محاولة إنقاذ انتهت بكارثة.. هذا ما حدث مع مركب المهاجرين الغارق قبالة سواحل اليونان
وكالة الناس – كانت الليلة الخامسة من إبحار المركب من مدينة طبرق الليبية، عندما توقف محركه بالقرب من إحدى الجزر اليونانية، بعدها أطلق الكثيرون مناشدات حتى وصل إليهم قارب تابع للسلطات اليونانية، إلا أن محاولة الإنقاذ انتهت بكارثة.
الكارثة التي رواها أحد الناجين للجزيرة نت حدثت عندما قام القارب التابع للسلطات اليونانية بربط مركب المهاجرين بحبل، وعند محاولة جره انقلب، ليبتعد قارب النجاة لمسافة بعيدة دون محاولة إنقاذ الركاب الذين سقطوا جميعا في مياه البحر.
وأكد هذا الناجي -الذي فضل عدم ذكر اسمه- أن كثيرين لم يتمكنوا من مغادرة المركب عند انقلابه، وخاصة أولئك الذين كانوا بالطابق السفلي، وأن خفر السواحل تأخروا في الوصول إليهم، وأنهم لم يقوموا بعمليات بحث تحت الماء، مكتفين بانتشال الطافين فوق سطح الماء فقط.
وكان مركب المهاجرين يحمل أكثر من 700 طالب لجوء قد انطلق من ساحل مدينة طبرق الليبية يوم الجمعة 9 يونيو/حزيران الجاري، قاصداً إيطاليا. إلا أن خللاً ما أدى إلى انحراف مساره حتى وصل إلى شواطئ اليونان، وبالقرب من جزيرة كالاماتا انقلب وغرق معظم من على متنه.
وأقلت السلطات اليونانية 104 ناجين بينما تم انتشال نحو 80 جثة، وأعلنت أن قرابة 550 شخصا مصيرهم مجهول محذرة من ارتفاع عدد الضحايا.
وكانت النسبة العظمى من مستقلي المركب من جنسيات عربية وأفريقية، والعدد الأكبر كان من السوريين، ولكن لا توجد إحصائيات دقيقة لعدد الركاب أو جنسياتهم، وبحسب خبراء فإن المركب كان يحمل 5 أضعاف الحد الأقصى لحمولته من الركاب.
وقد وصل العديد من ذوي الضحايا صباح اليوم التالي إلى جزيرة كالاماتا، من دول أوروبية عدة أحدهم يدعى “عدي الطلب” الذي جاء باحثا عن شقيقيه الاثنين محمد ورياض، وقال للجزيرة نت إن الرحلة كانت متعبة للغاية، وإنه تنقل بين عدة مطارات انطلاقا من المملكة المتحدة وصولاً إلى موقع وجود الناجين.
وأكد “عدي الطلب” أن الإجراءات التي اتبعت كانت شاقة ومرهقة حتى تمكن من مشاهدة شقيقه محمد، وكانت الزيارة لثوان معدودة لم تمكنه من سؤاله عن شقيقه رياض.
مسيرة شاقة
“عدي الطلب” لديه الآن مسيرة شاقة أخرى للبحث عن رياض، ويتحدث بحرقة عن مساعيه ليتمكن من مشاهدة الجثث، حيث تمنع السلطات اليونانية كشف الجثث على أي شخص كان، وذلك بعد نقل ما يقارب 80 جثة إلى العاصمة أثينا.
وشهدت وسائل التواصل انتشار مناشدات لذوي المفقودين، طالبوا من خلالها الصليب الأحمر والمنظمات الدولية المعنية بالمساعدة في الوصول إلى المفقودين، والضغط على السلطات اليونانية لتسهيل الوصول إلى الجثث من قبل الأقارب للتعرف عليها، وأعربوا عن تخوفهم الكبير من إقدام السلطات على دفن الجثث بطريقة جماعية، وليست على طريقة الشريعة الإسلامية.
ويقوم رجال الإنقاذ ببحث واسع النطاق في المياه الواقعة قبالة اليونان، في وقت تتضاءل فيه الآمال بشأن العثور على ناجين من الحادث الذي يعد الأكثر دموية بأوروبا خلال الأعوام الأخيرة.
ويواصل زورقا دوريات وفرقاطة تابعة للبحرية اليونانية، و3 مروحيات و9 سفن أخرى، مسحَ المياه غرب سواحل بيلوبونيز، وهي واحدة من أعمق المناطق بالبحر المتوسط.
وقالت السلطات إن عدد من كانوا على متن المركب لم يتضح، ولكنها تتحقق حاليا من رواية مؤسسة خيرية أوروبية تدعم عمليات الإنقاذ، وتفيد بأنه من المحتمل أن المركب -الذي يتراوح طوله بين 20 و30 مترا- كان على متنه 750 شخصا.