القطامين: نسبة “التفاهة” على مواقع التواصل بلغت 99%
** المعشر: لا نريد شعارات حرية الإعلام بل مؤشرات تترجم على الأرض.
** الطيبي: ليس الإعلام الذي يغيب القضية الفلسطينية ولكن القضية غيبت في هذه المرحلة.
** حجاج: السوشيال ميديا كان لها فوائد ومضار لكن فرضت علي كفنان تغييرا في الأدوات.
** عوض: الذكاء الاصطناعي له قدرة على أخذ الأصوات ووضعها بأماكن أخرى.
** نويرة: السوشيال ميديا تنتشر فيها الاخبار الكاذبة وبعضها يحض على التمييز العنصري والكراهية والحقد.
** أبورمان: بعض الحكومات لم تتعلم من الربيع العربي، في وقت تعمل فيه مواقع التواصل الاجتماعي على تغيير الآراء.
وكالة الناس – أنهى ملتقى مستقبل الإعلام والاتصال تحديات الواقع ورهانات المستقبل الذي ينظمه مركز حماية وحرية الصحفيين أعمال يومه الأول بمشاركة عدد كبير من الإعلاميين والنقابيين والدبلوماسيين والخبراء ومنظمات محلية وعربية وأجنبية.
الملتقى الذي انطلقت أعماله صباح اليوم الأحد في فندق الرويال عمان ويستمر لثلاثة أيام متواصلة ناقش في يومه الأول جملة من الأسئلة والتحديات التي ركزت غالبيتها على منصات التواصل الاجتماعي وحرية التعبير وخطاب الكراهية توزعت على سبع جلسات.
كشف وزير العمل والاستثمار الأسبق والناشط على منصات التواصل الاجتماعي د. معن القطامين أن نسبة “التفاهة” على مواقع التواصل بلغت 99%، وشدد القطامين على الحاجة لميزان حقيقي للتوصل إلى تقدير أهمية المعلومات المقدمة من خلال المنصات وتقدير خطورتها.
وحول مظاهر التأثير على المجتمعات بسبب المنصات، قال القطامين “كنا في سبعينيات القرن الماضي نشاهد من 500 -1600 اعلان في اليوم الواحد، اما الان فنشاهد يوميا 4000 – 10000 إعلان، بالإشارة لتأثير هذه المنصات “خيرا أم شرا على الانسان والمجتمعات”.
وأكد المتحدثون أن السوشيال ميديا “لن تحل محل الاعلام التقليدي والاتصال وكلاهما يكملان بعضهما البعض”.
وقال الرسام الكاريكاتوري عماد حجاج إن السوشيال ميديا كان لها فوائد ومضار، لكن فرضت علي كفنان تغييرا ففن الكاريكاتير اختلف مع كل تحديات السوشيال ميديا فالكل يقوم بالتقليد ونسخ الافكار لكن العبرة في الابتكار والابداع.
وحول آثار الذكاء الاصطناعي على الفن، قالت الفنانة الاردنية زين عوض إن “الذكاء الاصطناعي له قدرة على اخد الاصوات ووضعها بأماكن أخرى، لكن ذلك لا يلغي وجود الفنان، لأن الفنان سيناريو قائم بحد ذاته، وبدلا من ان نأخذ صوت اي فنان ونقتحم خصوصيته، الأولى أن نعيد توزيع تراثنا القابل للاندثار وهو ليس خطرا كبيرا لكنه شيء مزعج”.
وعبرت عوض عن استيائها من الذكاء الاصطناعي من خلال إتاحته امكانية تغير اصوات المغنين الى اغاني اخرى بأصوات مختلفة، وهذا يعمل على اقتحام خصوصية الشخص، مضيفة بقولها “يجب أن نستفيد من الذكاء الاصطناعي بطرق افضل من استنساخ الاصوات”.
من جهتها أكدت الناشطة ديما فراج أن الناشط على منصات السوشيال ميديا “لا يمكن ان يحل محل الاعلامي والعكس صحيح، فكلاهما له دوره ومساحته الخاصة به”.
ولم يخفِ عدد من الصحفيين المشاركين تخوفاتهم من استخدامهم للسوشيال ميديا، لكنهم في الوقت نفسه أكدوا على الحاجة الماسة للاستخدامها من قبل الصحفيين أنفسهم.
