الاحتفال باليوبيل الفضي لتأسيس نادي خريجي هنغاريا
إعداد وحوار سالم قبيلات
شارك في الحوار:المهندس زياد الريحاني، الدكتور هيثم حداد، الدكتورة ديانا عنابي، المهندس عامر القسوس، الأستاذ هاني عبيدات،المهندس يوسف ألحصري، المهندس عبد الفتاح اصبيح،المهندس ارتين بكرجيان ، الدكتور فريد المصري،المهندس أسعد جورج.
وكالة الناس ــ يحتفل خريجو الجامعات والمعاهد الهنغارية في الأردن في هذا الشهر باليوبيل الفضي لتأسيس ناديهم، الذي كان في البداية مجرد حلم جميل وفكرة طموحة، بدأت منذ خمسة وعشرين عاما، ارتبطت بمشاعر و طموحات وأمال مشتركة جمعتهم، وذكريات عزيزة تكونت لديهم خلال سنوات الدراسة في هنغاريا.
وبهذه المناسبة الخاصة، يحتفل أعضاء النادي بفرح وسرور بنجاح الفكرة، بعدما أصبحت حقيقة وواقعا ملموسا، جسدتها جهود مشكورة لعدد من المؤسسين المبادرين في عام 1998، الذين منحوا إطارا آمناً لكافة الخريجين، ليمارسوا فيه بشغف أنشطتهم الثقافية والاجتماعية،ويوسعوا من آفاق عملهم، ويروحوا عن أنفسهم في بيئة ملائمة تشبههم.
وان ما يزيد من الفرحة لديهم ،إن النادي نجح في الارتقاء بمستوى علاقات التواصل بين خريجيه،وتوجه بهم نحو حركة العالم الخارجي بانفتاح، من نوافذ مؤسسة تروق لهم، وترقى إلى مستوى طموحاتهم، ومنحهم الفضاء الرحب لسرد قصص الحنين إلى الأيام الخوالي، وحقق لهم التزاما أخلاقيا برؤية واعدة بخلق حالة من الارتقاء الذاتي في إطار حياة ثرية بالمتعة والنشاط المنظم والمعرفة.
ومما لا شك فيه، فقد استطاع الخريجون خلال هذه السنوات المفعمة بالنشاط والحيوية خلق بيئة تفاعلية حاضنة لطاقاتهم، لبت طموحاتهم في التعبير عن حالات خاصة بهم، وعززت الخصوصية الثقافة لديهم،وتدفق التواصل المشترك فيما بينهم، فضلاً عن التعريف بما هو إرث إنساني مشترك بين تجاربهم.
وبتحقيق هذه الإنجازات الملموسة، أثبت الخريجون بأن قرار تأسيس ناديهم، لم يكن وليد صدفة أو نزوة عبارة تملكتهم، بل جاء تجسيدا مؤسسيا خلاقا لواقع اجتماعي وثقافي اكتسبه الخريجون خلال فترة وجودهم للدراسة في هنغاريا.
المهندس زياد الريحاني
من جهته يعلق المهندس الريحاني على هذه المناسبة، أحد المؤسسين الأوائل للنادي، الذي درس الهندسة المدنية في جامعة(BME) في مدينة بودابست من عام1973إلى عام 1980، وكان في سلوكه مثالا يقتدى به في الاجتهاد والمثابرة وطيبة النفس، إنسانا امتلك السمات والقدرات التي منحته القدرة على الإدراك الدقيق لمتطلبات العصر، والإحساس بهموم العامة، والأصالة في التفكير، وجعلت منه شخصا مبدعا بعمله، بات محط إعجاب وتقدير من الآخرين، ومصدر ثقة لكل من زامله وتعامل معه، حيث بدأ خدمته بعد التخرج، مهندسا في أمانة عمان، وترقى فيها حتى وصل إلى منصب نائب مدير المدينة لشؤون التخطيط والتنمية الاقتصادية، ومن ثم في عام 2013 اختار التقاعد، وتقديرا لخبرته الكبيرة، تم إعادة تعيينه للمرة الثانية عضوا في مجلس أمانة عمان في عام 2022.
يقول الريحاني: “إن فكرة تأسيس النادي التي لم تخلو من الشد العاطفي، مثلت استجابة موضوعية لتطلعات الخريجين نحو توثيق الروابط الاجتماعية والثقافية فيما بينهم، وكان تعبيرا صادقا عن الرغبة المشتركة لهم في استمرار عملية التواصل مع ثقافة الشعب الذي منحهم الرعاية والاهتمام خلال سنوات التحصيل العلمي، بعدما أصبحت وقائع تلك السنوات الطويلة، بما تحمله من ذكريات وحكايات جميلة، تجسد أجمل أيام العمر المليئة بالأحداث.
ويوضح الريحاني، “إن عملية الاندماج العفوي للطلاب الأجانب في ثقافة المجتمع المجري في ذلك الوقت، كان من نتائجها أن أصبح للخريجين نمط جديد مختلف للتفكير، يميز سلوكهم الثقافي والاجتماعي، وأسهم بشكل مباشر في تشكيل وعي ثقافي جديد عندهم، ينسجم مع مفهوم التعايش بين الثقافات المختلفة. ما سهل لهم الانفتاح على تقاليد وثقافات الشعوب المختلفة. ولقد عكس نمط التفكير المكتسب من تجربة الاندماج في ثقافات مختلفة تأثيرا ملحوظا على مراحل الحياة اللاحقة للخريجين، وخاصة بعدما أصبحت تلك الصفات المكتسبة من التعايش المباشر تشكل جزء أساسيا من منظومة السلوك والقيم الاجتماعية والذاكرة ونمط الحياة لدى الخريجين”.
