0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

لماذا الحر يقتل في أوروبا؟

وكالة الناس ــ علق د. عبدالله ‌المسند  أستاذ المناخ بجامعة القصيم (سابقاً)، ومؤسس ورئيس لجنة تسمية الحالات المناخية، على حالات الوفيات التي تشهدها دول أوروبا بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

وقال في سلسلة تغريدات عبر حسابه في “تويتر”: “من أكثرة الأسئلة طرحاً إبان موجات الحر الأوروبية، على الرغم أن درجة الحرارة العظمى على أجزاء من أوروبا بلغت نحو 40 ±1 درجة مئوية‼ ما هو السبب أو الأسباب في ذلك؟

وأضاف “الجواب: الوفيات جراء موجات الحر في أوروبا تكون في كبار السن المرضى على وجه العموم، وبنسبة تصل إلى نحو 95% خاصة من تجاوز منهم عتبة 65 سنة، وأوروبا تحظى بشريحة واسعة من كبار السن، وبعضهم يسكن منفرداً دون رعاية‼ هذا من جهة، ومن جهة أخرى يعود سبب كثرة الوفيات هناك إلى عدة عوامل منها:

1.عدم تكيّف أجسام الأوروبيين مع درجات الحرارة العالية.

2.عدم وجود مكيفات أو حتى مراوح في كثير من المنازل الأوروبية خاصة منازل كبار السن.

3.ارتفاع الرطوبة الجوية في الهواء بسبب الغابات، والأنهار، والبحيرات فضلاً عن المدن القريبة من السواحل، أو كونها دولة جزرية كبريطانيا، فإذا ارتفعت درجة الرطوبة في الأجواء متزامنة مع ارتفاع درجة الحرارة يؤدي ذلك إلى أن تضعف أو تتوقف عملية تبريد الجسم الذاتية عبر عملية التعرق؛ بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو، وعندما تتجاوز درجة حرارة الإنسان 37.5 درجة مئوية يصبح التعرق أقل فاعلية، عندها ترتفع درجة حرارة جسم الإنسان، فيشعر بالضيق، والإرهاق، والضغط النفسي.

وتابع د. المسند أن صفاء سماء أوروبا من الشوائب والعوالق الغبارية التي تحد من قوة الإشعاع الشمسي، كما هي في منطقتنا العربية، وسمك الغلاف الجوي في العروض العليا أقل من المناطق المدارية أو الاستوائية، وهذا العامل والذي قبله يعززان الشعور بلسعة الشمس، والإحساس بالحر صيفاً.

وقال إن طول فترة النهار مقارنة في مناطقنا العربية، فالنهار في أوروبا في فصل الصيف أطول من نهار وسط المملكة ـ على سبيل المثال ـ بنحو 2-3 ساعة تقريباً، كذلك صُممت وبُنيت الغرف في أوروبا صغيرة في مساحتها؛ حتى تسهل تدفئتها في الشتاء القارس البرودة، وهذا يؤدي بالضرورة إلى أن تتعاظم درجة الحرارة المحصورة بالغرفة الصغيرة، مقارنة بحجم غرفة أكبر مساحة وأعلى سقفاً، حيث يولّد الإنسان وما حوله من أجهزة حرارة داخل الغرفة، علاوة على حرارة الحوائط والسقف فتجتمع تلك المصادر الحرارية في حيز ضيق، فترتفع الحرارة بسرعة في الغرف الصغيرة أكثر من الغرف الكبيرة.

وختم المسند بقوله “قد تكون كل أو بعض تلك العوامل سبباً للوفيات جراء موجات الحر في أوروبا، من جهة أخرى ووفقاً للأبحاث العلمية فإن درجات الحرارة ستشهد في المستقبل المنظور ارتفاعاً أكثر على مستوى الكرة الأرضية، جراء انبعاثات غازات الدفيئة (التلوث) والتي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، ومن ثم التغير المناخي، ومن ثم ستتعاظم موجات الحر شدة وتكراراً ..  ولئن سألتم أنى لنا هذا؟ قل هو من عند أنفسكم .. هذا والله أعلم”.