الصحفي جهاد ابو بيدر يرى أن الصحفي يبقى اكبر من السوشيال ميديا، مشيرا الى أن 200 صحفي وصحفية ينشطون على تلك المنصات من أصل 2000 ــ 3000 صحفي وصحفية لديهم حساباتهم على تلك المنصات، وأرجع ابو بيدر قلة عدد الصحفيين الى ما وصفه بعدم احتمالهم للنقد ايجابا او سلبا، وكذلك بسبب القانون، مؤكدا أنه يتقبل النقد سلبا او ايجابا على صفحته الشخصية.
ووفقا للرئيس المؤسس لنقابة الصحفيين التونسيين الهاشمي نويرة فان تلك الخشية لدى الصحفيين بسبب القوانين واخلاقيات المهنة.
وقال ان السوشيال ميديا تنتشر فيها الاخبار الكاذبة وبعضها يحض على التمييز العنصري والكراهية والحقد لا بد لها من الامتثال للقوانين ومنها قانون الجرائم الالكترونية، مشيرا الى ان مثل تلك الاخبار يمكنها ان تهدد استقرار الدول ولذلك يجب الحد منها بالقوانين، مشيرا الى أن دولا ديمقراطية ودولا اخرى يمكن ان تحد من ذلك عن طريق القوانين. وبذلك تتحقق المعادلة التكاملية بين حرية الصحافة والسوشيال ميديا والمسؤولية امام الاخرين ــ على حد قوله ــ.
ونفى مؤسس وعضو إدارة مركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور توافر اية معلومات او احصائيات عن عدد الصحفيين الناشطين على السوشيال ميديا، مشيرا الى أن غالبية الصحفيين والصحفيات لديهم حسابات متنوعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وبالرغم من انها صفحات شخصية إلا أنهم يستخدمونها بنقل ونشر الأخبار والمعلومات والصور والفيديوهات.
لم يخفِ المتحدثون في جلسة تناولت مدى تدخل الحكومات في السوشيال ميديا، أن الحكومات تتدخل في إطار فرض الرقابة، وأنها لم تتعلم من أجواء الربيع العربي، وقال المتحدثون إن الحكومات ومن خلال القوانين لديها القدرة على السيطرة على المعلومات في الفضاء الالكتروني.
وقال وزير الثقافة والشباب الاسبق ومستشار معهد السياسة والمجتمع الدكتور محمد أبو رمان إن “بعض الحكومات لم تتعلم من الربيع العربي، في وقت تعمل فيه مواقع التواصل الاجتماعي على تغيير الآراء”، مشيرا إلى ان المنصات أسهمت في نشر الاخبارسواء كانت صحيحة أم خاطئة، ومنها الاخبار على شكل الذباب الالكتروني.
وأضاف أبورمان أنه أمام حالة المنصات المنتشرة هذه أضحى لدينا سياسات جديدة في السيطرة على المنصات مع اختلاف الآليات.
من جهته قال رائد سمور خبير في أمن المعلومات، إن “دولة الاحتلال تعتبر الكاميرا أداة قاتلة لكيانهم كونهم تفضح انتهاكاتهم”.
وفي هذا الصدد، وفي إطار إجابته عن ما هو مطلوب منا كشعوب تجاه القضيه الفلسطينية، قال أحمد الطيبي رئيس الحركة العربية للتغيير: “أعتقد أنه ليس الإعلام الذي يغيب القضية الفلسطينية ولكن القضية الفلسطينية غيبت في هذه المرحلة ولم تعد القضيه الأساسية والمطلوب منا كشعوب عربية واسلامية هو تداول اخبار فلسطين ونشر المعرفة اكثر عن الاخبار التى تخص فلسطين حتى لا يتم تشويه الحقائق”.
وقال الإعلامي المصري وخبير السوشيال ميديا خالد البرماوي أن “التعامل مع المنصات الرقمية بالعالم ستؤثر، ونحن في المرحلة الثالثة في تطور الميديا وانا مؤمن بأنه يوجد فرص كثيرة جدا كصحفيين فالصحفي يأخذ المعلومة ويدققها ويعيد صياغتها بطريقة مبتكرة وجديدة من نوعها.
