0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

هل شرب القهوة خلال تناول الطعام مُضر؟

وكالة الناس –  إذا سبق أن حذّرك أحد من شرب القهوة أثناء تناول الطعام أو فور الانتهاء منه، فقد يكون في هذا التحذير شيء من الصحة.

فالقهوة تحتوي على أكثر من ألف مركّب كيميائي، وبعضها—مثل الكافيين، والبوليفينولات، والعفص—يمكن أن يتداخل مع قدرة الجسم على امتصاص بعض العناصر الغذائية من الطعام.

لكن الخبر الجيد هو أن هذه التأثيرات تكون طفيفة لدى معظم الناس — ولا تصل إلى حدّ التسبب في نقص العناصر الغذائية المهمة للجسد البشري.

والعناصر الغذائية هي مواد موجودة في طعامنا وشرابنا تؤدي وظائف حيوية في الجسم. ونحن بحاجة إلى أنواع مختلفة منها للحفاظ على صحتنا.

وتقول أليكس رواني، الباحثة في مجال تعليم علوم التغذية بجامعة كوليدج لندن وكبيرة مدربي العلوم في أكاديمية العلوم الصحية: “شرب القهوة لا يؤدي إلى منع امتصاص المواد الغذائية بشكل تام تمامًا – قد يحدث فقط بعض الانخفاض”.

وأوضحت رواني أن التأثير يعتمد على قوة القهوة، وكمية العناصر الغذائية المستهلكة، وعوامل الخطر الفردية مثل العمر، والتمثيل الغذائي، والحالة الصحية، والعوامل الوراثية.

والعناصر الغذائية التي يمكن أن يؤثر شرب القهوة عليها تشمل الكالسيوم والحديد وفيتامينات ب.

وقالت إميلي هو، مديرة معهد لينوس بولينغ وأستاذة في كلية الصحة بجامعة ولاية أوريغون: “إذا كانت مستويات العناصر الغذائية في جسمك كافية، فلا داعي للقلق. لكن من يعانون من انخفاض في هذه المستويات أو يقتربون من حدّ النقص، قد يؤدي الإفراط في شرب القهوة إلى تفاقم الحالة.”

منذ ثمانينيات القرن الماضي، ربطت الدراسات بين شرب القهوة وانخفاض قدرة الجسم على امتصاص الحديد.

وتقول إميلي هو: “عند تناول القهوة مع الطعام، يمكن أن ترتبط البوليفينولات الموجودة فيها ببعض المعادن في الجهاز الهضمي”.

وتشرح أن هذا الارتباط يُصعّب على الجسم امتصاص الحديد، لأن دخول المعادن إلى مجرى الدم يتطلب مرورها عبر خلايا الأمعاء. “أما إذا بقيت مرتبطة بالبوليفينولات، فإنها تمر عبر الجهاز الهضمي وتُطرح على شكل فضلات”.

ويُعد هذا الأمر مهمًا بشكل خاص عندما يتعلق بالحديد، وخاصةً النوع الموجود في الأطعمة النباتية، والذي يُعرف باسم “الحديد غير الهيمي”. فالحديد غير الهيمي، الموجود في الأطعمة مثل الفواكه والخضروات، يصعب على الجسم امتصاصه مقارنة بالحديد الموجود في اللحوم.

يمكن للبوليفينولات في القهوة – وخاصة حمض الكلوروجينيك – أن ترتبط بهذا النوع من الحديد، مما يمنع امتصاصه بشكل صحيح إلى مجرى الدم. ونتيجة لذلك، يبقى الحديد عالقاً بهذه المركبات أثناء مروره في الجهاز الهضمي، ليتم التخلص في النهاية دون أن يستفيد منه الجسم.

وتقول أليكس رواني إن كل هذا يعني أن الأشخاص المصابين بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد يجب أن يكونوا حذرين من شرب القهوة قبل الوجبات الغنية بالحديد بساعة على الأقل أو بعد ساعتين من تناول الأطعمة الغنية بالحديد حتى لا تختلط مع المعدة.

