عاجل

ابراهيم حمادنه يكتب .. إنها الثقة

بقلم: ابراهيم موسى حمادنه

الثقة كلمة، لكنها في حقيقتها أساس الحاضر وعماد المستقبل، وهي المحرّك والدافع الحقيقي نحو الأهداف، والميزان الصادق الذي تُبنى عليه حقيقة كل ما نراه ونعيشه.الثقة سؤال داخلي، وحديث نفس متواصل؛ وكلما كانت هذه الأسئلة صادقة، واقعية ومبنية على أسس عميقة، شكّلت الهوية الشخصية للإنسان. فالثقة إن وُضعت في موضعها الصحيح كانت نجاحًا وفلاحًا، وإن أُسيء توجيهها كانت سببًا في الخذلان.

وضع سيدنا محمد ﷺ ثقته في علي بن أبي طالب رضي الله عنه رغم صغر سنه، فأمّنه على أمانات أهل مكة، واطمأن أن ينام في فراشه ليلة الهجرة، في موقف يجسّد أعلى درجات الثقة واليقين.
وسيدنا إبراهيم عليه السلام قال لقومه: ﴿ما ظنكم برب العالمين﴾، وهو سؤال يفتح أبوابًا من التأمل، تقود إلى حقائق ثابتة، ويُبنى عليها نهج قويم في الإيمان والعمل.
وسيدنا موسى عليه السلام وضع ثقته في أخيه هارون، وسأل رب العالمين أن يجعله عونًا له، فجاء التأييد الإلهي ﴿سنشد عضدك بأخيك﴾، تأكيدًا على أن الثقة حين تُمنح لمن يستحقها تكون سببًا في القوة والتمكين.
وكذلك حين تزعزعت ثقة موسى عليه السلام بالخضر، افترقا، لأن مسار التعلم ذاته قائم على الصبر والثقة.
وسيدنا نوح عليه السلام قال: ﴿رب إن ابني من أهلي﴾، فجاء الرد الإلهي: ﴿إنه ليس من أهلك﴾، ليوضح أن الثقة والانتساب الحقيقيين لا يقومان على الروابط وحدها، بل على القيم والعمل والنهج.

إذن، الثقة هي الطريق والنهج الذي يحدد هويتك الشخصية ومسارك في هذه الحياة، وهي النبع الصافي الذي تنطلق منه الأقوال والأفعال والأعمال. فإذا انعدمت الثقة، أصبح مصير كل فعل موجّه إليها هو الشك، والاضطراب، وعدم الاكتمال.