أمسية حوارية عن الحداثة في الشعر المعاصر في البيت العربي
وكالة الناس – أقام منتدى البيت العربي الثقافي في العاصمة الأردنية عمّان، أمسية حوارية بعنوان “الحداثة في الشعر المعاصر”، حاضر فيها الكاتب والناقد العراقي المقيم في بريطانيا حسان الحديثي صاحب الكتاب الأدبي والفكري “حديث الخميس”.
وحاوره الأديب أحمد أبو حليوة الذي افتتح كلامه بالحديث عن إرهاصات الحداثة في الشعر المعاصر، بدءًا من جيل رواد قصيدة التفعيلة الثلاثة، أي نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي، منتصف القرن الماضي.
وأشار الحديثي إلى أنّ لكلّ شاعر لغة خاصة به، بعضهم يسميها: أسلوب الشاعر، والبعض الاخر يسميها: نَفَسَ الشاعر، وبعضهم يسميها: بَصمة الشاعر، والحقيقة هي “لغة” ولكنّها لغة شاعِرة؛ وهي اللغة التي إذا كتب الشاعر الشعر كتبه بها، وإذا انفض إلى سائر حياته، تركها عند شعره، ومضى إلى حياته بلغة أخرى.
ولم يتحدث الحديثي عن لغة الشاعر المختصة بالشاعر نفسه، وإنما عن اللغة التي تُطبع على لسان الشاعر تبعاً للزمن الذي هو فيه والبيئة التي يعيش فيها، ثم تأثيرها على الأسلوب أو النَفس الشعري، فكلّ مفردة لم تُستخدم، وكلّ معنى لم يُطرق، وكلّ كناية مبتكرة، هو عملية تحديث في جسد هذا الطاعن في القِدم، والذي نسميه الأدب العربي، ولذا فهو يرى أنّ فعلنا لما تقدّم يجعل هذا الفن العظيم مشرقًا براقًا متناغمًا مع المكان ومسايرًا للزمان وموازيًا بل متفوقًا على كلّ الآداب الأخرى.
هذا وقد شهدت الحوارية نقاشًا قويًا ومداخلات قيّمة من قبل الحضور خاصة الشعراء، الذين نذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر كلّاً من: إسلام علقم وزياد السعودي وعبد المنعم جاسم وعلي الفاعوري وعلي القيسي ومحمد العامري ومحمد خضير ومحمد سمحان، وغيرهم من الأدباء والمبدعين والمثقفين الذين حضروا هذه الفعالية وأثروها بتعليقاتهم الرائعة.
هذا وكرم رئيس المنتدى المهندس الشاعر صالح الجعافرة وبحضور أمين السر الكاتبة ميرنا حتقوة فارسي هذه الحوارية: مقدمها أبو حليوة ومحاضرها الحديثي، حيث شكر الأخير عمّان؛ لأنّها تحتضن الشعر بذراعين من عقل وعاطفة، كما شكر أهلها وهم يحفّونه بالندى والجمال، ليختم شكره لمنتدى البيت العربي الثقافي، وهو يفتح قلبه للجميع ليشملهم بلطفه ودفئه.