دونالد ترامب هل يكون نهاية العصر و الحلم الامريكي ؟؟
وكالة الناس – كتب – رائف الريماوي – الإمبراطورية الأمريكية ساهم في بنائها مهاجرون ,مستوطنون و مجرمون وأوباش ضاق بهم العالم القديم على رحابته حيث تدفقوا مثل الجراد بعد ان ضجروا من هراء قارتهم العجوز الغارقة فى حروبها وخرافاتها المتراكمة عبر العصور. خلال200 سنة أنجز الأمريكيون محرقة الهنود الحمر وخاضوا حروبهم الداخلية والخارجية وبدل أن يكونوا احد اذرع الحضارة التي أنبتتهم ,انقلبوا عليها أصبحوا هم سادة العالم وهم الأصل فقدموا للعالم مخطط مارشال و القنابل النووية والهيدروجينية ’ و الحروب الخارجية الحرب الساخنة والباردة. التاريخ لا يسير بخطوط مستقيمة فحين تتسنم قمة الهرم الكوني يصيبك الهرم . لا يبقى أمامك سوى اما التراجع ا و الاندثار . تمخضت العبقرية الأمريكية وتفتقت ذهنية ديمقراطية العالم الجديد لتنجب دونالد ترامب المسكون بتمزيق الداخل وتخويف الخارج في لحظة مفصلية كان لها ما قبلها وسيكون لها ما بعدها لا محالة . السياسه في منطق رعاة البقر تذيب الفوارق بين المهرج والقديس , بين الانسان والشيطان . دونالد ترامب الرئيس الامريكي رقم ـ 45 , الذي انتخبه رعاة البقر و انتجه لوبي السلاح وما فيه من المال المسخر للإنتقام من العالم . هو رجل غريب الأطوار من مواليد سنة 1946 تخرج من جامعة بنسلفينيا عام 1968 ليصبح رقما من أرقام شركة والده الملياردير قبل أن يصبح الرقم الصعب في هذه ألشركه التي تولى رئاستها و اصبح فيها الآمر الناهي . دونالد ترامب بهلوان مبدع أدرك بغريزته الجشعة أن ابتكار الخدمات الناعمة اقصر طرق الثراء وأن أفضل سبل النجاح هي تلك الطرق الإلتفافية المؤدية للجيب , فالمبادئ لا تبيض ذهبا بينما المليارات تصنع المعجزات وفى محراب عبادة الدراهم ويشكل التهريج الاعلامي اسلوبا لإغتصاب القلوب والجيوب وجذب الأضواء التي تؤدي الى عتمة الافلاس الاخلاقي والانحسار والانكسار الوجداني وترسخ صورتك النمطية كملياردير ماجن حرق مراحل الاثارة والشهرة والنجاح فترنح ثملا باحثا عن موطئ قدم تحت شمس البيت الأبيض حيث تلتقي دهاليز التجارة والحكم . شايب و عايب . لا مبادئ للرجل . فهيلاري منافسته نعتها “بالمرأة الباردة التي عجزت عن إرضاء زوجها المسكين بيل” و تصافق فقال : – (إيفانكا ) لو لم تكن ابنته لكان واعدها” وغرد مرة ممازحا مؤيديه “صوتوا ثم موتوا” فالغاية عنده تبرر الوسيلة حتى لو كانت تلك الوسيلة بناء جدار عازل على الحدود المشتركة مع المكسيك . الخليجييين والجرمان و غيرهم فعليهم أن يسددوا نقدا فواتير أمنهم وإلا تركوا لبطش قوى الشر . المسلمون مسؤولون من وجهة نظره عن احداث 11 سبتمبر والزنوج والمخنثون عليهم ان يعودوا من حيث اتوا فمشروع الرئيس الـ 45 هو تحويل الولايات المتحدة إلى محمية , او قلعة مسورة يديرها “شريف” غريب الأطوار لا يرى أبعد من نزواته . نثرت الديمقراطية الأمريكية كنانتها فرمت العالم بأكثر السهام تهورا وغموضا وغرابة هل يكون ترامب غور باتشوف امريكيا الراسمالي ؟ هل هذا يعني انكفاء الامبراطورية الامريكية على ذاتها؟ هل يعني إعادة هيكلتها لادوارها فى عالم متعدد الأقطاب؟ أم يعني زوالها من الوجود ؟ . ايا كانت السيناريوهات فستشرق شمس اليوم التالي من جديد على هذا العالم الذي لن تكون إطلالة ترامب بالنسبة له إلا سحابة مزعجة وغير ممطرة ’ وستستمر الدنيا بهمومها ومتناقضاتها التي لا تتوقف .