0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

صحيفة :الكويتي ، الفقير ، أغنى من وزير في دول أخرى

 

 في الأصل يستفيد ربما بدون علمه بـ«علاوة» بنحو 300 دينار شهريا اي بواقع أكثر من 3500 دينار سنويا كخدمات تدفعها الدولة (تأمين وجباية، وغيرها) بدل ان يدفعها بنفسه كما هو الواقع في منظومة الرواتب ونمط العيش في بقية انحاء العالم ونموذج الولايات المتحدة الأميركية ودول المغرب العربي.
وبحسب الرأي الكويتي فان آخر تحديث عن مواصفات تكلفة الحياة في العالم تجعل كويتيا فقيرا بالمواصفات المحلية (اي من يتقاضى ادنى أجر ودخله الوحيد راتبه) في مرتبة رئيس حكومة في تونس ووزير في المغرب واستاذ جامعي في اميركا. وبذلك فإن مقارنة على أساس منظومة الرواتب في العالم وتكلفة الحياة تفيد ان الكويتيين يعيشون على راتبهم فقط، ومن يتذمر من غلاء المعيشة ويعتبر نفسه فقيرا احيانا، هم اغنى من وزراء ومسؤولين كثيرين في العالم. فمواصفات الكويتي الفقير محليا باحتساب راتبه تجعله من الطبقة المقتدرة في المجتمع في دول أخرى في العالم حسب دراسة وضعية الرواتب وتكلفة الحياة في اميركا والمغرب العربي على سبيل المثال.
فهل الفقر في الكويت نعمة في الخارج؟ وهل تكلفة الحياة في الكويت قد تظلم حقيقة كويتيين لا دخل لهم الا الراتب؟ فقيمة الراتب الكويتي ثروة لمواطنين في دول اخرى. اذا فهل الكويتي في نعمة لا يعلم قيمتها؟
يذكر ان الكويت حققت قفزة ملحوظة في تقرير التنمية البشرية للعام 2013 بصعودها الى الترتيب الـ54 عالميا على مستوى الدخل الفردي مقارنة بترتيبها الـ63 العام الماضي، فيما سجل دخل الفرد السنوي ارتفاعا كبيرا لتحتل المركز الثالث عالميا بـ53 ألف دولار بسبب موجة زيادة الرواتب التي شهدتها الكويت اخيرا.
1250 دينارا اي متوسط 4400 دولار شهريا بإضافة قيمة تكلفة حياة شهرية يدفعها اي موظف في العالم ما عدا بعض الدول خصوصا الخليجية كالكويت والتي تصل الى 300 دينار شهريا تكلفة الخدمات التي توفرها الدولة للأميركي على سبيل المثال والتي يعفى الكويتي منها، فإن متوسط دخل الكويتي اذا تم اضافة قيمة الخدمات (التأمين الصحي، دعم سعر المحروقات، الغذاء، السكن) سيكون نحو 5500 دولار شهريا، اي اكثر من راتب رئيس الحكومة التونسي الذي قدر بنحو 2500 يورو اي ما يعادل 3260 دولارا حسب المنتدى العربي لادارة الموارد البشرية، وحوالي ضعف راتب اي وزير مغربي ويقرب من راتب دكتور في اميركا واكثر من راتب استاذ جامعي اميركي. كل هذه الأرقام اخذت من موقع الرواتب العالمية «ورلد سالرييز».
ويذكر ان المقارنة في الرواتب تأتي بالمقارنة ايضا مع تكلفة الحياة. مقارنة الرواتب وتكلفة الحياة في اميركا استندت على ارقام وزارة التخطيط والتنمية الكويتية ومكتب احصائيات العمل في الولايات المتحدة لعام 2012.
كما ان دخل الكويتي لا يضيع منه ما يضيع من دخل الأميركي سنويا الذي يدفع على سبيل المثال ما يعادل 1000 دينار للتأمين الصحي الذي يخصم من راتبه اي بمعدل نحو 3 دنانير تقريبا يوميا تخصم لصالح الضمان الصحي.
ويصل معدل الراتب الشهري للأميركي حسب موقع «وورلد سالرييز» حسب آخر احصائيات 2011 نحو 4 الاف دولار ودخله اليومي بلغ نحو نصف دخل الكويتي اي نحو 133 دولارا. الأميركي يصرف 10 دنانير زيادة في الأسبوع عن الكويتي للبنزين مقابل ما قد يصرفه الكويتي اذا احتسبنا تعبئة كاملة بمرتين في الأسبوع والتي تبلغ متوسط قيمتها في حدود 6 دنانير كويتية.
