0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

تفاصيل وفاة شابين بإنفجار اسطوانة غاز .. صور

وكالة الناس – “الجدعنة”.. كلمة معروف بها أغلب أبناء الشعب المصري، الكثير يؤثر مساعدة غيره كلما واتته الفرصة، إلا أن ما حدث بإحدى القرى الواقعة بجنوب محافظة الشرقية ضرب مثالًا قلما يتكرر في البشرية بأسرها؛ بعدما ضحا شابين “توأم” بنفسيهما فداءً لأم وطفليها ليتمكنا من إنقاذهم من الموت، لكن الأخير كتب نهاية القصة خلال أقل من أسبوع.

على بُعد أمتار قليلة من مدخل قرية “العزيزية” التابعة لدائرة مركز شرطة منيا القمح، بمحافظة الشرقية، وبينما يهبط الليل على سماء القرية، كانت ألسنة اللهب والصرخات تملأ المكان ضجيجًا في استغاثة بعثت بها حنجرة ربة منزل تستجير بجيرانها بعدما نشبت النيران في “أنبوبة” بوتاجاز داخل المنزل، وبجوار السيدة كانت هناك صرخات لا تقل في صداها عنها، إلا ان أصحابها كانا طفلين يُمسكان بجلباب الأم في انتظار النجدة.

ساق القدر شابين من جيران الأم، توأم، أحدهما يُدعى حسام والآخر “وليد” بالكاد أتم كلٌ منهما خمسة وعشرين عامًا، لكنهما وبشجاعة يُحسد عليها أشد الرجال، هرولا إلى داخل المنزل وكلٌ منهما يُسابق الآخر لإخراج أهل البيت وإنقاذ الأطفال من النيران، وهو ما حدث بصورة كانت بمثابة “نجدة السماء” للأم وطفليها، إلا أن المشهد تبدل تمامًا خلال لحظات قليلة؛ إذ انفجرت “الأنبوبة” وأصابت الشابين بحروق من الدرجات الثلاث بنسبة تخطت الـ 70%.

ساعات قليلة فصلت بين الحريق ونقل المصابين إلى مستشفى “ههيا” للحروق بشمال المحافظة، وهناك مكث الشابان للعلاج، والذي كانت تكلفته تصل لأكثر من 1700 جنيه يوميًا، بحسب أهل القرية، والذين تبرعوا لمساعدة أهل الشابين في تحمل ما لا طاقة لهم به، إلا أن القدر كتب النهاية على مرحلتين؛ توفي حسام في الساعات الأولى من صباح أمس الخميس، وتبعه شقيقه خلال أقل من أربع وعشرين ساعة، وكأنهما تعاهدا أن يرحلا من الدنيا سويًا كما جاءا.

كان اللواء عاطف مهران، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارًا من العميد عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغًا بنشوب حريق داخل منزل بقرية “العزيزية” التابعة لدائرة مركز شرطة العزيزية.

وبحسب مصراوي، تبين انفجار أسطوانة بوتاجاز “أنبوبة” داخل المنزل، ما أسفر عن إصابة كلًا من: “حسام سلامة شبل” 25 سنة، وشقيقه التوأم “وليد”، بحروق من الدرجات الثلاث، نُقلوا على إثرها إلى مستشفى “ههيا” للحروق، فيما تبين أن الشابين، وفور نشوب الحريق في الأنبوبة قبل انفجارها، هرعا لنجدة جارتهما وطفليها، وهو ما تمكنا من فعله، حيث أنقذا أهل البيت وأخرجوهم من المنزل، إلا أن “الأنبوبة” انفجرت قبل أن يتمكنا من الخروج، ما تسبب في إصابتهما.

جرى احتجاز الشابين في العناية المركزة لنحو أسبوع، قبل أن يلفظ الأول أنفاسه الأخيرة في الساعات الأولى من صباح الخميس الماضي، وتبعه شقيقه في اليوم التالي، وسط حالة من الحزن عمت القرية والقرى المجاورة.