زنى المحارم .. قصص مروِّعة يندى لها جبين الإنسانية
وكالة الناس
فتيات صغيرات يعشن الرعب الدائم من أقرب الناس إليهن، وأطفال في عمر الزهور توجه إليهم سهام الغدر من أرحامهم الذين جفتهم الرحمة ليتحولوا خلف الأسوار المغلقة إلى وحوش غادرة تطارد فرائسها من دون وازع من ضمير ديني أو إنساني… بيوت غادرتها «السكينة» وهجرها الاطمئنان النفسي والعاطفي، وعائلات تفتك بها رغبات شيطانية منفلتة، بعضها تفككت وانهارت ومنها من تنتظر… صرخات مكتومة تحتبس في صدور الفتية والفتيات ممن يتعرضون لعذاب ليس لهن أو لهم سامع أو مجيب، وممارسات لم يألفها المجتمع تتسرب من بين ثقوب جدران المنازل لتكشف عن وقائع مروعة، ضحاياها يدرجون في سنوات أعمارهم الأولى…
«زنى المحارم» آفة اجتماعية خطيرة آخذة في التوسع المروع في مجتمع تهدده مخاطر التفكك الأسري وانهيار القيم وضعف الرقابة الأسرية، نثيرها في هذه الوقفة كقضية مؤرقة سجلنا قصصها المؤلمة من الواقع المحلي، وعلى رغم ندرة المعلومات والأرقام الرسمية فإن القضايا التي تصل إلى أروقة المحاكم وتفصح عنها ملفات مراكز الإرشاد الأسري تفيد بأن الظاهرة في تزايد مقلق ومخيف. وهنا بعض من فصول المأساة:
فوجئت هيئة تحرير إحدى الصحف المحلية بقدوم امرأة في منتصف العقد الثالث من العمر وعليها ملامح الحزن، وكشفت هذه الزوجة المكلومة عن مشكلتها عارضة على إحدى الصحافيات كتابة رسالة تسأل فيها عن «حكم الشرع» في «إجهاض الجنين» في حال جاء سفاحاً من عملية اتصال جنسي بمحرم. وأوردت الزوجة «تفاصيل الحادثة بقولها، كانت تقيم ابنة أخ زوجي في منزلنا نتيجة لظروف خاصة تمر بها عائلتها، وفي أثناء إقامتها أقدم زوجي على اغتصابها ما أدى حملها سفاحاً منه»!!
الخال الودود يفترس عفاف ابنة العشرين
وفي قصة أخرى، ضبط شاب وشابة في (23 عاماً) في إحدى الكراجات بإحدى قرى المحافظة الشمالية في وضع مخل بالآداب وقد تقدم أهل الفتاة ببلاغ رسمي إلى مركز الشرطة الذي قام بدوره بالتحقيق في القضية لتتضح حقائق مفاجئة، فالفتاة التي لم يسبق لها الزواج لم تكن عذراء والشاب الذي ضبطت معه لم يكن هو من تسبب في فض عذريتها إنما كان «خالها»!!
فقد دأب «خالها» الذي كان يماثلها في العمر على زيارتهم في المنزل بشكل اعتيادي ودائم، وكان يختلي معها في الغرفة وسط اطمئنان أفراد العائلة بأن هذا السلوك لا يثير الحفيظة والشكوك، ووفقاً لمعطيات التحقيق مع الثلاثة: (الفتاة وعشيقها وخال الفتاة)، تبين أن الأخير كان قد عاشر ابنة أخته أكثر من ثلاثة عشر مرة وقد أقر بصحة ما نسب إليه من تهم، فيما رفض الشاب (العشيق) فكرة الزواج من الفتاة، بسبب «سوابقها» ولقد انتهت القضية بتنازل أهل الفتاة عن القضية وإغلاقها بعدما أسفرت التحقيقات عن ضلوع «خال « الفتاة في القضية.
