كيف تستعيد حاسة الشم والتذوق بعد الإصابة بفيروس كورونا؟
وكالة الناس – غالبًا ما تكون العلامة الأولى لـلإصابة بفيروس كورونا المستجد (COVID-19) هي فقدان حاسة التذوق والشم، وذلك قد يحدث حتى مع الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض أخرى للإصابة، ولكن هذا عادة لا يدوم لفترة طويلة، فقد يستعيد المصاب حاسة الشم والتذوق بعد عدة أيام من الإصابة، ولكن في بعض الحالات قد يمتد الأمر لشهور، فما سبب فقدان حاسة الشم والتذوق؟ وكيف يمكن استعادتها؟
لماذا يفقد المصاب بفيروس كورونا المستجد حاسة التذوق والشم؟
قد يكون فقدان حاسة الشم أمراً معروفاً أثناء وبعد الإصابة بفيروسات الجهاز التنفسي، وذلك يحدث عادة بسبب حدوث أعراض أخرى مثل سيلان أو اغلاق في مجاري الأنف، لكن ليس هذا هو الحال مع فيروس كورونا، حيث يفقد المصاب بفيروس كورونا حاسة الشم قبل ظهور أي أعراض تنفسية.
فيروس كورونا المستجد (COVID-19) هو نوع فريد من فيروسات الجهاز التنفسي بحيث يمتلك القدرة على الوصول بشكل سريع إلى الجهاز العصبي، هذا يعني أن الفيروس ينتقل بسهولة عبر الأنف ويلصق نفسه بالعصب الشمي الموجود أعلى الأنف والمسؤول عن نقل المعلومات الحسية المتعلقة بالرائحة إلى دماغك، وبالتالي بتسبب في حدوث ضمور في هذه الأعصاب.
ما علاقة حاسة الشم بالتذوق؟
بشكل عام، يمكن للناس التعرف على المذاق، مثل الحلو والحامض والمالح والمر، ولكن إذا كنت لا تستطيع الشم، فلا يمكنك التمييز بين شيء مثل الكرز أو العنب، فكلاهما يكون طعمه حلو فقط.
لذلك، عندما يعاني شخص من فقدان حاسة الشم، يفقد أيضاً حاسة التذوق، لأن رائحة الطعام تنتقل إلى قاعدة اللسان، ثم تصعد إلى الأنف لتتمكن من التمييز بين الأطعمة المختلفة، وتدرك طعم العنب عن طعم كرز.
كيف تستعيد حاسة التذوق والشم بعد التعافي من فيروس كورونا؟
ظهرت العديد من مقاطع الفيديو على الإنترنت لأشخاص يحاولون إثارة حاسة التذوق بأطعمة عطرية قوية مثل قضم البصل وكأنه تفاح، في حين أن بعض هذه المحاولات قد تبدو سخيفة، إلا أنها قد تنجح بالفعل.
هذه الأمور تشبه تلك الخاصة بالتدريب على حاسة الشم، إذ يستخدم التدريب الشمي في الواقع المرونة العصبية للجسم، وهي قدرة الجسم على تشكيل مسارات عصبية جديدة. هذه الأساليب تساعد الجسم على إنشاء مسارات عصبية جديدة وتساعد على استعادة حاسة الشم.
فإذا كنت مصابًا بـفيروس كورونا أو تعافيت منه مؤخرًا ولكن لا تزال تعاني من فقدان حاسة الشم والتذوق، فيمكنك البدء في تمارين الشم المبكرة. قد يكون حمض ألفا ليبويك (Alpha lipoic acid)، ومكملات فيتامين (A)، وبخاخات الأنف الستيرويدية التي لا تستلزم وصفة طبية مفيدة، ويمكن القيام بالتدريب على الشم في المنزل لاستعادة عمل الأعصاب الشمية في الأنف.
وقد بينت دراسة أن نقص الزنك في الجسم يساهم في تأخر عودة حاسة الشم للشخص المتعافي، لذلك يُنصح المرضى الذين تأخرت لديهم عودة حاسة الشم بتناول جرعة عالية من الزنك (تحت اشراف الطبيب)، وسيستعيد الشخص بإذن الله حاسة الشم.
أما تمارين الشم في المنزل فتشمل شم الأشياء المتوفرة في المنزل، يمكن أن تبدأ في شم رائحة القهوة أو العطور أو الحمضيات أو أنواع مختلفة من الزيوت العطرية، وبعد أن تنجح بالتعرف على رائحة معينة تنتقل إلى رائحة جديدة. لا يوجد آثار سلبية لإجراء هذه التمارين، وقد أظهرت البيانات أنها تساعد المرضى على التعافي بسرعة.
على سبيل المثال، إذا اخترت الليمون كأحد الروائح للتمرين، يمكنك استخدام بعض قشر الليمون المبشور، وأثناء استنشاق المادة ركز أفكارك على الليمون وحاول أن تتذكر ما كانت عليه تجربتك مع الليمون وكيف كانت رائحته وطعمه.
هذا ليس حلاً فوريًا ، ولكن بمرور الوقت من المفترض أن يساعدك هذا على استعادة حاسة الشم المفقودة.
كم يحتاج الأمر من الوقت حتى تعود حاسة الشم؟
الخبر السار هو أن فقدان حاسة الشم والتذوق مؤقتة، وأن غالبية المرضى يتعافون بسرعة، لكن يختلف وقت الشفاء من مريض لآخر، بينما يتعافى البعض في غضون أيام، قد يستغرق البعض شهورًا. المرضى الذين فقدوا حاسة الشم قد يكون لديهم آثار جانبية بحيث عندما تعود حاسة الشم، يمكن أن تكون رائحة الأشياء سيئة للغاية بالنسبة لهم.
أي علامة على تمييز الرائحة هي علامة جيدة على الشفاء. هذا يعني أن بعض التجدد العصبي يحدث، وأن الاعصاب المسؤول عن تمييز الرائحة لم تعد بعد إلى طبيعتها. وهذا هو الوقت المناسب لممارسة المزيد من التدريب على حاسة الشم للمساعدة في تحفيز العصب الشمي.
الآثار السلبية لفقدان حاسة الشم والتذوق:
أخطر جزء من عدم وجود حاسة التذوق والشم هو عدم القدرة على شم الغازات الضارة، بالإضافة إلى صعوبة الطهي وتمييز الأكل، مما يؤدي إلى مشاكل فقدان الوزن. ومن الناحية الاجتماعية، يعد الطعام أحد الأشياء التي تربط الناس، فقد يفضل الشخص العزلة عندما يجد نفسه غير قادر على المشاركة بنفس طريقة الأكل مع الأصدقاء والعائلة.