ستة أيام مضت على اختفائه .. "البطاينة" يروي تفاصيل اختفاء شقيقه في تدافع منى
‘وكالة الناس – إلي كاتبه ربنا بده يصير’ بهذه الكلمات أنهى سامي علي خلف البطاينة وداعه لشقيقه صالح قبيل سفره إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج.
كانت مشاعر القلق تعتري صالح على شقيقه سامي وعائلته منذ حادثة سقوط الرافعة في الحرم المكي في الحادي عشر من الشهر الحالي والتي راح ضحيتها 111 شهيدا وحوالي 394 جريحا، لدرجة دفعته إلى محاولة ثنيه عن السفر للحج هذا العام.
مخاوف صالح كانت في محلها، فبعد حادثة الرافعة بأسبوعين تقريبا في الرابع والعشرين من أيلول / سبتمبر عند الساعة التاسعة صباحا أثناء توجه حجاج بيت الله الحرام إلى منشأة الجمرات لرمي جمرة العقبة حدث ارتفاع وتداخل مفاجئ في كثافة الحجاج المتجهين إلى الجمرات عبر شارع رقم 204 عند تقاطعه مع الشارع رقم 223 بمنى، ما نتج عنه تزاحم وتدافع بين الحجاج وسقوط أعداد كبيرة في الموقع، حيث راح ضحية الحادثة حوالي 769 شهيدا وإصابة نحو ألف اخرين .
كان صالح آنذاك يبتهل بالدعاء إلى الله بأن لا يكون أي سوء قد لحق بشقيقه سامي وعائلته بسبب الحادثة، خاصة أن سامي الذي يبلغ من العمر 72 عاما يعاني من أمراض مزمنة (الضغط والسكري)، ولكن الفاجعة كانت حين استطاع بعد عناء طويل التواصل مع إبن اخيه الذي كان برفقة والده في الحج والذي أخبره أن سامي في عداد المفقودين.
يقول صالح في حديثه عن تفاصيل اختفاء شقيقه ، أن سامي وابنه نظير كانا كسائر الحجاج في مشعر منى لرمي الجمرات، وحين حدث التدافع فيما بينهم تلقى نظير ضربة على رأسه أدت إلى اصابته بحالة اغماء وبعد أن تم اسعافه في مستشفى منى هرع للبحث عن والده ولكنه لم يعثر عليه بين المصابين أو حتى بين الشهداء.
ستة أيام مضت على اختفاء سامي البطاينة ومساعي البحث عنه جاريه، وعائلته وأقاربه الذين فطرت قلوبهم الأنباء المتضاربة عن العثور عليه التي تتناقلها وسائل الاعلام الأردنية بين الحين والآخر، حيث ناشد صالح جميع وسائل الاعلام التحري والتأكد من صحة الأنباء المنشورة فيما يخص اختفاء شقيقه سامي فهم مثل الغريق الذي يتعلق بقشة.
يشار إلى أن وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية قررت تسليم قضية مفقودي الحج للقنصلية الأردنية في جدة اعتباراً من السبت المقبل.