0020
0020
previous arrow
next arrow

الهدهد توقع كتابها “أنا والطوفان” في منتدى الرواد الكبار

6٬716

وكالة الناس -وقعت القاصة روضة الفرخ الهدهد، يوم السبت كتابها “أنا والطوفان- مذكرات ثمانية أشهر من حرب 7 أكتوبر”، وذلك في الحفل الذي اقامه منتدى الرواد الكبار.

شارك في الحفل الذي ادارته المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص، كل من: نائب رئيس رابطة الكتاب الأردنيين د. رياض ياسين، وعضو رابطة الكتاب الأردنيين عبلة أبو علبة.

مديرة المنتدى هيفاء البشير قالت: إننا نحتفي بكتاب القاصة روضة الهدهد “أنا والطوفان”، وهو نوع من المذكرات والمشاعر التي دونتها خلال الأشهر الماضية متزامنة مع أحداث غزة، ويشاركنا في هذا الحفل كلاً من الأستاذة عبلة أبو علبة والدكتور رياض ياسين للإضاءة والحديث عن هذا المنجز.

وأضافت البشير أنه منذ العاشر من أكتوبر “تشرين الأول” والعالم كله يشهد احداثاً غريبة بداية من طوفان الأقصى ومفاجأة المقاومة للعدو ، إلى ما نراه من تضحيات وصمود ووقفة عزة وكرامة لأهل غزة الصابرين الصامدين والمحتسبين وقد تعلقت أنظار العالم بشاشات التلفزيون متابعة لما يجري من احداث مروعة قام بها الاسرائيليين رداً على مفاجأة الطوفان وانتقاماً لكرامتهم من الشعب الأعزل، ولكن صمود أهلنا وتضامنهم وصبرهم فاق كل التوقعات.

ورأت البشير أنه في خضم هذه الأحداث الساخنة في منطقة فلسطين وبلاد الشام يأتي كتاب الهدهد الذي ترصد فيه مشاعر اسرتها وحركة الشعب الأردني تجاه ما يجري في غزة والضفة شاهداً على فترة عصيبة عاشها الشعب الفلسطيني ويضاف هذا الكتاب إلى عطائها الغزير في كتابة القصص للأطفال والتي تمحورت حول قضية فلسطين واهلها وابنائها.

من جهتها قالت عضو رابطة الكتاب الأردنية عبلة أبو علبة إن الهدهد سجلت في كتابها “انا والطوفان”، الكثير من الحس المرهف والوجدان الوطني المتّقد، حيث سلجت مذكراتها حول الحرب الاسرائيلية على الاهل في غزة وتحديداً في الأشهر الثمانية الأولى. لقد تجلى في الكتاب الوثيقة، طوفان من المشاعر العميقة لدى الكاتبة التي لم تكتف بمتابعة الاخبار والحكم على المواقف وانما انخرطت في عمل تضامني واسع يجمع بين المعنوي والمادي واجتراح المعجزات من اجل التواصل مع غزة وأهلها المحاصرين الذين يتعرضون لحرب إبادة لم يحدث مثيل لها في التاريخ.

وأضافت أبو علبة كان للمذكرات طعم خاص بنكهة قومية واممية، اذ لم تغفل الكاتبة الربط بين العزة القومية التي حمل لواءها قادة كبار مثل جمال عبد الناصر وبين ما تقوم به المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال وهي تتصدى لأعتى قوة عسكرية وسياسية في ظل خذلان عربي لا سابق له، مشيرة إلى أن الهدهد زينت هذه المذكرات بالمفردات والاسماء الجديدة التي ستبقى إضافات لامعة في المسيرة الكفاحية الطويلة للشعب الفلسطيني: الصمود والحاضنة الشعبية، وأبو عبيدة ويحيى سريع… الخ.

من جانبه قدم نائب رئيس رابطة الكتاب الأردنيين، د. رياض ياسين قراءة في كتاب “أنا والطوفان” لروضة الهدهد قائلا إن “انا والطوفان”، مذكرات عايشت فيها الهدهد تجربة فريدة من العمل الدؤوب والعطاء الذي لا يعرف الحدود ولا يعترف بالقيود روضة الهدهد مقاومة حقيقية شجاعة لا تعرف الكلل والملل، أنا والطوفان معركة الإصرار والتحدي والفرص وتحمل المسؤولية. وسيطر عليها فكرة العطاء والمسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاه ما يجري في غزة، فخلّدت نفسها في تاريخ العمل من أجل فلسطين.

