0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

التقدم بطلب اللجوء في قبرص .. الإجراءات والحقوق

 

أولا: التقدم بطلب اللجوء

عند وصول المهاجرين إلى قبرص (الجمهورية)، عليهم التوجه لمركز بورنارا (10 كلم غرب نيقوسيا) للتقدم بطلب اللجوء. ومركز بورنارا هو الوحيد الموجود على الجزيرة لاستقبال مثل تلك الطلبات ومعالجتها. لحظة الوصول إلى هناك، يخضع طالبو اللجوء لفترة حجر صحي، ضمن الإجراءات المتبعة لمكافحة انتشار جائحة كورونا.

lمركز الاستقبال والتسجيل الوحيد في قبرص. معد لاستقبال نحو ألف شخص كحد أقصى، لكنه الآن يحوي أكثر من ثلاثة آلاف. الصورة: مهاجر نيوز
lمركز الاستقبال والتسجيل الوحيد في قبرص. معد لاستقبال نحو ألف شخص كحد أقصى، لكنه الآن يحوي أكثر من ثلاثة آلاف. الصورة: مهاجر نيوز

خلال فترة الانتظار في المركز، على طالبي اللجوء تقديم كافة المعلومات المتعلقة بسبب هروبهم من بلدانهم، وما إذا كان لديهم أقارب أو عائلات في بلدان أوروبية أخرى ينوون التوجه إليهم.

وفقا لبيانات إدارة الهجرة، تستغرق فترة التقدم بالملف والتحقيق والحجر الصحي نحو 72 يوما، لكن الواقع لا يؤكد ذلك بتاتا، حيث مازال بعض المهاجرين قابعين هناك منذ أكثر من ستة أشهر، دون أدنى فكرة عما حل بطلباتهم.

الظروف المعيشية في المركز سيئة للغاية، حيث أبرزت عدة تقارير لمنظمات غير حكومية ولأعضاء في البرلمان القبرصي، أن المركز يعاني من نقص حاد في البنى التحتية، فضلا عن الخدمات الأساسية كالطبابة مثلا.

 

وفقا لدوروس، تلك سياسة مقصودة من قبل السلطات، حيث قد يشكل “تحويل حياة طالبي اللجوء إلى جحيم، محفزا لهم ليعودوا من حيث أتوا. فضلا عن أن تلك السياسة تفتقر لأدنى مقومات المنطق العام الذي تحاول الدولة الترويج له، حيث خلال فترة كورونا، قاموا بتجميع المهاجرين وطالبي اللجوء هناك، ما شكل بؤرة محتملة للفيروس وخطرا على كافة المقيمين”.

بالعودة للإجراءات في بورنارا، بمجرد استكمال الخطوات الأولية المذكورة سابقا، يحصل طالب اللجوء على وثيقة تعطيه حق التنقل على الأراضي القبرصية، وتحميه من التوقيف من قبل الشرطة. بعد ذلك، يخضع لفحص طبي شامل ليحصل على شهادة تسجيل الأجانب، ليغادر لاحقا مع آخرين بواسطة حافلات إلى وسط نيقوسيا.

بعد نزولهم من الحافلات، يطلب من طالبي اللجوء تزويد السلطات بعناوين بريدية لهم لمراسلتهم من خلالها بشأن طلباتهم، الأمر شبه المستحيل كونهم انتقلوا للتو إلى الجزيرة ومازالوا في طور التعرف على واقعهم الجديد.

ثانيا: الحياة في قبرص كطالب لجوء

معظم طالبي اللجوء “المطلق سراحهم” يعودون إلى بورنارا مباشرة، فهم لا يعرفون شيئا على الجزيرة سوى ذلك المركز، حيث يتدبرون أمر منامتهم ويحصلون على الغذاء مجانا. بعض هؤلاء يتمكنون من الحصول على عناوين، للأسف من خلال أشخاص يستغلون أوضاعهم مقابل المال. العناوين وهمية، يدفع مقابلها طالبو اللجوء المال ليتمكنوا من الحصول على مراسلات إدارة الهجرة. أما الغالبية فهي لا تستطيع تحمل نفقات استئجار”عنوان بريدي”، لذا يصبح بورنارا مقصدهم النهائي، حيث يقبعون بانتظار انفراج ما في وضعهم.

عد لحظة الخروج من بورنارا، يفترض بطالب اللجوء انتظار استدعاء من إدارة اللجوء في نيقوسيا لإجراء المقابلة الأولى (بالإنكليزية).

تقول إليزابيث كاسينيس من منظمة “كاريتاس” غير الحكومية “المشكلة الأولى هي الإسكان. فالمهاجرون يغادرون بورنارا إلى المجهول، ليس لديهم مكان يذهبون إليه. لا توفر الحكومة أماكن إقامة لطالبي اللجوء (يمكن استيعاب عدد قليل فقط من العائلات والنساء العازبات في مركز استقبال كوفينو في جنوب قبرص).

