ما الدلالات والرسائل التي حملتها عملية (تل أبيب)؟
وكالة الناس –تعد عملية “تل أبيب” الفدائية التي وقعت مساء الأحد، نقطة تحول في طبيعة العمل المقاوم في الضفة الغربية، وشكل آخر وضريبة سيدفعها الاحتلال في ظل استمراراه بحربه الدموية على قطاع غزة، وستكون لها العديد من الارتدادات والسيناريوهات في واقع الضفة المستقبلي كما يؤكد الكثير من المتابعين والسياسيين.
وقال الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات، إن “عملية تل أبيب الفدائية تعطي مجموعة من المؤشرات، أولها أن إطالة أمد الحرب على غزة، وتعزيز الممارسات الإسرائيلية وممارسات المستوطنين بالضفة الغربية واتساع الانتهاكات من شأنه أن يفتح الباب أمام حالة تصعيد أكبر وتحول في أشكال وأدوات المواجهة للمرحلة المقبلة، وهذا يعيد إلى الأذهان ما عايشناه في الانتفاضة الفلسطينية الثانية في ظل سلسلة العمليات الاستشهادية التي هزت المدن داخل إسرائيل”.
ولفت بشارات إلى أن “نجاح المقاومة بالوصول إلى تل أبيب يعد ضربة لمفهوم المعادلة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية خصوصا عندما نتحدث عن الضفة الغربية التي تفرض إسرائيل إجراءات مشددة بحقها وتفرض قيودا على حرية التنقل وبالتالي يبرز هنا عدم القدرة الإسرائيلية على السيطرة الفعلية على مجريات الأحداث في لحظة ما”.
وأشار إلى أن “هذا النوع من العمليات يفقد الإسرائيليين الشعور بالأمن داخل المدن المركزية الاسرائيلية الأمر الذي يدفع باتجاه تصاعد النقاش والجدال الإسرائيلي الداخلي من جدوى سياسات حكومة نتنياهو في هذه المرحلة”.
وما يزيد من ارتدادات وقوة هذه العملية بحسب بشارات، “تبني حركتي حماس والجهاد الإسلامي للعملية، هذا يعني تحولا كبيرا في منهجية العمل، وقد يفتح الباب أمام مزيد من هذا النوع من العمليات”.
وقال المحلل السياسي والمحاضر فريد أبو ظهير من جانبه، إن “عملية تل أبيب الاستشهادية تأتي ضمن الارتدادات للحرب على غزة في الجبهات كافة.
وتابع أبو ظهير، أن “هناك حالة احتقان لدى الشعوب عموما، والفلسطينيين خاصة، في ظل استمرار المجازر والحرب على قطاع غزة وإصرار الاحتلال على ممارسة كل اشكال الاجرام”.
وشدد أبو ظهير على أن “الاحتلال يدرك بأن هناك تداعيات لاستمرار جرائمه، على معنويات الناس وردات فعلهم ورؤيتهم للمستقبل، وهذا سينعكس على واقع العمل المقاوم في أماكن التواجد الفلسطيني كافة”.
وأردف: “نرى منذ السابع من أكتوبر، استمرار العمليات وتصاعدها في الضفة بشكل ملفت، وكان هناك محاولات لتنفيذ عمليات في أماكن التواجد سواء في الضفة أو القدس أو الداخل والأغوار، وكل ذلك يأتي ضمن السياق الطبيعي”.
وعبر أبو ظهير عن اعتقاده بأن “عملية تل أبيب ستكون نقطة تحول جديدة في طبيعة الصراع الحالي مع الاحتلال، وأكمل: “اعتقد بأن عملية تل أبيت لن تكون الأخيرة، وما يمنعها هو القيود والصعوبات التي تحول دون وصول المنفذين إلى أماكن تواجد الإسرائيليين وسنكون في المرحلة المقبلة مع عمليات جديدة طالما استطاعت المقاومة الوصول إلى أي هدف تستطيع إدراكه والوصول اليه”.
وبحسب أبو ظهير، فإنه “حتى لو انتهت الحرب على غزة ستستمر وتيرة العمليات في الضفة كون الاحتقان وأسباب التصعيد موجودة أصلا في الضفة الغربية”.
ووفق /القناة 12 العبرية/، نقلا عن أجهزة أمن الاحتلال، فإن تفجير “تل أبيب أمس الأحد نجم عن عبوة ناسفة قوية تصل زنتها إلى 8 كيلوغرامات من المتفجرات”.
وتابعت أنه “في نهاية تقييم الوضع، تقرر رفع درجة التأهب وإجراء عمليات مسح واسعة النطاق في كل كتلة غوش دان، أي منطقة تل أبيب الكبرى”.
واعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام بالاشتراك مع سرايا القدس تنفيذ العملية الاستشهادية التي وقعت مساء أمس الأحد في مدينة “تل أبيب”.
وأكدت الكتائب أن العمليات الاستشهادية بالداخل المحتل ستعود للواجهة طالما تواصلت مجازر الاحتلال وعمليات تهجير المدنيين واستمرار سياسة الاغتيالات.