حين ضرب الملك حسين على رأسه بعد أن وصلته أخبار اتفاق أوسلو
كتب د. محمد أبو بكر
كان الوفد الفلسطيني الرسمي يجري مفاوضات مع الوفد الصهيوني في واشنطن ، حيث ضم الوفد حيدر عبد الشافي وحنان عشراوي وصائب عريقات ، في الوقت الذي كان فيه ياسر عرفات يعمل على جبهة أخرى لا يعرف عنها حتى أقرب المقربين .
كان وفد فلسطيني مكون من ثلاثة أشخاص يجري مفاوضات سرية في العاصمة النرويجية أوسلو برئاسة أحمد قريع وكذلك حسن عصفور وربما ياسر عبد ربه ، حيث جرى التوقيع بين الطرفين على الإتفاق الذي حمل اسم العاصمة النرويجية.
لم يكن أحد في الأردن على علم بما جرى في أوسلو رغم أن عرفات كان دائم الزيارات لعمان ، واللقاءات المتعددة مع الملك حسين ، وجاء الإتصال لرئيس الوزراء المرحوم عبد السلام المجالي ، الذي حمل معلومات حول ما جرى في أوسلو .
اتصل المجالي بالقصر طالبا لقاء على وجه السرعة مع الملك ، فذهب مسرعا ، والتقاه الحسين ، حيث أبلغ المجالي الملك بما قام به ياسر عرفات والاتفاق الذي حدث في أوسلو بعيدا عن الأعين والإعلام .
ويقول المرحوم المجالي في لقاء خاص مطول معه قبل ست سنوات تقريبا ، إن الملك حين علم بالأمر اجتاحته الصدمة وضرب على رأسه قائلا .. شو اللي عمله أبو عمار ؟ وخاطب المجالي بالقول .. ماذا سنفعل وكيف سنتصرف ؟
المجالي رد بالقول .. ياجلالة الملك ، إذا كان الفلسطينيون قد اختاروا هذا الطريق ، فهم أحرار في ذلك ، وما علينا سوى الاتصال بهم ومباركة ماجرى ، فنحن في الأردن لا علاقة لنا باوسلو ، فهذه مسؤوليتهم ، وعليهم تحمل تبعات ذلك ، وحينها اتصل الملك بياسر عرفات ، مهنئا، ولكنه كان يشعر بامتعاض شديد .