سعيدان: الإمارات قادرة على الخروج بتوافقات من مؤتمر “كوب 28”
وكالة الناس – أكد د. معتصم سعيدان وزير المياه الأردني السابق، أن هناك تعويلاً على قيادة دولة الإمارات من أجل الخروج بنتائج والتوصل إلى توافقات في مؤتمر الأمم المتحدة السنوي لتغير المناخ «كوب 28»، مشيراً إلى أن الإمارات قادرة على إحداث الفرق من أجل تحديد الالتزامات والتقيد بها، وقال «الدبلوماسية الإماراتية لها ثقلها في الداخل والخارج».
ولفت د. سعيدان إلى أنه من حسن الحظ فإن المؤتمر يأتي في منتصف الفترة الزمنية ما بين اتفاقية باريس 2016، وعام 2030 الذي تم تحديده لبداية تناقص انبعاثات الغازات الدفيئة، وهذه الفترة كافية من أجل التقييم وتحديد الخطوات المقبلة.
وأضاف في تصريحات لصحيفة «البيان الاماراتية»: من المهم النظر إلى انعقاد المؤتمر في دولة الإمارات بشكل مختلف، فالإمارات كرست العام الحالي ومنذ بدايته لـ«الاستدامة»، وأكدت أن الوصول للحياد المناخي (صفر انبعاثات) سيكون في عام 2045 بدلاً من عام 2050، وذلك من خلال العمل الحثيث على التوجه نحو مصادر الطاقة البديلة عن الوقود الأحفوري وصولاً إلى الانبعاثات الصفرية، فضلاً على وجود مجموعة من العوامل والمقومات التي ستساند الإمارات في دورها الفعال في المؤتمر، ومن بينها أن المؤشرات تظهر رغبة وإصرار الإمارات بأن يكون المؤتمر الحالي مختلفاً عن غيره من حيث النتائج من خلال الأنشطة المحلية والدولية فيما يخص التغير المناخي.
وإضافة إلى أن انضمامها إلى تكتل «بريكس»، الذي يتضمن أربع دول، تعد من أكثر الدول المصدرة لانبعاثات الغازات الدفيئة، وهي الصين والهند وروسيا والبرازيل، ويساند ذلك الإمارات في قدرتها على إحداث الفرق من أجل تحديد الالتزامات والتقيد بها، فالدبلوماسية الإماراتية لها ثقلها في الداخل والخارج.
وبين سعيدان أن أغلب مؤتمرات المناخ السابقة كان لها لها أثر محدود على أرض الواقع لأسباب متعددة من بينها أن أغلب المؤتمرات جاءت ضمن ظروف وتواقيت أزمات متنوعة كجائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وغيرهما، في حين ينظر إلى «كوب 28» في أن هناك مساحة يمكن البناء عليها، وما حدث في «كوب 27» في مصر ترك أرضية خصبة يمكن تطويرها.
محاور
وأشار سعيدان إلى أن المحادثات سترتكز بشكل رئيسي على مجموعة من المحاور أهمها: الحديث بقوة عن العدالة المناخية في قارة أفريقيا، خصوصاً بعد الفيضان الكارثي الذي جرى في ليبيا «درنة»، باعتباره مقدمة لما سيفعله التغير المناخي في العالم، فضلاً عن إعادة النظر في المطالبات التي جرت في المؤتمرات المناخية السابقة من خلل الدول المتأثرة بالتغير المناخي والتي طالبت بضرورة تقديم الدعم لقضايا العدالة المناخية، إضافة إلى تمويل الصندوق «الخسائر والأضرار» المتخصص لمساندة الدول الفقيرة المتأثرة جراء التغيرات المناخية.
ومن المتوقع أن تلعب الإمارات دوراً مهماً من أجل تفعيله وإلزام الدول الأكثر إنتاجاً لهذه الانبعاثات، كما سيتم العمل على قضية وجود العديد من الدول ورغم التزامها بمعايير خفض انبعاثات الغازات الدفيئة فإن خططها ما زالت غير معلنة وواضحة، وأنشطتها في القطاعات المختلفة لا تتوافق مع المطلوب من المعايير، ومن أجل خفض هذه الانبعاثات يجب أن يكون لدينا التزام حتى نحصد الانخفاض المطلوب.
فرصة
وأضاف وزير المياه الأردني الأسبق أن مؤتمر «كوب 28» يعد فرصة يجب اغتنامها، خصوصاً أن العالم أمام سيناريوهات لها تبعات خطيرة، فأغلب النماذج المعتمدة من المراكز العالمية تشير إلى أننا في السنوات المقبلة وصولاً إلى عام 2027 سنشهد ارتفاعاً في معدل درجة حرارة الأرض بما يزيد على 1.5 درجة مئوية، ولمرة واحدة على الأقل.
واتفاقية باريس هدفها الأساسي هو ألا نتعدى هذه الدرجة الخطيرة التي سينجم عنها ارتفاع بمستوى سطح البحر إضافة إلى تكرار حرائق الغابات والفيضانات وازدياد الجفاف والتصحر وغيرها من آثار، وهذه التوقعات بمجملها لعام 2050، في حين أنه في عام 2100 في حال استمرار ذات النهج فإننا أمام احتمالات تغير في خارطة العالم نتيجة لتوغل التغيرات المناخية وما سينتج عن ذلك من توقعات مرعبة.
نتائج مقلقة
وواصل سعيدان قائلاً، بعض المراكز الأوروبية خرجت بنتائج مقلقة جداً، ومن المتوقع أن يصل عدد النازحين في عام 2050 بسبب الكوارث الطبيعية الناتجة عن التغيرات المناخية إلى مليار و200 مليون إنسان، وهذا الرقم ليس بالهين.
وأشار سعيدان إلى أن بعض السيناريوهات بدأنا رؤيتها بالفعل، مثل الصراعات التي اشتدت بين دول متجاورة على المياه، وهذه بمجملها إحدى نتائج التغيرات المناخية التي سيكون لها تبعات اقتصادية واجتماعية وأمنية.
“البيان – ماجدة أبو طير”