يضيف الريحاني: “لقد كان الهدف من تأسيس النادي هو تحقيق الأهداف المتفق عليها عبر التنسيق والتواصل بين الخريجين في إطارعمل مؤسسي منظم، فبعد مرور هذه السنوات من العمل المتواصل والمتقن، استطيع التأكيد على إن النادي نجح في تحقيق أهدافه بجدارة، وبات مؤسسة نشطة، تحظى بتقدير واحترام الخريجين أنفسهم، وكذلك احترام اقرأنهم خريجي المؤسسات التعليمية الهنغارية في عديد دول العالم. كما أصبح النادي مثالا رائدا للعمل الجماعي على المستوى المحلي، وأنموذجا يفخر الخريجون به، بصفته أول وأنشط نادي لخريجي الجامعات والمعاهد الهنغارية خارج هنغاريا”.
ويشير الريحاني، من باب الاعتراف بالجميل والعرفان لمن غادروا هذه الدنيا من الأعضاء، بينما هم أحياء في قلوب و وجدان زملائهم. فأنه يجهر بالقول، “أن جميع الخريجين يكنون احتراما كبيرا للزملاء الراحلين الذين تركوا بصمات واضحة على مسيرة عمل النادي” ويذكر منهم: “الرئيس السابق للنادي المهندس مروان بجالي، والدكتور أسعد زواوي، والمهندس رجا خوري، والمهندس هشام التل، ومحمود أبو بكر، ونوراير كبريان.”
ويختم الريحاني: “بذكرى هذه المناسبة العزيزة أتوجه لزملائي أعضاء الهيئة العامة للنادي بالتهنئة الحارة والتمنيات لهم بمزيد من النجاح في الحفاظ على ناديهم كمؤسسة مرموقة، وثرية بالنشاطات الثقافية واللقاءات الحوارية التي تعزز فرص التواصل الإنساني وقضاء الأوقات الممتعة وتتيح لهم الإطلاع على مستجدات العلوم والحياة”.
الدكتور هيثم حداد
الدكتور هيثم حداد من مؤسسي النادي، طبيب مضطلع على الكثير من القضايا الثقافية، يرى فيه زملاء الدراسة، أنسانا صريحا ومباشرا، تميز بقدرته الكبيرة على كسب احترام الزملاء أيام الدراسة والعمل لاحقا، يمتلك عاطفة جياشة، مدركة لهموم الأصدقاء. فجدوله كان دائما محملا بالمبادرات التي خففت على زملائه وقع التحديات ومشاعر الإحباط والوحدة في غربتهم، مما جعله أنسانا محبوبا بينهم، يكنون له الاحترام كانسان مجتهد تشغله الطموحات الكبيرة التي كان يرى فيها حلماً قابلا للتحقيق. وتقديراً له على تميزه العلمي منح الدبلوم الذهبي من جامعة (Szeged) في نهاية عام2022.
درس الدكتور هيثم حداد في هنغاريا من عام 1964 إلى 1972 في مدينة (Szeged)، وحاز على التخصص في الجراحة العامة في عام 1972 من نفس الجامعة. وبعد التخرج التحق بمستشفيات وزارة الصحة، وترقى فيها إلى درجة مدير مستشفى في مدينة مأدبا، وفي عام 2011 اختار التقاعد.
يقول الدكتور هيثم حداد: “لقد عمل النادي من خلال برامجه الثقافية على إحياء المناسبات الوطنية للشعب الهنغاري بالشراكة مع السفارة الهنغارية في الأردن، للتعبير عن خصوصية العلاقة معها والإعراب عن الشكر للدولة التي وفرت الظروف المناسبة لهم، لنيل مستوى عال من التأهيل واكتساب الخبرات والمعارف. ولذلك بات من الواجب الأخلاقي إن يعبر الخريجون بشكل مؤسسي منظم عن مشاعر الامتنان للشعب المجري، ومؤسساته الرائدة، لما قدمت لهم من تسهيلات فاقت التوقع، ولما حظوا به من حياة كريمة مليئة بالفضائل الإنسانية “.
يشيد حداد، بالجهد الاستثنائي الذي قدمه المؤسسون الأوائل للنادي، لإخراج هذه الفكرة المتأصلة في وجدانهم إلى حيز الوجود، وإظهارها كمنجز رائع وبمستوى متقدم من الحيوية والنشاط. ومن وحي هذه المناسبة العزيزة على قلوب الخريجين، يتقدم بالثناء والتقديرإلى كل من ساهم في التأسيس، سواء من كان حيا منهم أو من غادر إلى العالم الأخر، فهم بلا شك أشخاص مثابرين، صاغوا تاريخا مشرقا للنادي.
يشير حداد، إلى مبادرات أنجزها النادي خلال السنوات السابقة، تمثلت بتنظيم عدد من الزيارات المنتظمة إلى هنغاريا، لاطلاع الأعضاء على المستجدات العلمية والتكنولوجية الجديدة للبلاد التي أتقنوا لغتها الفريدة، ونالوا فيها ما يفوق التحصيل الدراسي من الأمان الشخصي والعيش الكريم، فهنغاريا تاريخيا كانت البلاد الخصبة التي فيها التقت الأمم الباحثة عن رغد العيش، والتي وجدت فيها المجتمعات المتنقلة نعمة الاستقرار، وفيها ظهرت الأفكار الملهمة والخلاقة الزاخرة بالاختراعات العلمية، فهي منذ أقدم الأزمنة موطن للحياة الجميلة الثرية بالخيرات والنعم لحوض نهر الدانوب.
ويختم حداد، بالتأكيد على إن ما قدمه الشعب الهنغاري لهم إثناء الدراسة كان عظيما جدا، ويستحق الشكر والثناء عليه، فمن الصعب إن يتم نسيانه بمرور الوقت. وبسبب ذلك العطاء، دأب الخريجون على انتهاز الفرص المناسبة لمبادلة الشعب الهنغاري مشاعر الود والاحترام والتقدير من خلال استذكار المناسبات الوطنية الهنغارية بشوق وحماس.