وغالباً ما تندرج النساء الحوامل والنساء في فترة الحيض ضمن الفئة من الناس الذين يحتاجون إلى مراقبة مستويات الحديد لديهم، وعادةً ما يحتجن إلى المزيد من الحديد وهن أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، لذلك يجب عليهن مراقبة كمية القهوة التي يتناولنها.

الكالسيوم
يُعد الكالسيوم ضرورياً لصحة العظام، ومع ذلك، فإن 9 في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و49 عاماً في المملكة المتحدة يستهلكون كمية أقل من الكالسيوم من خلال طعامهم، وهو ما يُعرّضهم لخطر ضعف العظام في مراحل لاحقة من حياتهم.

وتلعب الكلى دوراً هاماً فيما يتعلق باستهلاك الكالسيوم، فبجانب دورها في التخلص من الفضلات والماء الزائد من الدم (على شكل بول) وإنتاج الهرمونات، فإنها تساعد في الحفاظ على توازن المواد الكيميائية (مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم).

وتشير الدراسات إلى أن الكافيين قد يُصعّب على الجسم الاحتفاظ بالكالسيوم من خلال تدخله في كيفية معالجة الكالسيوم في الكلى وامتصاصه في الأمعاء.

ومرة أخرى، تكون هذه التأثيرات ضئيلة ولكنها أكثر أهمية لدى الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً منخفض الكالسيوم أو الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمشاكل صحية متعلقة بالعظام.

وتقول رواني: “تشير دراسة شائعة نُشرت في مجلة أوستيوبوروسيس إنترناشيونال إلى أن الكافيين قد يُساهم في تآكل العظام من خلال التدخل في عملية التمثيل الغذائي للعظم، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد التأثير الحقيقي للكافيين على خطر الإصابة بهشاشة العظام”.

ويمكن للجسم تخزين الكالسيوم، لذلك لا داعي لتناول الكمية الموصي بها يومياً، ولكن على مدار أشهر، ينبغي أن يتناول البالغون الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و64 عاماً حوالي 700 ملغ من الكالسيوم يومياً.

وتجدر الإشارة أيضا إلى أن الكافيين مُدرّ للبول، أي أنه يزيد من عدد مرات التبول.

وتقول هو: “قد يؤدي ذلك إلى فقدان الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء (مثل بعض فيتامينات ب) والمعادن (مثل الحديد والكالسيوم)، حيث يلعب الإخراج دوراً في تنظيم مستوياتها في الجسم”.

فيتامينات ب
وتوضح رواني أنه بسبب تأثير القهوة على وظائف الكلى وامتصاص العناصر الغذائية، فإنشرب كميات كبيرة من القهوة – مثل أربعة أكواب أو أكثر يومياً – قد يؤدي إلى زيادة طرح السوائل من الجسم، مما يسهم في فقدان الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، بما في ذلك فيتامينات ب.

وتذوب فيتامينات ب في الماء، فلا تُخزن في الجسم بل يتم التخلص من الفائض منها مع البول.

البروبيوتيك
البروبيوتيك هي بكتيريا وخمائر حية يُعتقد أن لها فوائد صحية متنوعة.

وقد تُساعد في استعادة التوازن الطبيعي للبكتيريا في الأمعاء في بعض الحالات، وفقاً لموقع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا (إن إتش إس)، ولكن لا توجد أدلة كافية تدعم العديد من الادعاءات الصحية المُتداولة عنها.

ومع ذلك، إذا كنت ترغب في تجربة مكملات البروبيوتيك أو الأطعمة الغنية بها، مثل الزبادي والكيمتشي، فمن الأفضل تجنب تناولها مع المشروبات الساخنة كالقهوة.

وتقول رواني إن “البكتيريا الحية في البروبيوتيك حساسة للغاية للحرارة، والتعرض لدرجات حرارة عالية، مثل حرارة القهوة، قد يُقلل من معدل بقائها في الجهاز الهضمي، وبالتالي تقليل فعاليتها”.

ويصف الأطباء البروبيوتيك أحياناً لتخفيف الإسهال الناتج عن المضادات الحيوية.

للحصول على أقصى فائدة، انتظر من 30 إلى 60 دقيقة بعد تناول فنجان من القهوة، لتناول البروبيوتيك.