0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

“دحلان “رجل المرحلة القادم

وكالة الناس – كتب د. ضياء خريسات وعبدالفتاح البعجاوي – سيبقى رئيس الأمن الوقائي الأسبق في السلطة الفلسطينية، محمد دحلان المنافس الأقوى للرئيس الفلسطيني محمود عباس لعوامل متعددة أولها امتلاكه علاقات دولية وإقليمية فاعلة تمكنه من فرض نفسه على الواقع الفلسطيني الممزق بفعل سياسة التشدد من قبل الأفرقة المتصارعة والتي تحكمها المصالح وسياسة شيلني بشيلك رغم عدم اقتناع أي طرف بما يفعله ويحيكه الآخر وثانياً قوة الرجل الشخصية وحزمه في الأمن الداخلي في مناطق السلطة وقدرته على الإقناع في كل خطوة يخطوها إلى جانب امتلاكه قاعدة مناصرين عريضة تسنده وتقف بقوة إلى جانبه . ويرى مطلعون ومتابعون للشأن الفلسطيني والإقليمي أنه رجل المرحلة القادمة والمقبول على مستوى تل أبيب وواشنطن ودول أوروبية شرقية وغربية أخرى إلى جانب دول عربية مؤثرة على المستوى الإقليمي محسوبة على معسكر الاعتدال. فالرجل أصبح يشار له بالبنان رغم التشهير به على أمور تحتاج للدليل واتهامه بالفساد إلا أن ذلك لم يفت من عضده بل على العكس زاته ثقة بنفسه حيث استمرت تحركاته التي تنال رضا الكثيرين من زعماء العرب. فكل الدلائل والمؤشرات توحي بعودة الرجل وبقوة إلى مسرح الأحداث ، الساحة السياسية الفلسطينية ويسهم في ذلك قوى مؤثرة في الساحات الإقليمية والدولية وحتى الفلسطينية ذاتها منها على سبيل المثال رضا تل أبيب نسبياً عنه وكذا الحال بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية التي وفق ما نقل مطلعون أنها تحث الخطا نحو مؤتمر دولي حول القضية الفلسطينية تشارك به أطراف عربية وإقليمية ودولية وأيضاً علاقاته الخاصة مع دولة الإمارات العربية المتَّحدة ودول عربية أخرى مؤثرة في القرار الإقليمي كمصر والسعودية والمعارضة السورية وهذه تسهم في تُمَكِّنه من صعود درجات سلم القيادة رغم ما يحاك ضده من مؤامرات في الكواليس ومن خلف الستاربهدف تشويه صورته.. فدحلان يتمتَّع بدعم أطراف إقليمية مؤثرة ستجعل منه منافساً قوياً لأبي مازن إلى جانب تواجد أجنحة قوية في فتح نفسها تضغط باتجاه أن يعود الرجل لأخذ مكانه الذي يستحق في صفوفها. وهناك أدلة تشير إلى أنَّ هناك دولاً عربية منها مصر والإمارات العربية المتَّحدة تحبذ تقلد دحلان منصب رئيس السلطة الفلسطينية حتى أن حركة حماس ذاتها تلعب بورقة الخلاف الفتحاوية وباتت تشد من أزر محمد دحلان. ومعلوم عن حماس أنها خاضت صراعاً مريراً معه خاصة عندما كان رئيساً للأمن الوقائي في قطاع غزة خلال الفترة من عام 1995 وحتى عام 2000 حيث أقدم على سجن المئات من أعضائها بتهمة تنفيذهم عمليات مسلحة ضدَّ الكيان الصهيوني ومن ثم الصراع الدموي الذي أفضى لإخراجه من قطاع غزة ، الأن هي مستعدة الأن لتجاوز تاريخ عدائها الطويل له ، حماس تعمل على تناسي ذلك بالوقوف إلى جانب الرجل. وإذا ما جرى تجسير كل هذه الأمور وفق ما يرى مطلعون فإن الطريق ستكون سالكة وممهدة لعلو شأنه في مختلف المحافل فلسطينياً وعربياً وإقليمياً وصهيونياً وستجعل من هذا الرجل المنافس الأقوى واللدود لعباس لتقلد الرئاسة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية. وفي ذات السياق وفي هذه المرحلة بات الفلسطينيون يدركون أنهم بأمس الحاجة إلى رجل قوي يقودهم نحو تحقيق أمنهم واستقرارهم والحصول على الحد الأدنى مما يحلمون بتحقيقه ألا وهي إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967 ، ويرون أنهم بأمس الحاجة لرجل المرحلة الذي تمكنهم قيادته من الوصول لهدفهم المنشود ، فهذا الرجل يمكن اعتباره الدينمو والمحرك أو اللولب الضاغط الذي يعلم بقواعد اللعبة جيداً ويلقى قبولاً لدى المعسكر المقابل في القيادة الصهيونية والإدارة الأمريكية .. وأغلب