الدكتورة ديانا يعقوب العنابي
الدكتورة ديانا العنابي من أوائل الأردنيات اللاتي درسن طب الأسنان في هنغاريا، سيدة جريئة واجهت التحديات المفصلية بحكمة، واجتهدت لإثبات نفسها كطيبة مبدعة، قدمت جهودا كبيرة من العطاء المميز، مخلصة لعملها ولرسالتها الإنسانية، ساهمت باستمرار في تقديم رعاية طبية نوعية للمجتمع باختلاف مواقع عملها. تمتلك الدكتورة ديانا الكفاءة المهنية التي استحقت عليها التقدير والاحترام من المجتمع الطبي، كطبيبة يسكنها الشغف لتحقيق السعادة للإنسان، وريادية بحب التطور والحصول على المعرفة، والقدوة في البذل والعطاء والتفاني، وأنموذج في العلاقات الإنسانية التي تجمع الطبيب بمرضاه. فهي تمتلك ما يكفي من الحبّ والخير لطمأنة مراجعي عيادتها، ناجحة و متميزة في حياتها الشخصية، تحظى باحترام اجتماعي كبير، وقدمت الكثير لعائلتها ومجتمعها.
درست الدكتورة ديانا العنابي طب الأسنان في مدينة(Szeged) في هنغاريا من عام 1970 إلى عام 1976. بعد تخرجها من الجامعة، بدأت مشوار العمل مع وزارة الصحة لمدة عشر سنوات، ومن ثم أسست عيادتها الخاصة في مدينة مأدبا إلى أن اختارت التقاعد في عام2011.
تقول الدكتورة ديانا: “إن اللقاءات التي ينظمها النادي لها وقع مختلف على النفس، فنحن ما زلنا إلى اليوم نشعر بدفء تلك العلاقات القديمة التي تفيض بالمشاعر الصادقة والذكريات الجميلة عن سنوات الدراسة التي قضيناها بسعادة في الجامعات الهنغارية وفي كنف شعب غزير العطاء، إلى درجة إننا لم نستطع نسيانها، فقد حفرت مكانا حصينا لها في وجداننا وذاكرتنا، وبات من الصعب طمسها أو تجاهلها، فلقد تغلغلت في تفاصيل حياتنا اللاحقة، وتركت أثرها في القيم الإنسانية لحياتنا الحالية، وباتت من الأشياء التي نتمسك بها، ولا نحزن لفواتها فهي حاضرة فينا دائما”.
وتشير الدكتورة ديانا، إلى أن الخريجين حاليا يمتلكون خيارات متعددة بفضل النادي، للتعبير عن خصوصياتهم، إذ وفر لهم طوال السنوات الماضية أبوابا عديدة لقضاء أوقات ممتعة وثرية بالمحتوى الثقافي والمعرفي، كما أمن لهم قنوات رسمية للتواصل مع المؤسسات العلمية والتعليمية التي تخرجوا منها من جهة، وحفاظ على أواصر التواصل والترابط الاجتماعي فيما بينهم، كخريجين لهذه المؤسسات من جهة أخرى.
وتتابع عنابي: وتقديرا لهذه الروابط العميقة التي تجمع بين الخريجين والشعب المجري، يواصل النادي دوره في إتاحة الفرص المتعددة أمام أكبر عدد من أعضائه، للاستمتاع بالتفاصيل الجمالية للثقافة المجرية والاستفادة من محتواها وتقاليدها الإنسانية القيمة. كما يعمل النادي بجهود متواصلة لتوفير الفرص التي تتيح لهم التعرف عن قرب على الانجازات الجديدة للدولة الهنغارية ومؤسساتها العلمية.
وتختم الدكتورة ديانا بالإعراب عن التمنيات الطيبة لكافة أعضاء الهيئة العامة للنادي ولعائلاتهم، مؤكدة على أهمية الاستمرار في تعزيز علاقات الصداقة مع الشعب الهنغاري الذي منحهم حياة ثرية بالمعاني الجميلة، وتجربة ثمينة تركت بصماتها الواضحة على مستقبلهم وتكوينهم المهني والعاطفي، وخاصة إن ذكراها عندهم، ما تزال تعيش في الأذهان والوجدان بقوة.
المهندس عامر القسوس
المهندس عامر القسوس عضو مؤسس للنادي، درس الهندسة المدنية في مدينة بودابست من عام1974 إلى عام 1981، يتذكره زملاء الدراسة بالشخصية المرحة والمثيرة للابتهاج والفرح فيهم، إنسان مبادر، مجتهد، ومنسجم مع ذاته إلى أبعد الحدود، محب لمساعدة الآخرين، يجيد التخاطب اللبق بالفطرة، منتبه إلى أدق التفاصيل التي تعزز من قيم الود واحترام الآخر، يمتلك حدود واسعة من الاستقلالية والنضج والاعتماد على النفس بعيدا عن التكلف.
بدأ المهندس عامر حياته مهندسا في أمانة عمان، ومن ثم انتقل إلى العمل في القطاع الخاص، وفي عام 2014 أنتقل إلى العمل في مدينة جدة السعودية، كمدير موقع في شركة هندسية مرموقة.
بدوره أكد المهندس القسوس، على إن النادي استطاع رغم الإمكانات المحدودة له تحقيق الكثير من الرغبات والتطلعات للخريجين، وبات بيتا دافئا يجمعهم، يضم في صفوفه مئات المنتسبين من الخريجين الذين جمعهم تاريخ طويل من العيش المشترك والعلاقات المليئة بمشاعر الود والاحترام المتبادل والذكريات الجميلة لسنوات الدراسة المليئة بمشاعر الحب والامتنان للشعب المجري.
ويضيف القسوس، “إن روح وقوة تلك العلاقات المميزة التي يخفقُ لها القلب إجلالاً وفرحا، استمرت تجمعهم بشكل مباشر خلال سنوات الدراسة، ولم تنقطع أو تتوقف خلال السنوات اللاحقة، بل ما تزال قائمة وفي أوج ألقها تعيش فيهم، رغم حالة البعد والتشتت التي فرضتها متطلبات الحياة. وهي ذاتها ما يدفع الخريجين إلى الاستمرار باستذكار تفاصيل تلك السنوات الثرية بالمشاعر الصادقة، وبما حملت من ذكريات مشتركة وقيم نبيلة أبداها الشعب الهنغاري تجاههم”.
