0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

مارين لوبان زعيمة الحزب اليميني المتطرف, هل تنجح في دخول الإليزيه؟

وكالة الناس – كتب . رائف الريماوي – قبل أربعة أعوام هزم إيمانويل ماكرون مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية اليوم تعمل الجبهة الوطنية على تكتيك يقوم على استقطاب مجموعات جديدة من الناخبين. فبعد ان نجح الحزب لفترة طويلة في استقطاب الطبقة العاملة، تتجه مارين لوبان في الوقت الحالي لاستهداف المعسكر المحافظ. قبل عشرة أشهر من الانتخابات الرئاسية تحاول مارين لوبان زعيمة الحزب اليميني المتطرف تحقيق نجاحا مهما ولوكان بشكل رمزي على مستوى فرنسا, في الجنوب الشرقي من البلاد قد يتولى حزبها تشكيل حكومة محلية لمنطقة بأكملها. قد تبدو الأمور جيدة بالنسبة للتجمع الوطني الفرنسي اليميني المتطرف، حزب مارين لوبان، استطلاعات للرأي أظهرها معهد إيفوب فقد بين الاستطلاع الذي أجري قبل أيام من الانتخابات المحلية في منطقة باكا التي يقطنها 5 ملايين فرنسي، والواقعة في إقليم “الألب كوت دازور” جنوب فرنسا. إذ يبدو أن اليمنيين المتطرفين , سيصبح بإمكانهم الفوز وتحديد رئيس المقاطعة. في انتخابات سابقة جرت قبل 6 أعوام في جنوب فرنسا فشلت ماريون مارشيال ابنة شقيق مارين لوبان، بفارق اصوات ضئيل. خلال الجولة الثانية , حيث انسحبت قائمة يسار الوسط من السباق، ما مكن المحافظين من الفوز على حزبها ,حزب الجبهة الوطنية اليمينية, التي اصبحت ( التجمع الوطني) لاحقا، ويظهر أن “الجبهة الجمهورية” المكونة من تحالف جميع الأحزاب لن تتمكن اليوم كما يبدو من إعاقة فوز لوبان. فوز التجمع الوطني على المستوى الأقليمي يعني بالنسبة لفرنسا تحولا سياسيا جديدا. إذ تمكن الحزب من الحصول حتى هذه اللحظة على عدد قليل من المقاعد في مجالس البلديات على المستوى الإقليمي، وهكذا لم يتمكن من تشكيل أي حكومة في أي من الأقاليم الفرنسية 13. لم يشكل التجمع الوطني قاعدة مستقرة لناخبيه في الجنوب فقط، بل فعل ما باستطاعته من أجل حضور مميز في شمال فرنسا، في منطقة “غراند إيست” ، التي تضم إقليم الألزاس، وكذلك في مناطق أخرى. ليس غريبا إذن إعلان زعيمة الحزب مارين لوبان أن الانتخابات الإقليمية نقطة انطلاق للوصول إلى رئاسة فرنسا. ففي أيار/ 2017 تلقت مارين لوبان هزيمة أمام الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون في انتخابات الجولة الثانية. وتريد لوبان البالغة من العمر 52 عاما, الانتصار بمنصب الرئيس في محاولة ثانية منها ومن حزبها. تعمد وتعمل الجبهة الوطنية بتكتيك يعتمد على استقطاب مجموعات جديدة من الناخبين. فبعد نجاح الحزب لفترة طويلة في استقطاب الطبقة العاملة، تتجه مارين لوبان في الوقت الحالي لاستهداف المعسكر المحافظ. لهذا لهذا السبب لم تغير لوبان فقط اسم الحزب الذي أسسه والدها جان ماري في عام 1972 فحسب، بل غيرت البرنامج أيضا. إذ اختفت مطالبها بالخروج من اليورو العملة الموحدة ومن الاتحاد الأوروبي. غيرت لوبان نهجها السياسي فيما يتعلق بالقضايا الأوروبية، لكنها ظلت محافظة على قضية محورية بالنسبة للحزب، ألا وهي الأمن الداخلي حتى على مستوى الأقاليم. فبالرغم من أن الأقاليم في فرنسا هي صاحبة الصلاحيات بشأن التخطيط و التعمير والنقل الإقليمي وسياسة المدارس، إلا أن هذا لا يمنع الجبهة الوطنية والأطراف السياسية الأخرى من وضع هذه القضايا في صلب الحملات الانتخابية. فمثلا يحاول لوران فاوكيز، الزعيم السابق للحزب الجمهوري وهو حزب الرئيس السابق ساركوزي، اللعب بأوراق الأمن من أجل إعادة انتخابه رئيسا إقليميا لمنطقة “أوفيرني رون ألب”، ويطالب بتوفير “درع مراقبة بالفيديو” كما يطالب بتوفير موظفي أمن للمدارس. ورغم التوقعات بنسبة مشاركة منخفضة في نهاية الأسبوع المقبل، إلا أن المراقبين يرون في الانتخابات بمثابة اختبار جدي للانتخابات الرئاسية مع بداية العام القادم. فمنذ أسابيع أشارت جميع الاستطلاعات إلى احتمال ظهور حالة جديدة من المبارزة عل كرسي الرئاسة بين ماكرون ولوبان، والمراقبون لا يستبعدون أي مفاجآت في الأشهر العشرة القادمة، وبالخصوص لأن المحافظين والاشتراكيين الذين هيمنوا في الماضي على الساحة السياسية لم يعلنوا بعد عن أسماء مرشحيهم. الخريطة الحزبية القديمة في فرنسا أصبحت من الماضي، فالأحزاب القائمة تفتقد وتفتقر إلى قوتها السابقة. وبعد أربع سنوات من فوز ماكرون في الانتخابات، يُظهر إقليم كوت دازور الصعوبات التي يتعين على هذه الأحزاب مواجهتها. ففي الإقليم الذي يُعد موطنا أصليا لحزب التجمع الوطني رشح اليمينيون المتطرفون مرشحا معروفا هو تييري مارياني، الذي كان حتى عام 2019 عضوا في المعسكر المدني. مارياني الذي كان جالسا حول طاولة مجلس الوزراء في عهد الرئيس المحافظ نيكولا ساركوزي الذي رشحه في عام 2010 كأفضل مرشح لمنطقة باكا. مارياني انتقل قبل عامين إلى معسكر لوبان، وشغل مقعدا في البرلمان الأوروبي عن التجمع الوطني أي الجبهة الوطنية سابقا. والغريب أن مارياني يتلقى حتى اليوم دعما من حزب ساركوزي، فيما يتعلق بالسياسة على المستوى الوطني يواصل الحزب الجمهوري الذي وصل منه خلال عشرين عاما سياسيان إلى كرسي الرئاسة، هما جاك شيراك ونيكولاس ساركوزي، ولعب دورا ثانويا. الحزب بدأ بتمزيق نفسه بنفسه منذ وصول ماكرون إلى السلطة قبل أربعة أعوام.