0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

مصر ام الدنيا ، ارض الكنانة ، بلد النيل الخالد ، تعيشي وتدومي يا مصر

كتب. د يوسف العجلوني 

نهر النيل أبو الأنهار الأفريقية ، أطول نهر في العالم ، حوالي ٦٦٥٠ كم ويصب في البحر الأبيض المتوسط ، ويمتد خلال عدة دول أفريقية ، وهي؛ تنزانيا، وبوروندي ، ورواندا، والكونغو ، وكينيا ، وأوغندا ، وإثيوبيا ، والسودان ، ومصر. نهر النيل على عكس الأنهار العظيمة الأخرى المعروفة يسير من الجنوب باتجاه الشمال ، وكان يفيض في أحر أوقات السنة على غير ما هو معروف بالانهار الاخرى.

ينبع نهر النيل من بحيرة فيكتوريا (ثاني أكبر بحيرة للمياه العذبة في العالم) ، ثم يبدأ نهر فيكتوريا الذي يمر عبر بحيرة كيوجا إلى بحيرة ألبرت ، التي تستقبل أيضًا المياه من نهر سمليكي ويسير عبر بحيرة إدوارد إلى بحيرة ألبرت، ثم تلتقي المياه مشكلة نهر ألبرت الذي يدخل إلى السودان ، ومنه إلى نهر النيل.

نهر النيل مصدر ثروات مصر الاقتصادية ، فهو الشريان الرئيسي للتواصل والتجارة والتنقل والزراعة. دلتا نهر النيل المحصورة بين القاهرة والبحر الأبيض المتوسط تربة غنية بالمغذيات والمعادن بسبب ترسبات الطمي التي يتركها النيل على ضفافه ما يجعل التربة على طوله غنية وخصبة.

مصر هي بلد الأمن والأمان والإستقرار ، وهي من أكثر دول العالم شهرة ومعظم الشعوب تحبها وتحترمها ، مصر هي البلد التي تغنّى بها الكثير من الشعراء والكتَّاب، بل تنافسوا في نظم الأشعار والقصائد في مدحها، فهي أم الدنيا وأم الحضارة والعراقة.

مصر من أكثر الدول العربية مساحة وهي الأكثر في تعداد السكان ، لها موقع جغرافي ممتاز بين الدول العربية ، هي الحلقة الوسط بين كلا من قارة أسيا وأفريقيا ، تطل على البحرين الأحمر والمتوسط ، وهذا يعطيها أهمية عظيمة بين دول العالم ، مما يجعلها مكان ممييز للإستثمار.

سميت مصر بأم الدنيا لاحد الاسباب التالية او كلها مجتمعة؛
١. سبب حضاري: لان الحضارة المصرية من أوائل الحضارات العريقة في تاريخ البشرية كما أنّها شكّلت مهداً لحضارات متتالية، وقد كانت هذه الحضارة متفوّقةً في عمرانها وابتكاراتها وفنونها، وتركتْ بصمةً واضحةً في العالم في مجالات مختلفة،
٢. سبب ديني: تحظى مصر بمكانة دينيّة عريقة فقد تمّ ذكر اسمها صراحةً في القرآن الكريم، كما تمّ ذكرها وتقديسها في الكتاب المقدّس، فقد لجأ الأنبياء إبراهيم وإسحق ويعقوب إلى مصر في الأوقات التي عانوا فيها من المجاعة ، كما حضر إليها الأنبياء يوسف وموسى وعيسى عليهم السلام ، ومصر تضمّ جامعة الأزهر التي يعود تأسيسها إلى ألف عام والتي تُعدّ من أهمّ المؤسسات الإسلامية التعليميّة في العالم.
٣. مكانة مصر الثقافية والفنية، حيث إنّها تُعدّ موطناً للعديد من الفنّانين والمُغنيين ومؤلّفي الأغاني المُبدعين والمشهورين، ومن أبرزهم أم كلثوم.
٤. لهجة مصر هي اللهجة الأكثر انتشاراً في الوطن العربي.
٥. اكراما لهجرة السيدة هاجر من مصر برفقة زوجها النبي إبراهيم عليه السلام إلى شبه الجزيرة العربية، وفيها أعمرا الكعبة، فتحوّلت منطقة شبه الجزيرة العربية الخالية من الناس إلى منطقة مأهولة عامرة.
٦. إطلاق الرومان على مصر اسم أم الدنيا لأنّها كانت المصدر الأساسي لتزويد الإمبراطوريّة الرومانيّة بالطعام والقمح.
٧. عدد سكّان مصر الكبير مقارنةً ببقيّة البلدان العربيّة.