جريمة الزوج وشقيق الزوجة
وحققت النيابة العامة قبل مدة في قضية بشعة من قضايا «زنى المحارم» المتهم فيها «موظف» وشقيق زوجته بتهمة الاعتداء الجنسي على شقيقة الأخيرة القاصر من دون رضاها.
وتفاصيل الجريمة تتضمن تفاصيل أكبر من مجرد الاعتداء على الشقيقة الصغرى، فالشقيق يعاشر شقيقته والزوج يعاشر زوجة صهره وكل ذلك يحدث تحت سقف منزل واحد!!
بداية القصة بدأت عندما كانت الزوجة الشاكية تعيش مع زوجها في شقة إيجار وبعد مرور مدة على مكوثهم في تلك الشقة التي يتجاوز إيجارها الشهري 200 دينار بدأ الزوج يتذمر من ارتفاع الإيجار فاقترح على زوجته مشاركة شقيقها وزوجته السكن معهما، وأن يكون قيمة الإيجار مناصفة بين العائلتين لتخفيف الأعباء المالية فوافقت على الفكرة.
وانتقل الشقيق وزوجته للسكن معهما في الشقة علماً أن الشقيقة الصغرى للمبلغة «الزوجة» كانت تعيش معهم في السكن نفسه، واستمر الوضع يسير بهدوء إلى أن جاء الزوج في أحد الأيام يطلب من زوجته بكل جرأة أن تترجم مدى حبها له بأن تسمح لشقيقها أن يمارس الجنس معها ويعاشرها معاشرة الأزواج فصمتت لمدة مندهشة من طلب زوجها وبدأت بموجة من الصراخ عليه اتبعته بتوبيخ لتدخل بعدها في نوبة بكاء.
ولم تنتهِ فصول المأساة، فبعد مدة فوجئت الزوجة بدخول الزوج وشقيقها وزوجة شقيقها إلى غرفة النوم وهم عراة وأجبروها على ممارسة الجنس مع شقيقها وزوجها مارس الرذيلة مع زوجة صهره ورغم ذلك تحملت الزوجة الشاكية هذا الوضع بيد أنها لاحظت تغيراً طرأ على حال شقيقتها الصغرى «القاصر» وبسؤالها عن حالها اعترفت لشقيقتها باعتداء زوجها وشقيقها بالاعتداء عليها جنسياً وهنا ثارت ثائرة شقيقتها الكبرى (الزوجة) وقررت وضع حد لهذه المحرمات عن طريق تقديم بلاغ ضد زوجها وشقيقها وباشرت النيابية العامة التحقيق معهما وإنفاذ عقوبة الحبس بعد تجريم المحكمة.
وقد تلقى أحد مراكز الإرشاد الأسري في البلاد حالة تقدمت بها إحدى السيدات تفيد أن زوجها اعتاد التسلل في وقت متأخر من الليل إلى غرفة نوم بناته، ومواقعة ابنته الكبرى التي تبلغ من العمر 16 عاماً وقد ضبطته متلبساً أكثر من مرة، الأمر الذي أدى لنشوب خلافات كادت تصل إلى الطلاق».
كما تقدمت سيدة بحرينية ببلاغ ضد زوجها على خلفية اعتداءاته المتكررة على عرض ابنتهما جنسياً، في حين أكدت الفتاة الضحية (13 عاماً) أنها ومنذ شهر كان والدها يتصل بها عندما يكون في العمل مساءً وطلب منها ذات يوم عدم مناداته بـ «بابا»، بل مناداته بـ «حبيبي»، كما كان يطلب منها النوم معها في غرفتها، إلا أنها لم تكن تعرف قصد والدها، وكان والدها قد تمادى في اتصالاته فطلبت منه التوقف عن مضايقتها وقد أدانت المحكمة الكبرى الجنائية المتهم وهو يقضي عقوبته.