ويشير المهندس القسوس، إلى إن النادي منذ إنشائه إلتم فيه الخريجون بشغف لقضاء أوقات ممتعة بعيدا عن ضغوطات العمل، حيث مارسوا بحرية، عديد الأنشطة الثقافية والاجتماعية، من اجتماعات وندوات وسفرات محلية وخارجية، وكان لها أكبر الأثر في الحفاظ على تدفق شريان العلاقات الاجتماعية المميزة التي تربطهم.
ويضيف القسوس، “إن التفاعل الرائع مع أنشطة النادي، لم يتوقف عند هذا الحد من الحماس، ليقتصر على مشاركة الخريجين فقط، بل تطور أيضا، ليشمل دخول جماعي لكافة أفراد أسر الخريجين وأصدقائهم في أجواء النادي، حيث فتحت لهم أبواب المشاركة لإثراء البرامج الثقافية والاجتماعية، والارتقاء بها إلى مستويات أعلى وتعزيزها بعناصر جديدة “.
ويكشف القسوس، عن امتلاك جمهور النادي من عائلات وأصدقاء الخريجين مهارات وخبرات مختلفة “ولذلك أصبح لهم دوراً أساسيا في تنظيم الفعاليات الاجتماعية المتعددة للنادي، حيث استندت برامج الشراكة الجديدة إلى القناعة بأن العمل الجماعي يمكن أن يغير من نمط الحياة وطبيعتها، انطلاقا من مقولة : “الجميع قادرون على المساهمة بوقتهم وطاقتهم لتحقيق حياة أفضل”.
ومن وجهة نظره، فقد أدى النادي دورا مشهودا في تنظيم الحياة الثقافية والاجتماعية للخريجين وعائلاتهم، ومنحهم مساحة مفتوحة من أجل تحقيق كافة الأهداف التي كانوا يتطلعون إليها وينتظرونها من فكرة تأسيس النادي.
الأستاذ هاني عبيدات
السيد هاني عبيدات، شخصية تتسم بالأناقة الملفتة والعفوية الشديدة والحضور البهي المهذب، وكرم النفس، كان ملجأ الأصدقاء عند الحاجة، يجسد نهج حياة اجتماعية ثرية بالتواصل الإنساني، مفعمة بروح الأصالة، ومنسجمة مع جوهر القيم والعلاقات السائدة في المجتمع، صادق في تعامله والتزامه بالإرث النضالي لوالده الذي ما زال حاضرا في وجدان الذاكرة الشعبية، رغم طول الغياب. والقابض على جمر التركة النضالية بوعيه وقلبه، والمهموم على وطنه في غربته. مبدع بسرد الهم الوطني العام بطريقة مؤثرة بالنفس ومقنعة للعقل، يربط فيها الأحداث والحكايات بطريقة غير نمطية، إنسان نجاح في ترتيب أولويات حياته، وتحييد العقبات التي تقف في طريقه، حقق الأهداف الشخصية التي سعى إليها، وأحسن التكيُف مع المتغيرات والبيئات المختلفة.
درس هاني عبيدات في هنغاريا في مدينة بودابست من عام1974 إلى عام 1980، وفي بدايات الحياة الوظيفية عمل لمدة عشر سنوات مع شركة هنغارية، نفذت عدد من المشاريع التنموية في الأردن، ومن ثم انتقل إلى الوظيفة الإدارية في السفارة الهنغارية في عمان، إلى إن اختار التقاعد عام 2018 ومن ثم الاستقرار للعيش في هنغاريا.
يقول عبيدات احد المؤسسين للنادي: لقد كانت بدايات التأسيس فكرة طموحة، معززة برغبة صادقة من المؤسسين، فلا عجب اليوم، أن يفتخر الخريجون بأن ناديهم لم يتوان عن تحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها، وحققها بنجاح، واتبعها بالكثير من الإنجازات.
ويضيف عبيدات، فمنذ سنوات خلت، لم تعد الأنشطة مقتصرة على تحسين أدوات التواصل الثقافي والاجتماعي فيما بين الخريجين فقط، كما هي بدايات العمل. ولكن بعد سنوات قليلة من عمر النادي، تحقق هدف التواصل بينهم، وتمت إضافة إنجازات عديدة متقدمة له وعلى مستويات أرفع، والتي من أهمها: إن النادي كان سبـّاقا إلى المساهمة الفعـّالة في النهوض بالعلاقات الأردنية الهنغارية، وبفضل جهود مباشرة من بعض الخريجين فقد عمل النادي بشكل متواصل على تطوير الاهتمامات المشتركة في شتى مجالات التعاون بين البلدين الصديقين ، ما دفع بتطوير المصالح المشتركة بكافة أشكالها إلى مستوى متقدم، وخاصة في مجال التجارة البينية والاستثمار والسياحة والمنح الدراسية التي وصلت عددها إلى أربعمائة منحة سنويا تقدمها الحكومة الهنغارية للطلبة الأردنيين.
ويشير عبيدات، إلى أن ذكرى من رحلوا من المؤسسين خالدة فيهم، عبر إنجازاتهم المقدرة، التي اثبتوا من خلالها بأنهم قدوة في العمل، فبجهودهم المثابرة، لعبوا دورا رياديا بارزا في تحقيق أهداف النادي. ويذكر باحترام شديد المهندس مروان البجالي الذي كان رئيس الهيئة الإدارية للنادي حين وفاة والمهندس رجا خوري عضو الهيئة الإدارية لسنوات ومن الأعضاء المميزين في الهيئة العامة الدكتور اسعد زواوي، والمهندس هشام التل، ومحمود أبو بكر و نوراير كبريان.
ويضيف عبيدات. “فبفضل الجهود المشتركة لجميع الأعضاء نحيي بفرح وسرور هذه الأيام ذكرى تأسيس النادي، الذي أصبح منبرا ثقافيا واجتماعيا مميزا، ورافعة حقيقية للمعرفة، ومكانا فسيحا لتبادل الخبرات المختلفة، وعهدا للحفاظ على السلوك الاجتماعي الأصيل الذي يجسد الخصوصية الثقافية والاجتماعية المشتركة للخريجين. وبات النادي مكان فسيحا لسرد القصص الرائعة عن مآثر العطاء وطيبة النفس عند الشعب الهنغاري، وهيكلا صلبا يسند جسور التواصل الثقافي والعلمي معه، وموئلا للمبادرات العملية التي قربت المسافات بالرغم من البعد الجغرافي”.