سميت مصر بأرض الكِنانة لاحد الاسباب التالية:
١. نسبةً لكونها تقع في قلب الصحراء، كما أنّ واديها محفوظٌ بين حافّتَي الهضبة ، وقد امتازت بأنها أرض صحراويّة قاحلة شديدة الجفاف لا يستطيع أن يمرّ منها الغزاة أو يقطعونها إلّا بصعوبةٍ بالغة على عكس المناطق الأخرى ، فقد كانت صحراء مصر بمثابة الغربال الذي يُصفّي من يدخل إليها، فلا يخرج منها إلّا أعداد قليلة.
٢. نظراً لموقعها الذي يأتي بين صحراءين؛ فهي محفوظة في الصحراء كما تُحفظ السهام داخل الكنانة.
٣. يعني اسم أرض كنانة أيضاً أرض الماء أو البحر ، فبالإضافة إلى مرور نهر النيل بها؛ فهي تطل على البحرين الأحمر والأبيض المتوسط وبذلك تحيط بها المياه من عدة اتجاهات؛ فتكون بذلك أرض الماء أو الكنانة.

الشعب المصري يمتاز بصفات عديدة تعزز نجاح واستمرارية وعزة وقوة وعالمية مصر حيث يمتاز المصريون بالذكاء والحكمة ، إتقان العمل ، الرضا والقناعة بنا يملك وكيفما واينما يسكن متصاحبة مع عزة نفس ليعيش باي ظرف ولا يمد يده لاحد مهما كانت درجة فقره وحاجته.

المصريون صادقون ويكرهون الكذب ، يمتازون بالتدين والنزعة الروحية والايمان بالغيبيات ، يرتاحون بالتوكل على الله ، لا يتخطوا المبادئ والاصول ، يكرهون النفاق والخيانة. المصري متسامح ويحترم الآخرين ولا يتعدى على حرياتهم ، حذر في الحديث والتعامل مع العامة ، ويتميز بوضوح بالطاعة والادب والاحترام لمن هم اعلى منه عائليا واجتماعيا ومهنيا.

المصري يتمتع بحس فكاهي بطيبة وعفوية ، سريع البديهة ويميل الى المرح وروح والنكتة وفي بعض الاوقات السخرية ، هو صافي الروح والنفس ، يمتاز بالصبر الذي ممكن ان يصل الى السلبية او عدم الاكتراث في بعض الاحيان مشان تريح الدماغ ، ولكن في احيان اخرى يصل الى حد معين والذي بعده تكون ردة الفعل حسب المنطقة التي يعيش فيها وعاداتها.

المصريون يحبون القراءة والمعرفة ، ويقدرون العلم ويحرصون على تحصيله في مصر في مختلف دول العالم حيث تجد منهم الكثير من المتميزين.

المصريون يعشقون بلدهم رغم كل المتغيرات ومهما حصل واينما كانوا ، ويخافون على امنها واستقرارها ويتمسكون بما هو موجود ولا يجازفون بما هو خيرا ولصالح مصر ، ضمان وخوفا من الخسارة واعتزاز بالوطن.

