عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

انخفاض اسعار النفط يضرب البنوك ايضا بعدضرب دول الخليج

وكالة النااس – تجبر أسعار النفط المنخفضة دول الخليج على الاقتراض لدعم اقتصاداتها، وقد بدأت تضرب بمعولها في بنوك المنطقة أيضا، لتعقد جهودها لتدبير السيولة التي تشترطها الجهات التنظيمية.
ويظهر وقع تراجع أسعار الخام، من أكثر من 100 دولار إلى أقل من 30 دولارا للبرميل في أقل من 18 شهرا، بقوة على دول الشرق الأوسط المعتمدة على إيرادات النفط والغاز.
لذا يتحاشى المستثمرون العالميون سندات منطقة الخليج في الأشهر الأخيرة، بسبب القلق من تباطؤ النمو الاقتصادي، وعجز كبير في الميزانيات.
وكان لهذا تداعياته على البنوك، من الدوحة إلى مسقط، حيث جعل تراجع أسعار الأسهم، وتذبذبات سوق السندات التي تلت ذلك، من المستحيل عليها جمع رؤوس أموال جديدة منذ بداية العام، وهو وضع من المستبعد أن يتحسن في المستقبل القريب، حيث سيتعين عى البنوك مزاحمة الحكومات التي تحتاج لاقتراض مليارات الدولارات لسداد التزاماتها.
وأعلن نحو عشرة بنوك إقليمية خططا لزيادة رأس المال، في محاولة لاستيفاء المتطلبات التنظيمية المحلية، التي تتجاوز في بعض الحالات المستويات المنصوص عليها في معايير بازل3 المصرفية، إلى جانب زيادة الاحتياطيات بعد نمو الإقراض على مدى سنوات.
تلك الخطط معلقة الآن، وعلى بنوك الخليج أن تقرر هل تحاول الاقتراض بتكلفة أعلى أم تحجم عن ذلك، مع ما ينطوي عليه ذلك من المخاطرة، بعد استيفاء المتطلبات التنظيمية الأشد صرامة التي سيبدأ سريانها في غضون الأعوام الثلاثة المقبلة.
تعقيد آخر محتمل يتمثل في أن نزوح المشترين الأجانب سيجبر البنوك على اللجوء إلى المستثمرين المحليين لشراء ديونها أو أسهمها. والمشكلة هنا أن البنوك نفسها هي أكبر مستثمري الديون في المنطقة.
وبحسب مصرفيين ومحللين عززت البنوك الخليجية احتياطياتها الرأسمالية في أعقاب الأزمة المالية العالمية، مما يجعلها بمعزل عن أي خطر وشيك.
لكنها لم تعد تملك نفس السيولة السابقة، مع قيام الحكومات الخليجية بسحب بعض ودائعها لسد عجز الميزانيات، وهو ما كشف- مثلما حدث في أوروبا أثناء أزمة منطقة اليورو- عن علاقة الترابط بين الحكومات والبنوك عندما تتراجع أسواق السندات.
ولعل هذا الاتجاه أشد ظهورا في قطر، حيث أعلن نصف بنوكها التجارية خططا تتعلق برأس المال، بما فيها أكبر البنوك التقليدية والإسلامية على الترتيب، بنك قطر الوطني ومصرف قطر الإسلامي.
وقال الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، رئيس مجلس إدارة مصرف قطر الإسلامي، خلال الاجتماع العام السنوي للبنك «تقلبات السوق أثَّرت بالتأكيد على خطط لإصدار صكوك لتعزيز رأس المال، لكننا في وضع جيد.»
وبلغت نسبة كفاية رأس المال – وهي مؤشر أساسي لسلامة البنك – 14.1 في المئة في نهاية ديسمبر/كانون الأول، متجاوزة الحد الأدنى الذي تشترطه قطر البالغ 12.5 في المئة رغم أن إجمالي قروض مصرف قطر الإسلامي قفز 46.1 في المئة في 2015.
ورغم أن الحد الأدنى للسيولة الأساسية وفقا لبازل3 يبلغ سبعة في المئة، تزيد إلى 9.5 في المئة للبنوك العالمية الكبرى، فإن معظم الدول حدد مستويات أعلى من ذلك حيث تشترط الكويت مثلا 13 في المئة.

