، الأمر الذي لم يعد من المنطق تجاهله.
الزملاء والزميلات
أدعوكم إلى اتخاذ موقف يسند الموقف الرسمي للدولة، ويوسع هوامش المناورة للدولة الأردنية أمام الجميع، والموقف الذي اقترحه هو ما يلي:
١. توجيه مذكرة باسم النواب الان تطلب من الحكومة الأردنية تجميد اتفاقيات التطبيع مع الكيان بما فيها اتفاقية وادي عربة.
٢. تشكيل وفود نيابية لزيارة برلمانات الدول العربية والدول الأوروبية لشرح وجهة نظر الأردن والضغط على تلك البرلمانات للتدخل لدى حكوماتها لوقف الحرب وإدخال المساعدات الغذائية والطبية بشكل عاجل، بالإضافة الى الاستفادة من الفرص التي يوفرها الاتحاد البرلماني الدولي والبرلمان العربي لتحقيق الهدف ذاته.
٣. تشكيل وفد نيابي رفيع، وعلى وجه الاستعجال، لزيارة البرلمان المصري لحثه على اصدار قرار مماثل لتوجهات البرلمان الأردني يطلب فيه من الحكومة المصرية تجميد الاتفاقيات التطبيعية مع العدو بما فيه اتفاقية كامب ديفيد، وإصدار قرار ملزم للحكومة المصرية لإدخال شاحنات المساعدات (المتوقفة في معبر رفح) عنوةً إلى القطاع مرفوعاً عليها أعلام الدول العربية التي توافق على رفع أعلامها.
إن الشعب الفلسطيني المظلوم والمضطهد والذي يتعرض لحرب إبادة بكل الوسائل الجهنمية التي تفتق عنها العقل الشيطاني للكيان الاستيطاني ينتظر منا الكثير، وشعبنا العربي الأردني ينتظر منا الكثير، فدعونا نتحرك كي لا نعض أصابع الندم وليت ساعة مندم.