الأسرة المصرية مترابطة يحترم فيها الأبناء آباءهم ويلتزمون بالاصول للتعامل مع باقي افراد الأسرة من اخوان وابناء العمومة والاخوال والأسلاف ، ويصلون الرحم بمودة واحترام وادب.

يتميز المجتمع المصري بالتعاون والمساعدة والعطف على الضعفاء والمحتاجين ، المصري يحترم القانون ويحترم المال العام والملكية العامة ، ولا يخشون السلطة ولكن يحرصون على تجنب الاصطدام بها او الدخول في الشبهات.

الأمن الغذائي في الوطن العربي يشهد أرقام مروعة حول ارتفاع معدلات الجوع خلال العشرين عام الماضية ، حيث يعانى ما يقرب من ثلث السكان من تدهور وانعدام حالة الأمن الغذائي إو عدم الحصول على نظام غذائي صحي في حين مصر تكتفي بزراعتها وانتاجها محليا وتصدر للعديد من الدول العربية والعالم.

النزاعات في الوطن العربي ، والتغيرات المناخية ، ونقص المياه ، وندرة الموارد الطبيعية ، وجائحة فيروس كورونا والجهل ارهقت معظم الدول العربية بينما استقرار وامن مصر ثابت ولم يهتم المصريون الا بالعيش الكريم واستمرار الانتاج والنمو ولم تعني لهم جائحة مورونا غير بعض التغيرات والتاقلم معها ولم يتاثر الاقتصاد ولا التعليم ولا التواصل بينهم كما حدث بالدول الاخرى.

ان الزيادات الكبيرة في أعداد الجوعى يعود إلى تجاهل الحكومات للمصلحة العربية بشكل عام وإهمال التخطيط لزيادة إلانتاجه الزراعي وتطوير الصناعة ، واعتماد معظم الدول على الاستيراد مما يهدم اقتصاد الدول ولا تستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي وتزيد المديونيات ، بينما اهتمت مصر بكل الامور وكان واضحا تحسن قيمة الجينه المصري مقابل العملات العربية الاخرى والعملات العالمية.

تشهد مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي العديد من الإنجازات وخصوصا الاهتمام بالبنية التحتية من محطات مياه وبنية تحتية وطرق وكبارى ومدن جديدة. وكذلك العديد من المبادرات التي أطلقها الرئيس السيسي ، والتي تستهدف بالأساس توفير حياة كريمة للمواطنين بمختلف مناحيها الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية، ووضعت هذة المبادرات العنصر الإنساني في مقامها الأول؛
– مبادرة «نور حياة»: تهدف إلى مكافحة والعلاج المبكر لأمراض ضعف وفقدان الإبصار.
– مبادرة «حياة كريمة» : تستهدف مساعدة الفئات الأكثر احتياجا على مستوى الجمهورية.
– مبادرة « 100 مليون صحة»: تهدف إلى إجراء فحوصات ومسح طبي شامل ومجاني لفيروس”سي” للمواطنين واكتشاف الأمراض المزمنة كالسكر والضغط والسمنة.
– مبادرة «إنهاء قوائم الانتظار للعمليات الجراحية».
– مبادرة «المشروعات متناهية الصغر»: تهدف إلى تحقيق التمكين الاقتصادي للمرأة المعيلة والفئات الأكثر احتياجا.
– مبادرة «المستشفى النموذجي»: تتضمن تجهيز وتشغيل مستشفى نموذجي في كل محافظة ضمن خطة تحقيق الإصلاح الصحى.
– مبادرة «الكشف عن 3 أمراض لطلاب المدارس»: للكشف عن أمراض الأنيميا والتقزم والسمنة لطلاب المدارس.
– واخيرا مبادرة “كلنا واحد”: التي تكفل توفير السلع الغذائية والمنتجات التي تحتاجها الاسرة وجائحة كورونا للمواطنين بجودة عالية وأسعار مخفضة عن مثيلاتها بالأسواق بنسبة تتراوح بين ٢٥% إلى ٦٠% ، وقد استفدت انا منها شخصيا خلال وجودي بمصر الاسبوع الماضي.

