عاجل
0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

(تحليل) لغة جسد بايدن وترامب تكشف خفايا مذهلة

وكالة الناس -لم يكن هناك الكثير من الحقائق أو الرؤى الواضحة بشأن المستقبل الأمريكي يمكن التركيز عليه خلال المناظرة الرئاسية الأولى التي جرت بين جو بايدن ودونالد ترامب، لدرجة أن الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي قالوا: إنهم في لحظات كثيرة اضطروا إلى ضغط زر قفل الصوت، وهو ما دفع العديد من خبراء إلى اللجوء لتحليل لغة جسد المتنافسين، والتي ربما خرجت بمعلومات أكثر دقة ودلالة من تصريحاتهما، بل وتكشف الكثير عن مدى صلاحية كل منهما لتولي المنصب.

 

ويقول جو نافارو الذي عمل لسنوات طويلة في مكتب التحقيقات الفيدرالي، كباحث عن الفروق الدقيقة في التواصل غير اللفظي، إنه من السهل جداً تحريف الحقائق باستخدام الكلمات، لكن لغة الجسد لا تكذب، مؤكداً أنه كتم الصوت أثناء متابعة المناظرة، لاستكشفا خبايا كل مرشح وما يشعر به حقاً، وفق صحيفة بوليتكو.

 

ويضيف نافارو أن بايدن وترامب كان يشعران ويفكران في الكثير من الأشياء التي لم ينطقا بها خلال المناظرة، ومن ثم قام بفك رموز لغة الجسد الكاشفة لهما.

 

مؤشر على الانقسامات

 

ويضيف أن عدم المصافحة بين كلا المرشحين، كانت إشارة غير لفظية إلى أن هذه الانتخابات ستكون مثيرة للانقسام تماماً كما كان يخشى العديد من الناخبين. ويؤكد أنه لو كانت حدثت مصافحة فإنها تنقل الاحترام المتبادل – إن لم يكن بين المرشحين، فعلى الأقل بالنسبة للأمريكيين الذين يشاهدونهم في الداخل.

 

خطوات بايدن

 

ويشير نافارو إلى أن بايدن دخل الغرفة أولاً، وأظهرت مشيته القاسية بخطوات ضيقة وقصيرة على الفور عمره. وعلى عكس ما يتردد فهذه ليست بالضرورة علامة كارثية على التدهور العقلي. ولكن مع تقدمنا ​​في السن، نفقد الكثير من الأعصاب التي تساعدنا في الحفاظ على توازننا. ولا تؤثر هذه الأعصاب دائماً في ركوب الدراجات أو السباحة، ولكنها تؤثر في المشي.

 

ترامب ثان

 

ويوضح أن أول شيء لاحظه في ترامب هو لون بشرته. فقد تعتقد أن هذا يبدو سطحياً، لكن المظهر يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً. وللتدليل على صدق نظريته يقول نافارو:«فكر فقط في كيف بدا ريتشارد نيكسون أشعثاً وبشرته الشاحبة بجوار سناتور شاب أسمر اسمه جون إف كينيدي في أول مناظرة متلفزة في عام 1960». وبطريقة مماثلة، بدا بايدن أبيض اللون كملاءة بجوار ترامب الذي لونته الشمس. ويستشعر البشر بشكل طبيعي الصحة والحيوية والطاقة في الوجه المدبوغ. وكان ذلك مؤشراً آخر على أن بايدن بدا ضعيفاً إلى حد ما.

 

التمثال بايدن

 

ويوضح أنه شاهد بايدن منذ أوائل التسعينيات، وهذا هو أكثر مشهد رزين رآه فيه على الإطلاق، فقد كان لا يزال بمنزلة تمثال في بعض الأحيان، خاصة في أول 40 دقيقة أو نحو ذلك. وكان افتقاره إلى الحركة ملفتاً للنظر بشكل خاص بجانب ترامب، الذي لفت انتباه المشاهد بحركات اليد الديناميكية والإشارة العدوانية بأصابع الاتهام التي أكدت حججه، ما جعله يبدو أكثر نشاطاً.

