احتفالية بيت الشعر في المفرق باليوم العالمي للشعر ويوم الشعر العربي 2022
وكالة الناس – ضمن الأمسية الأولى لاحتفالية بيت الشعر في المفرق باليوم العالمي للشعر ويوم الشعر العربي – والتي أقيمت مساء الثلاثاء 29/3/2022 في المركز الثقافي الملكي بالعاصمة عمان – قدم الشعراء يوسف عبد العزيز وزهير أبو شايب والدكتور عبد الله أبو شميس و وفاء جعبور ، قصائد تغنت بجمال اللغة وروعة المعنى والصورة والكلمة المدهشة بأسلوب حداثي يكتنز بمهارة التعامل مع المفردة بما يخدم فكرة النص .
الصحفي إبراهيم السواعير أدار حفل الافتتاح وقدم الشعراء بأسلوب أدبي راق مؤكدا على أهمية مبادرة بيوت الشعر في الوطن العربي والدور الذي يؤديه بيت الشعر في الأردن لخدمة الشعر والشعراء بما يليق بهم .
مدير بيت الشعر مدير ثقافة المفرق فيصل السرحان ألقى كلمة في هذا المقام اكد فيها على مكانة الشعر والشعراء وضرورة الاحتفاء بهم لأنهم يمثلون ثقافة الأمة ويؤرخون لها ، وأن هذا الوطن الأردن يزخر بالطاقات الأدبية ومن شعراء ونقاد وأصحاب كلمة .
الدكتور سالم الدهام مدير المركز الثقافي الملكي ألقى كلمة عبر فيها عن شكره وتقديره لحاكم الشارقة راعي الثقافة العربية والمثقفين ، مؤكداً ان الشعر يحمل الثقافة والتراث ويساهم في بناء الشخصية العربية الأصيلة ، منوها إلى أهمية الشراكة ما بين المركز الثقافي وبيت الشعر لخدمة الحركة الثقافية .
الشاعر يوسف عبد العزيز قرأ من تراتيل روحه ومن عمق مشاعره فقال :
ليكن أعمى،
ومنهوباً وأعزلْ
سيّدُ الرّيحِ المبجّل!
وليكن صدراً لهذا المطر
اليابسِ
بوقاً لعزيفِ الجِنِّ
مهراً يخطفُ القلبَ ويرحلْ
ولْيَكُن….
أسرجتُ هذا الزّمهريرْ
في مرايا الدّمع والطّينِ
وأحرقتُ جناحي كي أطيرْ
باشقاً أسودَ
في هذا الفضاء
المائل المكسورِ
يا قلبي تحمّلْ
وِزرَ هذا الطّينِ
آثامَ يديه الطّفلتينْ
وتحمَّلْ
قطرةَ النّار التي تلمعُ
في سُرَّتهِ
ثمّ تهوي في سديم الشّفتينْ
الشاعرزهير أبو شايب أفاض على الحضور من عبق روحه الشاعرة نفسه الأدبي العالي فقرأ :
ماذا تُريدُ الفراشةُ من نفسِها
تَعلّمتُ كيفَ أمُرُّ من الليلِ
طيلةَ سبعةِ آلافِ عامٍ
وكيفَ أخفّفُ ضَوْءَ النجومِ
لأَحلُمَ
أو لأُحبَّ
تَعلّمتُ كيفَ أرى:
أضَعُ الليلَ في لغتي
وأنا أتكلّمُ
والناسُ حَولي
يَظنّونَ أنّي أعاشرُ جنّيّةً
أو
أعاقرُ خَمرا.
وكنتُ
أعاشرُ جنّيّةً
وأعاقرُ خَمرا.
تَعلّمتُ أن أضَعَ البحرَ
في نُقطةٍ
وأنقّلَهُ
موجةً موجةً
من فَلاةٍ لأُخرى.
تَعلّمتُ ماذا تُريدُ الفراشةُ
من نَفسِها
ومن الوردِ
ماذا يُريدُ المسافرُ من ظلِّهِ
في الطريقِ
وماذا أريدُ
من امرأةٍ أو سماءٍ
لأكتُبَ شِعرا.
تَعلّمتُ
أنّ هديّةَ قيصرَ مسمومةٌ
كهديّةِ كِسرى
ولكنّني بَعدُ لم أتعلّمْ من الليلِ
كيفَ أعودُ إلى حضنِ أمّي
وكيفَ أكونُ أنا
وأنا مِثلَها
ما تعلّمتُ شيْئًا
سوى اسمي.
