قبرص تستعد لاستقبال أكثر من 100 ألف نازح إذا لزم الأمر من لبنان و غزة و اسرائيل
تستعد قبرص بجدية لجميع السيناريوهات فيما يتعلق بإجلاء المواطنين من جنسيات مختلفة – من الاتحاد الأوروبي ودول ثالثة – الموجودين حاليًا في إسرائيل ولبنان والمنطقة الأوسع، بعد الصراع الذي اندلع في الشرق الأوسط، مع عدد الأشخاص من مختلف الدول الذين قد يحتاجون إلى إجلاء يصل عددهم إلى أكثر من 100 ألف، بناء على المعلومات المتوفرة لدى السلطات القبرصية.
وقالت مصادر دبلوماسية إنه في مثل هذه الحالة، ستكون هناك حاجة إلى عملية كبيرة، ربما بنفس الحجم أو أكبر من تلك التي تمت في عام 2006، والتي تمت بسبب الحرب في لبنان، مؤكدة في الوقت نفسه أن قبرص ستكون تستخدم كنقطة عبور لهؤلاء الأشخاص، الذين لن يبقوا في الجزيرة لفترة طويلة من الزمن.
وفي مركز التنسيق “زينون” في لارنكا وفي قاعدة “أندرياس باباندريو” الجوية في بافوس، توجد مجموعات من 19 دولة تتعاون مع السلطات القبرصية للاستعداد لمواجهة أسوأ السيناريوهات، وهو إخلاء عدد كبير جدًا من السكان. عدد كبير من المواطنين، رغم أنه ليس من المؤكد أن ذلك سيتطلب الأمر.
وحتى الآن منذ 7 أكتوبر، وصل إجمالي 1188 شخصًا من 33 جنسية إلى قبرص من إسرائيل، في إطار خطة “إستيا”، على متن 15 رحلة جوية وسفينتين سيتم استضافتهم هنا قبل المغادرة إلى بلدانهم. ما يقرب من 90% من هؤلاء الأشخاص قد غادروا قبرص بالفعل، بينما لا يزال الآخرون هنا. وهم إما مواطنون في الاتحاد الأوروبي، أو لديهم أقارب هنا أو لديهم أماكن خاصة بهم للإقامة. خلال الأيام الأخيرة، انخفض عدد المواطنين الذين وصلوا بشكل كبير.
وفي الوقت نفسه، تنقل قبرص رسائل إلى الأطراف المنخرطة في الأزمة بشأن الحاجة إلى وقف التصعيد، وتدفق مستمر للمساعدات الإنسانية إلى غزة وإنشاء أفق سياسي، خطوة بخطوة، يؤدي إلى حوار مع إسرائيل. بهدف التوصل إلى تسوية على أساس حل الدولتين، على النحو الذي يحدده مجلس الأمن الدولي.
ولتحقيق هذه الغاية، تجري اتصالات مع الأطراف المعنية وتشارك قبرص في المداولات الجارية على المستوى المتعدد الأطراف وعلى مستوى الاتحاد الأوروبي والمستوى الثنائي.
وفي هذا الإطار، تجري مناقشة اقتراح نيقوسيا بإنشاء ممر إنساني من قبرص إلى غزة. وتشير نيقوسيا إلى أن الطريقة التي ستتم بها هذه القضية تعتمد إلى حد كبير على إسرائيل، التي قالت في أول رد فعل لها إن هذه القضية يمكن مناقشتها.
وتجري هذه الجهود بشكل منسق وبالتعاون مع الدول الصديقة لقبرص، وسيتم مناقشة هذه القضية خلال الاجتماع الذي سيعقده وزير الخارجية كونستانتينوس كومبوس يوم الأحد مع الأردن. كما بحث كومبوس الوضع الحالي مع نظيره الأردني خلال اتصال هاتفي أجراه مساء الخميس.
وتركز جهود نيقوسيا على تسليط الضوء على حقيقة أن تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة يحتاج إلى الحفاظ عليه وتعزيزه، وأن جمهورية قبرص يمكن أن تلعب دورا في هذا، لأنها توفر الوسائل والموقع الجغرافي، في حين تقدم اقتراح المساعدات الإنسانية. الرواق.
وقال مصدر إن هذا الممر يوفر طريقًا بديلاً إضافيًا للطريق الموجود في مصر، مضيفًا أن المشروع برمته يتطلب دعمًا واسع النطاق ومشاركة المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، بينما بمجرد التوصل إلى نتيجة بشأن إنشاء الممر، هناك بعض القضايا يجب فحصها مثل الطرق التي سيتم بها إرسال المساعدات.
وأضاف المصدر أن ما يهمنا هو إتاحة المساعدات الإنسانية حيثما تكون هناك حاجة إليها.
وفيما يتعلق بتدفقات اللاجئين، قال المصدر إن هذا موضوع مختلف، وأي وصول للاجئين سيتم عن طريق البحر، خارج إطار آلية الإجلاء، مضيفاً أن عدداً كبيراً من اللاجئين موجود الآن في لبنان.
