عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

ما قصة (أسطول الصمود العالمي) وماذا يحمل؟

وكالة الناس – نفت تونس فجر الثلاثاء ما أعلنه أسطول مساعدات متّجه من إسبانيا إلى غزة عن تعرّض أحد قواربه “لضربة من طائرة مسيّرة” أثناء رسوّه قرب العاصمة تونس، مؤكّدة “عدم وجود أيّ عمل عدائي أو استهداف خارجي”.

وأضافت الإدارة العامة للحرس الوطني التونسي في بيان أنّ سبب الحريق الذي شوهد على القارب بحسب المعاينات الأولية، “يعود إلى اندلاع النيران في إحدى سترات النجاة على متن الباخرة، نتيجة اشتعال قدّاحة أو عقب سيجارة”.

يأتي هذا النفي بعد أن أعلن “أسطول الصمود العالمي” المتّجه إلى غزة وعلى متنه مساعدات وناشطون أنّ أحد قواربه تعرّض ليل الاثنين-الثلاثاء “لضربة من طائرة مسيّرة” أدّت لاندلاع حريق على متنه.

وفي بيان نشره على صفحته في منصة إنستغرام قال الأسطول الذي انطلق من مدينة برشلونة الإسبانية سعياً لـ”كسر الحصار الإسرائيلي” على القطاع الفلسطيني إنّ القارب، وعلى متنه ستة أشخاص، كان قرب ميناء سيدي بوسعيد حين “تعرّض لضربة من مسيّرة”.

وأضاف الأسطول أنّ القارب تعرّض لأضرار مادية، مندّداً بـ”أعمال عدوان تهدف إلى إعاقة مهمّته” الإنسانية إلى غزة.خلال الليل، نشر الناشط البرازيلي تياغو أفيلا مقطع فيديو على إنستغرام يتضمن شهادة عضو آخر في الأسطول يؤكد فيها رؤيته طائرة مسيّرة. وقال الناشط، ويُدعى ميغيل، “كانت طائرة مسيّرة بنسبة 100 في المئة وقد ألقت قنبلة”، بينما لم يصدر رد عن الجانب الإسرائيلي.

ويتوقع أن يصل الأسطول إلى غزة في منتصف سبتمبر/أيلول، ويأتي تحركه بعدما منعت إسرائيل محاولتين للناشطين في هذه المبادرة لتوصيل مساعدات بحراً إلى القطاع الفلسطيني في يونيو/ حزيران ويوليو/ تمّوز.

فما هو “أسطول الصمود العالمي”؟ ومن يقف خلف هذه المبادرة التي تتنقّل بين موانئ المتوسط سعياً للوصول إلى غزة؟

يصف “أسطول الصمود العالمي” نفسه على موقعه الإلكتروني بأنه منظمة “مستقلة” و”غير تابعة لأيّ حكومة أو حزب سياسي”.

ويضم أسطول الصمود العالمي نشطاء ونواباً أوروبيين وشخصيات من بينها رئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو، والنائبة اليسارية البرتغالية ماريانا مورتاغوا، والناشطة السويدية غريتا تونبرغ.

ويتكون الأسطول من اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة “صمود نوسانتارا” الماليزية. ويضم مئات النشطاء من 44 دولة على متن عشرات السفن المحمّلة بالإمدادات الطبية والمساعدات الغذائية.

وتستعد الوفود المشاركة في أسطول الصمود العالمي من تونس للحاق ببقية المشاركين ممن سبق وخرجوا من إسبانيا وإيطاليا، ضمن أكثر من 70 سفينة، وهو العدد الأعلى منذ انطلاق السفن نحو غزة.

قال عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين وائل نوار إن عدد المشاركين بلغ ألف مشارك من أربع وأربعين دولة وهم يستعدون للإبحار رغم المخاطر المحدقة بهم، وإنهم جاهزون لجميع السيناريوهات سواء كانت عراقيل بيروقراطية أو قصفاً أو اعتقالاً من قبل الجنود الإسرائيليين أو الوصول إلى غزة.