 

ويقول الخبير الأمريكي: «إن لغة الجسد تتحدث كثيراً، لكن مجلد بايدن كان مليئاً بالصفحات الفارغة. وقد يكون ذلك لأنه أراد أن يكون محترماً ويستمع باهتمام. ولكن قد يكون السبب أيضاً هو أنه مع تقدمنا ​​في السن، تصبح إيماءاتنا أقل. ولم يفعل التواصل غير اللفظي لبايدن شيئاً لمواجهة الاتهام بأن عمره يلاحقه».

 

كما يضيف أن نبرات صوت بايدن الأجش صرفت معظم المشاهدين على الفور عن حججه. وبررت حملته ذلك لاحقاً بأنه كان مصاباً بنزلة برد، وقد جذبت نبرة بايدن التركيز أكثر من كلماته الفعلية.

 

رفة الجفون

 

أظهر كل من بايدن وترامب رفة الجفن، لكنهما فعلا ذلك في أوقات مختلفة ولأسباب مختلفة. فبايدن فعل ذلك عندما ارتكب خطأ. وحتى مع انقطاع الصوت، كان يمكن اكتشاف أنه يرتكب خطأ أو يتعثر في كلمة ما أو لم يعبر عن نفسه بشكل جيد، لأن جفونه كانت ترف بسبب الإحباط من نفسه. وهو «سلوك شائع للأشخاص الذين يعانون التأتأة، مثل بايدن».

 

أما في حالة ترامب، لم تكن رفة الجفن تعبيراً عن الإحباط الداخلي بقدر ما كانت تعبيراً عن الازدراء الخارجي. وكان يشبه شخصية جاك نيكلسون في فيلم A Few Good Men، حيث كان يرف بعينيه كلما تلقى سؤالاً صعباً على منصة الشهود.

 

ويضيف نافارو أنه: «بشكل عام، يتمتع ترامب بالعيون الأكثر تعبيراً ولكن ليس بطريقة جيدة. وعندما يسمع شيئاً لا يحبه، ينزل جفنيه بقوة في وضعية منبطحة. لافتاً أنه سلوك تكيفي، مثل لمس الوجه، يساعدنا على تخفيف التوتر المؤقت، وهو وسيلة لتهدئة النفس».

 

وفي الوقت نفسه، فإن تقوس الحاجبين غالباً ما يكون علامة تقدير، كما هو الحال عندما تبرز حاجبيك إذا قابلت صديقاً في الشارع. ولكن مع ترامب، الأمر مختلف، فإن رفع الحاجبين لا يعبر عن المفاجأة، بل على الانزعاج أو الشك.

 

زم الشفاة

 

ويستطرد الخبير الاستراتيجي بالقول: إنه منذ ظهور ترامب على شاشة التلفزيون، كشف سلوكاً مميزاً يعبر عن مشاعر الخلاف أو الكراهية أو الازدراء، وقد ظهر ذلك مرات عديدة خلال المناظرة، عن طريق «الشفاه المزمومة».

 

ويضيف أنه ليس وحده. حيث يُظهر معظمنا شفاهاً مجعدة أو «مزمومة» عندما نسمع شيئاً لا نحبه أو نختلف معه. ويبدو أنه سلوك متأصل بعمق، وليس شيئاً نتعلمه بصرياً؛ ويوضح:«لقد لاحظت نفس السلوك لدى الأطفال الذين ولدوا مكفوفين. إنه نوع من التشنج اللاإرادي الذي يمكن للآخرين الاستفادة منه، على سبيل المثال، في مفاوضات تجارية، أو حتى مناظرة رئاسية».

