0020
0020
previous arrow
next arrow

اعترافات سفاحة مدينة نصر

 الغدر في هذه الجريمة يضرب مثالا يحتذى به لكل من أراد أن يكون غادرا بمعنى الكلمة.. الندالة فى هذه الجريمة تمتعت بها القاتلة لدرجة ان صاحبة هذه الجريمة تستحق درجة الدكتوراة فى الندالة بتقدير امتياز .. فضلا عن لقب سفاحة الذي نالته بجدارة ..

المتهمة قتلت سيدة استقبلتها فى منزلها .. وفتحت لها أبوابه .. وأثناء النوم انتفضت المتهمة وقتلت السيدة وابنتها ثم سرقة المجوهرات والأموال التى بالشقة وهربت ..
لحظات مثيرة نعيشها فى هذه الجريمة البشعة وكيف تم اكتشافها بعد ان ظلت الجثتين ثلاث ليالى دون ان يشعر أحد ..

كانت الأمور تسير على مايرام .. الجو هادئا .. المنزل تعمه البهجة .. السكون يفرض نفسه على جنباته .. السيدة منى محمد عبد القادر انتهت من إعداد الطعام .. تليفونها المحمول يرن .. ‘ألو.. مين ؟’ .. أنا أختك يا حبيبتي.. وحشاني موت وعايزه أجيلك بس المشوار ‘ .. كلمات تبادلا فيها مشاعر الحب والاشتياق .
جرس الباب .. منى تصمت لثواني..
اختها: فيه إيه ياحبيبتي؟.
منى : لا مفيش .. جرس الباب بيرن .. خليكى معايا ثوانى .. أشوف مين ..
الأخت: مين ؟..
منى: اقفلي دلوقتي.. وأنا هارجع أكلمك .. سوزان على الباب .
انتهى الحوار بين الشقيقتين .. على أمل العودة مرة أخرى وعلى أمل أن تسمع الأخت صوت أختها منى .. ولكنها لم تكن تعرف أن هذه العبارات هى كلمات الوداع .. وآخر محادثة بينهما .
انتظرت الأخت تليفون من منى لكن مع طول الانتظار تناست وأخذتها الأحداث اليومية .