الشاعرة وفاء جعبور كانت فراشة الحضور وتألقت في هذا المساء الشعري وحلقت في شفافية الروح فقرأت :
ذاكرة
أنا أكثرُ امرأةٍ تخافُ من الحنينْ،،
ألديكَ ذاكرتانِ مثلي؟
إنّني،،
أمشي على جسد التّوقّعِ
لي غيابٌ واضحٌ
حتى أراكَ ولي تفاصيلٌ معلّقةٌ ببابِ القلبِ
لكنّي
أُسيءُ الظّنّ في الأحلامِ
ليس لديّ توقيتٌ لأكتبها
وليس هناك من يأتي
لأسردَ فكرةً عنّي
عن امرأةِ تغارُ من النهار!
،،
وتشدّني فيك التآويلُ الكثيرةُ
كيف يخرجُ من يديهِ إذا غفا
وحنينهُ
في أيّ توقيتٍ يجيءُ؟
أفيهِ منّي؟
حين تكسرهُ المسافةُ
هل يواسي بعضَهُ
أم ينثُرُ الأسماءَ في أرضِ السؤالِ
وحيدةً
حتى ينامْ
أنا أكثرُ امرأةٍ يُعاندها الكلامْ
،،
أيجيءُ مثلي،،
لا أظنّ
فكلّ ما فيه احتمالٌ غامضٌ
يأتي
معَ الصُّدَفِ الجميلةِ
كي يُروّضَ قلبهُ
ألّا يلينْ
وأنا ،،
أنا أكثرُ امرأةٍ تخافُ من الحنينْ!
الشاعر الدكتور عبد الله أبو شميس سافر في فضاء إحساسه المرهف وتغنى لروحه فأرسل شعوره سلسا نقيا عبر نصوص شعرية فائقة الجمال ، ومما قرأه :
ابتهال إلى الأبيض المتوسط
ـــ
يا بحرُ
بين يديكَ
أودَعْنا سرائرَنا
وعلّقْنا مصائرَنا
بأعناق المراكبْ
يا أبيضَ الأمواجِ
يا نورَ المَشارقِ والمَغاربْ
من ظُلمة الظُلُماتِ
قد لُذنا بوجهِكَ..
بين مطرودٍ
وهاربْ
نحنُ،
الجنوبيّينَ
أبناءَ الكوارثِ والمصائبْ
زوجاتُنا بِعْنَ الأساورَ والخواتمْ
وخلعْنَ أحلام العرائسِ والهوانمْ
كي نشتري
يا بحرُ
تذكرةَ الخلاصْ
ونفرَّ من مدن القذائفِ والرّصاصْ
ونفرَّ من زمن العصائبِ والكتائبْ
يا بحرُ
لا تغضبْ
إذا كانت مراكبُنا ثقالاً
فالهموم ثقيلةٌ..
لو نستطيع لما حملناها
وكنّا قد تركناها هناكَ
مع الحقائبْ
يا بحرُ
يا ربَّ العواصفِ والزّوابعِ
والزلازل والنوائبْ
ها نحنُ
قدّمنا القرابينَ الكثيرةَ
فارْضَ عنّا
إنّ كلّ الكونِ غاضبْ
أنت الفسيحُ
ونحن من سُدّتْ بأوجهِنا
المذاهبْ
حاشاكَ
يقصدُكَ المُشرّدُ
ثمّ يرجع وَهْوَ خائبْ
رحماكَ
ليس لنا سواكَ
فخُذ بأيدينا
ولا تكسر بخاطرِ
أيّ قاربْ
يا أبيضَ الأمواجِ
يا نورَ المَشارقِ والمَغاربْ
وفي ختام الأمسية أحيت الفنانة نانسي بيترو أمسية فنية شهية بهية بصوتها العذب المميز .
هذا وقد حضر الأمسية جمهور الشعر ومحبيه كما قامت وسائل الإعلام المختلفة بعمل التغطية الإعلامية بأبهى صورة ، وكانت فضائية الشارقة في المكان وقامت بإجراء التغطية التلفزيونية المصورة حسب البرنامج المعد لها ، ومما يذكر أن برنامج الاحتفالية يستمر لمدة ثلاثة أيام حيث ستكون فعاليات يوم الأربعاء والخميس 31،31/3/2022 في مبنى المكتبة الوطنية في تمام الساعة السابعة مساء بمشاركة كوكبة من شعراء وشاعرات الأردن .