إليزابيث كاسيناس من منظمة كاريتاس. الصورة: مهاجر نيوز
إليزابيث كاسيناس من منظمة كاريتاس. الصورة: مهاجر نيوز

وفقا للتعديلات الطارئة على نظام اللجوء، قلصت السلطات الفترة التي يجب على طالب اللجوء انتظارها قبل الحصول على رد على طلبه إلى شهرين، لكن في الواقع المدة قد تستغرق أشهرا. لكن في الماضي، كان على طالب اللجوء الانتظار فترة تمتد بين ثلاث وخمس سنوات للحصول على رد.

المنظمات غير الحكومية تعترف بالضغط الكبير الذي تتعرض له إدارة الهجرة في البلاد لأسباب عديدة، قد يكون أهمها عدم تحديث نظام النظر بطلبات اللجوء وتوسيع صلاحيات إدارة الهجرة ضمن الدوائر المعنية بالملف. المنظمات أوردت أنه “مع العلم بأن تخفيض فترة النظر بالملف قد يعتبر أمر جيد، لكن على طالب اللجوء المرفوض طلبه أن يستأنف القرار خلال مدة شهر تقريبا، الأمر شبه المستحيل كون المدة غير كافية لجمع الأوراق المطلوبة وإيجاد محام.

ثالثا: الحقوق

  • المساعدة المادية

توفر السلطات لطالبي اللجوء مساعدة مادية خلال فترة انتظار الرد على طلباتهم تقدر بـ261 يورو للفرد شهريا، تدفع من خلال الحساب المصرفي الخاص بطالب اللجوء (إن لم يكن هناك عنوان بريدي، لن يتمكنوا من إنشاء حساب مصرفي).

ونتيجة الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها أجهزة إدارة اللجوء، قد تصل تلك المساعدات في الكثير من الأحيان متأخرة، ما يضع طالبي اللجوء بدائرة خطر الجوع والتشرد والوقوع فرائس لعصابات استغلال البشر.

  • العمل

يُسمح لطالبي اللجوء بالعمل أثناء انتظار الرد على طلباتهم. لكن حسب قانون العمل القبرصي، لا يحق لهؤلاء العمل سوى في مهن محددة ومحصورة للغاية، كالزراعة وجمع النفايات ومواقف أو مغاسل السيارات وخدمات التوصيل… وحتى في هذه المهن، يتعرض المهاجرون للاستغلال، حيث يصل راتب مهاجر يعمل في الزراعة أو تربية المواشي إلى نحو 450 يورو فقط.

وللعثور على عمل، على طالبي اللجوء التسجيل ضمن منصة إلكترونية خاصة بخدمات التوظيف. تجدر الإشارة هنا إلى أنه في اللحظة التي يبدأ طالب اللجوء بها العمل، يتم وقف مخصصات المساعدة الحكومية الخاصة به تلقائيا. كما يمكن توقفها أيضا إذا ما تم اعتبار المتقدم للحصول على عمل “عاطل عن العمل طواعية”، بمعنى أنه رفض عرض عمل مرتين متتاليتين، بغض النظر عن الأسباب التي قد تكون بعد العمل عن مكان إقامته أو لرعاية أطفاله.

وحسب إليزابيث كاسينيس “معايير الحصول على تصريح عمل انتقائية للغاية. فمثلا، يجب أن تكون قادرا على إثبات عنوان سكنك… ولكن دون عمل لن تجد من سيقبل أن يؤجرك منزله… وهكذا. هي دائرة شرسة يقع ضحيتها المهاجرون”.

  • الرعاية الصحية

توفر السلطات القبرصية الرعاية الصحية للأشخاص الأكثر ضعفا واللاجئين والمستفيدين من الحماية الفرعية. لكن طالبي اللجوء لا يمكنهم الوصول إلى تلك الخدمات حتى يحصلوا رسميا على الحماية الدولية. لذلك من المستحيل بالنسبة لهم استشارة طبيب عام مثلا.

لكن من جهة أخرى، ليتمكن هؤلاء من الحصول على رعاية صحية، يمكنهم التقدم بطلب إلى وزارة الصحة مرفق بالوثيقة التي حصلوا عليها من بورنارا عند إطلاق سراحهم. بمجرد التحقق من صحة الطلب، يتم إرسال بطاقة دخول للمستشفى صالحة لمدة عام واحد.

إذا قبل طلب اللجوء، يحصل المهاجر إما على صفة لاجئ قابلة للتجديد بعد ثلاث سنوات، أو الحماية الفرعية القابلة للتجديد بعد عام واحد.

أما إذا رفض الطلب، فيمكن لطالب اللجوء استئناف هذا القرار خلال 30 يوما على الأكثر بعد تاريخ الرفض أمام المحكمة الإدارية للحماية الدولية التي تم إنشاؤها مؤخرا.

من المفيد أن نذكر هنا أن نسب الرفض لطلبات اللجوء مرتفعة للغاية في قبرص حيث بلغت العام الماضي 81.4%، وفقًا لدائرة الهجرة.