العلاج بالتنشيط السلوكي للاكتئاب .. كل ما تحتاج لمعرفته
وكالة الناس – أنت تعاني من شيء مؤلم، وتبدأ في الشعور بالضعف أو القلق أو الإرهاق، وتتوقف عن القيام بأشياء معينة، مثل الأعمال المنزلية أو العمل أو النزهات الاجتماعية، للمساعدة في حماية نفسك من التعرض للأذى مرة
وفي الواقع، يؤدي التقاعس عن العمل إلى عواقب، مثل الوحدة أو الذنب أو العقاب الذاتي، وقد ينتهي بك الأمر إلى الشعور بأسوأ من ذي قبل، لذلك إذا كنت تبحث عن طرق للتحرر من هذا النمط، فإن العلاج بالتنشيط السلوكي هو أحد الخيارات التي يجب أخذها بعين الاعتبار والتي غالبًا ما تصادف هذه التقنية في العلاج السلوكي المعرفي (CBT).
يعد العلاج السلوكي المعرفي للاكتئاب مزيج من العلاج المعرفي والعلاج السلوكي لأنه يركز على المزاج والأفكار والمشاعر السلبية، حيث أن المعالج يقوم بتحديد أنماط التفكير السلبية والاستجابات السلوكية للمواقف الصعبة ثم تطوير طرق تساعد الشخص على التخلص من هذه الحالة وجعله أكثر توازنًا.
ويعد العلاج السلوكي المعرفي أيضًا نوع شائع من العلاج بالكلام، حيث أنه يمكن لبعض الأشخاص أن يستجيب له بشكل أفضل من الأدوية المستخدمة لعلاج الاكتئاب، وغالبًا ما يكون فعالًا إذا كان الاكتئاب يتراوح ما بين خفيف ومتوسط.
كما أنه قد يستخدم في الحالات الأكثر خطورة إذا كان المعالج على درجة عالية من المهارة، ومن الممكن استخدامه أيضًا مع علاجات أخرى، مثل: مضادات الاكتئاب.
أساسيات العلاج بالتنشيط السلوكي للاكتئاب
طور بيتر لوينسون وفريقه البحثي في جامعة أوريغون التنشيط السلوكي في السبعينيات للمساعدة في علاج الاكتئاب، وكان لوينسون مستوحى من السلوكية، وهي نظرية مفادها أن سلوكك يتحدد إلى حد كبير من خلال بيئتك، وفي الأساس، تتضمن السلوكية مبدأين رئيسيين:
من المحتمل أن تكرر السلوك عندما يكافأ، وهذا يعني إذا كنت تطبخ لأحبائك وأثنوا عليك، فربما ترغب في الطهي مرة أخرى، وربما حتى تحسين مهاراتك.
ومن المحتمل أن تتوقف عن السلوك عند العقاب، وهذا يعني إذا كنت تطبخ لأحبائك لكنهم ينتقدونك أنت وطعامك، فمن المفهوم أنك قد تشعر بالتردد في المحاولة مرة أخرى.
وافترض عالم السلوك الشهير بي إف سكينر أن الاكتئاب يحدث عندما يحصل الشخص على الكثير من العقاب، وقليل جدًا من المكافآت من بيئته، بعبارة أخرى، عندما يبدو كل شيء صعبًا أو مؤلمًا، فمن المحتمل أن تواجه صعوبة في العثور على الدافع لفعل الكثير من أي شيء، وبالطبع، يمكن أن تؤثر الأعراض الجسدية للاكتئاب، مثل التعب والتغيرات في الطاقة.
يمكن أن يقنعك الاكتئاب بسهولة أن أي شيء تجربه سينتهي بالفشل، ولكن إذا لم تفعل شيئًا، فلن يتم فعل أي شيء، وهو ما يثبت فقط قناعتك، لذلك من الصعب تحسين طريقة تفكيرك دون بعض التغيير في وضعك، لهذا فإن التنشيط السلوكي يجعلك تتخذ إجراءات لتشعر بتحسن، بدلاً من الانتظار حتى تشعر بتحسن في اتخاذ الإجراءات، والسبب هو أنه:
-يمكن أن يساعدك القيام بأنشطة ممتعة في تذكيرك بأن الحياة لا تزال لديها أشياء جيدة لتقدمها.
-يمكن أن يساعدك الوصول إلى أهداف صغيرة على التعرف على قدرتك على النجاح.
-يمكن أن يساعد إتقان المهارات في تعزيز احترام الذات.
-يمكن أن يساعد اختيار الأنشطة المجزية أيضًا في تحسين مزاجك.
-يمكن أن يجعل المزاج أكثر تفاؤلاً، بدوره، تشعر بمزيد من التشجيع والاستعداد لتجربة أهداف أكثر صعوبة.
ما هي الظروف التي يمكن أن يساعد فيها العلاج بالتنشيط السلوكي للاكتئاب ؟
طور فريق لوينسون في الأصل تنشيطًا سلوكيًا لعلاج الاكتئاب، لكن أبحاث 2020 تشير إلى أنه يمكنه أيضًا علاج اضطرابات القلق، حيث يمكن للتنشيط السلوكي أن يخفف من أعراض الاكتئاب من خلال مساعدتك في:
إعادة اكتشاف ما يحفزك، خاصة إذا كان الاكتئاب يشعرك بالخدر
بناء حياتك حول ما تجده ذا قيمة، وليس ما يتوقعه الآخرون منك
وضع أهداف محددة وواقعية
تحديد وإزالة العقبات التي تعترض تقدمك
عندما يتعلق الأمر بالقلق، يمكن أن يساعدك التنشيط السلوكي في:
التعرف على الوقت الذي يدفعك فيه القلق إلى تجنب شيء ما
التغلب على الإرهاق العاطفي والشلل
معالجة المماطلة المتعلقة بالقلق
يمكن أن يساعد التنشيط السلوكي في علاج الأعراض التي تتراوح من الخفيفة إلى الشديدة.
هل العلاج بالتنشيط السلوكي للاكتئاب يعمل للجميع ؟
قد لا تكون هذه التقنية مثالية للجميع، وسترغب عمومًا في العمل مع معالج إذا واجهت:
التحولات في المزاج دون محفز واضح، حيث يمكن لأخصائي الصحة العقلية تقديم المزيد من الدعم لتحديد الأسباب المحتملة للتحولات المفاجئة في المزاج، مثل الاضطراب ثنائي القطب.
صعوبات الذاكرة، فعندما يجعل القلق أو الاكتئاب أو حالات الصحة العقلية الأخرى من الصعب تذكر الخطط أو ما شعرت به في أوقات معينة، يمكن للمعالج تقديم المزيد من الإرشادات مع إدارة الأعراض.
نوبات الهلع، حيث يمكن أن يساعد الدعم من المعالج في معالجة الأسباب المحتملة لنوبات الهلع واستكشاف تقنيات التأقلم المفيدة.
مشكلة في الأداء الأساسي، حيث إذا وجدت صعوبة في تحريك أطرافك أو الاهتمام باحتياجاتك الأساسية، فمن الأفضل الحصول على دعم من أخصائي الرعاية الصحية في أقرب وقت ممكن.
أفكار الموت أو الانتحار، فمثلًا إذا كنت تفكر في الانتحار، فمن الأفضل الحصول على دعم من أخصائي الصحة العقلية أو مستشار الأزمات على الفور.