وفي قضية مشابهة، باشرت النيابة العامة التحقيق مع الأب المتهم في قضية الاعتداء على عرض ابنته القاصر، مدة استمرت 6 سنوات. وقررت النيابة عرض المجني عليها على الطبيب الشرعي لمعرفة ما تعرضت له من اعتداءات جنسية.
وتشير تفاصيل القضية إلى أن المجني عليها التي تبلغ من العمر حالياً 14 عاماً، كانت عرضة للاعتداء الجنسي على يد والدها منذ أن كان عمرها 9 أعوام.
وقد قامت الفتاة بإخبار مدرّستها بخصوص ما تتعرض له من اعتداءات جنسية، في حين قامت المدرّسة بإخبار وزارة التنمية الاجتماعية بالواقعة.
وكان الأب في بداية أمره يعتدي جنسياً على شقيقتي المجني عليها، وبعدما فرت الشقيقتان هرباً من المنزل، تحول المتهم إلى الضحية الثالثة، مستمراً في اعتدائه لمدة 6 سنوات.
كما قضت المحكمة قبل أشهر بحبس ثلاثة متهمين اعتدوا على عرض طفل يبلغ من العمر 6 سنوات في إحدى قرى المحافظة الوسطى، وتشير تفاصيل القضية إلى أن المتهمين وهم «عم»، و»ابن خالة» و»ابن عمة» المجني عليه، قاموا بالاعتداء على الطفل جنسياً بعدما استدرجوه ومارسوا معه الرذيلة.
ستّيني يعتدي على قاصر
وفي قضية نظرت فيها المحاكم اتهم فيها بحريني (67 عاماً) بتهمة الاعتداء على عرض ابنة شقيق زوجته التي تبلغ من العمر 12 عاماً وتعود تفاصيل القضية إلى أن والدة المجني عليها تقدمت ببلاغ للشرطة يفيد بتعرض ابنتها لاعتداء من قبل زوج عمة المجني عليها الذي كان يأخذ المجني عليها إلى سطح المنزل ويقوم بالتحرش بها جنسياً بعدما يقوم بخلع جميع ملابسها.
وكانت الحادثة قد وقعت قبل 6 أشهر، كما قالت الأم إنها شاهدت ابنتها في حالة غير طبيعية فقامت باستشارة جدتها وأب المجني عليها وأخبرتهم بأن ابنتهم بحالة غير طبيعية فكانت إجابة الأهل أنه من الممكن أن حالتها هذه بسبب دخولها في مرحلة البلوغ، ما دفع والدتها إلى أخذها للمستشفى، وبعد الفحص عليها تبين أن المجني عليها تعاني من ارتفاع في الحرارة والتهاب الحنجرة، إلا أنه بعد فترة لم تتغير حالة المجني عليها وكانت دائماً تصحو من النوم وهي مفزوعة وتقوم والدتها بتهدئتها.
وعندما كانت والدة المجني عليها عائدة من عملها، طلبت من ابنتها تغيير ملابسها للذهاب للنوم فأخبرتها المجني عليها أنها تريد إخبارها بسر ولكن لا ترغب في أن يعرفه أي شخص، كما طلبت من أمها عدم معاقبتها فقامت بعدها بإخبار أمها بالواقعة، إلا أن والد البنت لم يصدق الأمر وقال إن المتهم رجل صالح وبعدها تم تقديم بلاغ لمركز الشرطة.
من جانبها، ذكرت المجني عليها أن المتهم كان يعتدي عليها على فترات عندما كانت في منزل عمتها خلال الإجازة الصيفية، وأن المتهم يختلي بها في حال عدم وجود عمتها، كما أن المتهم كان يدعي أنه مريض ويطلب منها خلع ملابسها ويطلب منها إتيان أفعال مخلة لكي يشفى من مرضه.
