في يوم المرأة العالمي .. عدل ومساواة
وكالة الناس – هند السليم – لقد أكرم الإسلام المرأة، وجعل لها الكثير من الحقوق التي تضمن بها كرامة حياتها، فلها حق التملك والتعلم، والعمل، ومن صور تكريم الإسلام للمرأة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( استوصوا بالنساء خيراً فإنهنّ عندكم عوان ) لذا فقد منح الإسلام المرأة القيمة، بإقرار حقوقها الإنسانية الطبيعية، وأحاطها بالعناية والرعاية، ورفع مكانتها بين الأمم.
في جميع المجتمعات العربية، وبنسب متفاوتة، المرأة حتى هذه اللحظة مهانة، رغم قدوم الإسلام الذي حررها من كثير من القيود، ورغم التطور الهائل في العلوم والتكنولوجيا، فهي لا تأخذ حظها من الرعاية والقبول والاهتمام كالرجل منذ لحظة الميلاد، كما وتتقيد بعد انتهاء مرحلة الطفولة بالكثير من القيود التي تطمس شخصيتها وتمسح كيانها وتلغي وجودها، هل يعقل أنه حتى هذا العهد الغالبية من الفتيات لا رأي لهن في صفقات بيعهن، عفوا أقصد زواجهن؟ هل يعقل أن تضرب المرأة حتى اليوم؟ هل يعقل أن تبقى المرأة تعامل كجارية حتى اليوم؟ هل يعقل أن تستغل المرأة أبشع استغلال (خاصة الموظفات منهن) حتى اللحظة؟ هل يعقل أنه حتى اللحظة تعاقب المرأة على ذنوب لم ترتكبها؟ هل وهل …… وهل، أنني أجزم بأن أفضل النساء عندنا حالا مهانة.
الحديث في هذا الموضوع يطول ويطول، وما أن تنتهي من جزء إلا وتدخل جزءا آخرا من المسلسل المشؤوم دون شعور، و أنني متيقنة بأن سبب بلائنا نحن العرب هو ظلمنا للمرأة، التي تنشأ على أسس خاطئة ومقومات هشة، وتنجب لنا الأطفال الذين ستربيهم كما هي تربت؛ وبالتالي تكون النتيجة تراكم المآسي.
المرأة هي صانعة العالم، فهي التي تستطيع أن تغير جيلا بأكمله إن هي أرادت ذلك، إلا أن البعض من الناس يمنعوا عنها حقوقها وبشكل يجعلها كائن عادي شأنه كشأن أي مخلوق آخر لم يكرمه الله تعالى، وهذا الأمر موجود في كافة الثقافات اليوم، وليس مقتصرا على فئة معينة وكل شخص يتعامل مع المرأة بالطريقة التي تعجبه.
المرأة هي الأم وهي الزوجة والحبيبة وهي الأخت والجدة، إذا فالمرأة هي أم الإنسانية جمعاء، وبدونها لا يكتمل المجتمع؛ هي المرأة في يوم عيدها، ماضية للأمام بخطوات واثقة لا تنظر للخلف بل تتقدم بجدارة، لتخلع عنها كل ما علق بها من وثنيات ومعتقدات خاطئة عبر السنين، وما فرض عليها من قيود وما تقيدت به من عصبيات جاهليه، مؤمنة بحقوقها التي حفظتها لها كل الشرائع السماوية، ومتسلحة بكل ما أوتيت من قوة وعلم ومعرفة إلى الأمام بلا تراجع يملأها الأمل وثقة المدافع عن الحق.
وفي هذا اليوم الثامن من آذار والذي يصادف يوم المرأة العالمي، ننحني إجلالا لكل الماجدات اللواتي قدمن أرواحهن في سبيل تحرير الوطن والخلاص من المحتل، ولكل من عذبن في السجون والمعتقلات وقدمن أرواحن فداءا على طريق الحرية والاستقلال، ونبارك للمرأة عيدها وندعو لها بالمزيد من التقدم والعطاء على ذات الطريق لرفعة المجتمع وتطوره ومزيدا من العطاء يا نساء بلادي.