عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

هل يستخدم بوتين الأسلحة النووية؟

وكالة الناس ــ صور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحرب في أوكرانيا بعد عام من انطلاقها، خلال خطابه السنوي أمس الثلاثاء، أنها مواجهة بين موسكو وواشنطن.

ولذلك، أعلن بوتين تعليق مشاركة روسيا في معاهدة “نيو ستارت”، التي تحد من الرؤوس الحربية الاستراتيجية للقوتين النوويتين العظميين؛ أي الولايات المتحدة وروسيا.

وبالرغم من أن قرار بوتين مرتبط بما يجري في أوكرانيا بطريقة أو بأخرى، إلا هناك عوامل أخرى تلعب دورها، بينها السياسة الأمريكية، وأسعار الطاقة، وصعود الصين.

تنتهي المعاهدة عام 2026 وهناك عدة عوامل ربما دفعت بوتين إلى التملص منها قبلها بثلاثة أعوام، وربما قدر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيكافح للتصديق على اتفاقية جديدة مع الكونغرس بينما تستعر الحرب في أوكرانيا، مما يعني أن المحاولات الروسية لضم القدرات الأمريكية غير النووية في عملية إعادة التفاوض سيكون بلا جدوى على الأرجح.

وكان مرجحا -وفق لتقرير لصحيفة التايمز”، أن يؤدي صعود الصين كقوة نووية عظمى إلى الضغط على الولايات المتحدة لإعادة النظر في القيود المفروضة على مخزوناتها.

وقال ويليام ألبيركي مدير الاستراتيجية والتكنولوجيا وبرنامج الحد من التسلح في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في برلين: ” كيف تتعامل مع سباق تسلح ثلاثي؟ لم يكن على الولايات المتحدة القلق أبدًا بشأن ذلك من قبل، ويمكن للصين بسهولة وبسرعة الوصول إلى ألف رأس نووي.”

ومع وجود احتمال لعدم الاتفاق على اتفاقية جديدة، كان لدى بوتين فرصة محدودة للقيام بعرض تمزيق المعاهدة.

وقال الدكتور ماثيو هاريز، من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن بوتين يبحث عن كل ما يمكنه استخدامه في في مواجهته مع الولايات المتحدة والغرب بشأن أوكرانيا، مضيفا: “يرى أن الحد من التسلح لا زال يحمل بعض القيمة بالنسبة للغرب.”

وقال إنه من خلال تعليق عمليات التفتيش بمنشآته النووية رسميا يستطيع الكرملين أن يبقي البيت الأبيض في حالة تخمين بشأن نواياه، ويجبر البنتاغون على الاعتماد على الأقمار الصناعية ووكالات الاستخبارات لاستنباط الخطط الروسية.

وتابع: “هذا لا يترك الولايات المتحدة في حالة جهل بأي طريقة، ولكنه قد يضيف هامشا من عدم اليقين إلى تلك الحسابات. ربما يلعب بوتين بذلك قليلا.”

وتسيطر الولايات المتحدة وروسيا على 90% من الرؤوس الحربية النووية في العالم. وتمتلك روسيا 5977 رأسا نوويا، في حين تأتي بعدها الولايات المتحدة بـ5428. وتحدد معاهدة “نيو ستارت” حدا أقصى لما يمكنهم ربطه بالصواريخ.

وقال ألبيركي: “العديد من الصواريخ الروسية تمتلك حاليا رأسا نوويا واحدا لكنها قادرة على حمل عشرة. يمكن لروسيا أن تنتقل من الحد الأقصى الذي تنص عليه نيو ستارت والبالغ 1550 رأسًا حربيًا منشورا إلى 4 آلاف أو 5 آلاف.”

مما تقدم نصل إلى سؤال “هل يشن بوتين هجوما نوويا”، حيث تحاول الصحيفة الأمريكية الإجابة بالقول :”يظل من غير المرجح أن يستخدم بوتين الأسلحة النووية في أوكرانيا أو أي مكان آخر”.

وتحكم “نيو ستارت” استخدام الأسلحة النووية الاستراتيجية، والتي تزيد قوتها بألف مرة عن الأسلحة النووية التكتيكية منخفضة القوة التي تكهن البعض بأن بوتين قد يستخدمها كاستعراض للقوة في أوكرانيا، ربما بإطلاقها بالبحر الأسود. لكن يمكن أن يقلب استخدام روسيا لسلاح نووي تكتيكية حلفاءها غير الغربيين ضدها.

ورأى ألبيركي أن “الأمر لا يتعلق بساحة المعركة في أوكرانيا. من غير المرجح أن تساعده أي من تلك الأنظمة في تحقيق أهدافه من الحرب بل ومن المرجح أن تؤدي إلى لإضعاف الدعم الصيني والتركي والهندي.”

وهناك طريقة أخرى يمكن لبوتين التصعيد بها بدون نشر أسلحة نووية في أوكرانيا. ففي خطابه هدد الرئيس الروسي باستئناف تجارب الأسلحة النووية. وأجريت آخر تجربة سوفيتية عام 1990 ومن المرجح أن تؤدي جولة جديدة من التجارب إلى إثارة القلق في العواصم الغربية.

وقال هاريز: “بعد الألفية، كوريا الشمالية الوحيدة حقا التي أجرت اختبارات لأسلحة نووية”.

ورأى هاريز أنه “من السابق لأوانه معرفة” ما إذا كانت روسيا ستزيد مخزونها من الأسلحة النووية بشكل كبير أم لا. ومع تقويض العقوبات للاقتصاد الروسي، يبقى أن نرى ما إذا كان بوتين قادرا على تحمل سباق تسلح مع الولايات المتحدة، يتساءل المحلل السياسي.

وقال ألبيركي إن ارتفاع أسعار الطاقة يعني أن الاقتصاد الروسي قد يكون قادرًا على الحفاظ على سباق تسلح على المدى القصير، رغم أن استمرار حرب باردة أخرى لعقود ستكون “مدمرة”.