عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الدراسة والحياة في هنغاريا خلال القرن الماضي (عواطف وذكريات يرويها خريجو هنغاريا)

 

زبانه: المرور بمعهد اللغة إلزاميا والخطوة الأولى للتكيف مع نمط الحياة الجديد.

حنا ثيودوسي: الدراسة في هنغاريا فرصة لاستكشاف أرض العجائب من منظور مختلف.

السقا: المدن الهنغارية جميلة وملهمة ففيها دائمًا ما يمكن أن يفعله الطلبة الأجانب.

 عنابي: الدولة المجرية أولت رعاية واهتماما خاصين بالطلبة الأجانب وأمنت ما يحتاجونه.

زيادين: أدركت أن الود في التعامل تجاه الطلاب الأجانب  أمر شائع في المجر.

عاشور: منذ الأيام الأولى شعرت باهتمام ورعاية الدولة وباللمسة الإنسانية لها.

حدادين: بدراسة اللغة أصبحت أكثر قدرة على فهم الثقافة المجرية الثرية بالقيم الإنسانية.

هلسة: الحياة الطلابية غنية جدًا بفرص الاستمتاع حتى أنه لا وقت للملل.

  هالة حنا: ليس من السهل نسيان مشاعر الود والاحترام وطيبة النفس عند المجريين.

أبو هنطش: الشعب المجري صاحب تاريخ عظيم مليء بالمواقف الإنسانية الراقية.

 

وكالة الناس – حوار. سالم القبيلات – في خمسينيات القرن الماضي انتشر التعليم المدرسي في الأردن، وأدى الإقبال الواسع عليه إلى اجتياز أعداد كبيرة المرحلة الثانوية، وتأهلهم لمواصلة التعليم الجامعي، وبات الانتقال إليه شغفا وحلما كبيرا; يتخطى الإمكانات الوطنية. فقد كانت فرص مواصلة التعليم الجامعي محليا، محدودة; لقلة عدد الجامعات في ذلك الوقت. ولذلك كانت الدراسة في الخارج; أمراً منشودا بكثرة، حيث توفرت الفرصة من خلال البعثات الحكومية أو الدراسة على نفقة العائلة، فالأولى كانت مقاعدها قليلة العدد، والثانية مكلفة جدا; خارج القدرة المالية لغالبية العائلات الأردنية.

منحة الدولة الهنغارية

في أوائل خمسينيات القرن الماضي، ظهرت أيضا منظومة الدول الاشتراكية، وكانت جمهورية هنغاريا الشعبية عضوا فيها والتي خصصت منحا دراسية للطلبة الأجانب. لم يقتصر توزيعها على الحكومات فقط، بل كان للأحزاب والتنظيمات التقدمية حصة منها; ما ساعد على توجه الكثير من الطلبة الأردنيين للدراسة في إحدى دول المنظومة الاشتراكية.

فتح الصورة

والملفت إن تلك الفرصة، لم تكن بعيدة عن المخاطر في مرحلة المكارثية، فقد كان لها متاعب شتى; قاسى منها البعض، وحرم الآخرون من زيارة الأهل في العطل الدراسية طيلة فترة الدراسة، ولذلك تردد الكثيرون في مسألة الإقدام على الاستفادة من هذه المنح الدراسية.

ولكن الواقع اظهر إن عديد الطلبة الأردنيين وعائلاتهم لم يتنازلوا عن حقهم; بالاستفادة من فرصة تعليم عال جيد، ولم يكترثوا أيضا لإجراءات حجز جوازات السفر والمنع من السفر أحيانا، أو المنع من العمل لاحقا، بالإضافة إلى أشكال أخرى كثيرة من الانتهاكات لحق التعليم.

كما لم تمنع تلك الانتهاكات المرفوضة ابتدءا، أعدادا ليست بالقليلة منهم من البروز والتفوق بالدراسة الجامعية، فالكثير منهم استطاع بجهود جدية; أن ينال درجات علمية رصينة، وأن ينجح نجاحا باهرا في دراسته.

وفيما بعد شغل الكثير منهم العديد من المراكز العلمية والمهنية المرموقة داخل الأردن وخارجه; وحازوا على التقدير والاحترام والتقييم العالي والرضا من المؤسسات العلمية والمهنية التي عملوا فيها،ولعل خير ما يشهد على ذلك، هو التقدير العالي الذي ناله الدكتور هيثم حداد خلال هذا الشهر بمنحه الدبلوم الذهبي من جامعة (Szeged).

لا يتوفر وصف.

حكاية التعليم في جمهورية هنغاريا الشعبية.

من الجدير ذكره، إن هنغاريا الحالية مع بدايات النصف الثاني من القرن الماضي، كانت تعرف بجمهورية هنغاريا الشعبية (Magyar Népköztársaság)‏، وهي جمهورية اشتراكية، ظهرت في 20 أب 1949، واستمرت حتى 23 تشرين الاول 1989م تحت حكم حزب العمال الاشتراكي المجري. حيث انشأ النظام في ذلك الوقت اقتصادا وطنيا على النمط  الاشتراكي ;  بهدف تحسين مستوى معيشة الكادحين، ورفع مستوى الرعاية الصحية والتعليم، وحشد الطاقات الشعبية في مواجهة الفقر، كما شجع على الابتكار العلمي وتقويته; فلم يكن لدى هنغاريا في ذلك الوقت كنوز في أعماق الأرض، ولا رأس مال كافٍ لتراكمه، ولذلك اتجهت الخطط الحكومية نحو تطوير نظام التعليم بشقيه الأكاديمي والمهني; لكسر الفجوة المادية السائدة بين الطبقات الاجتماعية في المجر، ولتحقيق عدالة لغالبية الشعب; للعيش في مستوى حياة جيد.

ويذكر انه في ستينيات القرن الماضي، وتحت حكم الزعيم الشيوعي كادار يانوش (Kadar Janos) نفذت هنغاريا شكلًا مختلفا من أشكال «الاشتراكية الشبيهة بالليبرالية»، سمحت الدولة بموجبه «باستيراد بعض المنتجات الاستهلاكية والثقافية الغربية»، كما منحت المجريين حرية أكبر في السفر إلى الخارج، وقلصت إلى حد بعيد، «مظاهر الدولة المتشددة». وقد أكسبت هذه الإجراءات النظام السياسي في هنغاريا; الاستقرار والتكيف مع التحديات المحلية والدولية خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.

وفي عام 1988م اجبر الزعيم كادار يانوش(Kadar Janos) على التقاعد بعد تزايد ضغوطات القوى المؤيدة للتغيير عليه; في ظل تسجيل «انكماش اقتصادي حاد في البلاد».

حيث بقيت هنغاريا على هذا الوضع حتى 1989، عندما اندلعت اضطرابات في مختلف أنحاء» الكتلة الشرقية»، بلغت ذروتها مع تفكك «الاتحاد السوفيتي». وانسجاما مع التحولات الدولية التي طرأت، فقد تم تغيير النظام السياسي فيها وتحولت من دولة اشتراكية إلى دولة ذات اقتصاد حر ونظام سياسي تعددي.

ومن ثقافته العطاء المتأصلة لدى الشعب المجري التي حافظ عليها هي: الاستمرار باعتماد نظام المنح الدراسية للطلبة الأجانب، والذي لم يتوقف; بتغير الحكومات أو تبدل النظام السياسي، فما زال الآلاف من الطلبة الأجانب يتوافدون سنويا للدراسة في هنغاريا، بموجب نظام المنح الدراسية ذاته وحتى يومنا هذا. لا بل إن نظام المنح توسع كثيرا وتطور إلى مستوى اعتماد لغات عالمية أخرى للتدريس، فلم تبق لغة الدراسة في الجامعات الهنغارية مقتصرة على اللغة المجرية كخيار وحيد للتواصل داخل الجامعات.

نشأة التعليم العالي في المجر

التعليم العالي في المجر بشكل عام، له تاريخ عريق، فالجامعات المجرية تضم عددا كبيرا من أقدم الجامعات في العالم، مثل جامعة (Pecs) التي يعود تاريخ تأسيسها لعام 1367 ولازالت قائمة وتعمل لغاية الآن، وجامعة أوبودا في عام 1395، وجامعة (Debrecan) في علم 1538. وتعتبر جامعة بودابست للتكنولوجيا والاقتصاد (BME) واحدة من أقدم معاهد التكنولوجيا في العالم; الذي يعود تأسيسه إلى عام 1782. ويصل عدد مؤسسات التعليم العالي في المجر اليوم إلى ما يزيد على 35 جامعة ومعهدا عاليا، ينتظم على مقاعدها سنويا; ما يقارب من عشرة ألاف طالب أجنبي.

ماذا يقول خريجو جامعات ومعاهد هنغاريا عن الحياة والدراسة في هنغاريا خلال القرن الماضي؟

المشارك (الأول)

لا يتوفر وصف.

الدكتور ماهر زبانة استشاري أول جراحة الكلى والمسالك البولية والتناسلية- جامعة (Debrecan)

المرور بمعهد اللغة إلزامي والخطوة الأولى للتكيف مع نمط الحياة الجديد

الدكتور ماهر زبانة، طبيب مثقف واسع المعرفة بالأدب والتاريخ وشاعر مرهف الحس، الحكيم الذي يضفي مشاعر البهجة والطمأنينة على زواره، والمثقل بالاهتمامات الاجتماعية، وصاحب الحضور المجتمعي البارز والشخصية القيادية، الممسك بالحكمة والمعرفة، متمتع بخلق وعلم وإنسانية طاغية، كبير بأخلاقه، مستمع ومحاور لبق، صاحب سلوك مهذب، فلا خصومات له، سند ورديف حقيقي للعمل التطوعي، يمتلك هالة واسعة من علاقات الود والاحترام مع جميع أطياف المجتمع.