مشهد مثير على الجانب الآخر .. تركت منى التليفون .. وبدأت الأحداث مثيرة بعد أن أغلقت ابنتها آيه الباب ودخلت سوزان .. تلك الفتاة التى تأتى لهما كل فترة حينما تنزل إلى القاهرة من قريتها بالأرياف.. حيث أنها قريبة زوجها وكانت مخطوبة لابن شقيق زوجها .
سألتها منى قائلة : فيه إيه يا سوزان؟.. الصمت يفرض نفسه .. وفجأة انخرطت فى بكاء حاد .. وقالت : زوجي ضربنى وطردني من المنزل .. وانا لا أعرف أحد فى القاهرة غيرك .
أمسكت بها منى واحتضنتها .. وجلست إلى جوارها .. حاولت أن تهدئ من روعها .. وتستمع إلى مشكلتها .. لكن قبل كل ذلك، أسرعت إلى المطبخ .. وأحضرت كوب من العصير .. أعطته إلى سوزان حتى تمتص غضبها وتهدأ بعض الشيء .
جلست منى إلى جوار سوزان .. تنظر إليها نظرات عطف .. ثم طلبت منها ان تحكي قصتها .. فقالت سوزان : تزوجت منذ سنة ونصف تقريبا بعد ان انفصلت عن خطيبي احمد .. قريب الحاج زوجك الله يرحمه .. وانتقلت معه إلى القاهرة حيث مقر عمله .. كان يعاملنى بطريقة سيئة .. ولكنني تحملته من اجل الطفل الصغير الذي أحمله على يدي .. ولم أطلب منه الطلاق رغم اهانته الدائمة لى إلى ان جاء الموقف الأخير وظل يضربنى لأننى لا أعطيه فلوس ولم أخرج للعمل وهو يجلس فى المنزل.. كلمات قالتها ثم سقطت بعدها فى بكاء حاد حتى تحبك حكايتها والفيلم السينمائي الذي أخرجه زوجها وقامت بدور البطوله فيه تلك الزوجة الشريرة.
تحدثت منى معها .. أكدت لها أنها فى منزلها وهى فى مقام أمها .. احتضنتها .. ثم أمسكت بيدها واخذتها إلى حجرة نومها .. اخرجت ملابس لها حتى ترتديها .. فحكايتها كانت مؤلمة بالنسبة لهذه السيدة صاحبة القلب الطيب.. وطلبت منها أن تهدأ وتحاول النسيان من أجل طفلها الصغير وحتى تستطيع أن تنام لحين عودتها إلى اهلها بالقرية ..
لم تفكر السيدة ابدا ان هذه التمثيلية مجرد مخطط شرير من أمرأة منحطة تعاقدت وزوجها على صفقة من الشيطان من أجل سرقة سيدة كل ذنبها انها طيبة وعلى قدر عالى من الأخلاق.
السفاحة
مر الوقت .. دخل الليل .. حان وقت النوم .. وتوجهت منى إلى حجرتها ومعها سوزان وطفلها ونامت فى سرير بالقرب من السيدة .. وكانت آيه ابنة صاحبة المنزل تستذكر دروسها فهى طالبة فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية .
الوقت يمر .. سوزان تدعى النوم .. بين فترة واخرى ترمي بنظرها ناحية منى تراها هل ذهبت فى نوم عميق أم لا .. لكن لم يطمئن قلبها حتى الآن.. وبعد ساعتين .. وبهدوء حذر .. وخطوات هامسه .. قامت سوزان تبحث فى دولاب منى .. هنا شعرت بها السيدة .. انتفضت من نومها .. تسألها .. بتعملى إيه .. حالة من الخوف سيطرت على الفتاة .. عادت الى الوراء .. تبرق بعينها ناحية منى .. وبجلجلة فى صوتها حاولت تبرير هذا المشهد انها تبحث عن ملابس لابنها الصغير.. لكن لم تصدقها منى .. اسرعت تلك الفتاة ناحية حقيبتها .. استلت منها سكينا .. وطعنت به السيدة .. صرخت السيدة بصوت هامس .. ألما من الطعنة .
على الجانب الآخر كانت آيه ابنتها يقظة لم تنم بعد فأسرعت ناحية حجرتها .. فلمحت سوزان تحاول الهرب .. أمسكت بها .. تشاجرا مع بعضهما .. دخلتا إلى حجرة آيه .. وبعد دقائق قليلة كانت سوزان قد انتهت من مهمتها وقتلت الفتاة المسكينة هى الأخري لكن الأم لم تكن قد لقيت مصرعها وبخطوات بطيئة كانت تحاول انقاذ ابنتها لكن طعنتها ايضا عدة طعنات بانحاء متفرقة من جسدها .. ولقيت على إثرها حتفها .
ألقت سوزان نظرات خبيثة على الجثتين الأم وأبنتها وهما إلى جوار بعضهما .. الدم يملأ أرض الحجرة .. الأم تضع يدها على ابنتها تلك اللحظة الأخيرة التى كانت تحاول فيها الأم انقاذ ابنتها وأمسكت بيدها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة حتى تودعها .
مشهد بالتأكيد مبكي .. بشع .. مثير للمشاعر .. كيف استطاعت وتجرأت تلك الشيطانة على قتل اثنين فى وقت واحد .. بالتأكيد تمتلك قلب من فولاذ و مشاعرها ماتت وسط الحياة التى أصبحت بلا طعم ولا رائحة .. مما جعل القتل شيء عادي ولغة الدم امر طبيعى بالنسبة للبشر.
الهروب