ويكشف عبيدات، أن النادي خلال السنوات الماضية نفذ العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية المختلفة، التي كان من أهمها: تنظيم زيارات ميدانية منتظمة إلى المناطق الأثرية والسياحية الأردنية، بالإضافة إلى إقامة العديد من الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي تتفق مع أهدافه ومنها: استضافة عديد الوفود الثقافية والفرق الفنية الهنغارية، كما حرص النادي على المشاركة في المبادرات والفعاليات الوطنية والمجتمعية في كلى البلدين، وساهم أيضا في حملات التبرع للعائلات الميسورة في الأردن أبان الجائحة، وذلك انطلاقا من دوره كمؤسسة ثقافية اجتماعية وطنية، تعنى بمشاركة الخريجين وإبراز دورهم في المجتمع لتحقيق نهضته.
ويختم عبيدات، “من الجدير بالقول، إن هذه الأنشطة المتعددة للنادي نفذت بشكل مثالي ورائع، بفضل وجود علاقة متينة مع السفارة المجرية في الأردن، والتي لم تدخر جهدا في هذا الشأن، حيث كانت متفهمة لحاجة الأعضاء في النادي لمثل هذه الأنشطة التي تنمي الذوق الجمالي للحواس الإنسانية وفرص التعبير عن الذات”.
المهندس يوسف ألحصري
ناشط طلابي وسياسي بارز أيام الدراسة، منحاز بوعي إلى قضية شعبه، عميق الإيمان بعدالتها، شغل بكفاءة واقتدار مواقع قيادية لنصرتها، وقدم جهودا كبيرة ملموسة لتعزيز مكانتها في جميع الميادين والظروف. شخصية تتمتع بطاقات ذهنية وتنظيمية وسمات فريدة، لا مجال لها أينما حلت، إلا إن تكون استثنائية. منسجم مع نفسه في أفعاله وتعبيره عن ذاته، يقدم رأيه بشجاعة في مجريات الأمور، خصوصاً إذا كان العنوان القضية الوطنية.
إنسان يمتلك قوة الشكيمة ومضاء العزيمة والصبر الجميل عند الشدائد، وحب العمل التطوعي دون كلل، ودون غرض شخصي، إلا حب ما يرضي الضمير. صاحب تجربة غنية بالمآثر، وبصيرة نافذة وعزيمة لا تلين، لا يتخاذل في نصرة صديق أو ضعيف ولا يعرف سوى الوفاء.
درس الهندسة المدنية بمدينة بودابست في هنغاريا من عام 1975 إلى عام 1981 وبعد التخرج عمل بقطاع الإنشاءات مع شركات القطاع الخاص، وفي عام 2018 اختار التقاعد.
يقول ألحصري: ليس من السهل إغفال تأثير سنوات الغربة التي قضاها الخريجون للدراسة في هنغاريا على مسار حياتهم اللاحقة بعد التخرج، وتحديدا فيما يخص الجانب الإنساني والاجتماعي، الثري بالقيم والتجربة الغنية بالفضائل، التي ما زال تأثيرها يتعمق في داخل كل منهم.
ويضيف ألحصري، فان ما يختزنه الإنسان من ذكريات عن الماضي هي بمثابة سجل تاريخي لتفاصيل حياه مليئة بالمواقف المختلفة، فمنها ما كان مبهجا للنفس أو مرهقا للأعصاب، ولذلك بات من الضروري الحفاظ عليها وتدوينها بأمانة، لما تتضمن من محتوى ورسالة يمكن البناء عليها لاحقا، لينهم المتلقي الجديد من خلالها الكثير من العبر والدروس. ومن هذا المفهوم الواسع الذي يعكس المحاولة لتحقيق الذات والتعبير عن محتوى التجربة للخريجين، جاءت فكرة تأسيس النادي التي تكللت بالنجاح في عام 1998.
يقر ألحصري، بان تجربة الدراسة في هنغاريا كانت ثرية من جوانب كثيرة وملهمة لمن عاشها، ومن الصعب حصرها في الجانب الأكاديمي فقط، فلقد وفرت بيئة الدراسة والتعامل الإنساني من قبل الشعب المجري أفضل الظروف، ليعيش الطلاب الأجانب بهجة النجاح بتصالح مع الحياة.
ويشير ألحصري، إلى إن النادي خلال السنوات الماضية استضاف عديد الفرق الموسيقية والفنية الهنغارية، وقد تمت مناقشة المحتوي الثقافي لها في ندوات مفتوحة، وفي اغلب الأحيان كان النقاش والتعقيب على الأعمال الإبداعية يتم بوجود أصحابها أو صانعيها المباشرين، كما لم يقف العمل عند هذا الجانب فقط، ففي أكثر من اتجاه أيضا، انطلقت أنشطة النادي لتعكس الصورة الايجابية عن ذكريات أيام الدراسة وبيئتها الثرية بالتنوع.
ويضيف ألحصري: بصورة موازية لمسارات الأنشطة الاجتماعية، عمل النادي من خلال الأنشطة الثقافية على استلهام القيم الجميلة ومعانيها من التجارب السابقة للخريجين، بهدف إضفاء المباهج ومنح النفس السكينة. و لتحقيق هذا الهدف النبيل فقد أقام النادي عدد من ورش العمل الحوارية ونظم دورات قصيرة للمنتسبين واستضاف المحاضرين من زوار الأردن من هنغاريا.
يؤكد ألحصري، انه من خلال تلك الأنشطة الثقافية والندوات الحوارية التي تمت بالاشتراك العضوي مع الجالية المجرية في الأردن اثبت النادي وجوده و بقدرته على جلب الفرح والإحساس بالسعادة لدى الخريجين، هذا بالإضافة إلى انه عزيز مشاعر المودة والاحترام بين الزملاء من مختلف التخصصات والأجيال.
