الدكتور عاصم منصور يصدر “عامان من العزلة”
وكالة الناس – أصدر الدكتور عاصم منصور الرئيس التنفيذي ومدير عام مركز الحسين للسرطان، مؤلفا جديدا بعنوان “عامان من العزلة، مآلات الجائحة”، والذي يسلط من خلاله الضوء على تفاصيل الأحداث التي رافقت جائحة كورونا محليا وعالميا، ويطرح من خلاله رؤيته وتجربته أجوبة لأسئلة تدور في أذهان الناس.
وأكد الكاتب في بداية كتابه ايمانه أن العلاقة بين الطبيب ومريضه هي أبعد من مجرد عملية صماء تحكمها بروتوكولات صارمة لعلاج المرض، فواجب الطبيب إحتضان المريض ومساعدته في إيجاد معنى جديد لوجوده يعينه على تخطي هذه المرحلة من حياته.
وفي مقدمة المؤلف التي خطها الدكتور محمد ابو رمان مدير معهد السياسة والمجتمع للأبحاث والدراسات جاء فيها :” أحسب – وليس أغلب الظن بإثم- أن أكثرية من القراء، ممن ستقع أعينهم على عنوان الكتاب واسم المؤلف سيقفز الى نتيجة شبه محسومة أنه أمام كتاب طبي علمي متخصص”!.
وتابع، دعوني أفسد عليكم المفاجأة، الأمر ليس كذلك، فهذا الكتاب يتجاوز الجانب العلمي الطبي التخصصي المحض، إلى الأبعاد الثقافية والمجتمعية والسياسية والإقتصادية، ليقدم للقراء كتابا إستثنائيا، كما وصفه أبو رمان.
وبالعودة الى المؤلف الدكتور عاصم حيث يسرد لنا العام 2019 بينما كان يسير بخطى رتيبة ولم يكن هناك ما يشير الى أن هذا العام سيكون له ما يمزه أو يجعله يدخل التاريخ كعلامة فارقة عند البشرية، حتى بدأت الأنباء تتسرب من “الصين” حول ظهور مرض غامض ومعدٍ يرجح أنه ذو منشأ فيروسي، حيث تعامل العالم مع هذا الحدث بقدر من التجاهل واللامبالاة ، لكن سرعان ما بدأ العالم يعي جدية الأمر عندما بدأ يكتوي بنار هذا المرض ، حتى ترتب علينا أن نعيد النظر في التضامن العالمي في مواجهة الأوبئة.
ويرى الكاتب أن الجائحة تسبب بنوع من الفوضى الوجودية غيرت خلال فترة قصيرة نظرة الناس الى الحياة، وعلاقتهم بالعالم وفرضت عزلة إجبارية وغيرت الكثير من المسلمات في علاقاتنا الإجتماعية.
وبحسب د.منصور ، عادة ما تشكل الكوارث إختبارا صعبا لقياس مرونة أنظمتنا الصحة والاجتماعية والاقتصادية وقدرتها على تحمل الضغط، ولكن الجائحة ساهمت في كشف ضعف المنظمات الدولية، ففي أزمة يفترض أن تكون الكلمة العليا لتلك المنظمة “الصحة العالمية”، تحركت دول العالم كل على حدا دون الإلتفات الى بيانات او إجراءات المنظمة، وذهب المؤلف الى أن الجائحة أولت البحث العلمي وإجراء الدراسات أهمية كبرى حيث خصصت ميزانيات كبيرة لهذه الغاية، كما عجلت الجائحة بتطور وتسارع التحول الرقمي في الاقتصاد والتعليم والعمل حتى أصبح البيت بديلا عن المكتب، ليلتقي العلم مع الطب على نفس طريق التوقعات خلال فترة الجائحة.
ويسترسل المؤلف: “ساد العالم واقع مسخ على أعتاب الجائحة تمثل في طغيان المادة والظلم وغياب العدالة وما نتج عنها من تباين في تأثر الناس بالجائحة، سواء من حيث نسب الوفيات، أو غياب العدالة، أو توزيع اللقاح، أو تحديد الأولوية لمن يعطى العلاج، وما نتج عن هذا الواقع المظلم من عالم مشوه طغت عليه العنصرية والأنانية، ليس على مستوى الأفراد فحسب، بل وعلى مستوى الدول”.
ويختم د. منصور، رغم الصورة القاتمة كان العلم والبحث العلمي وفيين لتقاليدهما، فكان المطعوم (اللقاح) هو الإنجاز الطبي الأبرز والذي قد يغير خريطة الكثير من الأمراض خلال السنوات القادمة.
وجاء الكتاب من مقدمة وخاتمة وسبعة فصول متنوعة في مقالات تصب في الموضوع الذي يحمل عنوانه.