 

ابتسامة مزيفة

 

ويشير نافارو إلى أنه في عدة مرات، عندما سمع ترامب شيئاً سلبياً، أظهر سلوكاً يُدعى «الابتسامة الزائفة المنحرفة». ويوضح أنه في الابتسامة الحقيقية، والتي تسمى أيضاً «ابتسامة دوشين»، نرى حركة عضوية للشفاه وتجعيد العينين. ولكن مع ابتسامة ترامب، تنضغط الشفاه بشدة، وتسحب مفاصل الفم بإحكام إلى الأعلى وإلى الجانب، كما ترى تقريباً على وجه المهرج، ويكون تقوس الحاجبين عالياً جداً. وهذا يجعل الابتسامة تبدو مفتعلة، وتهدف إلى درء الهجوم اللفظي بشكل غير لفظي. إنها طريقة للتظاهر بأن شيئاً ما لم يكن مؤلماً، في حين أنه كان كذلك في الواقع.

 

تحليل درامي

 

يقول ميسو وي، خبير لغة الجسد وأستاذ الدراما بجامعة كارنيجي ميلون: إنه من الصعب على بايدن تغيير الكثير من حركات الجسم، فيما يتعلق بلغة الجسد، إلا إذا كان ملتزماً حقاً برفع الأثقال أو تدريب العضلات بشكل مكثف وإلا فإن الكثير من التيبس والوتيرة البطيئة سببها في الحقيقة عمره. ومنذ البداية، بدت المناسبة أكبر من اللازم بالنسبة لبايدن (81 عاماً)، الذي صعد بثبات إلى المنصة قبل أن يعتلي ترامب (78 عاماً) المسرح.

 

ويضيف أنه على الرغم من أن بايدن أكبر من ترامب بثلاث سنوات وسبعة شهور فقط، فإنه بدا أكثر شيخوخة من سلفه.

 

من ناحية أخرى، عرض ترامب نقاطه بصوت قوي، وبدا أكثر موثوقية بناءً على الصوت والمكانة وحدهما، حسبما قالت خبيرة الدماغ ولغة الجسد والطبيبة النفسية كارول ليبرمان لصحيفة The Washington Post. وأضافت أنه رغم ذلك «لم يكن ترامب مثاليا».

 

وكما لم يفعل بايدن شيئاً للتخلص من الانتقادات الموجهة إليه بسبب تقدمه في السن، قالت: إنه كان بإمكان ترامب فعل المزيد لدحض الاتهامات بأنه منشغل في نفسه. وأضافت: «يقول الناس: إنه نرجسي، لذلك كان يجب عليه عدم تعزيز ذلك».

 

وتشير الخبيرة النفسية إلى أن بايدن اكتسب تعاطفاً ولكن ليس بالطريقة التي تريدها معظم الحملات الرئاسية، فقد شعر المتابعون نحوه بالأسف «كما لو كان جدك، يضيع في جملة تلو الأخرى وكان عليك أن تشعر بالأسف تجاهه بطريقة ما».

 

ويشير متخصصون إلى أنه كان يجب على ترامب عدم الابتسام أثناء حديث بايدن لأن ذلك «يرسل لهجة متعالية». كما أنه كان يجب على بايدن الاهتمام باللحظات التي لا يتحدث فيها، لأنه عندها تنفتح تعبيرات وجهه بعيون مفتوحة على مصراعيها».

 

مشكلة مقلقة

 

خبيرة لغة الجسد جودي جيمس تقول لصحيفة ميرور البريطانية: إنه على الرغم من ضعف بايدن الواضح، فإن لغة جسده خلال المناظرة لم تظهر أي علامات عصبية. وتضيف: «إذا كان هناك أي شيء فقد بدا غافلاً عن عدم تماسكه وكذلك دخل في لحظات تجمد».

 

واقترحت جودي أن عدم وعي بايدن على ما يبدو بأخطائه يعد مدعاة للقلق، وقد يرى ذلك «مجرد نقطة بسيطة لن يلاحظها أحد، لكن على الأرجح يعد هذا مصدر قلق أكبر مما لو كان معرفياً».

 

وتابعت: «خلال المناظرة، كان نطق بايدن ضعيفاً، وكان يخلط بين الكلمات والأرقام، مثل مليارات بدلاً من ملايين. وتجمد عند نقطة واحدة وتعثر على نقاط أخرى. وبدت يده ترفرف وفمه مفتوحاً في كثير من الأحيان».