0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

البدادوة: في حضرة القيادة الهاشمية… يتجدّد العهد وتكتمل الحكاية

وكالة الناس ـ احمد قدورة

بقلم: النائب الدكتور أيمن البدادوة

في كل التاسع من حزيران، تفيض الذاكرة الوطنية بالحنين وتغمرها مشاعر العزة والانتماء، فليس هو مجرد تاريخ على ورق، بل هو ذكرى تتجدد فيها البيعة وتُروى فيها حكاية قيادة فريدة وشعبٍ عظيم. إنه عيد الجلوس الملكي، اليوم الذي تولّى فيه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية، فدخل الأردن عهدًا جديدًا من البناء والعطاء، وواصل مسيرة المجد التي خطّها ملوك بني هاشم، حملة الرسالة ورعاة الأمة، أبناء الثورة العربية الكبرى التي ولدت منها هوية الدولة الأردنية الراسخة.

حين سلّم الحسين الباني الراية إلى نجله عبد الله، لم يكن ذلك انتقالًا في السلطة فحسب، بل كان امتدادًا لقيم عظيمة ومبادئ لا تهتز، كان تسليمًا لعهد الشرف والأمانة، لأردن الكرامة والحرية والمبادئ. وكان عبد الله الثاني على قدر التحدي والمسؤولية، حيث لم يلبث أن أمسك بزمام القيادة بثقة الملوك وحكمة الحكماء، وسار بالأردن وسط بحرٍ من التحولات والمتغيرات، بثبات القائد، ويقين المؤمن بوطنه وشعبه.

منذ اللحظة الأولى، كانت رؤيته واضحة، وكان القلب قبل العين على نبض المواطن، يتنقل بين المحافظات، يلتقي الشباب، يزور البيوت، يتفقّد المستشفيات، ويفتتح المشاريع، لا تفصله عن شعبه الحواجز، ولا تحجبه البروتوكولات. فالملك عبد الله الثاني لم يكن قائدًا عادياً، بل كان القريب في الشدائد، والحازم في القرارات، والملهم في الطموحات.

وفي سنوات حكمه، خاض الأردن تحولات كبرى، وواجه تحديات جسام، من أزمات سياسية عالمية، وضغوط اقتصادية إقليمية، إلى موجات لجوء ومخاطر أمنية غير مسبوقة، لكن رغم ذلك، بقي الوطن صامدًا، قويًا، مرفوع الرأس، لأن قيادته كانت تقرأ المشهد بوعي، وتخطط للمستقبل بإرادة، وتؤمن بالشراكة مع المواطن، لا بالقرارات من فوق، بل بالنهج التشاركي القائم على الحوار والانفتاح والتوازن.

الأردن اليوم هو ثمرة تلك القيادة، دولة عصرية تسير نحو التحديث بخطى واثقة، حيث شُرّعت القوانين التي تعزز الحياة السياسية، وتم إطلاق رؤية التحديث الاقتصادي والاجتماعي، وعاد للشباب دورهم في رسم السياسات، وأصبحت المرأة شريكًا أصيلاً في كل مجالات التنمية، وها نحن نشهد مشاريع نوعية في الطاقة، والتكنولوجيا، والتعليم، والصحة، تؤكد أننا على الطريق الصحيح رغم كل ما يحيط بنا من تعقيدات.

لكن الأجمل في عيد الجلوس الملكي هو هذا التلاحم النادر بين الملك وشعبه، هذه العلاقة التي تجاوزت البروتوكول، لتصبح علاقة أب بأبنائه، وعلاقة قائد لا يطلب الطاعة، بل يربّي فينا روح المسؤولية والانتماء والمشاركة. ففي كل مرة يخرج الملك إلى الناس، نراه يحمل همّهم، ويتحدث بلغتهم، ويدعوهم إلى الأمل، حتى في أحلك الظروف.

واليوم، ونحن نحتفل بهذه الذكرى المجيدة، لا نكتفي بالفخر، بل نجدد العهد، ونعاهد جلالة الملك على مواصلة المسير خلفه، على درب البناء والإصلاح، نعمل بجد، ننتقد بحب، ونشارك بوطنية، لأن الأردن يستحق منا أن نكون عند مستوى طموحه، وجلالته يستحق منّا الوفاء، لأنه كان وما زال الحارس الأمين لمصالحنا، والمدافع الشجاع عن قضايانا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي لم تغب يومًا عن ضميره.

إنها لحظة اعتزاز وطني، لحظة ننظر فيها إلى الوراء لنقول: نعم، أنجزنا، وننظر فيها إلى الأمام لنقول: ما زال أمامنا الكثير، لكننا على يقين أن في ظل قائدنا سنصل، وسننهض، وسنبني للأجيال القادمة وطنًا يليق بتضحيات الأوائل. فكل عام وجلالة الملك بألف خير، وكل عام والأردن أعزّ، وأقوى، وأبهى، بقيادته، وبشعبه، وبمؤسساته، وبحلمه الذي لا ينطفئ.