سافر إلى المجر عام 1977، وحصل على التخصص في جراحة الكلى والمسالك البولية والتناسلية الهنغاري في عام 1989 والأردني في عام 1990، افتتح عيادته الخاصة في جبل عمان /الدوار الثالث.

أوضح الدكتور ماهر زبانه، حصول العديد من المتغيرات مع بداية القرن الحالي في وسائل الاتصال والتواصل والمعرفة عن بعد; ساعدت على تجاوز مشاكل الغربة التي واجهتهم في ذلك الوقت. فالتطور التكنولوجي في مجال الاتصالات وفر معلومات كثيرة، معززة بالصور والأفلام عن الحياة في جميع الدول، وغيرها الكثير من المعلومات التي تسهم في تقليل عنصر المفاجأة والشعور بالوحدة لدى الطلاب الجدد، لا بل وحتى تجنب الوقوع في الأخطاء، أو تكرار تجارب الطلاب السابقين.

فهذه المعلومات القيمة، لم يكن متاح الحصول عليها في القرن الماضي، وقد كان الخيار الوحيد للتواصل مع الأهل في ذلك الوقت يقتصر الاتصال بالهاتف للبعض وعلى الرسائل البريدية للغالبية، والتي كانت تستغرق وقتا طويلا ، ففي بعض الأحيان يتجاوز الشهرين، فهكذا كان حال التواصل في وقتنا. ولذلك لم تكن فكرة الدراسة في هنغاريا في ذلك الوقت; قرارا فرديا أو عائليا سهلا.

يعترف الدكتور ماهر، بأن إحدى الصعوبات الرئيسية التي واجهتهم في السنة الأولى، تتمثل بعدم معرفتهم المسبقة باللغة المجرية، فالدراسة في المجر في تلك الحقبة; كانت متاحة فقط باللغة المجرية; وليس لدى الطالب خيار سوى التواصل بها. ولذلك كان المرور بمعهد اللغة في ذلك الوقت إلزاميا; كما انه مثل الخطوة الأولى في تجربة التكيف مع نمط الحياة الجديد، وبناء الأساس العلمي لتحقيق النجاح الأكاديمي.

ووفقا للدكتور ماهر، « فهذه البداية ربما كانت موترة لأعصاب الكثير من الطلاب، وحتى مخيفة للبعض، فالكثير من الطلاب انتابتهم حالة من القلق نتيجة عدم معرفتهم باللغة أو من حالة تلبك في ثقافة جديدة غير مألوفة; فهم لم يتمكنوا في البداية من شرح ما يريدون، ولم يفهمهم الناس دائمًا».

وكشف الدكتور ماهر، حول سبب اختياره الدراسة في هنغاريا فقال: «يعود الفضل إلى تشجيع الأهل والأصدقاء وبسبب المستوى العالي للتعليم في هنغاريا وتوفر المنحة الدراسية، فكلها مجتمعة شجعتني على المضي قدماً باتخاذ هذا القرار العظيم، بالرغم من معرفتي باختلاف البيئة ولغة الدراسة ونمط الحياة في المجر، وما إن تعرفت عن قرب على ثقافة الشعب المجري وتقاليده الرائعة وعايشت مستوى الرعاية والاهتمام الكبيرين بالطلبة الأجانب من الجامعات الهنغارية حتى تأكد لي بان اختياري هنغاريا للدراسة فيها، كان قرارا صائبا، فقد منحني فرصة عظيمة للدراسة في جامعة عريقة ومدينة ملهمة بالحب والجمال والتاريخ العريق بالتراث الإنساني».

وأكمل الدكتور زبانه، « لقد التقيت دائما في هنغاريا بأشخاص طيبين، وكانوا على الاستعداد للاستماع للغير والتفاعل معه، بل ومد يد العون لإرشاده، عن طيب خاطر ومن دون أيما تردد، لقد كانوا مهذبين و ودودين جدا، ويفعلون كل شيء من اجل المساعدة بروح المحبة والاحترام، ولطالما كان الناس الذين يعيشون هناك طيبين بالتعامل مع الغريب الذي يبحث عن خدمة لإرشاده أو مساعدته للوصول إلى مكان ما، لقد كانوا يتحمسون ويفرحون لسماع كلمات الثناء عن جمال بلدهم وطيبة شعبهم».

وأضاف زبانه، بحسب مشاهداته الميدانية للواقع، «بان هنغاريا بلد جميل وممتع التجوال فيه، لتميزه بطبيعة خلابة وبمساحات واسعة مليئة بالأشجار والكروم، ويضاف لها انتشار البيوت والقصور القديمة المدهشة على جوانب الطرق الرئيسية وفي وسط المدن، فهذه التحف العمرانية تم بناؤها في القرون الماضية، فاغلبها، والحديث لزبانه، « فبحسب ما دون عليها من معلومات إرشادية، اكتسبت شكلها من تصاميم من طراز عصر النهضة الأوروبي، وقد صممت لتلبي ذوق الطبقة الارستقراطية المجرية في ذلك الوقت».

وأشار زبانه، وفقا لمعلوماته ومتابعته الحثيثة، إلى إن تلك المباني التراثية خضعت للعديد من التحولات عبر التاريخ، إلا إن شكلها الخارجي ما يزال يحتفظ بمظهره الأصلي، فعلى مر السنين استمرت الحياة الثقافية النابضة فيها، حيث ما زلت أتردد عليها بكل حب وسرور في كل زيارة جديدة لي إليها ، للاستمتاع بمجموعة واسعة من البرامج التي تقام تباعا فيها.

ولفت الدكتور ماهر، إلى إن هنغاريا على صعيد مستوى العلوم والمعرفة تتمتع بسمعة جيدة جدا ومعايير عالية في التعليم، حيث خرجت جامعاتها ومعاهدها عشرات الآلاف من الخبراء والكوادر العلمية المتميزين بالمعرفة والكفؤين بالمؤهلات والمهارات; لما يقارب مائة جنسية ينتشرون في معظم دول العالم، وهو ما يعكس الثقة الكبيرة بالجامعات الهنغارية; كما تفتخر هنغاريا بذخيرة طويلة من الاختراعات والمساهمات العلمية في تطوير مختلف العلوم.

وأشار الدكتور ماهر، إلى إن هنغاريا في تلك المرحلة كان لها علاقات ودية طيبة مع المنطقة العربية، حيث لعبت في الفترات الماضية، دورا مهما في مساندة القضية الفلسطينية، «ويأمل بأن تلعب مثل هذا الدور مجددا»، لافتا إلى إن الوضع الدولي الراهن يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى العمل المشترك، لتأمين عالم يمكن للجميع فيه، الازدهار في سلام وكرامة ومساواة، وبناء جسور للصداقة والاحترام المتبادل والتعاون الإيجابي.

المشارك (الثاني)

لا يتوفر وصف.

الدكتور حنا إميل ثيودوسي أختصاصي جراحة العظام والمفاصل – جامعة (Pecs)

الدراسة في هنغاريا فرصة لاستكشاف أرض العجائب من منظور مختلف

الدكتور حنا ثيودوسي من جيل خرج على الدنيا بأحلام وطموحات كبيرة، الطبيب الشغوف بعمله، كارزما شخصية بمنتهى الكياسة والتهذيب، يضفي ابتسامات صادقة ومشاعر حنان على وجه بشوش تظهر عليه ملامح الحكمة والوقار وسعة النفس، روحه متأججة بالبهجة والطاقة الايجابية، استمر كما عهده المقربون إنسانا متفائلا، صادقا في تعامله، يدرك المعنى الحقيقي لقيم الوفاء والمحبة والحياة، يعبر بدقة متناهية عن عواطفه، يترك انطباعا رائعا لدى محدثيه.

سافر إلى المجر عام 1970وحصل على شهادة البكالوريوس في الطب من جامعة (Pecs)عام 1976وعمل لمدة عامين في المستشفيات الهنغارية، وتابع تخصص جراحة العظام والمفاصل من عام  1980الى عام 1984 في مدينة بودابست، عاد إلى الأردن وافتتح عيادة خاصة في عمان.

 

قال الدكتور حنا ثيودوسي الذي كان من أوائل الطلبة الأردنيين الذين درسوا في هنغاريا :»لذكريات الأيام الدراسية بهجة خاصة تميزها عن غيرها، فيمكنني القول بثقة أنّ الدراسة في هنغاريا كانت أفضل شيء حصلت عليه في بداية حياتي الأكاديمية، فقد ساعدتني على تطوير مهاراتي أكاديمياً وإنسانياً، وأصبحت أكثر استقلالية واعتماداً على النفس، هذا بالإضافة إلى إنني حصلت على حياة أكثر تنوعا بالتعددية الثقافية، وهناك أسست بداية لحياة جديدة مليئة بالتجارب الغنية بالمعرفة والخبرة، فلقد مررت بالعديد من المواقف المختلفة وتعاملت معها بحكمة وروية، ونجحت في اتخاذ الخطوات الصحيحة، وأصبحت أنسانا ذا خبرة وازنة في التعامل مع الحياة وفي كسب محبة الناس وطورت بشكل منهجي من مهاراتي استعدادا لفهم شكاوى المرضى».