وترى الصحفية رنا صوصيص من صحيفة نيويورك تاميز أن “سوق العمل وتحديدا في الاردن لا يواكب متطلبات السوق التي تتغير بسرعة”، وتجد أن “المناهج تساعد على دخول الخريجين الى سوق العمل”.
ودعا نائب رئيس معهد كارنيجي ووزير البلاط الملكي الأسبق مروان المعشر وسائل الإعلام لأن تطرح منصات للتحاور بين الجمهور، مشيرا إلى تجربته كوزير للإعلام قبل ٢٧ عامًا حين أقر الغاء وزارة الإعلام ليتأخر هذا القرار في ادراج مجلس النواب لمدة سبع سنوات. متسائلا هل استقلالية الإعلام الأردني اليوم أكثر مما كانت عليه سابقا قبل ٢٧ عاما؟
وقال المعشر في ختام جلسات اليوم الأول للملتقى “نحن لا نريد شعارات عن حرية الإعلام، بل نريد مؤشرات لا تبقي شعارات جوفاء لا تترجم إلى أعمال على الأرض. في الوقت الذي لدينا الكثير لنعمله من اجل استقلالية الإعلام”، وأشار إلى أن الحكومات العربية التي تمنع استقلالية الإعلام تعتقد أن اعلامها الرسمي يكفي للتأثير على الجمهور، مضيفا إلى ان الشيء الأهم في تطور الإعلام هو تقديم الرأي الآخر وترك الحكم للمواطن وهو عكس ما تفعله الحكومات العربية.
وأضاف هناك وسائل اعلام مستقلة لكن الأساس في العمل الإعلامي ليس الحيادية فقط، لأن من الصعب للغاية أن تكون وسائل الإعلام حيادية، لكن مقابل هذه الحيادية يجب ان تتوفر المهنية التي تعني تقديم جميع وجهات النظر، وأكد المعشر على عدم حيادية الجانبيين، سواء الاعلام المستقل أو الاعلام الحكومي، وهذا واضحا في العديد من الازمات ومنها ازمة روسيا واوكرانيا.
وأضاف لدينا في العالم العربي قضيتين كبيرتين هما قضية الربيع العربي او الثورات العربية التي لم تكتمل والصراع العربي الإسرائيلي، متسائلا اين وسائل الإعلام العربية من هذين الملفين؟ فالتغطية لا تزال قاصرة ونحن على سبيل المثال لدينا علاقة مع إسرائيل افلا يستحق هذا الموضوع فتح حوار على مستوى الوطن للإجابة عن عدد من الأسئلة والقضايا التي تشغلنا في هذا الملف؟
وقال: ان مهمة الإعلام نقل الحدث وليس صناعته، ولكن هذا لا يعني أنه لا يؤثر وبالنتيجة فالإعلام الذي لا يسمح بتعدد الآراء ليس إعلاما ولدينا مؤسسات خاصة تمتلك وسائل إعلام لكننا بالمقابل نحتاج لتدريب الصحفيين والإعلاميين والسماح بالحرية، وأشار المعشر إلى ان قوانين الإعلام في العالم العربي هي قوانين تكميم وليس قوانين تنظيم، معربا عن امله بالشباب العربي والجيل الجديد قائلا إن جيلنا فشل في إرساء قواعد التعددية والديمقراطية، وما يميز الشباب العربي أنه لا يقبل العيش كما عاش اباءه ويستطيع إيجاد أساليب أخرى للحوار والحياة.
وقال ان الدول العربية تنقسم إلى ثلاثة أجزاء الأول هي الدول الغنية التي تتمثل بدول الخليج المزدهرة لكنها بدون إصلاحات سياسية والجزء الثاني مجموعات تقوم بإصلاحات متجزئة غير كاملة والجزء الثالث هي الدول الفاشلة او التي هي في طريقها إلى الفشل مثل سوريا ولبنان واليمن والسودان، وهذه لا تريد تقديم إصلاحات سياسية ولا يريدون للمواطن شراكة أكبر في اتخاذ القرارات، وختم بالقول إذا حصل الإعلام على الاستقلالية فهذا بالنتيجة يأتي بسبب تغيير النهج ولست متفائلا في ذلك.