وختم المهندس ألحصري، بتوجيه التحية لجميع أعضاء الهيئة العامة الذين ساهموا بحماس في إنجاح البرامج الثقافية والاجتماعية للنادي، معربا عن أطيب التمنيات لهم بمزيد من التقدم والازدهار، متمنيا إن يستمر النادي مصدرا للفخر والإلهام وأنموذجا للعمل الجمعي الذي يجسد نهج التعايش والاحترام والحوار الحضاري البناء بين الخريجين، “مؤكدا على أن المجتمعات لا تنهض إلا بالعمل المشترك وبتكاتف الجهود والقدرات وتعدد المهارات لتحقيق المصلحة المشتركة.”
المهندس عبد الفتاح اصبيح
المهندس المعماري عبد الفتاح اصبيح، من مؤسسي النادي وجمعية الصداقة الأردنية الهنغارية، وهو أول أردني درس الهندسة المعمارية في هنغاريا، مهندس يتمتع بموهبة التصميم المعماري، واسع الخيال، يمتلك عزيمة قوية طموحة، معززة بالتفاؤل والمثابرة، ما جعل منه مرجعا معروفا في هندسة العمارة وخبير دولي فيها، ومؤلفا مرموقا ومحاضر ملهما. صدر له الدليل العلمي الهندسي “هندسة العمارة وعالم حجر البناء”.
كما وضع المهندس اصبيح بصمته الإبداعية على تصاميم عدد من المساجد والكنائس في عمان، التي حازت على التقدير والثناء باعتبارها من أجمل تصاميم دور العبادة في الأردن، والتي بجمالها المعماري عززت من القوة الروحية وأجواء الخشوع لمئات الآلاف من مرتاديها وأضفت احتراما ذا مغزى عند الزائرين.
درس المهندس عبد الفتاح اصبيح في جامعة (BME) في بودابست من عام 1968 إلى عام 1974، وبعد التخرج عمل مع شركة هنغارية في مدينة بودابست ثم انتقل معها إلى ليبيا حتى عام 1978. بعدها عاد إلى الأردن وعمل في القطاع الخاص لغاية عام 1988. وفي عام 1989افتتح مكتبه الهندسي الخاص، اختار التقاعد والتفرغ لتأليف الكتب وإعداد الأبحاث العلمية في هندسة العمارة.في عام 2020 .
من جهته يعرب المهندس اصبيح، عن سروره بالاحتفال بهذه المناسبة، ومباركته للزملاء احتفالهم بذكرى التأسيس، متمنيا لهم المزيد من النجاح في تحديث وتطوير البرامج المستقبلية للنادي والاستمرار بالبحث عن أفضل السبل للارتقاء بأنشطة النادي إلى مستوى متقدم. ويؤكد المهندس اصبيح على الحاجة إلى تطوير برامج النادي وتعزيزها بإشكال جديدة، بما بات يكتسب أهمية كبيرة عند جيل الشباب من الخريجين، ويشكل محورا رئيسيا في النقاش بين مختلف الأعضاء. و وفقا له، فبفضل الزيادة الكبيرة في أعداد الخريجين الشباب، أصبحت فرصة التطوير فيما يخص البرامج والأنشطة أفضل مما كانت عليه في أي وقت مضى، ويأمل بأن تحظى باهتمام أوسع عند الهيئة العامة للنادي خلال المرحلة القادمة.
ويلفت المهندس اصبيح، إلى إن الواقع الحالي للعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين الأردن وهنغاريا يشير إلى وجود ظروف سياسية أفضل بكثير من السابق، تشجع على إطلاق نشاطات أوسع للنادي وخلق بيئة ريادية له على درجة عالية من التنظيم، ليكون قادر على تلبية طموحات الأعضاء المتنامية، ولتكون خطوة مبتكرة، تجد مكانها المناسب في المستقبل القريب على أجندات النادي، لتعظيم المنجزات والمكتسبات السابقة للنادي، ووضعه في السنوات القادمة بموقع متقدم ومتنامي في الانجاز، وتساعده على تلبية تعدد الاهتمامات عند الأعضاء، وتدفع بمسيرة العمل نحو الأفضل.
ويتابع المهندس اصبيح ،”تجسيدا للروح المليئة بمشاعر الحنين إلى سنوات العيش المشترك المليئة بالفضائل الإنسانية والذكريات الجميلة، فقد عمل النادي على إحياء المناسبات الوطنية الهنغارية ذات الطابع الإنساني والتاريخي التي كان من شانها تعزيز العلاقات الثقافية مع الشعب الهنغاري”.
ويستطرد، “ومما لا شك فيه، فقد كان لهذه المبادرات الريادية أبلغ الأثر على الارتقاء بمستوى التعاون الثقافي والاحترام المتبادل للموروثات الشعبية والثقافية للشعبين الصديقين. ومما يزيد من مشاعر الفرحة والابتهاج أيضا، أن النادي منذ تأسيسه حظي بإشادة وتقدير عاليين من الحكومة الهنغارية، باعتباره كان مدخلا واقعيا لتحقيق عملية تواصل مؤسسي بين الخريجين في الأردن مع مؤسسات التعليم العالي الهنغارية التي تخرج منها الأعضاء.”
المهندس ارتين بكرجيان
المهندس ارتين بكرجيان من مؤسسي النادي، مهندس مغرم بمهنته، صاحب خيارات جريئة، يستفيد من خبرات التجربة والخطأ، يسكنه الشغف لتحقيق السعادة، نجح في بناء حياة مستقرة ذات معنى، ضمن فيها مكانا مؤكدا للطموح الواقعي وراحة الضمير، محبوب في وسطه الاجتماعي. يسخر الوقت والطاقة للأسرة والأصدقاء والزملاء، ورغم إن رأسه اكتسحه البياض، إلا انه ما يزال يحتفظ بالوسامة والنشاط، ويعيش بحيوية شغف الشباب وحكمة الكبار، لديه قدرة غير عادية على سرد حكاياته بأسلوب حواري مختلف، يعطي وصفا جميلا ودقيقا لما يريد قوله، يتملكه الشعور بالبهجة عند الحديث عن الماضي، فالذكريات لديه غزيرة بالعواطف.