وأشار د.حنا، إلى انه يتذكر صعوبات الأيام الأولى له في هنغاريا، وكيف كانت ظاهرة بوضوح مشاعر الدهشة والارتباك على وجوه الطلبة الجدد، فهذا متوقع، فبمُجرّد وجودهم في بلد أجنبي للمرة الأولى، هو أمر صعب للغاية، ويحتاج للكثير من الوقت قبل التغلّب عليه».

وكشف د.حنا، «إن أول ما يصطدم به الطالب الأجنبي في هنغاريا هو حاجز اللغة غير المألوفة له والتي كانت تحديا حقيقيا، ومذاق الطعام أيضا كان تحديا في البداية، وتطلب منا بذل جهود للتعايش معه، كما إن البعد عمن تحب يفقدك مشاعر الأمان ويشعرك بالقلق والحزن، وخاصة في ظل المستوى المتدني لخدمات الاتصالات والتواصل في ذلك الوقت، كما لا يجب إن نغفل أيضا موضوع الطقس، فهنغاريا بلد بارد جدا في فصل الشتاء وماطر بغزارة في فصل الصيف، وهذا لم نكن معتادين عليه، فالمناخ يؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية ويحتاج الإنسان الكثير من الترتيبات قبل أن يعتاد على تقلبات الطقس».

واستدرك، «ولكن الرعاية والاهتمام اللتين وجدتهما في هنغاريا، كانا لي عونا حقيقيا للتغلب على هذه الصعوبات، ومع الوقت بدأت أتعرف على الحياة المجرية الجميلة وكونت صداقات مع الزملاء المجريين، حيث وجدت عندهم الدفء الإنساني وروح المحبة وطيبة النفس وحب المساعدة».

وعن جمال الطبيعة في هنغاريا قال: «عندما يتعلق الأمر بالطبيعة الخلابة، اعتقد أنه لا ينبغي استبعاد هنغاريا من القائمة بأي شكل من الأشكال، فهذه البلاد مذهلة ورائعة الجمال، فهي تزخر بالمناظر الطبيعية والأبنية التراثية والأديرة القديمة والمطاعم الرائعة والبحيرات المثيرة، ودروب النزهات الساحرة، ومسارات المشي البانورامية الرائعة، فلقد منحتني أيام الدراسة فرصة حقيقية لاستكشاف الطبيعة الخلابة في أرض العجائب من منظور مختلف».

وتابع الدكتور حنا، «فانا اليوم فخور جدا بأنني احمل شهادة من الجامعات المجرية، فهي مؤسسات تعليمية عريقة ورائدة، وتحظى بالاحترام والتقدير من المؤسسات العلمية في الدول المتقدمة، فمنها تخرج الكثير من القامات المبدعة الذين حصلوا على تقدير عالمي على انجازاتهم العلمية، ومرة أخرى اكرر امتناني للشعب المجري الذي منحني هذه الفرصة التعليمية الرائعة وقدم لي أفضل سبل الرعاية والاهتمام».

المشارك (الثالث)

لا يتوفر وصف.

الدكتور سمير السقا استشاري طب الأطفال – جامعة (ٍSzeged)

المدن الهنغارية جميلة وملهمة ففيها دائمًا ما يمكن أن يفعله الطلبة الأجانب

الدكتور سمير السقا، طبيب مثقف بمختلف مجالات الحياة، محمل بالإباء والذوق الرفيع، صاحب لمسات ومواقف إنسانية لم يستثني منها أبناء الفقراء من مراجعي عيادته، يشاركهم الهموم ويتألم لوجعهم. هادئ الطباع، مجامل لبق في حديثه، يتقن الاستماع بانتباه شديد لهموم الآخرين، شديد العناد في البحث عن أسباب الوجع، لا يستسلم لليأس، يدمج الأصالة مع الواقع بالفطرة، يملك سيرة حسنة ارتبطت بالقيم النبيلة، فمنحته حافزا للعطاء في نشر الرسالة الإنسانية للطب.

سافر إلى المجر في عام 1968 وفي عام1975  نال شهادة البكالوريوس في الطب ،عاد إلى الأردن وعمل في وزارة الصحة الأردنية، وفي عام 1980سافر مرة أخرى إلى المجر للتخصص في طب الأطفال في مدينة (Szenets) واستمر هناك حتى عام 1984، وبعدها عاد الأردن وألتحق بعمله في عيادات ومستشفيات وزارة الصحة الأردنية، وبعد إحالته على التقاعد تفرغ للعمل في عيادته الخاصة في عمان.

 

قال الدكتور سمير السقا: بعد إن درست اللغة الهنغارية لمدة عام انتظمت بالدراسة في الجامعة وهناك تعرفت على الكثير من الأصدقاء، وكان بينهم العديد من الطلاب الأجانب، وتمكنت من التعرف الى ثقافات وعادات بلدان أخرى. وما اثأر ارتياحي، « أن كل ما كنت احتاجه، كان في متناول اليد، وبالقرب من السكن الطلابي، حيث توجد صالة رياضية وحتى صالة سينما، وفي الجوار أيضا، هناك متجر للمنتجات الغذائية، لذلك لم تكن هناك حاجة للذهاب بعيدًا من أجل الحصول على الاحتياجات اليومية».

واقر الدكتور السقا، بأنه عاش زمالة في غرف السكن الجامعية المشتركة، المخصصة للطلبة الأجانب والمجريين على حد سواء، «وقد كانت مجهزة بكافة لوازم السكن الفندقي ومتطلباته، و من خلال السكن المشترك كوّن صداقات مع طلاب من المجر والدول الأخرى، وحل ضيفا على بيوت العديد من العائلات المجرية، وتمكن من مشاركتهم الاحتفال بمناسباتهم الخاصة، وخلالها تعرف على شريكة حياته المواطنة الهنغارية زميلته في العمل دبرتسني ايفا (Debreczeni Eva)،  بمستشفى مدينة (Szentes)، وتزوجا في عام 1975، كما شاركا أيضا عديد المرات في الأعمال التطوعية خلال العطل الصيفية وتحديدا (Almaszedés) لدعم الاقتصاد المجري».

وتابع الدكتور السقا، « إن وجودي بالسكن الطلابي المشترك ساعدني كثيرًا على فهم التقاليد وقواعد السلوك المحلية بشكل أفضل، وكذلك حب المطبخ المجري الشهير بعديد الأطباق اللذيذة».

واستذكر الدكتور السقا، انه بشكل منتظم: «كانت تقام في أيام الأعياد والأيام الثقافية الوطنية مهرجانات وحفلات موسيقية، ورقص شعبي فلكلوري، يستطيع الطلاب الأجانب المشاركة في تنظيمها وأيضًا أن يكونوا فاعلين فيها، وبشكل شخصي اندمجت فيها ومثلت لي متعة حقيقية، وحاليا اشتاق لها بين فترة وأخرى».

ولفت الدكتور السقا وفقا لتجربته الخاصة، إلى إن المدن الهنغارية، هي مدن جميلة ومنظمة، ففيها دائمًا ما يمكن أن يفعله الطلبة الأجانب، والتمتع به.

«فكل من عاش في هذه المدن شعر بالراحة والتأقلم مع الحياة فيها سريعا»، فالناس ودودون ولطيفون يشعر الغريب بينهم بالاحترام والاطمئنان، ويمكن له كسب الكثير من الأصدقاء من بينهم.

واستدرك السقا : والصورة الأخرى التي لم استطع نسيانها بمرور الزمن، المشاعر الحميمة والمبهجة التي كانت تسود بين الناس خلال فترة انتظار حلول السنة الجديدة في المجر، والتي مثلت لي فرصة حقيقية للاندماج مع التقاليد المجرية، حيث كانت ترفع الزينات الجميلة في الساحات العامة، وبالقرب منها سوق للمنتجات المصنوعة يدويًا أو المنتجات البيتية، وتعرض خلالها الحلي والهدايا والكثير من البرامج الشيقة ويتم إطلاق موسيقى حية من وقت لآخر، لخلق جو حميمي، يتبادل خلاله الناس التمنيات الطيبة، وبالإضافة إلى الترفيه فهناك فرصة لتذوق مجاني للمشروبات الدافئة والحلويات المجرية اللذيذة وإمكانية شراء الهدايا التي تعبر عن الابتهاج بمناسبة حلول السنة الجديدة.

ووفقا للدكتور السقا، «في تلك الفترة تميزت هنغاريا باستقرار اقتصادي واجتماعي وبسياسة خارجية حكيمة، فقد كانت منفتحة على الجميع، سواء أولئك الذين تتفق معهم أو الذين لا تقف إلى جانبهم في السياسة الدولية، حيث لعبت دائما دور الوسيط والمحاور الموضوعي لحل قضايا الخلاف والصراعات الناشئة التي هددت السلم والأمن الدوليين، ما منحها فرصة إن تكون من أنشط مناطق الجذب السياحي في أوروبا.

وأكد السقا «إن هنغاريا على امتداد التاريخ كانت تواصل إسهاماتِها الثقافية والإنسانية عبر هويتها الحضارية المتأصلة في عراقة إنسانها بقيمه وأخلاقه التي يمارسُها منهجًا وأسلوبا لحياته، وفي تعاملاته أينما كان، فهو أساسُ البناءِ الذي تعملُ عليه هنغاريا، والمنجزُ الذي تفاخرُ به، والعطاءُ الذي تستقي منهُ تطورها».