تسعير الخليج

تتسم أسواق السندات الثانوية في الخليج بالتذبذب، على نحو خاص منذ مطلع السنة، حيث ترتفع عوائد السندات الدائمة المصدرة من البنوك لتعزيز رؤوس أموالها ارتفاعا كبيرا مع تراجع الأسعار.
وقال رام موهان ناتاراجا، مدير المحافظ في شركة «أبوظبي للاستثمار» ان ذلك أجبر أصحاب الثروات والبنوك الخاصة، وهم تقليديا من حملة السندات الدائمة، على البيع وسيثنيهم عن إعادة الشراء. وأضاف «الطلب الكامن المعتاد سيكون أقل بكثير هو الآخر، نظرا لأوضاع السوق المتقلبة عموما.»
ورغم أن ضعف السيولة النسبي لهذه الأدوات يُضَخِّم مثل تلك التحركات، فإنها تعتبر بوجه عام استثمارات عالية المخاطر، مقارنة مع سندات البنوك العادية. وقد اتضح ذلك في بعض تحركات الأسعار في الفترة الأخيرة.
فقد باع بنك برقان، ثالث أكبر بنك كويتي من حيث الأصول، سندات دائمة في سبتمبر/أيلول 2014 بكوبون 7.25 في المئة. وبلغ العائد 9.476 في المئة في 11 يناير/كانون الثاني قبل أن يقفز إلى 11.525 في المئة في الثالث من فبراير/شباط.وحتى بنك الكويت الوطني، الذي يباهي بواحد من أعلى التصنيفات الائتمانية لبنك خليجي، شهد تداول سنداته البالغ عائدها 5.75 في المئة التي أصدرها في ابريل/نيسان 2015 يقفز من 5.92 في المئة في مطلع السنة، إلى 7.27 في المئة في 22 يناير/كانون الثاني. وتشير تلك التحركات إلى أن إقناع المستثمرين بشراء سندات جديدة لتعزيز رأس المال سيتطلب من البنوك دفع المزيد، وتقديم كوبونات أكثر جاذبية، وهو ما سيزعج مصدري السندات الخليجيين بالغي الحساسية للسعر.
لكن محدودية الخيارات تجعل الأسعار تتغلب على الكبرياء.
فتراجع أسواق الأسهم – حيث هبطت بورصة دبي 39 في المئة، بين منتصف يوليو/تموز ومنتصف يناير/كانون الثاني، في حين فقد المؤشر السعودي 10.1 في المئة منذ بداية السنة – يعني أن مستثمري الأسهم لن يقبلوا على ضخ الأموال في إصدارات الحقوق.
ولم يشهد الشرق الأوسط قط بيع ما يسمى بسندات رأس المال الاحتياطي. كما ان السندات القابلة للتحويل إلى أسهم نادرة أيضا.
وفي حين أن استبقاء الأرباح سيعطي احتياطيات البنوك دفعة طفيفة، فإنه سينال من توزيعات المساهمين التي تستهدفها الجهات التنظيمية المحلية بالفعل.
وطلب مصرف الإمارات المركزي من البنوك الحصول على الموافقة قبل الإفصاح عن توزيعات الأرباح لعام 2015، بينما حذرت الجهات التنظيمية في سلطنة عمان من أنها قد تتدخل بشأن التوزيعات لدعم معدلات رأس المال. ويقول مصرفيون ان البنوك تبدو مستعدة لانتظار تحسن الأسواق، من أجل طرح سندات وصكوك لتعزيز رأس المال، وذلك رغم أن الوقت محدود.
والسعودية وقطر وسلطنة عمان من البلدان التي يتوقع أن تصدر سندات. وقد يمثل حلول شهر رمضان في يونيو/حزيران بداية فترة خمول السوق الذي يستمر لثلاثة أشهر في الشرق الأوسط.