0020
0020
previous arrow
next arrow

فلتر جديد يغزو تيك توك ويثير جنون مستخدميه

وكالة الناس ــ اجتاح فلتر وجه جديد مثير للإعجاب يسمى “Bold Glamour” منصة تيك توك الأسبوع الجاري، وأثار جنون مستخدميه، فيما وصفه البعض بـ”الخطير”، نظراً لتأثيره الكبير على الحالة النفسية للشخص.

وأعرب عدد كبير من المستخدمين عن مشاعر متضاربة تسيطر عليهم، بسبب هذا التطبيق، فتباينت ردود الفعل تجاهه بين الانبهار والفرحة بتغيير المظهر بشكل جذري وجريء، والرعب والهلع من إحداث حرب نفسية داخل المستخدم.

 ما هو مرشح “بولد غلامور”؟

يتسم مرشح أو فلتر “Bold Glamour” بمنحه مظهراً واقعياً للغاية، لدرجة أنه أصبح أحد أكثر مؤثرات تيك توك إثارة للإعجاب بين مستخدميه حتى الآن، فقد تمت مشاركة أكثر من 9 ملايين فيديو باستخدام هذا حتى الآن، وفقاً لما ورد في موقع “مترو” البريطاني.

فهو يقوم بعمل تحسينات جذرية للوجه، دقيقة وملموسة بشكل كبير، مثل المكياج أو الشفاه الممتلئة، ليصبح أحد أكثر مؤثرات تيك توك إثارة للإعجاب بين مستخدميه حتى الآن.

ويتضمن هذا الفلتر مجموعة واسعة من تأثيرات الجمال التي تعمل على تحسين المظهر والوجه بشكل مفصل، مثل زيادة حجم الشفاه أو تحديد عظام الوجنتين، بالإضافة إلى تحسين الحاجبين والرموش والعينين والأنف والخدين، وحتى الابتسامة، ما يمنح مظهراً رائعاً للشخص، الأمر الذي قد يؤثر سلباً على تقدير الذات.

ولم تفصح المنصة عن أن أداتها الجديدة قائمة على الذكاء الاصطناعي، على الرغم من أنها طرحت الشهر الماضي عدة فلاتر وأدوات قائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، حسب ما ورد في موقع “ذا فيرج”.

وشاركت إحدى المستخدمات وهي منشئة محتوى تدعى جوانا كيني، مقطعاً يوثق مظهرها ووجهها باستخدام الفلتر ومن دونه.

وقالت في فيديو نشرته عبر حسابها على تيك توك: “أنا لا أبدو مثل هذا، لكن الفلتر نفسه يبدو طبيعياً”، مشيرة إلى أنها شعرت أنها بدت “قبيحة”، بمجرد إيقاف الفلتر، محذرة المستخدمين من تجربته وتأثيره على النفس.

ولعل أحد أبرز أسباب جذب المستخدمين لهذا الفلتر بالذات، آلية عمله، فهو يختلف تقنياً عن المرشحات الأخرى، فعادة تأخذ المرشحات التقليدية خلاصة الكاميرا ثنائية الأبعاد الخاصة بالمستخدم وترسم الوجه على نموذج ثلاثي الأبعاد، قد يكون مبالغاً فيه، حسبما صرح مستشار الواقع المعزز “لوك هورد” الذي عمل على فلاتر منصات سناب شات وإنستغرام، لموقع “ذا فيرج” التقني، مشيراً إلى أن هذه التأثيرات التي تضيفها هذه المرشحات، قد تتشوه أو تتعطل عندما تتداخل مع التركيب ثلاثي الأبعاد، فتظهر صعوبة في الالتزام بتخطيط الوجه الحقيقي.

أما بالنسبة لمرشح “بولد غلامور”، فالتكنولوجيا المستخدمة فيه ليست بالجديدة تماماً، فهي قائمة على شبكات “GAN” أو الشبكات التوليدية الخصومية، تتنافس فيها شبكتان عصبيتان ضد بعضهما البعض في معركة، لإنشاء بيانات مفبركة مشابهة تماماً للبيانات الحقيقية، يصعب على مراقب بشري أو آلي التفريق بينهما، والكفاءة التي يتميز بها الفلتر تنحصر بين الدقة المتناهية مع عدم المبالغة مع الحد الأدنى من الثغرات.

ويعمل الفلتر على مقارنة جوانب الوجه بمجموعة بيانات من الصور التي تبدأ في التطابق مع ملامح الوجه من الخد والعينين والحاجبين والشفتين وغير ذلك، لتجمعها في صورة واحدة بسرعة عالية.

تأثير نفسي خطير

توجد مجموعة متزايدة من الأدلة على أن هذه المرشحات أو الفلاتر الجمالية ضارة بالصحة العقلية للمستخدم، بسبب التوقعات غير الواقعية والمنطقية التي تضعها لصورة الجسم أو المظهر، ففي دراسة أجريت عام 2021، حول التأثيرات الاجتماعية للفلاتر، لباحثين بجامعة لندن سيتي، وجدت أن 94% من المشاركين شعروا بالضغط النفسي حول مظهرهم بطريقة معينة، فيما اعترف 90% منهم بأنهم يلجأون إلى الفلاتر لتعديل صورهم على السوشيال ميديا وغيرها.

وفي عام 2020 وجدت الدراسات أن المرشحات أو “الفلاتر” التجميلية يمكن أن تخلق مشاعر عدم الرضا لدى الشباب والمراهقين، مما يجعلهم أكثر عرضة للشعور بالتعاسة وخيبة الأمل والاكتئاب بالنظر إلى وجوههم وأجسامهم.