الفلسطينيين يرون أن محمد دحلان يملك من المقومات ما يمكنه من تحقيق ما يصبون إليه لما له من علاقة متميزة مع الطرف العربي الموصوف بالمعتدل . فبعد حوالي 60 عاماً من الاحتلال الصهيوني لأراضي الضفة الغربية وقطاع غزة المحتل فإن المطلوب بات لمن يملك القدرة على المناورة داخل دهاليز السلطة في العواصم الأجنبية، رجل قوي لا يرحم على المستوى السياسي الداخلي. فدحلان معروف عنه لدى الجميع أنه عقلية أمنية من الدرجة الأولى من الداخل والخارج كونه أمضى وقتاً في السجون الصهيونية ، وهو يتمتع بفضل قيادته للتنسيق الأمني المنتظم مع تل أبيب بنظرة ثاقبة ومهمة إزاء الطرق التي يرتبط من خلالها الأمن بسياسة الدولة العبرية محلياً ودولياً مع الحليف الأكبر لهذه الدولة الولايات المتحدة الأمريكية. لدرجة أن خصومه يدركون بأن نهج الرجل الأحادي التفكير والصارم بخصوص ما يتعلق بـ ”العمل في مجال السياسة” يتطابق مع نهج خصومه من الصهاينة.. ومما لا شك فإن دحلان وبالمقارنة بين أقوى منافسيه فإنه يتمتع بخبرة لا تضاهى في المجال السياسي والأمني. ويرى دهاقنة السياسة أن دحلان هو رجل المرحلة القوي خلفاً لرئيس السلطة الوطنية محمود عباس وأنه الرجل المنشود لها كون نهجه الصارم والعدائي ينسجم أحياناً في السياسات مع حساسية سادت في المحيطين الإسرائيلي والأمريكي حيث يرى البعض إنّ هذه الحساسية قد تبلورت في عهد رئيس الوزراء نتنياهو ووزير دفاعه أفيغدور ليبرمان الذي يدعي أنه على علاقة مع الرجل ويلتقيه سراً .. هذا يضعه في دائرة الشك من قبل مناوئيه في حركة فتح وكذلك في حركة حماس التي تعتبره أنه يتعاون مع تل أبيب لتدميرها كونه انصاع ولو جزئياً إلى خطة أمريكية لإسقاط حماس في قطاع غزة ولما لم تأت تلك السياسة أكلها وجاءت نتائجها عكسية انقلبت عليه حركة فتح وحملته مسؤولية خسارة قطاع غزة ودفعته بالتالي للعيش في المنفى في دولة الإمارات العربية المتحدة. وخلال تواجده في المنفى، لم يستكن الرجل بل أصبح مستشاراً أمنياً لولي العهد في أبو ظبي الشيخ محمد آل نهيان، وتولى حقيبة وضعته في موقعٍ منحه مجموعة كبيرة من المناصرين في الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا. ومن مقره في الإمارات العربية المتحدة، أصلح العلاقات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حتى أنه مع حلول العام 2014، أي بعد مضي فترة وجيزة على تسلم السيسي زمام السلطة في القاهرة، قيل أنه كان لدحلان “مكتب يحمل اسمه” على الطريق المؤدي إلى الجناح التنفيذي الخاص بالرئيس. لكن مع ذلك لم يرَ سكان قطاع غزة أي ثمرة تعود عليهم بالإيجاب جراء هذه العلاقة حيث إنّ معبر رفح الشريان الحيوي الذي يربط قطاع غزة بالعالم الخارجي خاصة العربي منها. ما زال على حاله دون تغيير. لكن هناك دلائل تشير إلى أن دحلان أدرك مؤخراً أنه لا يمكنه أن يحقق إنجازات في صراعه مع الرئيس محمود عباس والوصول لقيادة السلطة إلا بكسب رضا مناوئيه في حركة فتح والتوصل لتسوية مع حركة حماس لهذا هناك معلومات غير مؤكدة أنه يحاول هذه الأيام تجسير الهوة بينه وبين حماس من خلال إقناع السلطات المصرية بإطلاق سراح قادتها الموقوفين منذ العام 2015. وفي حال تمكنه من ذلك تكون هذه خطوة لإعادة بناء الثقة التي من شأنها أن تغير قواعد اللعبة وأن تعزز مستقبل دحلان وطموحه بأن يتحول من منفي مشطوب من سجلات حركة فتح إلى رجلها القوي من جديد تماماً مثل ما حصل مع محمود عباس الذي استقال من منصبه كرئيس للوزراء في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات حيث أعيد لحركة فتح وانتخب من قبلها كرئيس للسلطة فهل يعود نفس السيناريو ليكون دحلان رجل فتح في قيادة السلطة الفلسطينية برضا جميع أطراف الصراع من قوى محلية فلسطينية وأخرى إقليمية ودولية مؤثرة في القرار السياسي الفلسطيني؟!