وقال ياسين إن كتاب “انا والطوفان”، يجسد الأديب الملتزم والمثقف العضوي، فلا يوجد عنوان في هذه الذكريات إلّا ويكرّس هذا المنحى تماما، ابتداء من العنوان الذي يجعل الكاتب جزءا من الحدث، ولا أغالي إذا قلت بأن الكاتبة عندما تحذف حرف الواو من العنوان يصبح أكثر تعبيرا والتحاما بما سردته في كتابها، لافتا إلى أن الهدهد سجلت في مقولات مهمة تعبر عن مواقف لا تقبل القسمة على الوطن، فقد صنفت أولئك الذين ادانوا المقاومة واعتبرتهم يمثلون الخيانة بعينها.

وخلص ياسين إلى أن هذا الكتاب هو وثيقة للأجيال فالمؤلفة توثق حروب إسرائيل على غزة وتسمياتها لهذه الحروب، عملية الرصاص المصبوب، عام 2008، عامود السحاب عام 2012، الجرف الصامد 2014 وصولا الى عمليّة السُّيُوف الحديديَّة عام 2023 أي الحرب الأخيرة طوفان الأقصى، مبينا ان الهدهد تروي من خلال حادثة مهمة عندما عثرت على صندوق قديم في منزل أهلها فيه أوراق صفراء قديمة كبيرة الحجم فيها عقود تمليك وايجار لعدد من عقارات والدها وعائلته في يافا مسقط رأسها وفي منطقة بربرة قرب غزة وكيف قامت بعملية إعادة حفظ هذه الأوراق بالنايلون وترميمها وحفظها على قرص سي دي.

فيما قالت المؤلفة روضة الفرخ الهدهد إن كتابها “أنا والطوفان”، قد جمعت فيه مذكراتها وما تفاعلت معه خلال الثمانية أشهر الأولى من بدء طوفان الأقصى، مبينة أنه هو ليس بتأريخ للحوادث، فهذا التاريخ موجود في كافة المحطات والإذاعات قنوات التواصل، إنه ما شعرتُ به أنا أو قمت به أنا وبعض من عائلتي وزميلاتي، حيث أنا جزء من هذا الوطن الذي تفجرت فيه العواطف الوطنية مع بدء هذا الطوفان.

وأشارت الهدهد إلى أنه هذا هو “كتابي: خيطٌ رفيع من نسيج كبير مما جرى على أرضنا العربية. خيط من المقاومة المسلّحة على أرض غزة أو الضفة الغربية، خيط من المقاومة في لبنان واليمن .. خيط من الحركة الدبلوماسية الدؤوبة يقوم بها الأردن ومصر وقطر. ونسيج كبير نتابعه وبحرقة، لا يتوقف لساننا عن الدعاء لله بالنصر المؤزر، فله الأمر من قبل ومن بعد. وما النصر إلا من عند الله”.

وخلصت الهدهد إن معركة طوفان الأقصى وصلت إلى أذهان وعقول أبنائنا وأحفادنا. يتابعونها ويتعرفون على قضية فلسطين كما تابعها ملايين الشباب في العالم فعرفوها. كم حاولت الحركة الاحتلالية العالمية إلغاء اسم فلسطين وعلمها وجغرافيتها وتاريخها وهويتها وتراثها، ولكن هذا الطوفان أعاد الأمور إلى نصابها. وفجرت فينا غزة الكثير، لغزة وأبنائها قلت وأقول، نقبّل أياديكم، نقبل الأرض تحت نعالكم .. ندعو لكم ليل نهار ومع كل صلاة، أن ينصركم وأن يتقبل شهداءكم، ويداوي جرحاكم، وأن يطعمكم من جوع، وأن يسقيكم الماء العذب الفرات، وأن يحول خوفكم أمنا وعسركم يسرا؟.

من جانبها أشارت الدكتورة اريج الرواشدة التي قامت بمراجعة الكتاب وتدقيقه لغويا، إلى أهمية الكتاب في التوثيق وقرأت نصوصا من الكتاب يتحدث عن جوانب إنسانية. وقد رصد ريع الكتاب وهو خمسة دنانير للنسخة الواحدة لنشاطات المنتدى.