لماذا بكت هذه الطفلة الأردنية امام محكمة الجنايات ؟!
وكالة الناس – وقفت ‘ملاك’ ذات الاربعة اعوام امام محكمة الجنايات الكبرى ترتجف وتبكي خوفا، بعد ان جرى استدعائها لسماع شهادتها على سبيل الاستدلال في شكوى قدمتها والدتها ضد شابين ادعت فيها انهما هتكا عرض ابنتها الطفلة ملاك، (اسم مستعار).
هيئة المحكمة تعاملت بحكمة بالغة بعدما لاحظت خوف الطفلة وبكاءها حيث رفعت الجلسة وقررت سماع شهادتها بواسطة شاشات الربط التلفزيوني لابعادها عن جو القاعة المتواجد بها بعض الحضور.
والدة الطفلة اكدت امام المحكمة انها تعرف المتهمين بحكم الجوار حيث يسكنان احدى مناطق عمان الشرقية، وقالت انها ارسلت ابناءها للبقالة حيث عادوا جميعا باستثناء ‘ملاك’ واخبروها انهم شاهدوا المتهمين الاثنين يأخذانها للبقالة وان احدهما حملها وادعت ان احدهما نزع عنها ملابسها.
واضافت انها ارسلت ابنها الصغير ليأتي باخته فشاهدها معهما تبكي، فأخبرت والدها وجرى تقديم الشكوى.
في ختام المحاكمة اعلنت براءة الشابين من التهمة لعدم قيام الدليل القانوني على ارتكابهما للفعل ولتناقض اقوال الشهود من جهة اخرى ولعدم قناعة المحكمة كون الشهود اكدوا ان والدة الطفلة تختلف كثيرا مع الناس ودائمة الشجار، ولم يبق سوى ذكريات وانطباعات سيئة وربما مخيفة رسخت في ذهن طفلة بعمر الورد.
حالات لاستغلال الاطفال في الانتقام على اثر خلافات شخصية تنشب بين الاهل وآخرين، اذ يجدون من اطفالهم وسيلة للانتقام من خلال تقديم شكاوى امام القضاء بدعوى الاعتداء على اطفالهم جنسيا الى ان يقول القضاء كلمته ويظهر الحق بالبراءة غير ابهين بما سيعرضون ابناءهم اليه وحالتهم النفسية جراء وصمهم مستقبلا بمثل هذا الشكوى.
استاذ علم الاجتماع والجريمة في جامعة مؤتة حسين محادين قال ان هذه المرأة لا تمثل الامومة الحقيقية بدليل اختلاقها لهذا الفعل الشائن الذي وصم ابنتها والشابين ونفسها التي لم تحرص عليها اصلا.
واضاف ان هذه الحالة ليست بمعزل عن طبيعة التغيرات المتسارعة التي يمر بها المجتمع جراء الصراع القيمي الذي تعيشه الاسرة الاردنية حكما.
وقال ان تعريض هذه الطفلة الى كل هذه الاشكال اللاقيمية والبعيدة عن ابسط حقوق الانسان والطفولة يمثل استغلالا بشعا لبعض المواد القانونية والواجب تبديلها او تحديثها والتي تعطي المرأة أحقية الاتهام او الادعاء بالتحرش او هتك العرض ويؤخذ بقولها ابتداء، الامر الذي يمثل في احايين كثيرة اغتيالا قصديا او ابتزازا ماليا لهم تماما كزعم بعض الاشخاص انهم تعرضوا للدهس بصورة تمثيلية ويحصلون على تقارير طبية غير حقيقية تخولهم ابتزاز الاخرين والحصول على مال اسود بصورة غير شرعية.
ودعا الدكتور محادين إلى زيادة حالات التوعية الاخلاقية والقانونية عبر وسائل الاعلام اذ تساهم هذه الحملات في عفة وقيمة الانسان طفلا كان ام كبيرا.
وبين انه من منظور علم الجريمة يمكن القول ان طبيعة التحولات القيمية والاخلاقية في المجتمع قد اخذت بالتسارع نحو التفكك فضلا عن تراجع الكثافة الضميرية لدى العديد من الافراد من جهة ،ومن جهة اخرى ان هذا المؤشر مضاف على سيادة القيم الفردية لدى المجتمع بزعم انه مجتمع عربي اسلامي يوصف بانه محافظ وان التكافل الاجتماعي والضوابط الوجاهية بين الجماعات في المجتمع كانت هي السائدة مثلا وارتباط ما سبق مع سيادة ثقافة الرقم في المجتمع الاردني والذي يعني اهتمام الناس بالحياة وكأنها ارقام صماء اكثر من اهتمامها بالقيم الانسانية والدينية التي كانت تشكل ضبطا داخليا للسلوك عند الاغلبية.