تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الأردن وكازاخستان من خلال التعاون في قطاع النقل البحري والخدمات اللوجستية
وكالة الناس – مأمون الخوالدة – تشهد العلاقات بين المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية كازاخستان تطورًا ملحوظًا في مختلف المجالات، لا سيما في قطاعي النقل البحري والخدمات اللوجستية. في خطوة جديدة نحو تعزيز هذا التعاون، استقبل الدكتور محمود خليفات، مدير عام شركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانئ، السفير الكازاخستاني لدى المملكة، طلعت شالدانياي، في زيارة رسمية بهدف فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين في مجالات التجارة والنقل.
جاءت الزيارة الرسمية للسفير الكازاخستاني في إطار تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وقد تركزت المناقشات خلال اللقاء حول عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، أبرزها إمكانية توقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين لتأطير التعاون المستقبلي في مجال النقل البحري، مما سيسهم في تسهيل العمليات التجارية وتدفق البضائع بين الأردن وكازاخستان. إضافة إلى ذلك، تم بحث التحديات التي قد تواجه التعاون بين البلدين وكيفية تذليلها لضمان انسيابية العمل في هذا القطاع الحيوي.
أحد النقاط البارزة التي تم التطرق إليها في اللقاء كانت الفرص المتاحة لتعزيز التبادل التجاري بين البلدين. السفير الكازاخستاني أشار إلى أن أبرز صادرات بلاده تشمل الحبوب، وخاصة القمح والذرة والشعير، وهي من المواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها السوق الأردني والمنطقة بشكل عام. هذا يفتح المجال أمام شراكات جديدة في مجالات النقل والخدمات اللوجستية، خصوصًا وأن موانئ العقبة تمتاز بتجهيزات حديثة وقدرة عالية على استيعاب شحنات متنوعة.
من جانبه، أكد الدكتور محمود خليفات حرص شركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانئ على تقديم كافة التسهيلات الممكنة لدعم العلاقات الاقتصادية بين الأردن وكازاخستان. وأشار إلى أن موانئ العقبة جاهزة لاستقبال وتداول مختلف أنواع البضائع وفق أعلى المعايير العالمية، مما يجعلها نقطة محورية في تدفق التجارة بين البلدين.
إضافة إلى ذلك، يتمتع ميناء العقبة بموقع استراتيجي على البحر الأحمر، مما يعزز من قدرة الأردن على أن يكون مركزًا تجاريًا لوجستيًا مهمًا في المنطقة. وتعتبر العقبة بوابة مثالية لكازاخستان التي تعد من الدول الحبيسة، حيث يمكن أن تشكل الموانئ الأردنية جسرًا هامًا بين آسيا وأوروبا، وتوفير حلول لوجستية فعالة لنقل البضائع الكازاخستانية إلى الأسواق العالمية.
تتسم العلاقات الثنائية بين الأردن وكازاخستان بالتعاون الوثيق في عدة مجالات مثل التجارة، التعليم، الثقافة، والطاقة. منذ إرساء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1993، شهدت هذه العلاقات تطورًا مستمرًا، حيث تبادل الجانبان الزيارات الرسمية والاتفاقيات في مجالات عدة.
في السنوات الأخيرة، بدأت الجهود تظهر لتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي بين البلدين. فمن جهة، تسعى كازاخستان إلى تنويع صادراتها وزيادة نفوذها في الأسواق العالمية، ومن جهة أخرى، يرى الأردن في كازاخستان شريكًا استراتيجيًا يمكن أن يساهم في تعزيز مكانته كمركز لوجستي وتجاري في المنطقة.
على الرغم من الفرص الكبيرة التي يوفرها التعاون بين البلدين، إلا أن هناك بعض التحديات التي قد تواجه هذا التعاون. من أبرز هذه التحديات هي الحاجة إلى تحسين شبكات النقل واللوجستيات بين البلدين، وتطوير وسائل النقل البحرية والبرية بما يضمن كفاءة أكبر في نقل البضائع.
ومع ذلك، يظل هناك الكثير من الفرص التي يمكن استغلالها لتعزيز التعاون. فوجود شراكات جديدة في مجالات مثل الحبوب والنقل البحري، إضافة إلى إمكانيات التعاون في قطاع الطاقة والاستثمار، يوفر آفاقًا واسعة للتنمية المستدامة.
تشير هذه الزيارة إلى أن هناك التزامًا جادًا من كلا البلدين لتعزيز العلاقات الاقتصادية وتعميق التعاون في مجالات استراتيجية مثل النقل والخدمات اللوجستية. إذا تم تنفيذ اتفاقيات التعاون بنجاح، فقد نشهد نقلة نوعية في العلاقات بين الأردن وكازاخستان، مما يعزز من التكامل الاقتصادي بين البلدين ويفتح آفاقًا جديدة للفرص التجارية في المستقبل.
تظل موانئ العقبة نقطة حيوية في هذا السياق، حيث يمكن أن تسهم بشكل كبير في تسهيل تدفق التجارة بين كازاخستان والعالم، خاصة مع التركيز على صادرات الحبوب، وهو ما سيعود بالفائدة على جميع الأطراف المعنية.