وهو ما  يدفعها في اتجاه مساعدة الدول النامية وتأهيل كوادرها البشرية وتدريبها، وتوسيع دائرة التعاون المعرفي معها، ففي هنغاريا عدد كبير من الجامعات العامة والخاصة، وبعضها من بين أقدم الجامعات في العالم وكلها تفتح أبوابها في بداية كل عام لاستقبال الآلاف من الطلبة الأجانب من جميع القارات».

المشارك (الرابع)

لا يتوفر وصف.

المهندس عيسى عنابي /هندسة مكانيك جامعة (BME) في مدينة بودابست

الدولة المجرية أولت رعاية واهتماما خاصين بالطلبة الأجانب وأمنت لهم كل ما يحتاجونه

المهندس عيسى عنابي، الإنسان المهذب كريم النفس، صاحب الخبرة الفنية المتراكمة بالنجاحات والانجازات، القدوة في حمل المسؤولية والأمانة المهنية، والحكمة في اتخاذ القرار، مشهود له بالكفاءة وحسن الإدارة وخفة الحركة والروح القيادية. تميز عمله الاحترافي بأسلوب مبتكر ومتجدد باستمرار، فقد كان يفعل ويعيش النجاحات، ولديه العديد من نماذج المشاريع الناجحة، يمتلك سرعة الإدراك والقدرة على فهم التحديات وتحويل الصعاب إلى نماذج نجاح، حافظ للود والعلاقات الوطيدة مع زملاء الزمن الجميل.

سافر إلى هنغاريا للدراسة في عام 1971 وعاد إلى الأردن في عام 1977. وبعد مسيرة مهنية طويلة وناجحة في القطاع الخاص اختار التقاعد للتفرغ لحياته الخاصة وعائلته.

قال المهندس عيسى عنابي الرئيس الحالي لنادي خريجي الجامعات والمعاهد الهنغارية: «لم نكن نعرف شيئا عن نمط الحياة في هنغاريا قبل وصولنا إليها، إلا اليسير جدا، وبالكاد كان المحظوظ من بيننا، يعرف كلمة أو كلمتين من اللغة المجرية، فقد كانت المعلومات عن هنغاريا شحيحة جدا، ولذلك لم تكن اللحظات الأولى للوصول إلى هنغاريا، خالية من القلق والترقب، ففي البلد الغريب يعتبر التنقّل سواء داخل المدينة أو خارجها أيضا تحدّياً جديّاً، ونفس الشيء ينساق على إدارة الوقت، يضاف لها مفاجآت اختلاف الطقس، فلم نكن معتادين على هطول الأمطار الغزيرة بفصل الصيف».

وأردف المهندس عنابي، «ولكن ولحسن الحظ، كانت هناك مجموعة من الإجراءات التحضيرية المسبقة في هنغاريا، التي وضعت للتخفيف من حالة الشعور بالغربة لدى الطلبة الجدد، وكانت تتم بطريقة منظمة ومدروسة، وتحاكي حالة القلق عندهم،وقد تضمنت آليات فاعلة لدمجهم في البيئة ونمط الحياة الجديدين».

وأشار المهندس عنابي، إلى إن الدولة المجرية وبالتحديد مؤسساتها التعليمية أولت رعاية واهتماما خاصين بالطلبة الأجانب، فقد كانت مدركة لكل التفاصيل التي يحتاجونها في ظروف الغربة، فشملتهم بالرعاية الصحية الشاملة والخدمات الترفيهية أسوة بالطلبة المجريين، وأتاحت لهم عديد الفرص التي كان من شانها تحقيق الاندماج مع حركة المجتمع المجري، ولم يلحظ أي منا فيها تحيزا أو تمييزا للطلبة المجريين عن الطلاب الأجانب.

وكشف عنابي، إن أول ما لفت انتباهه في هنغاريا جمال العاصمة بودابست التي بدت له منذ الوهلة الأولى مدينة ثقافية عريقة، تنتشر فيها التماثيل والمتاحف بشكل لافت، وتغلب على شوارعها الإثارة، ويذكر أنها كانت مرصوفة بالحصى، وتزينها صفوف الأشجار على جوانب الطرق، وتتعدد إشكال الحدائق البديعة فيها التي لا تنتهي بمكان.

وتابع : كما تزخر مدينة بودابست بالكثير من المعالم الحضارية القديمة والحديثة المميزة، التي أكسبتها مكانة مرموقة وتأثيرا ساحرا عبر مختلف القرون، وبفضل نهضة سكانها أصبحت متحفا مفتوحا ومركزا للروح الوطنية، وبحبهم الكبير لها، استمرت محتفظة بمكانتها الجذابة رغم التوسع الكبير في عمرانها.

وأضاف : «فما تزال تلك الصورة الجميلة عن مدينة بودابست خلال السنة الدراسية الأولى لي تشغل مكانا خاصا في ذاكرتي، فهذه المدينة الرائعة كنت أتابعها عن كثب وهي تزداد جمالا و تألقا جديدا وتتجدد بإبداع كل عام، وباتت بنظري من أجمل المدن على نهر الدانوب بانتشارها المنظم واتساع رقعة مساحتها الخلابة،إضافة إلى تعدد وسائل التنقل فيها بواسطة الجسور المتعددة التي تربطها عبر جوانب نهر الدانوب الذي يخترقها ويقسمها إلى جزأين هي (Buda ,Pest).

وتابع، ومن الذكريات الجميلة لي أيام ألمشاركة بالأعمال التطوعية مع طلبة الجامعات المجرية في موسم قطف التفاح والعنب في التعاونيات الزراعية، حيث كنا الطلبة الأجانب نشارك بحماسة بهذه المهرجانات الوطنية خلال العطلة الصيفية، فهناك لمست عن قرب مشاعر الود والاحترام والتعاطف مع الطلاب الأجانب من سكان الريف المجري الجميل الذي يتعرج بإبداع مع حركة انسياب وتعرجات نهر الدانوب، صانعا التجمعات السكنية الخلابة والمفعمة بالحيوية وبمناظر المنازل ذات الشرفات والحظائر والجسور الخشبية والنوافير المزخرفة وأقبية النبيذ.

ويذكر المهندس عيسى من موقع الممتن، كيف كان مدرسو الجامعات الهنغارية يخصون الطلبة الأجانب بساعات تعليم إضافي في البرنامج التعليمي، بمعزل عن حضور الطلبة المجريين، بهدف تقليص الفارق المعرفي الناتج عن الاختلاف في مستوى إتقان اللغة المجرية، ومن وحي تجربة، فالشعب المجري بالرغم من التاريخ المزدحم بالحروب والصراعات حافظ على روحه الجميلة وثقافته الملهمة وانجازاته الحضارية، وأهمها احتفاظه بعدد كبير من الصروح العلمية والمدارس التاريخية والمكتبات والمسارح، فاستمر وجهة معروفة لطلاب العلم من مختلف دول العالم.

وفي ختام  اللقاء أعرب المهندس عنابي عن شكره العميق للشعب المجري الذي احتضنه بكرم ووفر له حياة مفعمة بالحب والأمان وحسن التعامل خلال سنوات الإقامة في المجر، ومنحه أفضل الظروف لانجاز مشروعه الدراسي.

المشارك (الخامس)

لا يتوفر وصف.

الدكتور زهير زيادين استشاري الأمراض الداخلية والقلب – جامعة (Debrecan)

أدركت أن الود أمر شائع في المجر وكونت عائلة جميلة وأصبحت أبا وحققت حلمي

الدكتور زهير زيادين استشاري الأمراض الداخلية والقلب، سيد الهدوء والاتزان والرصانة، المفعم بالتفاؤل والعطاء الإنساني المتواصل منذ إن علق السماعة الطبية قي عنقه. النموذج النقي للتواضع، الذي لم تغير الأيام والسنوات من طيبة نفسه وتعامله الراقي، كان الوفي دائما للقيم التي حملها ولأخلاقه النبيلة، مبرئ القلوب المنهكة من الألم، وحافظ إسرارها، جاهزا بلباقة وكياسة لتقديم تفسيرات مقنعة لأصحاب الأوجاع المتعبة من مراجعي عيادته.

سافر إلى هنغاريا عام 1974 وتخرج من كلية الطب في جامعة (Debrecan) عام 1984، بعد التخرج واصل دراسة التخصص في نفس الجامعة من عام  1982 إلى عام 1987 وبعدها عاد إلى الأردن وافتتح عيادته الخاصة في جبل عمان الدوار الثاني.

قال الدكتور زيادين : لقد كان قرار الدراسة في المجر واحداً من أفضل القرارات التي أثرت في مسار حياتي، أعجبني العيش في مدينة (Debrecan) كثيرًا، فكل من قابلتهم هناك كانوا مضيافين ومهذبين في التعامل مع الأخر، وقد أدركت من تجربتي الشخصية أن الود في التعامل مع الأجانب  أمر شائع في المجر.

واستطرد الدكتور زيادين، « فقبل مجيئي إلى هنغاريا لم أكن أعرف شيئا عنها، إلا أنها دولة في وسط أوروبا، تحيط بها اليابسة من كل الجهات، ولم يكن لدي أدنى فكرة عن التقاليد الاجتماعية المجرية التي سحرتني برقيها وجوهرها الإنساني الذي يستند إلى تراث حضاري عريق».

وأضاف الدكتور زيادين، «لقد كنت سعيدا جدا بالجامعة التي درست فيها، فهي بلا شك واحدة من أفضل الجامعات في العالم، ففيها يجتمع الطلاب المجريون مع الطلبة الأجانب بنفس المساقات والفصول الدراسية».