بحريني يعتدي على عرض ابنتي أخيه
وقد تقدمت سيدة بحرينية ببلاغ ضد شقيق طليقها تتهمه فيه بالاعتداء على عرض ابنتيها (6 و7 أعوام). وتشير تفاصيل القضية إلى أن الشاكية منفصلة عن أب الطفلتين، وأن والد الطفلتين يقوم باصطحاب ابنتيه معه في الأسبوع يوماً واحداً، وخلال ذلك يقوم المتهم بأخذ الطفلتين معه ويعتدي عليهما جنسياً، وفي إحدى المرات قامت الطفلتان بإخبار والدتهما التي تقدمت بالبلاغ لدى مركز الشرطة.
أب يهتك عرض ابنه
وقد تقدمت بحرينية ضد طليقها ببلاغ على خلفية قيامه بالاعتداء على عرض ابنه عندما قام باصطحابه لديه في المنزل. النيابة العامة حققت مع الأب وطلبت من الطبيب الشرعي فحص الابن وإجراء تقرير لمعرفة ما إذا كان الأب اعتدى على عرض ابنه من عدمه، كما طلبت من الطبيب الشرعي فحص ملابس الابن عندما كان في منزل والده.
وفي قضية أخرى، تمخضت الاعتداءات الجنسية المتكررة لشاب في الخامسة عشر من عمره على عرض أخته ذات الثالثة عشر عن حملها من أخيها، فبسبب تفكك العائلة وانفصال الزوج عن الزوجة، استقلت الأم في سكنها بإحدى الشقق الإسكانية، وبسبب ضيق الشقة، اضطرت الأم إلى ترك أبنائها وبناتها في غرفة واحدة فيما استقلت هي بغرفة خاصة، وبسبب غيابها الطويل عن المنزل بسبب عملها وصداقاتها، دأب الأخ على مواقعة شقيقته في غرفة نوم الأم أثناء غيابها، ولاحظت بعد مدة صديقة الأم انتفاخ بطن الفتاة وانتحت بها جانباً وحدثتها عن سر هذا الانتفاخ وكلمتها الفتاة ببراءة عما اعتادت فعله مع شقيقها دون أن تعلم أنها «حامل» من شقيقها».
وبعد التحقيق في المسألة تبين أن الشقيق لم يكتفِ بمواقعة شقيقته الكبرى، بل دأب أيضاً على اقتراف هذه الجريمة النكراء مع شقيقته الأصغر سناً (10 سنوات) والتي كانت تتلصص على ما كان يقوم به شقيقها وشقيقتها أثناء دخولهم غرفة نوم الأم.
الرؤية القانونية
وتقول الحقوقية وفاء الحلو إن القوانين العقابية موجودة وكافية لعلاج حالات زنى المحارم، فالمشكلة في حساسية الجريمة التي غالباً ما تنتهي بالتنازل لأن الجاني من أصول المجني عليه.
وأعتقد أن تنازل المجني عليه يثير تمادي الجاني، ويشجع الآخرين على ارتكاب مثل هذه الجرائم كما أن التعتيم الإعلامي، والخوف المجتمعي من هذه الجريمة يشكل ملاذاً آمناً للمجرمين.
وتقول الحلو إن قانون العقوبات رقم (15) لسنة 1976 عالج حالة اغتصاب بين الجاني وأصول المجني عليه في المادة (348) يعتبر ظرفاً مشدداً في الجرائم المنصوص عليها في المواد السابقة من هذا الفصل… إذا كان الجاني من أصول المجني عليه أو المتولين تربيته أو ملاحظته أو ممن لهم سلطة عليه أو خادماً عنده أو عند أحد ممن تقدم ذكرهم…)
وفي المادة (344) ( يعاقب بالسجن من واقع أنثى بغير رضاها. وتكون العقوبة السجن المؤبد إذا كانت المحني عليها لم تتم السادسة عشرة، ويفترض عدم رضا المجني عليها إذا لم تتم الرابعة عشرة)