البوتاس توزع أرباحاً نقدية بقيمة 38.3 مليون دينار
صادقت الهيئة العامة لشركة البوتاس العربية، على توصية مجلس الإدارة بتوزيع أرباح نقدية على المساهمين بواقع 100 بالمئة من رأس المال؛ أي ما يعادل 3ر83 مليون دينار، كما صادقت على تقرير مجلس الإدارة والبيانات المالية للشركة للعام 2020 وخططها المستقبلية خلال اجتماعها اليوم الخميس، عبر تقنية الاتصال المرئي والإلكتروني
رئيس مجلس إدارة الشركة المهندس شحادة أبو هديب، بين أنّ تفشي وباء كورونا خلال العام الماضي ضاعف من حجم التحديات التي تواجه أعمال الشركة نظراً للطبيعة الاستراتيجية لمنتج الشركة “سماد البوتاس” والذي لا يمكن لأي من عملائها سواء على مستوى الحكومات أو القطاع الخاص التوقف عن استيراده وذلك لأهميته الاستراتيجية على صعيد توفير الغذاء اللازم للشعوب حول العالم، وضمان توفير الغذاء الصحي الذي يعد وبحسب منظمة الصحة العالمية أحد الوسائل لمحاربة تفشي وباء فيروس كورونا
وأشار إلى سعي مجلس إدارة الشركة لإيجاد آلية يمكن من خلالها ضمان استمرار عمليات الإنتاج والنقل والتصدير في ظل مختلف أنواع الحظر الذي فرضته حكومات دول العالم خلال الجائحة ابتداءً من قرار حظر العمليات الصناعية في الأردن والتحرك على الطرق واستخدام موانئ التصدير وانتهاءً بقيود الحظر على المستهلكين والعمليات اللوجستية في الدول والأسواق العالمية التي تستهدفها شركة البوتاس العربية
وشدد المهندس أبو هديب، على أن خطة الشركة الاستراتيجية وخطط مواجهة المخاطر التي وضعتها الإدارة التنفيذية أثبتت نجاعتها، حيث حققت الشركة ورغم ما تعرضت له من تحديات وضغوط لم تواجه مثلها بالماضي، رقم إنتاجٍ قياسيا وتاريخيا من سماد البوتاس بلغ 62ر2 مليون طن، كما تم تحقيق حجم مبيعات من سماد البوتاس هو الأعلى بتاريخ الشركة وصل إلى 55ر2 مليون طن. وتُرجم هذا النجاح من خلال تحقيق صافي أرباح بلغت 127 مليون دينار لم تكن لتتحقق لولا الخطط الناجحة التي وضعتها إدارة الشركة في خفض الكلف وتحقيق أرقام إنتاج ومبيعات تاريخية قياسية
وبين أبو هديب، أن شركة البوتاس العربية حققت هذه الأرباح التي تعد ضمن الأعلى على صعيد الشركات المدرجة في سوق عمان المالي، موضحاً أن الشركة قامت خلال العام 2020 بتقديم العديد من المساهمات لمساعدة المملكة في مجابهة جائحة كورونا والتخفيض من حدة أثرها على الاقتصاد الأردني وبالتالي على أعمال الشركة، حيث وصل مبلغ المدفوعات إلى 30 مليون دينار هو الأعلى مقارنة بما قُدم من الشركات العاملة في المملكة ومقارنة بما قدمته الشركة تاريخياً على صعيد برامج المسؤولية الاجتماعية، مشيداً بالدعم غير المشروط لمساهمي الشركة الكبار وهم شركة “مانجيا اندستريال ديفيلوبمنت” المملوكة بالكامل لشركة “إس دي أي سي” الصينية والشركة العربية للتعدين والحكومة العراقية والشركة الليبية للاستثمارات الخارجية وهيئة الاستثمار – الكويت إضافة للمؤسسة العامة للضمان الاجتماعي وشركة إدارة الاستثمارات الحكومية الذين لم يتوانوا في التبرع بهذا المبلغ غير الاعتيادي
وأشار، الى ان للشركة دورا في دعم الاقتصاد الوطني من خلال مواصلتها تحقيق الأرباح وجلب العملة الصعبة من خلال الشركة وشركاتها التابعة والحليفة لخزينة الدولة التي وصلت الى حوالي مليار دولار اميركي في الظروف الصعبة التي يمر بها الأردن، ما يجعلها ضمن أفضل الشركات في الأردن من حيث الاستمرارية والحفاظ على العمليات الإنتاجية والاستقرار في مستوى الربحية، وذلك على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها سوق الأسمدة العالمي بشكل خاص والاقتصاد العالمي بشكل عام المتأثر بالتداعيات السلبية لوباء فيروس كورونا