وتابع زيادين، «لقد حققت أجمل أمنياتي السعيدة في هنغاريا، فهناك تزوجت من زميلتي الهنغارية الطبيبة ألونا (Dr.Ilona)، وكونت عائلة جميلة، وأصبحت أبا لطفلين جميلين (نادر و دينا) وتحقق حلمي بان أكون طبيبا متخصصا بالأمراض الداخلية والقلب، ولا شك خلال هذه التجربة تعلمت الاعتماد على الذات، وتحمل المسؤولية، ومواجهة المشكلات بعقلانية، وتعلمت التفاؤل، وفهم طرق السعادة».واستطرد د. زيادين: «ومن نتائج تلك التجربة; «فأنا اليوم أتقن التعايش مع الآخرين بسهولة، واختلف اختلافا كبيرا بالخبرة في هذا الشأن عن ذلك الشاب، الذي سافر من الأردن قبل ما يزيد على أربعين عاما، فهذه الفترة كانت كفيلة بأن أخوض الكثير من التجارب، بعضها كان ناجحا، والبعض الآخر كان على شكل دروس استفدت منها، وطورت من شخصيتي ومن تفكيري وفهمي للحياة».

و قال د. زيادين حول ظروف دراسته اللغة المجرية: «لقد كانت دراستي في معهد اللغة كطالب أجنبي مثيرة للاهتمام، لقد أعجبني حقًا برنامج الدراسة في المعهد التحضيري، فقد كان برنامجا مفيدا جدا، وقد أكسبني المعرفة اللازمة لبدء الدراسة الجامعية، فالمعلمون في المعهد كانوا أكثر من رائعين، ودائمًا كانوا على استعداد للمساعدة ويريدون للطالب أن يتأهل بجدارة للدراسة الجامعية، وأن يتقن أساسيات اللغة المجرية التي مثلت لي صعوبتها تحديا حقيقيا في السنوات الأولى.

وكشف د. زيادين،» أن الطلبة الأجانب في هنغاريا، كانوا يتمتعون بامتيازات كثيرة، من الصعب تذكرها جميعا، لأنها ترتبط بشكل وثيق مع الاحتياجات الشخصية والدراسية للطالب. فعدا السكن المجاني وخدمة غرف السكن اليومية والراتب الشهري، كان هناك أشياء أخرى، ساعدت على العيش المريح والميسر، واذكر منها بطاقة المواصلات المخفضة جدا للطلبة ومطاعم وكافيتريات الطلبة بأسعارها الرمزية، بالإضافة إلى السماح بحرية التنقل والسفر للطلاب الأجانب بين المدن الهنغارية ، بما في ذلك حقهم في استخدام المساكن الطلابية في المدن الأخرى إثناء الزيارات».

وتابع د. زيادين، بل وأكثر من ذلك، « فقد كان هناك تنظيم دوري لرحلات ترفيه واستجمام للطلبة الأجانب، مغطاة من الدولة خلال العطلتين الصيفية والشتوية، كما كان يتم توفير فرص عمل باجر لمن يرغب من الطلاب خلال العطل الدراسية، هي قائمة طويلة من الامتيازات، فشعب المجر، شعب ودود جدا، استطاع المحافظة على هويته الثقافية، ولغته المنفصلة عن بقية اللغات الأوروبية، على الرغم من وجود اختلاط واسع لها مع الثقافات الأخرى، فالمجريون شعب منفتح  حضاريا ومتابع جيد للتطور العلمي والتكنولوجي».

وأكد د. زيادين، أنّ الجامعات الهنغارية كانت دائما مبادرة إلى توسعة مسارها الأكاديميّ، ليتوافق مع كلّ الاحتياجات المجتمعيّة، ومتطلبات السوق، والآفاق العالمية الناشئة، المتعلقة بالمجال الأكاديميّ والمجالات الأخرى.

وأضاف بحسب اطلاعه، « لقد قدمت الجامعات المجرية دونما تردد، الكثير من المبادرات على مستوى البرامج التعليمية التي أسهمت في رفع مستوى خريجي الجامعات الهنغارية»، وكان هذا التطوير المتواصل يحدث بالتوازي مع الدور الرائد للهيئات التدريسية في أغناء البرامج الأكاديميّة وربطها بالمهارات التقنية والمعرفة، ودمجها في الخطط المستقبلية للطلبة بروح إبداعية، وسعيها المستمر لابتكار قصص النجاح والتفوّق لطلابها.

المشارك (السادس)

لا يتوفر وصف.

المهندس بشير عاشور هندسة ميكانيك- جامعة (BME) في بودابست

منذ الأيام الأولى شعرت باهتمام ورعاية الدولة الهنغارية وباللمسة الإنسانية لها

المهندس بشير عاشور، مفعم بالآمال والأحلام والطموحات والرؤى الوازنة، يستند إلى تراث سياسي عريق يعي بذكاء حركة الأحداث من حوله، ابن مرحلة استفزتها النكبات المتتالية، يمتلك ذاكرة قوية محملة بأطياف الماضي بانسيابية دقيقة، قدم نموذجا للتضحية والتطوع كمحارب حقيقي في محطات ريادية من كفاح الشعب الفلسطيني، منحازا بحماسة شديدة لمبادئه وعدالة القضية التي يدافع عنها.

تخرج من جامعة بودابست للتكنولوجيا والاقتصاد (BME) في مدينة بودابست، تخصص هندسة ميكانيك. سافر إلى المجر عام 1974 وعاد إلى الأردن عام 1983ومنذ تخرجه عمل في القطاع الخاص لمدة 14 عاما، وحاليا متفرغ لإدارة مشروعه الخاص.

قال المهندس عاشور: لقد كنت سعيدا بالسفر إلى المجر، فهناك التقيت بأشخاص ودودين من جنسيات مختلفة، كما وجدت بيئة دراسية ومعيشية مثالية لحياة الطلبة الأجانب، فلقد استقبلني الطلبة السابقون في المجر وقاموا باصطحابي بجولات في أرجاء المدينة، وقدموا لي الإجابة عن جميع الأسئلة التي كانت لدي.

وأشار المهندس عاشور، إلى انه منذ الأيام الأولى لوصول الطالب الأجنبي إلى هنغاريا يشعر بالاهتمام والرعاية من الدولة وباللمسة الإنسانية لها في كل ما يحتاجه. وأردف عاشور, «لقد شعرت بالراحة في السكن الطلابي المشترك في مدينة بودابست، ودرست اللغة المجرية وأتقنتها خلال فترة قصيرة، ولذلك تأقلمت بشكل سريع مع نمط الحياة، و كان الزملاء المجريون في السكن الطلابي متعاونين للغاية; شعرت بالأمان والراحة بينهم.

وأضاف المهندس عاشور، لقد درست في العاصمة بودابست وهي مدينة فائقة الروعة والجمال، تشتهر بالمباني التاريخية والتراثية والجسور المميزة، والمدهشة في تصميمها المعماري، والتي تعد بحد ذاتها إبداعا في هندسة العمارة. فبودابست مدينة مشهورة بجمالها الطبيعي والثقافي، ومدينة حيوية بتاريخها العريق والثري ثقافيا وتجاريا.

وأعرب المهندس عاشور، عن اعتزازه  بتخرّجه من الجامعات الهنغارية، التي أتاحت له الاستفادة من الوسائل التعليميّة والفرص التدريبية كافّة، ومنحته المهارات اللازمة، وفرص المشاركة في النشاطات العلمية والثقافية، كما أشاد بمستوى المدرسين الذين كانوا مؤهلين تأهيلا رفيع المستوى لتكريس منهج الابتكار، سعيا نحو بناء إنسان متمكن من مهارات العصر، فلقد بذل المدرسون قصارى جهدهم، لشرح العلوم بطرق مبتكرة; حتى يتمكن الجميع من فهمها، وساعدونا بمهارة عالية على امتلاك المعرفة العلمية الصحيحة.

وعزا المهندس عاشور، سبب نجاح المنتج العلمي الهنغاري في ذلك الوقت، في غمرة التنافس الشديد بين الرأسمالية والاشتراكية; إلى أدراك الكوادر العلمية الهنغارية أهمية التكنولوجيا الحديثة والقدرة على تطويعها، والاستفادة منها في خدمة متطلبات الإنتاج الوطني، وتضافرها مع اليد العاملة الماهرة، والقادرة على تنفيذ التصاميم بدقة، وبضمان جودة عالية للمنتج، لتلبية الاحتياجات المختلفة للسوق المحلي طبقا للمعايير العالمية.

وأضاف المهندس عاشور، «لقد أدهشني منظر المباني القديمة ذات الشكل المثير للإعجاب بدقة التصاميم والنقوش، وانتشار القصور التراثية ذات النقوش بالطراز الألماني والايطالي القديم التي تذكرنا بقلاع القصص الخيالية.

فخلال تجوالي في الإرجاء القديمة للمدن المجرية استمتعت بمشاهدة هذه التحف المعمارية التي تنتشر بشكلها المذهل، وما يتبعها من الحدائق ساحرة الجمال، والتصاميم الفريدة للطوابق المتعددة والشرفات والمتدرجات والأبراج والقباب والتي تنتهي دائما على شكل تحف معمارية، تنتصب بشموخ في المدن المجرية التي لا تكرر بعضها البعض، واجزم إن كل مدينة مجرية تحفة معمارية مختلفة عن قريناتها من المدن، ولا يماثلها مع الأخريات سوى التنظيم الجيد والعراقة العمرانية وطيبة ساكنيها».

