أمسية شعرية ثمرة تعاون مشترك بين جمعية اللد ومنتدى البيت العربي الثقافي
وكالة الناس – في تعاون مشترك أقامت جمعية اللد الخيرية ومنتدى البيت العربي الثقافي أمسية شعرية شارك فيها الشعراء: محمد سمحان، محمد خضير، أحمد الدقس، ود. إيمان عبد الهادي، أدار الأمسية الأديب جروان المعاني، والتي نسق لها د. مهدي العلمي رئيس اللجنة الثقافية في الجمعية وميرنا حتقوة أمينة السر ومديرة البرامج في المنتدى.
وحضر الأمسية رئيس جمعية اللد محمود الترتير وم. قمر النابلسي نائب رئيس منتدى البيت العربي الثقافي، وعدد من الشعراء والأدباء والمثقفين وأعضاء من الهيئة الإدارية والعامة في الجمعية والمنتدى.
وبدأت الأمسية بتلاوة آيات مباركة من القرآن الكريم تلاها أحد الشباب من أعضاء جمعية اللد، ثم ألقى رئيس جمعية اللد محمود الترتير كلمة رحب فيها بالحضور داعيا إلى مزيد من التعاون المشترك بين الجمعية والمنتدى مثمنا هذا التعاون الذي يصب في مصلحة الثقافة، وقدم نبذة مختصرة عن تأسيس جمعية اللد وحرص اللجان فيها على إقامة الأنشطة المختلفة.
كما ألقت المهندسة قمر النابلسي نائب رئيس منتدى البيت العربي الثقافي (عضو مجلس أمانة عمان الكبرى)، كلمة أثنت فيها على هذا التعاون المشترك مؤكدة أنها بادرة حتما ستتكرر من أجل الثقافة والمثقفين وشكرت باسم رئيس المنتدى م. صالح الجعافرة وأعضاء الهيئة الإدارية والعامة إدارة الجمعية على حرصها على إقامة الفعاليات المختلفة ما جعل من الجمعية إسما عريقا بين مثيلاتها من الجمعيات.
وقدمت موجزا عن منتدى البيت العربي الثقافي وحرصه على إقامة الفعاليات المختلفة الشعرية منها والأدبية والمحاضرات واللقاءات الفكرية والفنية واستضافة المبدعين في شتى صنوف العلم والأدب.
وألقى د. مهدي العلمي كلمة اللجنة الثقافية في الجمعية شكر فيها الحضور وهنأنهم بحلول شهر رمضان وبعيد الأم وذكرى معركة الكرامة ويوم الشعر العالمي، مشيدا بدور اللجنة الثقافية في الجمعية قائلا: لقد اصبحت اللجنة الثقافية في جمعية اللد منارة مشعة مضيئة في بحر الثقافة في هذا البلد الكريم المعطاء الآمن الأمين، يبحر نحوها كل طلاب الثقافة ومريديها وعشاقها، فكيف بها اليوم إذ تتعاون وتتعاضد مع منتدى عتيد للثقافة هو البيت العربي الثقافي النجم اللامع في سماء الثقافة والمعرفة والعلم والأدب.
ثم اعتلى الشاعر محمد سمحان المنصة وقرأ قصيدتين الأولى عن معركة الكرامة والأخرى عن فلسطين ومما قرأ عن معركة الكرامة قال:
حاكَيْـــتِ بدْراً عُــــدَّةً وعديـــــــدا.. ودنَـــوْتِ من جُنْــــدِ السَّـمـــاءِ جُنُـــودا/ ونقشْـتِ في صَخْرِ الفِدا أسْـطُورَةً.. وكتبْــتِ سِــفراً في الجهـــــادِ مجيـــــدا/ وطلعْـتِ شمْـساً والدُّجى محلَوْلِكٌ.. فبَلَغْــتِ أفــلاكَ البُـــروجِ صعـــــــــودا/ وبنيتِ فوقَ ذرى الخلـودِ منازلاً.. وخَلُـــدْتِ ما شــــــاءَ الخلــــودُ خلـــودا/ قد جِئْتِ والنَّيْــروزُ يُعْلِنُ عيدَهُ.. ويــــــــداهُ طـــرَّزتــا مَـــــــــداهُ ورودا/ لبِسَ الزَّمانُ وقدْ زَهَت أيَّــامُهُ.. حُلَــــلاً ـ تزيـــــــدُ بهـــــاءَهُ ـ وبُـــرُودا/ وبِيَوْمِ عيـــدِ الأمِّ كنْـتِ هديَّـةً.. أنْــــــعِمْ بعيـــدٍ قدْ تنفَّـــــــسَ عيــــــــدا/ يوْمُ الكرامةِ يومَ أحْرزَ جَيْشُنا.. نصْــــراً على جيْــــشِ الغُــزاةِ أكيـــــدا.
