عاجل

اتفاق بين إيطاليا وألبانيا وبريطانيا لمواجهة الاتجار بالبشر

زار رئيس الوزراء الألباني إيدي راما، ونظيره البريطاني ريشي سوناك، العاصمة الإيطالية روما في عطلة نهاية الأسبوع، لحضور مهرجان أتريو السياسي، الذي نظمه حزب “أخوة إيطاليا” بزعامة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، وتعهد القادة الثلاثة بتكثيف التعاون لمحاربة الاتجار بالبشر.

أشادت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، بنظيرها الألباني إيدي راما، بعد إلقائه خطاب في مهرجان أتريو السياسي الذي نظمه حزب “أخوة إيطاليا”، حيث أكد أن اتفاق الهجرة بين إيطاليا وألبانيا “ليس به أي شيء غير دستوري”.

كما رحبت رئيسة الوزراء الإيطالية بنظيرها البريطاني ريشي سوناك، الذي وصفته بأنه “صديق لي ولإيطاليا”، والذي ذكر معارضة رئيسة الوزراء الراحلة مارغريت تاتشر للهجرة غير الشرعية.

وأطلقت ميلوني وسوناك، مشروع تمويل مشترك إيطالي بريطاني، للعودة الطوعية من تونس. وفي غضون ساعات قليلة، أعلنت ميلوني عن التعاون الثلاثي “في مواجهة المتاجرين بالبشر”، مع دولتين من خارج الاتحاد الأوروبي، وهما ألبانيا وبريطانيا.

 

راما: “المحكمة الدستورية ستتخذ قرارها قبل آذار/ مارس بكثير”

وفي خطابه في مهرجان أتريو، رفض راما الانتقادات الموجهة لاتفاقية الهجرة بين روما وتيرانا، وقال إن “الفرنسيين لا يريدون المهاجرين، والألبان يقبلونهم، فيصبح الألبان هم المشكلة”. حيث يعتمد مصير الاتفاقية على صدور قرار من المحكمة الدستورية الألبانية.

وأوضح راما أن المحكمة “قامت بواجبها”، لأنه “وفقا للدستور، يتم تعليق الاتفاقيات تلقائيا للنظر فيها قبل أن يصدق عليها البرلمان”. وأكد أن “هذا دليل على أني لا أسيطر على المحاكم في ألبانيا”. وقد يكون من الضروري الانتظار حتى شهر آذار/ مارس القادم لإصدار الحكم، على الرغم من أن الزعيم الاشتراكي قال إن “القرار سيتخذ في وقت أبكر بكثير”، لافتا إلى أنه “من الضروري أن تعرف الحكومتان ما إذا كان بإمكانها المضي قدما أم لا”.

 

سوناك: “أول مشروع إيطالي بريطاني للمساعدة في العودة الطوعية للوطن”

ولا يزال السيناريو غير واضح، على الرغم من أن سوناك قال إنه يعتبر أن إنشاء نقاط استقبال خارج إيطاليا والاتحاد الأوروبي هو الخيار الصحيح. وأكد رئيس الوزراء البريطاني، خلال زيارته لروما، أن الاتفاقيات المبرمة بين بريطانيا وإيطاليا، مثل تلك الموقعة مع رواندا، تهدف إلى “وقف نموذج أعمال العصابات الإجرامية”. وأضاف أنه “إذا كان هذا يتطلب تغيير قوانيننا، وإجراء محادثات على المستوى الدولي، لإنشاء إطار عمل بشأن اللجوء السياسي، فيجب علينا أن نفعل ذلك”.

وأشار سوناك، إلى الموقف الذي اتخذته مارغريت تاتشر، عندما كانت رئيسة للوزراء في ثمانينيات القرن الماضي، والتي “لم تتراجع أبدا حتى عندما كانت المعركة صعبة”، موجها الشكر لميلوني على “قيادتها على المستوى العالمي والدولي”. وأردف قائلا إن “خصومنا يريدون دفن رؤوسهم في الرمال وترك المشكلة، لكن الأمر لا يسير بهذه الطريقة، اذهبوا إلى لامبيدوزا، حيث وصل 50% من المهاجرين هذا العام، لم يعد الأمر مستداما، ولم يعد صحيحا، كما أنه غير أخلاقي”.

وحذر من أنه “إذا لم نتمكن من إدارة المشكلة، فإن العدد سيرتفع وسيصبح أكبر من أن نتمكن من التعامل معه”، وقال إن التكلفة “ستثير غضب جميع مواطنينا، لأنه في النهاية سيتم استثمار الأموال في إدارة الهجرة”. ومن هذا المنطلق، قرر سوناك مع نظيرته الإيطالية “المشاركة في تمويل أول مشروع إيطالي بريطاني للمساعدة في العودة الطوعية إلى بلدان المنشأ، والذي تنظمه منظمة الهجرة الدولية لصالح المهاجرين العالقين في تونس”، حسبما أعلن بعد اللقاء الثنائي في قصر كيجي.

وبعد الاجتماع، انضم راما إلى جورجيا ميلوني وريشي سوناك لتناول غداء عمل، أسفر عن التعهد بتكثيف التعاون بين الدول الثلاث لمحاربة المتاجرين بالبشر.