ومقارنة بسعر المحروقات في الكويت الذي يصل معدل سعر الليتر الى اقل من ربع دولار، وسعر الخبز (50 فلسا) اي 0.175 دولارا ويصل سعر الزيت الى متوسط 700 فلس الى نحو دولارين وربع للتر الزيت ولتر الحليب نحو 340 فلساً اي نحو 1.2 دولار للعبوة. بينما يصل سعر متوسط كيلو اللحم العجل الى دينار ونصف اي 5 دولارات وربع الدولار، وفي المقابل وفقا لمواقع مثل «نامبيو» لتحديث اسعار مواد الغذاء الأساسية في واشنطن و«يو اس دي اي» لادارة الفلاحة في الولايات المتحدة تشير آخر بيانات 2013 إلى ان سعر ليتر الحليب في الولايات المتحدة هو 1.1 دولار تقريبا، كيلو الأرز 2.41 دولار، ومتوسط 7 دولارات لكيلو اللحم للعجل، والخبز يصل الى نحو 4.5 دولار للكيلو.
المقارنة بين الأرقام تشير الى افضلية اسعار المنتوجات التي تباع في الكويت مقارنة بأكبر سوق في العالم هو السوق الأميركية، وتصب المقارنة بين تكلفة الحياة بين البلدين لفائدة المواطن الكويتي.
وتشير آخر احصائيات نشرت في وسائل الاعلام الكويتية ان نسبة انفاق الكويتيين على القروض الاستهلاكية والسياحة والسفر في تصاعد، فمثلا وصل حجم انفاق الأسر الكويتية نحو 25 في المئة من مصروفاتها خلال مناسبة الأعياد على الترفيه. ويذكر تقرير آخر ان انفاق الكويتيين بلغ نحو ربع مليار دينار فقط خلال الثلث الأخير من شهر رمضان استعداداً لعيد الفطر حسب رصد شركة الخدمات المصرفية الآلية المشتركة «كي نت». وارتفع متوسط انفاق المستهلك الكويتي بواقع 36 في المئة خلال الفترة بين عامي 2012 و2016، حسب شركة كومبانز اند ماركتس. كما يصل معدل سفر الكويتي اكثر من مرتين في السنة، كما انفق الكويتيون 2.4 مليار دينار في العام الماضي سنويا على السياحة والسفر في آخر تقرير صادر من المجلس الأعلى للسياحة الكويتي.
اذا اعتمدنا المقارنة ايضا بتكلفة السكن الشهرية وفق تقرير التنمية البشرية العربية في 2012، فإن مقارنة الكويت بدول اخرى تفضي الى ان الكويتيين يحصلون على امتيازات السكن بشكل اكبر واسهل من دول اخرى وخصوصا القروض السكنية بسقف ارتفع الى 70 الف دينار للسكن التمليك بينما لا تحصل الشريحة الأوسع في كل من اميركا على سبيل المثال ودول المغرب العربي على امكانية الحصول على مثل هذا القرض دون رهن عقاري ويصل معدل الطلب على الشقق السكنية اكثر بكثير من الطلب على السكن الخاص، بينما في الكويت فان الغالبية العظمى من الكويتيين يسكنون في مساكن خاصة وليس في الشقق.
وعلى الرغم من ازمة انتظار تسليم مساكن خاصة للكويتيين الا ان الأزمة اكبر بكثير في دول اخرى، وعلى هذا الأساس فإن حصول الكويتي على السكن الخاص هو اسرع من دول اخرى كأميركا ودول المغرب العربي، وفي اميركا على السبيل المثال نحو اكثر من 40 في المئة من دخل الأميركي سنويا على سبيل المثال يذهب الى القرض السكني بينما الكويتي لا يصل قرضه السكني في الشهر الى متوسط 233 ديناراً (اذا احتسبنا 70 الف دينار سقف القرض السكني في الكويت يسترد على 25 سنة على سبيل المثال) اي نحو اقل من 20 في المئة من متوسط راتبه، لذلك فان مسألة الفقر قد تكون غير واقعية في التطبيق على الحالة الكويتية.