وثم تلا الشاعر محمد خضير قصيدتين الأولى بعنوان “تناقضات” والأخرى عن مسيرة رسول الله من المهد إلى الوفاة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، ومما قرأ من قصيدته الأولى:
شِعْرٌ بِلا شَفَتينِ أنجَزَ ما وعَدْ.. وحَديثُنا قمْحُ الرَّحَىٰ، هزْلٌ وجَدْ/ وكأنّنا خيْلٌ مَراكِبُها الثّرَىٰ.. وكأنّنا في المٰاءِ بحْرٌ مِنْ زبَدْ/ مُتناقِضونَ.. كأيِّ وَهْمٍ يَشْتهيْ.. أنْ تُنجِبَ النّيرانُ حبَّاتِ البرَدْ/ أنْ يقْرأَ المعْدومُ ما كتَبَ الصَّدَىٰ.. فوقَ ارتعاشاتِ الشّقاءِ بغيرِ يَدْ/ أنْ يفهمَ المنفيُّ حُزنَ حَمامةٍ.. هَزمَتْ خِيامَ الرّيحِ فانتصَرَ الوتَدْ/ مُتناقِضونَ.. كأيِّ نقْصٍ طارئٍ.. في الإصْبعِ الوُسْطىٰ يفتّشُ عن عدَدْ/ مُتناقِضونَ.. كعاشقيْنِ تَهامَسٰا.. خلْفَ الكلامِ سُدَىٰ، ولمْ يأتِ الولَدْ/ مُتناقِضونَ.. كأيِّ حرْبٍ خاضَها.. مَنْ ماتَ في الطُرقاتِ كيْ يَحْيا البلَدْ/ مِنْ حَظّنا، لا سِجْنَ يَسْكُنُ بينَنا.. لا واشيًا يمحوْ الظلامَ، ولا رَصَدْ/ فإلامَ هٰذا الخَوْفُ يرْجِفُ حوْلنا.. والصّمتُ وجْهٌ في مراياهُ ارتعَدْ/ هٰذي الحَياةُ جوابُها في مَوتِنا.. والمَوْتُ ما حمَلَ السُّؤالُ إلىٰ الأمَدْ.
ثم ألقى الشاعر أحمد الدقس اكثر من قصيدة ومما قرأ قصيدة قال فيها:
دعني وصمتي إنه يتحدث.. لا تسأل المفقود عما يبحث/ شأني وهذا الشعر طفل لم يعد.. في ثوب أمه باكيا يتشبث/ اقسمت للأحزان دون تضرع.. أني إذا خشع الزمان سأحنث/ لا عهد للأيام بعد رحيلها.. فلذا سأرحل كالجميع وأنكث/ إن القصائد باقيات فاذهبوا.. ما أصدق الشعراء إن لم يمكثوا/ يا فتية الكهف الذين تساءلوا.. لا كهف يؤينا إليه فنلبث/ عبثا أحاول أم أحاول عابثا.. أما أنها الدنيا تجد وتعبث/ من نطفة تجري إلى أقدارها.. لا وقت عند المتعبين ليلهثوا/ لا تعذلوا المسموم إن فؤاده.. من لدغة الأشواق قد يتريث/ إني عجبت لمرتين أحبها.. سأعود للنسيان أي اتثلث/ حوراء قاصرة بطرفي طرفها.. إن القصائد دونها لا تطمث/ من حجها المبرور عدت مطهرا.. من حج بعد مماته لا يرفث.
واختتمت الأمسية بقصيدتين للشاعرة الدكتورة إيمان عبد الهادي ومما قرأت قصيدة نزهة المشتاق فقالت:
إذا جاعتْ يدايَ فأنتَ حِبري.. وإنْ هَجَمَ السُّدى أنتَ الحَؤولُ/ وإنْ مرضَ الطبيبُ فأنتَ قصدي.. ومتَّسَعي إذا ضَاقَ الدّليلُ/ هُنالِكَ تصبِحُ الغيماتُ مأوىً.. لدمعٍ ما؛ وتُبتَكرُ السّيولُ/ ودَربَاً تَرتقي؛ آخيتُ فيها.. جراحِي؛ آختِ الدِّعةَ السّهولُ/ وآخرَ قمّةٍ في طُوْرِ رُوحي.. تَشَابَكُ في سَمَاوتِها الوُعولُ/ رَأيتُ قُرُونَها الخَضراءَ تَنمُو.. وتَغزلُ غيمةً ليستْ تَزولُ!/ وصلتِ إذن؟ سيسألني حنيني.. وكيفَ! يُجيبُهُ عنّي الذّهولُ/
مَضَى عُمري شِهاباً خُلبيّاً.. مُضَاءً بالغُبارِ… لهُ ذيولُ/ أمامَ الأربعين رأيتُ نهراً
بِلا جِهَةٍ… وقُبّرَةً تَؤولُ/ فَرَاشاً كالنُّثارِ (زهورَ خيرٍ).. وأشجاراً على غَدِها تَقيلُ/ وسِرباً من حمامٍ سرمديٍّ.. يُشيّعُني إذا اشتَبَكَ الهَديلُ.
وكان مدير الأمسية الأديب جروان المعاني قد قدم الشعراء كل بما يلق به واثنى على دور الجمعية ودور منتدى البيت العربي الثقافي في دعم الثقافة في عمان والأردن على وجه العموم، كما قرأ نصا نثريا من كتاباته.
وفي ختام الأمسية كرم رئيس جمعية اللد ونائب رئيس منتدى البيت العربي الثقافي الشعراء المشاركين في الأمسية. كما تبادلا الدروع التذكارية للجمعية والمنتدى.