وأوضح عاشور، انه في عهد النظام الاشتراكي، عندما أصبحت قضية الشباب أكثر أولوية عند الدولة، تم التوسع بصيانة هذه المباني التراثية مما لحق بها من دمار بسبب الحرب العالمية الثانية، وتغيرت طبيعة استخداماتها، فأصبحت مكانا للفعاليات الثقافية ومراكز مخصصة لنشاطات الشباب ومقرات للمعاهد العلمية والمطاعم المجرية الشهيرة التي تجمع الأطباق المجرية الكلاسيكية بالنكهات المثيرة للشهية، وتقدم الوجبات بالأواني الفضية مع زخارف المائدة الأنيقة وباتت تعد من أفضل الأماكن الترفيهية المفعمة بالحيوية في أوروبا.

وأشار المهندس عاشور، إلى إن احد العوامل التي ساعدت على التقارب الوثيق مع الشعب الهنغاري في تلك المرحلة، «هو موقف هنغاريا الايجابي من القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية، حيث دعمت نضال الشعب الفلسطيني لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، طبقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية».

وختم عاشور، «لقد سعت الجامعات الهنغارية دائما لتأهيل خريج مدرك لمتطلبــات الحيـاة، ومواكبـة للعصر، كضرورة لتحقيـق التنميـة والتطور الشامل في العالم، و لتسخير التكنولوجيا في خدمة الاحتياجات والمصالح المحلية والوطنية»، مشيرا إلى إن دراسته في مدينة متطورة ساعدته على اكتساب الكثير من الخبرات، كما إن الميزات التي وجدها في هنغاريا، بالإضافة إلى ما تتمتّع به الجامعات الهنغارية من سمعة جيدة بين الجامعات العالمية، سهلت له فرصة الانخراط السريع في سوق العمل.

المشارك (السابع)

لا يتوفر وصف.

المهندس زيد حدادين- هندسة مدنية- جامعة (BME) في بودابست

بدراسة اللغة المجرية أصبحت أكثر قدرة على فهم الروح المجرية الجميلة والاستمتاع بنمط الحياة

المهندس زيد حدادين، الإنسان الاجتماعي الفعال، كريم النفس، بشوش الوجه، يتقن التعايش مع الآخرين بسهولة، يرفض التعصب والانغلاق على الذات، منفتح على الآخرين بثقة وعزة نفس عصية على الابتزاز، صريح، واثق من نفسه، لا يهادن المواقف المراوغة أو الركيكة، متمسك بقيم الأصالة والترابط الاجتماعي. العنوان البارز، الذي قصده كافة الطلبة الأردنيين من شتى المدن المجرية، القائد الطلابي الذي حظي بعلاقات طيبة مع الجميع دون أن يفقد قدرته على عرض رأيه بالمسائل الخلافية.

سافر إلى المجر عام 1978، ودرس الهندسة المدنية في جامعة بودابست للتكنولوجيا والاقتصاد (BME) في مدينة بودابست. عمل في وزارة السياحة والآثار الأردنية، وبعد الإحالة على التقاعد أسس مكتبه الهندسي الخاص.

أشار المهندس زيد حدادين الملقب بـ (ابو قاعود)، رئيس الاتحاد الوطني لطلبة الأردن لسنوات في هنغاريا، «إلى إن الاتحادات الطلابية بالتنسيق مع المشرفين الحكوميين المجريين عملت على ترتيب استقبال الطلاب الجدد في المطار أو في محطة القطار، ومن ثم تعريفهم بالحرم الجامعي والمدينة، ومساعدتهم في الانتقال إلى السكن المخصص لهم، و مساعدتهم على التعامل مع مشاكل الحياة اليومية الطارئة».

وذكر المهندس حدادين، «بان وزارة التعليم العالي المجرية، خصصت موظفين من أصحاب الخبرات، تم توزعهم كمشرفين ومنسقين بحسب جنسيات الطلبة، وكضباط ارتباط مع الاتحادات والجمعيات الطلابية، بهدف مساعدة الطلبة، وتلبية متطلباتهم الحياتية والدراسية».

وأشاد حدادين، بالدور الكبير الذي لعبته الاتحادات الطلابية في ذلك الوقت بدعم من الحكومة المجرية، لخدمة منتسبيها أثناء العملية الدراسية، حيث أتاحت لهم فرصة مفتوحة بالرجوع إليها دائمًا، وطلب الاستشارات أو المساعدة لحل أي مشكلة إدارية أو تعليمية طارئة.

ووفقا لحدادين، «فبالإضافة إلى الدراسة كان الطلاب الأجانب يشاركون بفعالية في المسابقات الثقافية والأحداث الرياضية، ففي المجمعات السكنية للطلاب كانت منظمات الشبيبة المجرية وبالمشاركة مع الروابط الطلابية الأجنبية تنظم أنشطة دورية مختلفة، وقد كانت جميع الاتحادات الطلابية تتلقى أشكالا مختلفة من الدعم اللوجستي من المؤسسات التعليمة المجرية، بهدف تحقيق التكيف الثقافي والاجتماعي لكافة الطلبة الأجانب مع المجتمع المجري».

ومن الجدير بالذكر إن الحكومة الهنغارية خصصت مبنى كاملا مجهزا بالأثاث واللوازم الضرورية كمقر للاتحادات الطلابية ولكافة الجنسيات، يتضمن قاعات للأنشطة الطلابية، بالإضافة إلى منح غرفة خاصة في المبنى لكل جنسية لتكون مكتبا لمنظمتها الطلابية.

وأضاف حدادين، «لقد درست في مدينة بودابست الملهمة وكان سبب اختياري لهذا التخصص هو دوافع شخصية وعائلية، وأضاف، إن احد الأصدقاء هو من شجعني على فكرة الدراسة في هنغاريا، كما إن التحدي الخفي في داخلي أثار حماسي للفكرة وجعلني أصر عليها، ولذلك خلال فترة قصيرة انسجمت مع نمط الحياة الجديد».

وأكد حدادين، «انه بدراسته للغة المجرية أصبح أكثر قدرة على فهم الثقافة المجرية الثرية بالمعالم الحضارية والروح الإنسانية الجميلة، والاستمتاع بالحياة. علاوة على ذلك معرفة المزيد عن مكونات البلاد وآفاق حل العديد من المشاكل الحياتية، والتنقل بحرية داخل المدن الهنغارية».

ونوه إلى إن الطلاب الأجانب في هنغاريا كانوا يحصلون على بطاقة مواصلات شهرية، شبه مجانية، تسمح لهم باستعمال جميع أنواع المواصلات العامة في المدن الهنغارية، والتي تعد الأفضل تنظيما على مستوى العالم.

وأردف حدادين: «العاصمة بودابست (مدينة الأيام الخوالي)، مفعمة بالجمال والطبيعة الخلابة والحياة الهادئة، يتوسطها نهر الدانوب، وتعتبر أكبر مدن هنغاريا وهي المركز السياسي والاقتصادي والصناعي والثقافي للبلاد».

أما هنغاريا بشكل عام، «فإنها تحتل موقعا جغرافيا في قلب قارة أوروبا غنيا بمعالم تراثية وترفيهية جذابة، وخدمات ومرافق متطورة، وشبكة مواصلات عالمية المستوى، كما أنها مليئة بالأماكن السياحية والتراثية المدهشة والمتنوعة».

ووفقا لحدادين،»فهي أرض حـضارة عريقـة، يـؤمن شعبها بـالقيم الإنـسانيّة كأساس للتعامل مع الشعوب الأخرى، فالشعب المجري ينبـذ العنصرية والتعصّب العرقي على الرغم ممـا تعـرّض لـه مـن أزمـات واعتـداءات وحروب، أعاقت لفتـرات تطور عمـل مؤسـساته الوطنية، وقدرته على إبراز مركزه الثقافي المرموق على مستوى العالم»، لافتا إلى إن الإنجازات العلمية الكبيرة لهنغاريا جاءت نتيجة لمثابرة الشعب المجري على مدار التاريخ، وكحصيلة لإعداد الكوادر البشرية المدربة والمرتبطة بمواكبة التطور العلمي.

وأضاف حدادين، «إن المشاعر الطيبة الودية للشعب المجري تجاه الطلبة الأجانب وفرت أفضل الظروف التي ساعدت الطلبة على التحصيل الدراسي بنجاح، وأسهمت بشكل فعال في اندماجهم بالحياة الاجتماعية، ولذلك اعتبر نفسي من الناس المحظوظين، فبالنسبة لي في تلك الأجواء من العلاقات الاجتماعية الطيبة، كان الوقت يمر سريعا وممتعا، واندمجت بشغف مع نمط الحياة وعشقته، فلا مبرر لدي الان لنسيان حلاوة ومتعة تلك الأيام التي قضيتها في هنغاريا، فقد طورت عندي الكثير من القيم وخاصة مفهوم المحبة للشعوب الأخرى والقدرة على التعايش مع الثقافات المختلفة».

وفي ختام اللقاء أعرب المهندس حدادين، عن الشكر الجزيل لجامعته، ولأساتذته، وللمستشارين الأكاديميين والإداريّين، «الذين بذلوا قصارى جهدهم لتحقيق ذروة الفائدة للطلبة، كما قدّموا لهم المساندة بكلّ وجوهها خلال فترة الدراسة، مثمنا عاليا روح التعاون لدى الشعب المجري والتي شجعته دائما على التغلب على التحديات، ودفعته إلى استخدام الفرص المتاحة له، استخداماً امثلا ومفيدا».

 

المشارك (الثامن)

لا يتوفر وصف.