وأضاف نوار أنهم يعملون على تحقيق السيناريو الأخير للوصول إلى غزة بعد أن كانت السفن قد خرجت من إسبانيا منذ أيام، وأنهم بصدد الاتفاق مع جهات طبية فلسطينية في غزة لتسليم المساعدات التي تم تجهيزها، وأكد أنهم مستعدون في كل الحالات لتقبل الاعتقال وهو السيناريو الأقرب للحدوث، كما حدث للسفن السابقة حنظلة ومادلين، لكن العدد هذه المرة أكبر بكثير وسيناريو قصف السفن ربما يكون مرجحاً، حسب تعبير وائل نوار.
ويخضع المشاركون في تونس من مختلف الدول لتدريب عن السلامة لمدة يومين. وأشار المنظمون إلى أن هذه الدورات تهم المشاركين الذين لم يخضعوا إلى تدريبات فيما يتعلق بإجراءات الوقاية والسلامة وكيفية التعامل عند اقتحام السفن من قبل الجيش الإسرائيلي.

وأكد رئيس الوفد الموريتاني مرتضى ولد اطفيل أن الوفد يتكون من برلمانيين وأطباء وصحفيين وناشطين كانوا قد قرروا المشاركة لكسر الحصار، وأنهم لا يخافون التهديدات بعد أن قرروا مناصرة إخوتهم في غزة.

وقال البرلماني الأيرلندي بول ميرفي إنه كان جزءاً من الحركة العالمية المتجهة إلى غزة، وإنه شارك في الأسطول الأخير قبل بضعة أشهر.

ويذكر ميرفي أنه في عام 2011، كان على متن إحدى السفن التي كانت ضمن أسطول سابق، حيث تعرّض للاعتقال من قبل الإسرائيليين.

يُضيف أنه كان دائماً على ارتباط وثيق بحركة التضامن مع فلسطين، وأنه بصفته برلمانياً فهو “يُعلي كثيراً من شأن النضال من أجل تحرير فلسطين”.

يقول بول ميرفي أيضاً إنه عندما سمع أن أسطولاً جديداً ينطلق، وهو أكبر أسطول على الإطلاق وعلى مستوى مختلف تماماً، فقد فكر أن هذه هي اللحظة المناسبة للمحاولة مرة أخرى والمشاركة، خصوصاً في ظل ازدياد المجاعة التي يعاني منها الناس في غزة، لكسر الحصار وإنهاء الحصار البحري أيضاً.
ويشارك في الأسطول وفد خليجي بسفينة تخرج من الموانئ التونسية، حيث يقول الطبيب المشارك محمد جمال من الكويت إن دافعه للمشاركة في الأسطول هو أن ما يجري في غزة الآن من تجويع يعتبره متعمداً ولم يحدث في التاريخ، إضافة إلى وجود تحرك إنساني غير مسبوق لإيقاف ذلك – ما سيكون له أثر كبير على أهل غزة.

كان جمال من ضمن الأطباء الذين كانوا في غزة في مارس/آذار العام الماضي وبقي على تواصل مع مرضاه وعائلاتهم وكان الطعام في ذلك الوقت شحيحاً جداً، مضيفاً أنه حاول المساعدة في إرسال الطعام لهم من خلال علاقاته ببعض المنظمات والجمعيات الإنسانية في غزة، ورغم ذلك كان من الصعب إيجاد بعض الدقيق أو بعض الطعام، لكن الوضع الآن بات مستحيلاً تماماً، وهنالك استحالة منذ شهور في إيجاد الطعام أو القدرة على إرسال الطعام إلى الناس.

يرى جمال أن هنالك تجويعاً متعمداً ويُستخدم كسلاح من قبل إسرائيل ويجب أن يوقفه العالم.
قدم إلى تونس لدعم الأسطول مشاركون من إيران إلا أنهم لن يبحروا مع المشاركين، إذ قال رئيس جمعية صوت غزة بإيران علي أكبر طاهري إنهم هناك ليقولوا للعالم إنهم يدعمون غزة ويدعمون الأسطول رغم أنهم لن يبحروا بسبب التهديدات الإسرائيلية ضد الإيرانيين، وإنهم يقفون إلى جانب غزة والمشاركين، في ظل ما يواجهه أطفال القطاع من قصف ومجاعة يومية.
ووسط هذه المشاركة التي وُصفت بالكبيرة، كان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قد قال في وسائل إعلام إسرائيلية إنه سيتم التعامل مع المشاركين في أسطول الصمود العالمي بصورة أكثر صرامة مقارنة بمصير من شاركوا في رحلات سابقة لأسطول تحالف الحرية، وإنه من الممكن إدراج المنظمين ضمن قائمة من وصفهم بـ”الإرهابيين”، ووضعهم في سجون إسرائيلية لفترات طويلة.