انتهت السفاحة من جريمتها .. الدماء كانت اللغة الوحيدة المسيطرة على المشهد .. نظرت لهما نظرة خبث وابتسامة صفراء .. ثم أسرعت الى ‘الحمام’ غسلت يديها من الدماء التى تلطخ وجهها وبعض أجزاء من ملابسها .. ثم عادت الى حجرة السيدة مرة اخرى و فتشت فى دولابها وعثرت على مجوهرات وذهب ومبلغ مالي كبير .. وضعت المسروقات داخل حقيبتها .. ثم أسرعت ناحية الباب وقبل ان تفتحه تذكرت ان طفلها الصغير بحجرة آيه التى بها الجثتين.. ذهبته له وحملته على كتفها.. ثم هرعت إلى زوجها الذي كان ينتظرها اسفل العمارة داخل سيارته .. نظر اليها الزوج وسألها عن سبب التأخير فأجابته انها قتلتهما .. فوجئ الزوج بالرد .. وحاول ان يسرع بسيارته لكنه سقط فى مأزق ربما يتسبب فى اكتشاف جريمتهما .. السيارة لا تتحرك وتحتاج إلى بنزين .. لحظات عصيبة .. قالت له زوجته اتركها .. فقال لها ستكون أداة لوصول الشرطة لنا ..
على الفور اتصل باحد اصدقائه وطلب منه ان يحضر الى مدينة نصر ومعه بنزين لأن سيارته تعطلت به فى الطريق وزوجتة مريضة .. وبالفعل جاء الصديق واكتشف ان الزوجة ليست مريضة كما انهما مرتبكان وقلقان .. سأله صديقه.. فى ايه ياسامح .. فأبلغه بالحقيقة ..
اكتشاف الجريمة
ظلت جثة الأم وابنتها ثلاث ليالى لا أحد يعلم عنهما شيئا .. اتصل محمد سليمان ابن شقيق المجنى عليها لم ترد .. عاود الاتصال لم يرد عليه أحد اتصل بمحمول آيه ابنتها نفس الطريقة .. على الفور اتجه محمد إلى شقة عمته وطرق الباب لا احد يرد عليه .. اشتم رائحة كريهة .. سأل البواب .. لكنه لا يعلم شيئا.. على الفور توجه محمد سليمان إلى قسم شرطة مدينة نصر وحرر محضر امام العميد وائل الشريطى مأمور القسم والمقدم محمد الصعيدي رئيس مباحث قسم شرطة مدينة نصر ثان .. وعلى الفور انتقل المأمور ورئيس المباحث إلى مكان الجريمة.. وتم كسر الباب وبتفتيش الشقة عثر على الجثتين داخل حجرة الفتاة فى حالة تعفن.
وبسؤال شقيقة المجنى عليها اكدت للمقدم محمد الصعيدى رئيس المباحث أن آخر مكالمة بينها وأختها منى كانت منذ ثلاثة أيام وأغلقت معها لأن سوزان تلك الفتاة قريبة زوجها المرحوم والتى كانت مقترضة منها مبلغ مالى جاءت لزيارتها وبعدها لم تكلمها ولم ترها ..
على الفور تم اخطار اللواء محمد قاسم مدير الادارة العامة لمباحث العاصمة وتم تشكيل فريق بحث قاده اللواء ناصر حسن رئيس مباحث قطاع الشرق والعقيد عصام العزب مفتش المباحث وبتكثيف التحريات التى أجراها الرائد هشام حسين معاون المباحث تبين أن سوزان وزوجها سامح هاربين.
باعداد الأكمنة بواسطة المقدم محمد الصعيدى تم إلقاء القبض على المتهمة سوزان وبمواجهتها اعترفت بارتكابها الجريمة وانها كانت مقترضة مبلغ من هذه السيدة وكانت تعلم بثرائها لذلك اتفقت مع زوجها على سرقتها وقتلها وقامت الزوجة سوزان بتنفيذ الجريمة وقتلتهما.
تحرر محضر بالواقعة واعترفت سوزان بارتكابها الجريمة وقتلها السيدة منى وابنتها .. وأمر اللواء على الدمرداش مساعد الوزير لأمن القاهرة باحالتها الى النيابة التى باشرت التحقيق وامرت بحبسها اربعة ايام على ذمة التحقيق.. كما طالبت النيابة بسرعة القبض على الزوج الهارب.
حبل المشنقة يطاردنى
التقينا بالمتهمة القاتلة التي قالت ومشاعرالندم تسيطر عليها : أنا ارتكبت جريمة بشعة بكل المقاييس ولا اعرف كيف ارتكبتها .. قتلت منى وابنتها .. طعنتهما بالسكين .. الدماء كانت تلطخ كل شيء بالحجرة .. اللون الأحمر أصبح يسيطر على عقلى ومخيلتى .. لا يفارقنى .. مشهد بشع .. لكن أنا أستحق الاعدام فعلا .. فهذه السيدة كانت طيبة بمعنى الكلمة .. كانت تستقبلنا بترحاب شديدة وكرم بالغ .. لم تتأخر عنا فى المواقف الشديدة .. طلبنا منها مبلغ مالى على سبيل الاقتراض ولم تتأخر .. وكان جزائها انني قتلتها .. قمة الندالة والغدر .. انا لا أخشي سوى شيء واحد من فقدان حياتى والاعدام هو ابنى الطفل الصغير من سيقوم بتربيته ويهتم به.
واضافت : ربما اكون ارتكبت هذه الجريمة بسبب ابنى اردت تأمين مستقبله ومن اجل بريق المال والمجوهرات التى كنت اعلم انها تمتلكها .. وانهت حوارها قائلة .. حبل المشنقة يطاردنى فى منامي.