0020
0020
previous arrow
next arrow

ماذا قال أحمد نوفل عن عبد الله عزام؟

وكالة الناس – سأل سائل الداعية الدكتور أحمد نوفل: بماذا تميز الشيخ #عبدالله_عزام بفضل من الله عن باقي العلماء وعن باقي الناس؟ وما الذي تغير في دراسة الشريعة هل العلماء أم المواد أم الناس؟ فأجاب نوفل:

وإليك أخي الجواب على قدر فهمي:ربما لم يكن أحد قريباً من الشيخ عبد الله -رحمه الله- أخوة وصحبة وملازمة ودعوة وجهاداً مثلما كان من يكتب هذه الكلمات، وقد كنا ننزل يومياً نطلب الشهادة ولم تكن تكتب لنا على يد المجرمين الصهاينة، وكتبها الله له على يد شياطين الأرض ربما إيران وربما باكستان وربما بعض الجهات الأجنبية أو العربية.

وتلازمنا في مكتب واحد في الشريعة سنين. وأجيب كما قلت بحسب علمي:

1. الإخلاص ودرجته العالية ونقاؤه وصفاؤه عند الشيخ -رحمه الله-، فهو متجرد من نفسه وحظها ومن دنيا الناس.. على أعلى ما تتصور.

2. التعلق بكتاب الله تعلقاً قل أن رأيت نظيره في بشر في حياتي كلها، وإذا قلت إنه لا يكاد يفارق يده فصدق، وهو يحفظه ويقوم به ولا ينفك يقرأ ليلاً ونهاراً.

3. شدة حرصه على الاستزادة من العلم والمطالعة فهو فقيه أصولي قرآني شرعي عالم حديث قلّ أن يكون علمٌ إلا وهو فيه ضليع مكين.

4. كان الشيخ داعية بكل ما تعني الكلمة وما عرفتُ إلا القليل بدرجة حرصه على الدعوة إلى الله، ولم أعرف أحداً يؤثر في المدعوين كما يؤثر الشيخ عبد الله.

5. كان ذا عزيمة في العبادة وقلتُ يوماً في رثائه بعد استشهاده: لقد كان اسمك يلخص شخصيتك: العبادة والعزم فكنتَ عبد الله عزام. كنا نكون في سفر طويل مضن فنصل منهكين فما أن نضع جنوبنا على الأرض حتى نروح في نوم عميق ويكون الشيخ قد توضأ وصلى القيام ثم هجع.

6. كان صوّاماً ولا أبالغ إن قلت إني لا أرى مثله صواماً يواظب على الإثنين والخميس صياماً والبيض من الأيام والعشر من ذي الحجة -التسع بالطبع-.

7. التواضع والبساطة وانعدام التكلف بكل صوره، فهو يتصرف على سجيته بلا أقنعة ولا اصطناع ولا تنميق.

8. الكرم الشديد فلا يكاد يخلو بيته يوماً من ضيوف. ويوم استشهاده كان في بيته دعوة لبعض الأردنيين. ولا يعدله في الكرم فيما رأيت إلا أحمد قطيش الأزايدة، رحمة الله عليهم جميعاً.

9. قلبُه معلق بالمساجد، فلا يصلي إلا في المسجد. بلا تكلف وما حلّ حياً وسكنه إلا أقام فيه مسجداً إن لم يكن في الحي مسجد، وهو وراء بناء مسجد عبد الرحمن بن عوف في صويلح ومسجد عمار بن ياسر في الكمالية، وغيرها من المساجد.

10. قلبُه معلق بالجهاد، كلما سمع هيعة طار إليها ولم تغب فلسطين عن قلبه وعقله ساعة.. نقول هذا رداً على من انتقدوا جهاده في أفغانستان.
11. ليس حزبياً بالمعنى الضيق، فهو محب للجميع، أخٌ للجميع، وانتماؤه للإخوان لم يجعله متعصباً لهم لا يرى أغلاطهم بل كان يرى وينقد ويصوب.

12. وفيٌّ حييٌّ خلوقٌ شهمٌ طيبٌ، جمع من الخصال ما جعل الخلائق تُجمع على محبته، فلا يُبغضه إلا ذو هوى.

13. سليم الصدر لا يحمل الغلّ ولا الحقد، وهو حسن الظن بالناس محبٌّ لهم صادق معهم.

14. كان يهتم بأمور المسلمين ويعتبرها قضيته وهمّه وشغله.

15. وبعد، فعلم الله أن الشيخ أكبر من كل ما قلت. نحتسبه عند الله ونحسبه كذلك، ونحسبه أكبر من ذلك، لذا كان له هذا التميز والخصوصية والحظوة والحضور والمحبة الزائدة، فكان كالمغناطيس يجذب العقول والقلوب.. رحمه الله، والسلام.

أما ما الذي تغير، فالدنيا كلها تغيرت ولا مجال للتفصيل.