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة البوتاس العربية، الدكتور معن النسور، إنّ الإدارة التنفيذية لشركة البوتاس العربية وضعت مع بداية عام 2020 خطةً محكمةً للتعامل مع تحديات أسواق البوتاس العالمية سواءً من حيث الضغوط على أسعار البيع أو من حيث احتمالية تأثر حصة الشركة في الأسواق العالمية جراء زيادة التنافسية بين منتجي البوتاس العالميين بسبب نمو حجم العرض العالمي لمادة البوتاس بشكل أكبر من النمو في حجم الطلب
وأضاف، إن ظهور جائحة كورونا ضاعف حجم التحديات، حيث أثر انتشار الوباء على جميع القطاعات الاقتصادية في دول العالم بما فيها قطاع الأسمدة، وخلق تحديات جديدة على صعيد التخطيط والقدرة على التعامل مع المخاطر، مبيناً أن استراتيجية الإدارة التنفيذية وخططها المحكمة أثبتت نجاعة في التعامل مع مختلف المخاطر وذلك بدلالة أرقامٍ حققتها شركة البوتاس العربية كانت الأفضل في تاريخها وتعد أرقاماً قياسية غير مسبوقة في تاريخ الشركة، كما تمكنت الشركة من خفض كلف إنتاج الطن الواحد من البوتاس بنسبة تتجاوز 6 بالمئة مقارنة بعام 2019 ما ساهم في تحسين الهوامش الربحية وعزز من قدرة الشركة على مواجهة الانخفاضات السعرية
ولفت النسور، إلى أن إنجازات شركة البوتاس العربية إلى جانب جملة من القرارات والإجراءات المدروسة التي اتخذتها الإدارة التنفيذية أسهمت في التغلب على التداعيات السلبية لجائحة كورونا وتأثير انخفاض سعر بيع مادة البوتاس بواقع 70 دولارا للطن الواحد، موضحا أن الأرباح التشغيلية الموحدة لشركة البوتاس العربية بلغت العام الماضي 102 مليون دينار حيث لعب نجاح الشركة في ضبط تكاليف الإنتاج دوراً محورياً في هذا الشأن، في حين بلغت الإيرادات الموحدة لمجموعة البوتاس 456 مليون دينار في عام 2020
وتطرق النسور إلى عدد من القرارات الجوهرية التي اتخذتها الإدارة التنفيذية للشركة خلال جائحة كورونا ومن أبرزها الاستمرار في عمليات الإنتاج والبيع والنقل والتصدير بوتائر عالية خلال فترة الحظر، وباستخدام حوالي 35 بالمئة من القوى العاملة وذلك بعد الحصول على الموافقات اللازمة من المؤسسات الحكومية الأردنية المعنية، والذي كان له دور رئيسي في تحقيق الشركة لهذه النتائج المتميزة، مبينا ان الإدارة سعت إلى الوفاء بالتزاماتها وتنفيذ عقودها المبرمة مع المشترين لمادة البوتاس الأردني من خلال ضمان استمرار عمليتي الإنتاج والتصدير. وعلى صعيد تطوير منتجات الشركة، كان لقرار الإدارة التنفيذية المتمثل بإنتاج مواد ذات عوائد ربحية أعلى مثل البوتاس الحُبيبي الأحمر والدخول بفضل هذا المنتج لأسواق جديدة مثل البرازيل وأستراليا وفيتنام والولايات المتحدة الأمريكية، دور فاعل أسهم في تخفيف أثر الانخفاض الحاد في أسعار بيع البوتاس العالمية في العام الماضي،وأوضح النسور، أن الشركة وضعت خطة استراتيجية للأعوام الخمسة القادمة، تقوم على ثلاثة محاور رئيسية هي تدعيم وتعزيز القواعد التي تستند عليها أنشطة وأعمال الشركة الأساسية، والتوسع من خلال تنوّع المنتجات، والاستعداد للتغيير الحتمي، مشيراً إلى عدد من المشاريع المحورية التي ستقوم ” البوتاس العربية” بتنفيذها خلال الأعوام المقبلة
وفيما يتعلق بالتوقعات المستقبلية، أوضح النسور أن جائحة كورونا ستبقى خطراً رئيسياً عام 2021 على الرغم من توقعات بنمو الاقتصاد العالمي في ظل تفاؤل يسوده الحذر بعودة الحياة إلى مجاريها الطبيعية، حيث ستعتمد عودة الاقتصادات إلى وضعها الطبيعي على مدى تنفيذ عمليات تلقي اللقاحات بشكل سريع، إضافة لعدم حدوث موجات جديدة من انتشار الوباء، ومدى تأثير الفيروس المتحور أو أي فيروسات جديدة
وأضاف، إن أغلب التوقعات تشير إلى نمو في الطلب على سماد البوتاس في عام 2021، وذلك بعد أن وصل حجم الطلب إلى 71 مليون طن في عام 2020، كما ستؤثر عوامل أخرى على أسواق الأسمدة مثل التوقعات الخاصة بأسعار النفط والتغيير في قيمة الدولار تجاه العملات الأخرى الأمر الذي يؤثر في القدرات الشرائية للمستهلكين ويؤثر بمستوى الكلف الإنتاجية للمنتجين.