0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

بايدن قد يجازف بدق باب الكرملين

وكالة الناس –   كتب. رائف الريماوي – الكارثة الأفغانية المهينة لامركيا بانسحابها من افغان ستان ,أسوأ بكثير من تلك التي عانى منها الاتحاد السوفيتي عند انسحابه من افغان ستان .  إذا عادت أفغانستان إلى كونها مهدا للإرهاب ، فسيتعين على الرئيس الأمريكي السعي إلى عقد اتفاقا مع الكرملين الذي لم يتخلى أبدًا عن حذره بشأن أفغانستان. قد يجازف جو بايدن بطرق باب الكرملين ,الذي قدم نفسه على أنه داعم و مقاتل عن الهيمنة الأمريكية ومستعدا لمواجهة الصين وروسيا معا . يتعين على بايدن الآن التعامل مع عواقب الكارثة الأفغانية, ومع مجموعة من الحلفاء و الانداد , الذين يتساءلون عن مدى موثوقية القوة الأمريكية, القوة التي ابدعت خلال عشرين عامًا كوارث العراق وسوريا وليبيا وأفغانستان ولم تعد قادرة على تقديم نموذجا يعتد به للنظام الدولي التي تشرف على صياغته. محنة كابول , تمثل المعيار بين النهج الروسي و النهج الامريكي تجاه القضية الأفغانية, نهج في نسختة الامريكية , أسوأ من النهج السوفيتي , الهزيمة السوفيتية في افغان ستان التي كلفت ، أكثر من 14 ألف قتيل كانت بالتأكيد مدمرة من وجهة النظر الجيوسياسية وساهمت في تفكك نظام يعاني بالفعل من أزمة. 

إلا أن قوة النظام التي صيغت من قبل السوفييت لحكم كابول , كانت أفضل بكثير من قوة الحكومات المدعومة من الولايات المتحدة في أفغانستان. فخلال سنوات الوجود السوفيتي في افغان ستان ، لم يتمكن المجاهدون ، على الرغم من المساعدات العسكرية الأمريكية الكبيرة ، من احتلال أي عاصمة إقليمية , من اقاليم افغان ستان ولا التمكن من الوصول إلى كابول ، بعد الانسحاب السوفيتي ، استغرق الأمر لأكثر من ثلاث سنوات. 

لأن النموذج العسكري الذي وضعه السوفييت كان أكثر كفاءة وعمليًا من النموذج المصمم في فترة العقدين الامريكية . كان قادة الجيش عبارة عن طبقة عسكرية علمانية غير مستعدة للتصالح او التهاون مع الميول الدينية لقادة المجاهدين. السوفييت فهموا فعالية النموذج القبلي ,فليس من قبيل المصادفة أنهم قاموا بتمويل وتسليح عدة ميليشيات مثل تلك التي كان يقودها أمير الحرب الأوزبكي عبد الرشيد دوستم, هذه الميليشيات ، القائمة على الولاءات العشائرية ، تصدت بفعالية للهجمات التي شنها المجاهدون بعد الانسحاب السوفيتي. درس فهمه الأمريكيون الذين استخدموا عام 2001 بعض هذه التشكيلات لإسقاط نظام طالبان,و تصميم جيشا متعدد الأعراق على أساس مخططات النمط الغربي . التدخل السوفييتي –الاحتلال السوفييتي – أقل تكلفة بكثير واكثر عقلانية من النمط الصخري الأمريكي,. وفقًا لتقديرات وكالة المخابرات المركزية ، بين1987 -1980، (الفترة التي بذل فيها الاتحاد السوفييتي أكبر جهد حربي ) بلغت التكاليف 50 مليار دولار, مبلغ قليل جدًا مقارنة بألفي و 261 مليار دولار أنفقها الأمريكيون من سنة2001 إلى 2021سنة. الخطأ الرئيسي للولايات المتحدة , هي الغطرسة الامريكية التي عارضها أوباما وبايدن بعد ذلك. هذه الغطرسة , كلفت إدارة بايدن ثمناً باهظاً ، تجد نفسها الان , مجبرة على التفاوض في موقع أدنى مع طالبان والتعامل مع مقاومة داخلية محتملة قد تنهي العلاقة مع الولايات المتحدة. بينما تستمر روسيا في الحفاظ على الاتصالات ليس مع طالبان فقط، بل مع قوات الحكومة المخلوعة , ومع المقاومة الداخلية المحتملة ,أيضًا. قبل 11 سبتمبر كانت روسيا ، مع إيران ، إحدى القوى القليلة المستعدة لدعم المقاومة المناهضة لطالبان التي يقودها القائد أحمد شاه مسعود ، مع الاخذ بعين الاعتبار , يتم النظر إلى حوار موسكو الحالي مع طالبان في على انه يقع ضمن سياق الاحتياجات الأمنية لموسكو. احتياجات لا يمكن اهمالها , اذا علمنا أن روسيا قد تتأذى من الهيمنة الجهادية في افغان ستان. ايضا ,هناك خطر ذكره فلاديمير بوتين قبل أيام : من أن يستغل الإرهابيون الفوضى ويحاولون الشروع في تصعيد مباشر في الدول المجاورة وهذا يشكل تهديدًا مباشرًا لروسيا وحلفاءها. مثل هذه المواقف , بالتأكيد , أكثر عقلانية من موقف بايدن الذي برير الانسحاب غير المنظم من افغان ستان بقوله: بأن القاعدة قد هُزمت بالكامل في أفغانستان.