اختطاف طفلين واحتجازهم داخل شقه – تفاصيل
وكالة الناس – كشفت تحقيقات نيابة المقطم وتحريات رجال المباحث تفاصيل جديدة في واقعة اختطاف طفلين من محافظة البحيرة واحتجازهم في شقة مُستأجرة بالمنطقة، لابتزاز عائلتهما “أميني شرطة” للتنقيب عن الآثار بعد رفضهم بيع منزل اعتقدوا وجود آثار أسفله.
وذكرت تحريات المقدم محمود إسماعيل، رئيس مباحث المقطم، بالاشتراك مع الأمن العام، أن المتهمين الثلاثة من محافظة البحيرة واعتادوا عمليات التنقيب عن الآثار، وساروا وراء دجال يمارس أعمال السحر والشعوذة وأنه أخبرهم بوجود مقبرة أثرية وكنز أسفل أحد العقارات في منطقتهم.
حرّض الدجال المتهمين على استخراج الكنز بأي ثمن لأنه سيكون نقلة في حياتهم، فجن جنونهم وطار عقلهم وأصُيبوا بهوس الغنى وقرروا التنفيذ فورا.
اعترافات المتهمين أكدت بحثهم عن أي طريقة لاستخراج الكنز من أسفل المنزل فبدأوا يترددون إلى أصحابه تارة يطلبون منهم البيع، وأخرى بإفشاء سر الكنز لهم ومحاولة إقناعهم باقتسام الغنيمة معهم مقابل إفساح المجال لهم بالدخول والتنقيب إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل أمام رفض أهل المنزل طلبهم المتكرر خاصة أنهم من أسرة واحدة، ويعملان بجهاز الشرطة، وأحدهما أمين شرطة يدعى “م.ش” 41 عاما، من قوة الإدارة العامة لأمن الموانئ بميناء الإسكندرية، والثاني يدعى “إ.ش” 46 عاما، مساعد من قوة مديرية أمن الإسكندرية، ويقيمان بمحافظة البحيرة.
وفق التحقيقات فإن إلحاح الدجال على استخراج مقتنيات الكنز “قالنا المقبرة مليانة ذهب وزئبق وتماثيل فرعونية وتحف تقدر بمليارات الدولارات”، قرروا اختطاف طفلين من أبناء رجلي الشرطة لإجبارهما على الموافقة على مطلبهم.
دبّر المتهمون الثلاثة عملية الاختطاف فاستعانوا بـ4 آخرين لتنفيذ مخططهم على وجه السرعة، خاصة بعدما ترددت أنباء حول قيام أصحاب المنزل بالحفر واستخراج الكنز سرا.
اتفق المتهمون “كريم.ع” 23 عاما، عاطل” و”خالد.خ” 21 عاما، عامل، مع المتهم الثالث “إيهاب.ع”، سائق توك توك، وتوجهوا إلى منطقة الرحمانية في البحيرة، واستعانوا بصديق المتهم الثالث ويدعى “محمود” 24 عاما، سائق بشركة تبريد وتكييف وشقيق المتهم الثاني يدعى “فارس.خ”، لتسلم الطفلين بعد تنفيذ الجريمة، وإسناد لهما مهمة احتجازهما بإحدى الشقق المهجورة بالمنطقة.
مذكرة اعترافات المتهمين التي أدلوا بها أمام النيابة تضمنت تفاصيل ما دار قبل وحتى وصولهم لإحدى الشقق السكنية بالمقطم ومعهم الطفلين حيث إنهم تقاسموا الأدوار فيما بينهم فظلوا يراقبون حركة الطفلين أثناء لهوهما سويًا بمحيط منزل جيرانهما، فاستدرجهما المتهم الثالث “إيهاب” بعيدًا، وأوهمهما بشراء علبتي عصير وإعادتهما مرة أخرى إلى أهلهما، لكنه وضع مخدرا داخل العصير وفقاً للخطة الموضوعة.
المتهمان “أسامة.ش” 25 سنة عامل، و”عبد العزيز.أ” 24 سنة عاطل ساعداه، واصطحب الثلاثة الطفلين إلى منطقة المقطم وأقر المتهم الأول بأن الدجال أغواهم، ونصب عليهم واتفق معهم على أخذ مبلغ 100 ألف جنيه، كمقدم من إجمالي المبلغ المتفق عليه “نصيبه من الصفقة” وقيمته مليون جنيه، حيث إن المقبرة تقدر بمليارات الدولارات.
ومن أجل تنفيذ المُخطط اختطف المتهمون الطفل بهدف الضغط على والديهما، وأضاف المتهم أنه عرض قبل عيد الفطر بـ 3 أيام على أهالي الطفلين مبلغ 200 ألف جنيه مقابل شراء المنزل، لكنهم رفضوا، ثم رفعوا المبلغ حتى وصل مليون جنيه، إلا أن أصحاب المنزل انزعجوا من فكرة التنقيب نفسها، وهددوا المتهمين الثلاثة بتسليمهم لقسم الشرطة حال ترددهم مجددًا على المنزل، ما دفعهم لخطف الطفلين.
أشارت التحقيقات إلى أن المتهمين استأجروا شقة سكنية منذ 10 أيام بعقار قديم بمنطقة المقطم، واحتجزوا داخلها الطفلين “محمد.م” 7 سنوات و”محمد.إ” 6 سنوات، وبدأوا بمساومة أهليهما هاتفيًا إما بالسماح لهما بالتنقيب داخل المنزل، وإجبارهما على اقتسام المقبرة وإما أن يتخلصا من الطفلين، غير أن أحد سكان عقار المقطم سمع استغاثات الطفلين من داخل الشقة، فأبلغ قسم الشرطة.
وبحسب مصراوي، ضبط رجال المباحث المتهمين، وتمت إحالتهم للنيابة العامة، التي أمرت بحبسهم على ذمة التحقيقات وإعادة الطفلين إلى أهلهما، كما أمرت بسرعة ضبط وإحضار “الدجال”.