سحب مضيئة نادرة تزيّن سماء الأردن فجراً بفعل إطلاق صاروخي

وكالة الناس – رصد مواطنون في مناطق متفرقة من الأردن فجر اليوم الإثنين سحبًا مضيئة غريبة الشكل في السماء، ما أثار تساؤلات واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول طبيعة هذه الظاهرة النادرة وغير المألوفة.

وقال رئيس الجمعية الفلكية الأردنية، الدكتور عمار السكجي، إن هذه الظاهرة تُعرف علميًا باسم “أثر العادم الصاروخي” (Rocket Plume) أو “سحابة الاحتراق في الغلاف الجوي” (Exhaust Cloud Expansion)، وهي تحدث عادةً عند إطلاق الصواريخ الباليستية أو الأقمار الصناعية، خاصة في ساعات الليل أو قبيل الفجر.

وأوضح السكجي أن هذه السحب تتكون نتيجة احتراق الوقود في طبقات الجو العليا، مثل الستراتوسفير أو الميزوسفير، والتي تقع على ارتفاعات تتراوح بين 30 إلى 100 كيلومتر، حيث يكون الضغط الجوي منخفضًا جدًا، ما يسمح للغازات المنبعثة من محركات الصواريخ أن تتمدد بسرعة وتنتشر بشكل لافت.

وأضاف أن هذه السحب غالبًا ما تتكون من بخار الماء ومواد كيميائية مختلفة، ويؤدي احتكاكها بالهواء وانعكاس ضوء الشمس عليها – رغم كون الأرض في ظلمة – إلى ظهورها بألوان متوهجة مثل الأبيض والوردي والأزرق الفاتح، مما يمنحها مظهرًا مدهشًا يمكن رؤيته من مسافات بعيدة.

وبيّن أن مثل هذه الظواهر قد ترافق أحيانًا عمليات إطلاق تجريبية أو تشغيل أقمار صناعية، وفي بعض الحالات، قد تنتج عن تفكك أو انفجار جزئي في أحد أجزاء الصاروخ خلال الطيران، مما يؤدي إلى تحرر مفاجئ للطاقة وتكوين سحابة مرئية لبضع دقائق.

وأكد السكجي أن هذه الظواهر غير ضارة، وتعدّ مؤشرًا على النشاط الفضائي العالمي المتزايد، وقد سبق توثيقها في أماكن مختلفة من العالم، بما في ذلك أثناء إطلاق صواريخ SpaceX أو صواريخ صينية وكورية.

ودعا المواطنين إلى التفاعل العلمي والفضولي مع مثل هذه المشاهد، واعتبارها فرصة للتعرف على الظواهر الفلكية والفضائية التي أصبحت أكثر حضورًا مع التوسع في برامج الفضاء حول العالم.