الجيش السوداني يعلن مواصلة تمشيط الخرطوم ويتقدم نحو “الإذاعة والتلفزيون” وتحذير أممي من خطورة الوضع الإنساني

وكالة الناس – الجيش السوداني يعلن مواصلة تمشيط الخرطوم ويتقدم نحو “الإذاعة والتلفزيون” وتحذير أممي من خطورة الوضع الإنساني

قال الناطق باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله إن القوات المسلحة تواصل عمليات التمشيط ضد من وصفهم بالمتمردين في الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان، في حين أشارت الأمم المتحدة إلى نقص كبير في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية الخاصة في البلاد.

وذكر العميد أن العمليات ضد قوات الدعم السريع مستمرة كما هو مخطط لها، وأضاف أن ما سماها المليشيا المتمردة مستمرة في وجودها بالمناطق السكنية، وأنها تمارس الجبايات على المواطنين الذين يخرجون من العاصمة عبر المعابر كما تقوم بطرد المواطنين من منازلهم في بعض المناطق مثل حي شمبات بالخرطوم بحري.

من جهتها، قالت قوات الدعم السريع إن الجيش قصف عددا من الأحياء السكنية غربي أم درمان بالطائرات، وإن هجوم الطيران العسكري على مربع 22 بدار السلام-أمبدة تسبب في مقتل أكثر من 31 شخصا وإصابة العشرات من المدنيين.

وكان مصدر مطلع بالجيش قال للجزيرة إن قواته تواصل التقدم نحو مبنى الإذاعة والتلفزيون الرسميين في منطقة وسط أم درمان وقرب شارع النيل، حيث تتمركز قوات الدعم السريع.

وأوضح المصدر أن مبنى الإذاعة والتلفزيون لا يشكل أهمية إستراتيجية للجيش باعتبار أن تشغيل المؤسستين يتم إلكترونيا ومن مكان آخر، لكن تمشيط المنطقة يأتي في إطار خطة متكاملة تمضي قدما، وفق تعبيره.

وقد رصد مراسل الجزيرة مساء أمس قصفا من الجيش لمواقع تمركز قوات الدعم السريع حول مبنى الإذاعة والتلفزيون الذي تسيطر عليه منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.

في الأثناء، قالت مصادر محلية للجزيرة إن قوات من الدعم السريع انتشرت بمناطق مختلفة في طريق الصادرات الذي يربط إقليم دارفور بالخرطوم.

وأضافت المصادر أن القوات نفسها تتمركز في مدينة بارا ومدخل الطريق في مدينة الأبيض، وكذلك غربي أم درمان.

كما أشارت إلى أن قوات الدعم السريع تحاول بسيطرتها على هذه الطرق قطع خطوط إمداد الجيش وتواصله مع مناطق رئيسية في دارفور وكردفان.

وأفادت مصادر محلية، وأخرى من الدعم السريع، للجزيرة بمقتل 22 شخصا وإصابة آخرين نتيجة قصف جوي على أم درمان.

وكان الجيش قد أعلن أن قواته صدت هجوما لقوات الدعم السريع على مقر القيادة العامة في الخرطوم.

من جهة أخرى، قال مصدر بالخارجية للجزيرة إن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان اعتذر عن عدم حضور قمة تجمعه بقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) دعت لها اللجنة الرباعية التي شكلتها منظمة “إيغاد” وكان من المفترض عقدها بالعاصمة الإثيوبية الاثنين القادم.

وأضاف المصدر الدبلوماسي أن قوات الدعم السريع وافقت على حضور الاجتماع، وسمّت ممثليها فيه، بينما اعتذر الجيش السوداني عن عدم حضوره.

وأشار إلى أن الدعوة لقمة ثنائية بين البرهان وحميدتي جاءت من كينيا باعتبارها رئيس اللجنة الرباعية المكلفة من قبل رؤساء الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) بحل الأزمة السودانية.

وأشار المصدر إلى توقعات بغياب عدد من الرؤساء عن هذا الاجتماع بعد تفهمهم لوجهة نظر السودان، حسب تعبيره.

سياسيا أيضا، وصل وفد من القوى المدنية السودانية إلى العاصمة أديس أبابا في إطار جولة له بدول الإيغاد.

وقال المتحدث باسم العملية السياسية في السودان خالد عمر -في تغريدة- إن زيارة الوفد تهدف للتواصل مع الفاعلين السودانيين والإقليميين والدوليين من أجل تسريع جهود إحلال السلام في البلاد.

ويضم الوفد أعضاء حاليين وسابقين في مجلس السيادة وأعضاء من القيادة المركزية للحرية والتغيير.

الوضع الإنساني

إنسانيا، قال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن الوضع الإنساني في السودان لا يشهد أي تحسن، في وقت تعاني فيه خطة الاستجابة الإنسانية الخاصة بالسودان من نقص كبير في التمويل.

ووصف غريفيث الوضع غرب دارفور بالخطير للغاية، مشيرا إلى صعوبات تواجه منظمته في إيصال المساعدات الإنسانية.

وفي السياق ذاته، قالت منظمات ومسؤولو إغاثة إن الصراع بين الطرفين المسلحين في السودان تسبب في تزايد حالات اغتصاب نساء وفتيات، بعضهن بعمر 12 عاما، واختطافهن.

وذكرت منظمة “إنقاذ الأطفال” -في بيان أمس- إن مقاتلين مسلحين يعتدون جنسيا على فتيات في سن المراهقة ويغتصبونهن “بأعداد مقلقة” بينما أفادت الأمم المتحدة بوجود “زيادة ملحوظة” في العنف على أساس النوع.

وفي وقت جرى فيه التأكد من عشرات حالات الاغتصاب نتيجة الصراع، تقدر وحدة “مكافحة العنف ضد المرأة” التابعة للحكومة السودانية أن الأرقام ربما تمثل 2% فقط من العدد الإجمالي.

معصرة الخير والبركة