شح المياه وصحراوية الأراضي وإهمال توفير الموارد المالية الكافية لمراكز البحوث الزراعية، وقلت استصلاح الصحراء ، وهدر المياه ، وعدم تحسين الإنتاجية لسد الفجوة الغذائية ، والحالة الصعبة للمزارع العربي بتحديد أسعار منخفضة غير لمنتجاته ، وارتفاع الأسعار العالمية للمحاصيل المستوردة ، ودفعه نحو هجرة العمل الزراعي ، تشكل عوامل مؤثرة في عجز الانتاج الغذائي في الوطن العربي ، ولا اعتقد ان احد يهمه السعي لوضع حلول للمشكلة المتزايدة ما عدا مصر التي تريد اطعام ١٠٠ مليون من سكانها يوميا.

التقارب الجديد بين الأردن ومصر والعراق له أهمية دولية وإقليمية ، فضلا عن رص الصفوف ، وكذلك تعزيز وتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدان الثلاثة بما يحقق المصالح المشتركة ، ويخدم القضايا العربية من التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ومبادرة السلام العربية لحل القضية الفلسطينية وتعزيز التكامل والتعاون الاقتصادي والتجاري ، وهي منفعة عظيمة سوف يجني ثمارها الدول الثلاثة خصوصا وباقي الدول العربية بشكل عام ويجب ان يعم الخير علينا.

التكافل بين الدول العربية
على مختلف المستويات يؤدي الى تنمية الاقتصاد العربي لتخلص من قبضة الدول الاستعمارية ، وللتحرر السياسي لتستطيع السيطرة على الموارد وتنظيم البنية الاجتماعية والاقتصادية، وتحقيق الاهداف العربية المشتركة.

المصريين كانوا يسعدون بصناعة كسوة الكعبة الشريفة ، وكانت البعثة الطبية المصرية تؤدي دورا هاما في تأمين سلامة الحجيج ، دون أن يكون في ذلك تفاخر بين البلدين مصر والسعودية وذلك رمزا لما يربط بينهما من صلات وثيقة.

لقد حملت مصر على عاتقها المسؤولية الانمائية للدول العربية ، فقد تحملت الميزانية المصرية نفقات هيئات التدريس لنشر التعليم في الدول العربية ، وساهم المصريون بشكل واضح في إقامة منشآت ثقافية وتربوية وتشريعية في معظم الدول العربية حيث كانوا هم الخبراء والمؤسسين في مختلف المجالات التي ادت الى تنمية وتطوير الكثير من الدول العربية ، مثال ذلك في المجال الطبي كان اول عميد لاول كلية الطب في الجامعة الاردنية في الاردن من مصر وهو الاستاذ الدكتور عبد الوهاب علي البرلسي.

طبيعي ومتوقع من مصر ام الدنيا ان تكون الام الحانية ، ذو الحضن والقلب الدافئ ، حيث لم نشعر ولم نكن يوما الا بلداً واحد ، وقلباً واحد ، الاصلَ والفروع ، وامتداد لبعضنا بعض ، دون تحديد تضاريس ارض او ألوان شعب او عائلة، اوجاعنا واحدة ، وهمنا واحد ، ومن نفس واحدة ، ونفس الدم يمشي في عروقنا ، وشعورنا واحد ، وخسارتنا واحدة وتعم ، ولا بد ان يبقى المجد لنا.

بلادُ العُربِ أوطاني ، مِنَ الشَّامِ لِبغدانِ ، ومن نَجدٍ إلى يمنِ ،   الى مِصرِ فتطوانِ.
فلا حدٌّ يُباعِدُنا ، ولا دينٌ يُفرقنا ، لسانُ الضاد يَجمعُنا ، بغسانِ وعدنانِ.

د يوسف العجلوني