السيد بكر هلسة –  تخصص اشعة من مدينة (Pecs)

الحياة الطلابية كانت غنية جدًا بفرص الاستمتاع لدرجة أنه لا وقت للملل

السيد بكر هلسة، نموذج فطري للطيبة الناصعة والرفقة الممتعة، ممتهن الود في التعامل، شخصية مبهجة ومبادرة تملا مكانها في الحضور، متمسك بتقاليد الشيمة الأردنية بضمير نقي وسريرة صافية، نموذج العلاقات العامة الناجح، مليء بالحركة في شتى الاتجاهات، محب للحياة بروح ايجابية، لا يهتم للجزئيات الصغيرة، يخفي الغضب خلف الابتسامات التي تنساب بهدوء وطيبة على الوجه المتسامح، ولا يخشى من التعبير عما يدور في داخله.

سافر إلى المجر في عام 1981، درس في مدينة بودابست وتخصص الأشعة من مدينة (Pecs) ، عاد إلى الأردن في عام 1991، عمل مع وزارة الصحة الأردنية لفترة ، ومن ثم انتقل للعمل في القطاع الخاص.

قال السيد بكر هلسة: « إن التكيف مع ظروف الحياة الجديدة في بلد آخر مختلف ثقافيا هي تجربة مذهلة، ولكن في الوقت نفسه، فإنها حياة في ظروف غير طبيعية، يعيشها الإنسان بعيداً عن العائلة والأصدقاء، كما إن التكيف معها يستغرق بعض الوقت».

وأضاف هلسه ،»كان علينا إن نحاول جعل عملية التعايش مع الآخرين أسرع وأكثر فائدة، وان لا نستسلم للإحباط، ففي البداية هناك حنين قوي للوطن والأهل، فهذا رد فعل طبيعي على الظروف البيئية الجديدة. ولكن بعد فترة من الوقت يختفي هذا الشعور، والأمر الأهم في حياة الطالب بالغربة إدراك أن أي صعوبات تنشأ أمامه، فهي حالة مؤقتة قابلة للحل والمعالجة».

ويستذكر هلسه لحظة السفر،»عندما قررت السفر إلى هنغاريا، لم يكن حماسي لفكرة السفر يسمح لي بالتردد، ولا حتى التفكير بذلك، لقد كانت نشوة الفرح مسيطرة بقوة وطاغية على كل الصعوبات التي سمعت عنها من الآخرين حول مشاكل الدراسة بالخارج، ولم تكن أيضا الصورة المغلوطة والمشوهة عن هنغاريا في ذلك الوقت، كفيلة بإلغاء فكرة السفر لدي. ولكن ما إن وصلت مدينة بودابست، حتى أذهلني جمال المدينة، وفي نفس الوقت بدأت مشاعر الحنين تنتابني، فكوني مسافرا للمرة الأولى; بدأ لي كل شيء غريبا، ومختلفا، وبدأت ادقق بعناية في كل أمر وفعل يصادفني».

واستطرد هلسة، «ولكن بعد أشهر قليلة من دراسة اللغة المجرية في المعهد التحضيري زال هذا الشعور واختفى من تفكيري»، فخلال هذه الفترة يصل الطالب إلى مستوى جيد من التحدث باللغة المجرية، بفضل الخبرة الكبيرة للمدرسين، فمعاهد التحضيري في المجر، تمتلك خبرة كبيرة في تعليم اللغات، وتعتمد مساقات دراسية متطورة لتحضير الطلبة للدخول إلى الجامعات الهنغارية وفي مختلف التخصصات».

وكشف هلسه، إن حياة الطالب الأجنبي في هنغاريا في القرن الماضي كانت لا تقتصر على الدراسة فقط، فهناك الكثير من الأنشطة الثقافية التي يقومون بها، سواء على المستوي الشخصي أو من خلال الكليات المُنتمين إليها، فالحياة الطلابية غنية جدًا بفرص الاستمتاع، لدرجة أنه لا وقت للملل، فالأنشطة متوفرة بحسب الاهتمامات وموضوعاتها متنوعة: ( من السينما إلى لعبة الشطرنج ورياضة المشي، بالإضافة إلى العديد من الأنواع الأخرى للإبداع الثقافي والفني، حيث تتوفر المسارح الطلابية والحفلات الفنية إلى جانب صالات الرقص واستوديوهات الموسيقى).

وهناك الأقسام الرياضية، إذ توجد صالات رياضية مغلقة، وملاعب مفتوحة، وأحواض سباحة، ومعظم الجامعات المجرية لها فرق وأندية رياضية خاصة بها، ولقد كنت احد أعضاء فريق كرة الطائرة في الجامعة.

وأشار هلسه، إلى إن من الأمور التي كانت تعمل عليها المؤسسات التعليمية الهنغارية لتأهيل الخريجين «  تسليحهم بمهارات تقنية عالية، لمساعدتهم على النجاح في عصر التطور التكنولوجي، وعلى التكيف مع دنيا العمل المتغيرة». ولهذا كان يتم تحصين المتدرب، بمجموعة واسعة من القدرات، وأهمها المهارات التقنية، فهي احد العناصر التأسيسية التي تقدمها المؤسسات التعليمية الهنغارية لمساعدة الخريجين على التكيف مع متطلبات الاقتصاد العالمي الذي يتسم بالتغير السريع».

وكشف هلسه، جانبا مهما في السياسة الخارجية لهنغاريا في ذلك الوقت، تمثل بتميز هنغاريا في بناء علاقات متوازنة مع جميع دول العالم وقد كانت تنحاز إلى إقامة سلام دائم وعادل بين الدول المتنازعة، وتضعه في مقدمة النتائج التي تسعى إلى تحقيقها». فبالرغم مع أن المجر بلد صغير، إلا أنها سعت دائما بجد، للمساهمة بأقصى قدراتها، لتحقيق مبادئ الأمم المتحدة، وهذا منحها سمعة ومكانة مميزة على ساحة العالم كجسر لتعزيز الاستقرار العالمي، وقد نالت عليه امتنان وتقدير المجتمع الدولي.

وحاليا، «تواصل هنغاريا دورها عضوا فاعلا في منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتحترم التزاماتها الدولية، وتعمل مع الدول الأعضاء على تحقيق السلم والأمن الدوليين، ونشر الرخاء الاقتصادي في جميع دول العالم».

 

المشارك (التاسع)

لا يتوفر وصف.

السيدة هاله حنا/ المعهد الفني للعلوم الطبية المساعدة في بودابست

ليس من السهل أو اللائق نسيان مشاعر الود والاحترام وطيبة النفس التي وجدتها في هنغاريا

السيدة هاله حنا، صاحبة الابتسامة العريضة والضحكات الصاخبة التي تنساب بنقاء وطيبة على الوجه البشوش، والروح الجميلة المليئة بالود والسلام الذاتي، الاسم الأنثوي الذي حظي بالاحترام والتقدير من جميع زملاء الدراسة، منتمية بقوة لأوجاع آمتها، طموحها كبير وإرادتها قوية، واجهت التحديات بشجاعة، قدمت نموذجا راقيا في السلوك المهني، متمسكة بقيم الحب والجمال والفضيلة، لم تحبط من عزيمتها تحديات الحياة، ولم تغير تعدد طبيعة دورها في الحياة من شخصيتها وطبعها الودود وشجاعتها في الحوار والثقة بالنفس.

سافرت إلى هنغاريا عام 1982 وبعد إن أكملت دراستها عام 1986حيث عادت الى الاردن وافتتحت مشروعها الخاص في عمان.

قالت السيدة هاله حنا، إن إحدى مزايا الدراسة في الخارج العيش ضمن وسط متعدد الثقافات والتعرف إلى معالم بلد أخر جديد، وخاصة المعالم السياحية والتراثية. فالمدن الهنغارية مدن جميلة وملهمة، ففيها الكثير من الأماكن التراثية الرائعة، و فيها أيضا الكثير من إبداعات الطبيعة، تستحق المشاهدة، لقد أدهشني جمال البلاد وعظمة الفن المعماري والطبيعة الخلابة فيها».

وتذكر ألسيده هاله، إن أول ما لفت انتباهها هو مشاركة المرأة الكثيفة في الحياة العامة، فمن النادر أن يذهب الإنسان إلى مكان عمل، ولا يجد إن المرأة المجرية تشغل موقعا مهما فيه، وكذلك عبرت عن إعجابها بالعناية بالأطفال والبنية التحتية المعدة لهم، فعلى امتداد مساحة المدينة، تنتشر الساحات العامة المخصصة للأطفال والمجهزة بشتى وسائل الترفيه والتسلية والتربية البدنية.

وأشارت السيدة هالة، إلى انه في بداية كل عام، تقوم الروابط الطلابية بتنظيم حفلات تعارف، حيث يمكن للطلاب القادمين حديثًا التعرف إلى بعضهم البعض.

و هناك نشاطات ثقافية على مستوى المدينة تخص جميع الطلاب الأجانب، يلتقي فيها الطلاب من جميع الجنسيات، ويناقشون مختلف القضايا، ويتحدثون عن ثقافة وتقاليد بلدانهم. كما توفر هذه الأنشطة فرصة ذهبية لتكوين صداقات بين زملاء الدراسة من البلدان المختلفة.

