0020
0020
previous arrow
next arrow

السفارة الأوكرانية في الأردن: اللحظات الأخيرة للإمبريالية الروسية

*سفارة أوكرانيا: أوكرانيا موجودة لتبقى والأوكرانيون هنا يقفون فخورون وثابتون

وكالة الناس  – أفادت السفارة الاوكرانية بأن الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا لا يتعلق فقط بالنزاعات الإقليمية أو الطموحات الجيوسياسية، بل يمثل صراعاً بين رؤيتين للمستقبل: إحداهما متجذرة في الاستبداد والتحريف والقمع، والأخرى في الديمقراطية والحرية والقانون الدولي.

وأضافت السفارة: “بينما يستعد العالم لإحياء ذكرى يوم النصر في أوروبا في الثامن من مايو، والذي يمثل نهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا، فمن الضروري أن نفكر في الحاضر بقدر ما نتذكر الماضي، تقف أوكرانيا في طليعة النضال ضد آخر بقايا الإمبريالية الروسية، وهي معركة تحاكي التضحيات التي قدمت خلال أحلك أيام القرن العشرين”.

وأردفت “إن الحرب الروسية ضد الشعب الأوكراني هي المحاولة الأخيرة لقيادة “موسكو” لإعادة تأكيد نفسها على المسرح العالمي من خلال القوة الوحشية والإبادة الجماعية، ومن خلال حرب الغزو الفاشلة ومحاولات خلق واجهة من العظمة الجوفاء من الدور الذي لعبه الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية، يحاول بوتين إعادة أوروبا إلى الماضي”.

وتابعت “ومع ذلك، ليس هناك عودة إلى الوراء. إن تقلص نفوذ روسيا الدولي وتقليل دورها يرجع في المقام الأول إلى فسادها وأيديولوجيتها المناهضة للإنسانية. إن مستقبل روسيا هو أمر لا يتحدث عنه الكرملين كثيراً لأنه حقيقة غير مريحة، ليس هناك في الواقع الكثير من المستقبل – العواقب المدمرة للمخلفات الإمبراطورية، والتفكك، واستياء ما بعد الحرب، والانهيار المدمر داخل حدود دولة كانت شاسعة في السابق”.

وقالت “إن ما يسمى “تنصيب” فلاديمير بوتن، المقرر إجراؤه في السابع من مايو/أيار، يشكل تذكيراً صارخاً بالمخاطر المترتبة على تآكل المعايير الديمقراطية وتوطيد السلطة في أيدي دكتاتور، فقد امتدت قبضته على روسيا لما يقرب من ربع قرن، واتسمت بالقمع المنهجي للمعارضة، وتخريب المؤسسات، والتلاعب بالانتخابات. إن الطبيعة الهزلية التي اتسمت بها الانتخابات الأخيرة في روسيا تؤكد على عدم شرعية حكم بوتن والإجراءات اليائسة التي اتخذها بوتين للحفاظ على قبضته الخانقة على السلطة”.

وأضحت “أن خلف المسرحيات السياسية تكمن حقيقة أعمق وأكثر مكراً: الأسس الإيديولوجية للنظام الروسي، اذ وافق البرلمان الأوكراني مؤخرًا على بيان “حول تعريف النظام السياسي الحالي في روسيا الاتحادية على أنه عنصري وإدانة أسسه الأيديولوجية وممارساته الاجتماعية باعتبارها شمولية ومتطرفة “، ولقد أدان هذا البيان الأسس العنصرية والشمولية للدولة الروسية، وقارنها بأحلك فصول التاريخ، وتتردد أصداء الستالينية والنازية في روسيا بوتين، والتي تتجلى في النزعة العسكرية، وعبادة الشخصية، والقمع العنيف للبشرية والتنوع العرقي والثقافي و إنكار السيادة وانتهاك حقوق الإنسان وتمجيد العدوان”.

وأشارت إلى أن “المجتمع الدولي يتحمل التزاماً أخلاقياً بمواجهة هذه السلطوية الصاعدة، ليس فقط من خلال اللفتات الرمزية، بل من خلال إجراءات ملموسة، إن فرض عقوبات إضافية مؤخرًا على الكيانات الروسية المتورطة في العدوان العسكري وانتهاكات حقوق الإنسان هو خطوة في الاتجاه الصحيح، ومن خلال استهداف قطاعات رئيسية من الاقتصاد الروسي، بما في ذلك الطاقة والدفاع، تبعث هذه التدابير برسالة واضحة مفادها: لن يتم التسامح مع الإفلات من العقاب، وسوف يخضع المعتدون للمسؤولية”.

ونوهت إلى أن “العقوبات وحدها ليست كافية، حيث وجهت أوكرانيا دعوة إلى المجتمع الدولي للمشاركة في قمة السلام العالمية المقرر عقدها في يونيو في سويسرا، وتمثل هذه القمة فرصة فريدة لحشد الدعم لمساعي أوكرانيا من أجل السلام والأمن، إن صيغة السلام التي طرحها فخامة الرئيس فولوديمير زيلينسكي، والمتجذرة في مبادئ القانون الدولي والدبلوماسية، توفر طريقًا قابلاً للمضي قدمًا لحل الصراع واستعادة الاستقرار في المنطقة، ومع ذلك، فإن الطريق إلى السلام لن يكون سهلا، لقد أظهر النظام الروسي تجاهلاً مستمراً للمبادرات الدبلوماسية، مفضلاً العدوان والإكراه على الحوار والتسوية. ومع ذلك، تظل أوكرانيا ثابتة في التزامها بالسعي إلى التوصل إلى حل سلمي، مدعوماً بدعم حلفائها وشركائها”.

ولفتت الى أنه و”بينما نحيي ذكرى تضحيات الماضي، دعونا نؤكد من جديد التزامنا بمبادئ الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية، إن النضال من أجل سيادة أوكرانيا ليس شأناً أوكرانياً فحسب، بل إنه ضرورة عالمية، ومن خلال تضامننا مع أوكرانيا، فإننا نقف على الجانب الصحيح من التاريخ، ونضمن عدم نسيان دروس الماضي وأن الوعد بمستقبل سلمي ومزدهر أصبح في أيدينا”.

واختتمت “نعم، إن الوقت ليس سهلاً بالنسبة لأوكرانيا أيضاً في الوقت الحالي، حيث تحاول الإمبراطورية الزائفة إلقاء كل ما لديها علينا في كييف، وأوديسا، وخاركيف، وسومي، وبقية مدن أوكرانيا المسالمة. ولكننا نعلم أن مستقبلنا آمن، داخل أسرة الدول الأوروبية والأوروبية الأطلسية ذات النوايا الحسنة، وسوف تستمر أوكرانيا في التحديث وإعادة التسلح والوفاء بدورها كحارس يحمي أوروبا من تهديد البرابرة الشماليين القادمين من روسيا، نحن لم نختر هذا الطريق، لقد كتب لنا القدر وسنسير على طول الطريق ورؤوسنا مرفوعة، أوكرانيا موجودة لتبقى، الأوكرانيون هنا يقفون فخورون وثابتون”.