درس في هنغاريا هندسة الميكانيك في جامعة (BME) في مدينة بودابست من عام1969 إلى عام 1975، وبعد التخرج عمل لمدة 3 سنوات لدى شركات القطاع الخاص، وفي عام 1980أسس شركته الخاصة في عمان.
يقول المهندس ارتين، أن ما كان من ذكريات خلال أيام الدراسة الجامعية في المجر، هو جميل ورائع وغير قابل للطي أو النسيان، وهو بمثابة القوة الروحية التي تجمع الخريجين دائما بحب واحترام متبادل، والتي بفضل تأثيرها وقوتها في النفوس شجعت الخريجين على تحقيق فكرة تأسيس النادي.
ويتابع المهندس ارتين:” كان الماضي بالنسبة لنا بكل تجلياته، تجربة غنية، مليئة بالكثير من القصص الجميلة، وثرية بالقيم الإنسانية والخبرات التي منحتنا خصوصية وهوية ثقافية مشتركة، جاءت كحصيلة للتقاطع والتفاعل بين تقاليد وعادات اجتماعية متنوعة، تشابكت في وسط ثقافات مختلفة، ما ساعد على بروز خصوصية مشتركة لنا، منحتنا إرثا إنسانيا قيما نعتز به، ونسعى لصونه وتوثيقه، ليكون شاهدا على تفاصيل مرحلة عمرية ونمط تعايش اجتماعي مشترك لنا”.
ويستطرد المهندس ارتين: “لقد سعينا دائما لأن نحيي ذكرى المناسبات التي تجمعنا مع الشعب المجري، وجعلنا منها قواسم مشتركة للتقارب بيننا وبينه، فهذه الذكريات المشتركة هي البصمة التي تميز علاقتنا كخريجين من المعاهد والجامعات الهنغارية عن غيرها من العلاقات التي تربطنا مع الآخرين. ”
وأستطرد ارتين: “لم يتوقف بنا الزمن عند حالة التأمل وسرد الذكريات فقط، بل جعلنا من اللقاءات فرص تتكرر وتتجدد باستمرار للاستمتاع بالحياة ، وبشكل أساسي خلال قضاء العطلات. لقد بتنا نحافظ على استمرار تقاليدها في كل مناسبة تجمعنا، وبنفس الروح القديمة، كما لو أننا لم نغادر الحياة الطلابية، ولم ننقطع عنها. فليس من قبيل المصادفة أن أولئك الذين ينضمون للمرة الأولى إلى أنشطة النادي، سرعان ما يسحرهم وجود تلك العلاقات الودية الجميلة بيننا. وأيضا بات مع توالي الأيام المزيد والمزيد من المشاركين في الأنشطة يعيشونها بأنفسهم. فلقد عملنا على إحياء الكثير من المناسبات المبهجة، وحاولنا أن نعود بالزمن ونكون حاضرين في لحظة جميلة منه، لنعيش فيها أجواء المرح، ونتنفس السعادة، ونستمتع بالحوارات والنقاشات التي لا تنتهي في كثير من الأحيان”.
الدكتور فريد المصري
الدكتور فريد المصري، طبيب محبوب من زملاؤه ومعارفه، أنيق المظهر، لطيف التعامل، دقيق في عمله، لا مجال عنده للخطأ. يعمل بتأن وصبر ودون ضجة أو لفت انتباه. يسعى صوب الفضائل وعمل الخير وخدمة الضعيف. وهو من تيار انغمس في الهم الوطني، يعيش أحلام العودة إلى الأرض التي أحبها، يعي صعوبة الطريق والمسار الذي يمضي فيه، لا يظهر أي قدر من اليأس، واثق من المستقبل، ويملك إحساسا عميقا بفرص النصر. إنسان مخلص لما يعتقد به، يحافظ على نفس الشغف والاهتمام بما يؤمن به، غزير الحديث في شتى المواضيع، واسع الاطلاع بالمسارات السياسية، مثقف لا يحبذ اللغة المفخّمة، يختار اسلسَها للوصول إلى العقل، ويعكس بشكل أدبي رفيع أفكاره ومشاعره. درس الطب في هنغاريا في مدينة (Debrecen) من عام 1978 إلى عام 1986، وأكمل تخصص الأشعة من نفس المدينة في عام 1991، بعد التخرج التحق في مستشفيات وزارة الصحة الأردنية إلى إن اختار التقاعد في عام 2021.
يقول الدكتور فريد عضو الهيئة الإدارية للنادي: “لا افشي سرا إذا ما قلت، إن لا شيء أفضل عند الخريجين من الحديث عن ذكريات أيام سنوات الدراسة لهم في المجر، بأجمل الكلمات، كلما لاحت فرصة الحديث لهم. فالذاكرة لدى الخريجين مشحونة بمشاعر وعواطف جياشة عن تلك الأيام، وقد أصبح من الصعب طمسها أوالتجاوز عنها، فقد باتت حالة مستقرة في وجدانهم، يستلهمون منها المعاني الجميلة للحياة عند كل منعطف أو لحظة فرح. فمن الجيد أن نكون قادرين على العودة إلى إحياء ذكريات الماضي، وأن نكون جزءًا من تلك الأحداث الجميلة التي عشناها كثيرًا.”
ويردف المصري: “من وجهة نظر مطلعة،هناك الكثير من التفاهمات والمسلمات المشتركة، الراسخة في الوجدان لدى الخريجين، ويقر بها الجميع، فمن النادر أن تجد أحدا منهم يتجاهلها، وبالتحديد احترامهم وتقديرهم للشعب الذي وفر لهم كل ما يحتاجونه من عوامل وبيئة مناسبة لاستكمال مشروعهم الأكاديمي، وسهل لهم فرصة الاندماج المجتمعي الرحب، الذي مع تعاقب الأيام عزز فيهم القيم الإنسانية الجميلة التي اكتسبوها من الاندماج الواسع لهم مع مختلف مكونات المجتمع”.