وأكدت السيدة هاله، انه بدراستها للغة المجرية أصبحت أكثر قدرة على التكيف مع نمط الحياة، والتنقل بحرية داخل المدن، وتمكنت من التعرف إلى مدينة بودابست الرائعة والجميلة، التي فيها من التنوع الثقافي الكثير، «فهنغاريا من خلال مشاهداتي المباشرة تتميز بطبيعة جميلة وخلابة، يمر من خلالها نهر الدانوب أهم أنهار أوروبا، ويحتوي الجزء الغربي منها على بحيرة (Balaton)، التي تعد أكبر بحيرة مياه معدنية في العالم. وعلى صعيد السياحة استطيع التأكيد إن هنغاريا تشكل متعة حقيقية للزائر الذي يبحث عن الطبيعة الخلابة، فعلى امتداد مساحتها يتمتع الزائر بمشاهدة الإرث الثقافي التاريخي والفن الحضاري العريق».

وتابعت السيدة هاله، لقد كونت الكثير من العلاقات الطيبة والودية مع المجتمع المجري خلال الدراسة، ولي عديد الأصدقاء هناك، ومازال التواصل معهم قائما، فليس من السهل أو اللائق نسيان مشاعر الود والاحترام وطيبة النفس التي وجدتها فيهم، ولكن من الخطأ تصنيف كل المجريين في خانة واحدة سواء كانت سلبية أم ايجابية، فهذا الانفتاح الواسع لهم على الأجانب صاغ طريقة تفكيرهم واثر فيهم وجعلهم أكثر تفهّما لثقافة الاختلاف.

وكشفت السيدة هالة، وجود ناد لخريجي الجامعات والمعاهد الهنغارية، تم تأسيسه في عام 1998 والذي يعد أول ناد لخريجي الجامعات والمعاهد الهنغارية خارج هنغاريا « وهو تعبير صادق عن الرغبة القوية لدى الخريجين في استمرار العلاقات الطيبة والودية مع الشعب الهنغاري ومؤسساته العلمية، وضمان تدفق المعلومات عن الانجازات العلمية للمؤسسات التعليمة الهنغارية، وتنظيم عملية التواصل وتطويرها بشكل مؤسسي،  ولتحقيق رغبتم بالمشاركة الفاعلة في إحياء المناسبات الوطنية والثقافية الهنغارية كتعبير عن الامتنان والشكر المتجدد لهذا البلد الذي احتضنهم بحب واحترام طيلة فترة الدراسة ومنحهم فرصة التأهيل العالي،»»فالشعب الهنغاري له فضل كبير على كل واحد منهم. بالإضافة إلى وجود أنشطة أخرى متعددة للنادي، ثقافية واجتماعية، تخص المجتمع المحلي وعائلات الخريجين.

وفي ختام اللقاء أعربت السيدة هاله، عن تقديرها للدعم المتواصل الذي تقدمه هنغاريا للأردن على المستوى الثنائي أو من خلال الاتحاد الأوروبي، ودعت إلى توسيع فرص التعاون بين مجتمع الأعمال في الأردن وهنغاريا، وإيجاد المزيد من الفرص الاقتصادية والاستثمارية المشتركة، ولفتت إلى إن الطلاب الأردنيين الذين درسوا في هنغاريا يمثلون جسرا للتعاون والتفاهم بين البلدين، فجذور الشراكة ممتدة وتاريخية ومتميزة في السعي لتحقيق السلام والتنمية والاستقرار والرخاء.

 

المشارك (العاشر)

لا يتوفر وصف.

السيد صلاح أبو هنطش/ المعهد الفني للعلوم الطبية المساعدة في بودابست

الشعب المجري صاحب تاريخ عظيم مليء بالمواقف الإنسانية والتعامل الحضاري الراقي

السيد صلاح أبو هنطش، إنسان دمث الخلق،مهذب، نقي السريرة، منفتح على الحياة بالمثابرة والكبرياء والتفاؤل، قانع بما لديه من الدنيا، يرفض الجمود والظلم، يخفي خلف الملامح الجدية الزائدة حسا مرهفا ومشاعر نقية وعزة نفس، قليل الكلام عن نفسه، يفيض بمشاعر وأحاسيس صادقة، نمط إنساني صادق بالفطرة والعفوية، مسكون بالرومانسية وبالخيال، منحاز للحكمة والصبر في مواجهة تحديات الحياة.

سافر إلى المجر عام 1980 بعد التخرج في عام 1985عاد إلى الأردن وعمل في القطاع الخاص في عمان.

 

كشف السيد صلاح أبو هنطش، عن عديد البرامج التقنية والتعليمة في هنغاريا والتي كانت تسمح باكتساب المهارات والمهن الفنية، وأيضا التدريبات العملية التي تنمي المهارات المهنية إلى جانب المعرفة النظرية وترفع من مستوى التأهيل للمتدرب، والمفيدة له في الممارسة العملية عندما يعود إلى بلده.

ولفت أبو هنطش، إلى إن الشعب المجري صاحب تاريخ عظيم مليء بالمواقف الإنسانية والتعامل الحضاري الراقي مع مختلف الشعوب، «فخلال إقامتي للدراسة في المجر وجدت أروع نماذج الاحتضان الشعبي والعناية والاحترام من المؤسسات الرسمية والأهلية.

فبالرغم من إنه بلد شحيح الإمكانات، إلا إن لديه طموحات وآمالا كبيرة، في بناء أنموذج دولة تتمتع بالتنمية والازدهار، وبالرغم من الأزمات العالمية المتلاحقة بالقرب منه، فقد استطاع المحافظة على استقراره الاقتصادي والاجتماعي، وأحرز تقدماً مهماً في زيادة إمكانية وصول مواطنيه إلى الخدمات ذات الجودة العالية في مجالات التعليم والتدريب والصحة».

وحول الإحساس بالغربة قال: في جميع الدول الأجنبية، يلازم الطلبة الجدد، إحساس بالغربة نتيجة اختلاف البيئة والبعد عن الأهل والأصدقاء، بالإضافة إلى حالات أخرى، مثل الشعور بالصدمة في الأيام الأولى، مما يدور حولهم، فكل شيء بالنسبة لهم جديد ابتداء من اللغة والعادات ونظام الحياة الخ… .

وأضاف أبو هنطش، بالنسبة لي شخصيا فإنها بلا شك كانت تجربة رائعة، لحياة في واحدة من أجمل الدول التي يجد فيها الطالب الأجنبي الكثير لاستكشافه في وقت فراغه.

فالعاصمة بودابست، تقدم مناظر بانورامية مذهلة، وهي مزيجٌ مبتكر من الإبداع يجمع بين الحداثة والفنون المعمارية التراثية، المستمدّة من ثقافات تاريخية عريقة. حيث يمكن للطالب الأجنبي بسهولة خلال وقت الفراغ التوجه إلى وجهات عديدة ذات طبيعة خلابة ومميزة تقع على مقربة منه.

وأردف أبو هنطش، وللتغلب على مشاعر الغربة في هنغاريا في ذلك الوقت، كانت تُقام دوريا و بانتظام، فعاليات ترفيهية متعددة لمساعدة الطلاب على التكيّف مع نمط الحياة الجديد، وتشجيعهم على أن يتعايشوا بود واحترام في غرف السكن المشتركة، وفهم قواعد السلوك المحلية، وصولا إلى استيعاب كل ما هو جديد عليهم من لغة البلد وإتقان التعامل مع القوانين المحلية.

وفي الواقع إن الظروف السائدة في تلك المرحلة في هنغاريا فرضت انطباعاً ايجابياً لدى الطلبة الأجانب، حيث كانت تحثهم على الاجتهاد، وتذكرهم بأن الهدف الرئيسي لوجودهم في هنغاريا هو تحصيل المعرفة وتطوير الذات، والاعتماد على النفس في أدق الأمور اليومية.

وقال: لقد أعجبتني تقاليد احتفالات أعياد الميلاد المجيد لدى المجريين، والتي كانت تجمع جميع أفراد الأسرة معا لتناول وجبة العشاء من على المائدة الغنية بالإطباق اللذيذة والحلوى وأنواع ألسلامي المجري المميز وصلصة التفاح وكعكة الجبن وقوارير النبيذ المجري الشهير، وخلال العشاء تنطلق أغاني عيد الميلاد عبر نوافذ البيوت والتي يمكن سماعها بسهولة من  المارة بالشوارع، أما خارج البيوت فخلال فترة عيد الميلاد تظهر مدينة بودابست بزينتها الساحرة جاذبية خاصة تنعش الروح، كما إن تمازج الألوان المنبعث من نهر الدانوب يؤجج الحواس ويعطي بعدا ساحرا للمناسبة، وبالنسبة لي كانت المرة الأولى التي أعيش فيها هذه الأجواء الحميمة الهادئة.

وأفاد أبو هنطش حول مستوى التطور الاقتصادي لهنغاريا في ذلك الوقت فوفقا لمعلوماته، «كانت الصناعات في هنغاريا تمتاز بالجودة والمتانة والدقة، كما تمتعت هنغاريا أيضا بشبكة طرق برية وسكك حديد متطورة ونظام نقل مائي وجوي فعال، واشتهرت بعديد المنتجات الزراعية، وخاصة منتجات الألبان التي يتم تصديرها للخارج بكميات كبيرة، ومن بينها السوق الأردني، وأيضا والكلام له، تعد هنغاريا دولة متقدمة في مجال علوم الطب والهندسة والتكنولوجيا والتقنيات الحديثة، وتعتمد على نفسها بجميع ما تحتاج إليه من أموال وصناعات وإنتاج وغيرها».

رابط النشر في جريدة الدستور الاردنية

الحلقة الاولى

https://www.addustour.com/articles/1317595

الحلقة الثانية

https://www.addustour.com/articles/1317832

الحلقة الثالثة

https://www.addustour.com/articles/1318022

 

لا يتوفر وصف.

 

 

لا يتوفر وصف.