0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

إعدام شاب وفتاة في صحراء باكستان يثير غضباً واسعاً – فيديو

وكالة الناس -أثار مقطع فيديو صادم انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي موجة غضب عارمة في باكستان، بعدما وثّق لحظة إعدام شاب وفتاة في صحراء إقليم بلوشستان جنوبي غرب البلاد، على يد مجموعة من الرجال، بسبب زواجهما دون موافقة عائلتيهما، فيما وُصف بأنه “جريمة شرف” بشعة أعادت الجدل حول العنف الممنهج ضد النساء وغياب سلطة القانون في بعض المناطق القبلية.

ويُظهر الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع، عدداً من الرجال يقودون الفتاة والشاب إلى منطقة صحراوية، بعد إنزالهم من سيارات “بيك أب” ودفعهم وسط الرمال.

وتُسلَّم الفتاة نسخة من المصحف الشريف، ثم تلتفت إلى الشاب وتقول له بلغة براهوية: “تعال امشِ معي سبع خطوات، ثم يمكنك أن تطلق النار عليّ”، قبل أن تضيف: “لا يُسمح لك سوى بإطلاق النار.. لا أكثر”.

ومع تقدمها بخطى ثابتة، صوّب أحد الرجال سلاحه نحوها، ورغم إطلاق رصاصتين من مسافة قريبة، ظلت واقفة بثبات، قبل أن تسقط بعد الطلقة الثالثة، ثم أُطلق وابل من الرصاص نحو جثمانها وجثمان الشاب، وسط صمت مطبق من الحاضرين.

من جانبها، أعلنت السلطات في بلوشستان، وعلى رأسها رئيس وزراء الإقليم سرفراز بُغتي، عن فتح تحقيق رسمي واعتقال 11 مشتبهاً حتى الآن، بعد تحديد موقع الجريمة وهوية الأشخاص الظاهرين في الفيديو.

وأكد بُغتي أن السلطات ستلاحق جميع المتورطين قانونياً، ولن يُسمح لأي جهة أو مجلس قبلي (جيرغا) بتطبيق القانون بيدها أو إصدار أحكام خارج إطار القضاء.

فيما أوضح المتحدث باسم حكومة الإقليم، شاهيد رِند، أن الحادثة وقعت قبل أيام من عيد الأضحى، وأن العائلتين لم تقدما بلاغاً رسمياً، لكن الدولة تولت فتح القضية باعتبارها “جريمة ضد المجتمع والدولة”.

وأشار إلى أن بعض المشاركين في الفيديو تم التعرف إليهم، وأن التحريات جارية لتحديد هويات الباقين.

في نفس السياق، أثارت الجريمة موجة إدانة قوية من شخصيات سياسية وحقوقية، حيث وصف رئيس حزب الشعب الباكستاني، بيلاوال بوتو زرداري، المتورطين بـ”الوحوش”، مؤكداً أن الحادث يجب أن يكون “قضية اختبار” لسلطات بلوشستان في فرض هيبة القانون، ووقف ما وصفه بـ”الإرهاب الجندري”.

وقالت شيري رحمن، نائبة رئيس الحزب، إن “قتل امرأة بسبب الزواج هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، ويجب إنهاء مسلسل الجرائم تحت ذريعة الجيرغا والعادات البالية”، مطالبة بتشريعات حازمة تحظر هذه الممارسات وتضع حداً لاستخدام التقاليد كذريعة للقتل.

 

ورغم الإدانات، تشير بيانات لجنة حقوق الإنسان في باكستان إلى أن جرائم الشرف لا تزال تُرتكب بشكل مستمر وممنهج؛ ففي عام 2024 وحده، تم توثيق 405 جريمة شرف، معظم ضحاياها من النساء، وغالباً ما يكون القتلة من أفراد الأسرة الذين يزعمون الدفاع عن “سمعة العائلة”.

ولا تزال هذه الجرائم تجد دعماً ضمنياً في بعض المناطق القبلية التي تُخضع النساء لأعراف متشددة، فيما يتواصل الضغط من منظمات حقوقية لتجريم هذه الممارسات وتجفيف منابعها الثقافية والدينية.