يشير المصري، إلى إن بدايات العمل في النادي لم تخلوا من التحديات، والتي كان من الممكن إن تحدث في أي عمل تنظيمي أخر، ومن وجهة نظره، فإن تلك التحديات لم تثن النادي عن تنظيم الفعاليات الثرية بالأنشطة المفيدة والممتعة. و يلفت الانتباه إلى إن النادي حقق عديد الانجازات التي عليها نال شهادات تقدير وتكريم من مؤسسات حكومية هنغارية. وبحسب معرفته، جاء هذا التكريم بسبب الدور البارز للنادي في خلق بيئة تنظيمية ملائمة، عملت على الارتقاء بمستوى علاقات التواصل التي تربط الكفاءات الأردنية مع المؤسسات العلمية والتعليمية الهنغارية التي تخرجوا منها.
ويكشف المصري، أن النادي حاليا يعمل من خلال نشاطاته المتعددة وبرامجه المختلفة على الاستجابة لما هو مشترك في علاقات الخريجين مع المؤسسات التعليمية التي اكتسبوا فيها التأهيل المعرفي والتكوين المهني، فالنشاطات تحمل استلهاما إبداعيا لعملية انعكاسية لمختلف الانفعالات والعواطف الداخلية التي يشعر بها الخريجون تجاه ثقافة البلاد التي احتضنتهم بحب واحترام، وما إلى ذلك من فرصة التعبير عن مؤثرات نفسية متعلقة بهم، بالإضافة إلى إن النادي وفر خلال مسيرته الحافلة بالنشاط فرص اجتماعية مختلفة، جمعت الخريجين مع وأسرهم في أجواء سادها الود والاحترام والتأمل، والاستمتاع بوقت العطل وبالترفيه عن النفس.
المهندس أسعد يوسف
المهندس أسعد يوسف، إنسان متعلق بالمكان والأرض، مشحون بالذكريات عن أمجاد البلاد التي عشق أرضها، مثقف بامتياز، عذب الحديث، ثري بسرد القصص والأحداث التي تدخل الروح بلغة ناعمة، خالية من الحشو والخشونة، تثير الانتباه والتركيز إلى التفاصيل ودقتها، وتلهب العواطف وتحقق الإثارة، والقدرة على إضافة معان أدق وأعمق لها. إنسان يتجاوز عن ذكر السلبيات بخفة ومهارة، وقلما ينفعل أو يدقق في التفاصيل المتشائمة، مهذب الخلق، يتسم بالتواضع وعدم الاستعلاء، لدية وضوح رؤية لا تشتته التفاصيل.
درس المهندس أسعد في المجر من عام 1980 إلى عام 1986 في معهد بولاك ميهاي التقني في مدينة (Pecs)، تخصص هندسة ميكانيك. وبعد التخرج عمل في إحدى شركات القطاع الخاص وحاليا يشغل وظيفة مدير عام في شركة متخصصة بصيانة الآليات الثقيلة.
يقول المهندس أسعد، عضو الهيئة العامة للنادي:”في البداية لا بد من التوجه بالشكر الجزيل لدولة المجر التي كانت وما تزال تحتضن على أراضيها الآلاف من الطلاب الأردنيين، وتستمر بتوفير البيئة المثالية لهم للتحصيل العلمي، وتلبي لهم كافة الاحتياجات الضرورية، التي تساعدهم على قضاء حياة طلابية ممتعة خلال فترة إقامتهم للدارسة فيها”.
ويتابع:” إن ما يبعث على الارتياح أيضا، إن النادي لا يدخر أي جهدا من شانه دفع عجلة العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين نحو المزيد من التقدم والتطور والازدهار وتعزيز التبادل الثقافي والعلمي، وخاصة في القطاعات الناشئة التي تخدم التطلعات المشتركة للبلدين والتي من شأنها، أن ترفع من مستوى حجم التبادل التجاري، والزيارات السياحية والتشجيع على الشراكة في الاستثمارات في مجالات متعددة، وإبرام العقود وبروتوكولات التعاون بين القطاعات الاقتصادية في كلى الدولتين”.
وعن ذكرى التأسيس يقول أسعد: “لقد مثلت ذكرى التأسيس مناسبة مثالية للحديث عن مآثر الراحلين من المؤسسين، الذين كانوا أوفياء مخلصين بامتياز لإنشاء رابطة ثقافية اجتماعية تنطلق منها المبادرات الخلاقة، وسعوا دائما لان يكون النادي معلماً وطنياً يرتكز على السمات الحضارية الإنسانية، يدفع بتطلعات المنتسبين نحو التطور والتقدم، وفي هذا الشأن يسرني أن اذكر بان النادي حصل على التكريم بوسام (درع الفارس المجري)، وفي حينه كان الراحل المهندس مروان بجالي يشغل موقع رئيس النادي.”
ويكشف أسعد، بأن أنشطة النادي في السنوات الأخيرة شهدت تدفقا ملحوظا للأعضاء من مختلف الأعمار والتخصصات للمشاركة في مختلف الأنشطة. حيث أتيحت لهم الفرصة من خلال البرامج الثقافية التعرف بشكل أعمق وأدق على الأماكن التراثية الأردنية، وقد كان هناك إقبالا متزايدا من قبل المشاركين وخاصة أفراد الجالية المجرية في الأردن للاطلاع على المعالم الحضارية الأردنية التي تمثل وجهة حضارية مشرقة للزائرين من مختلف الأعمار والجنسيات، لارتباطها الوثيق مع الموروثات البشرية الأخرى، المليئة بالحكمة والقيم الإنسانية، والتي تعزز من فرصة التأمل في محتوى ذاكرة المكان وجماليته والاستمتاع بمشاهدة الإرث الثقافي والتراثي المنتشر في البلاد، والذي يبعث في نفوس الزائرين له الاعتزاز بالمكانة التاريخية الرائدة للأردن على قائمة التراث العالمي.
ويختم أسعد، بالإعراب عن التقدير والشكر لنادي خريجي الجامعات والمعاهد الهنغارية ولإداراته المميزة التي أبقت على روابط التواصل والمحبة مشرعة بين أعضائه وبين الشعب المجري الكريم”.