عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

عامل في مصنع كسوة الكعبة: لم أغب يوما خلال 39 عاما والآلات فشلت في مضاهاة الطرز اليدوي

وكالة الناس – نشر حساب التواصل الحكومي في السعودية، مقطعا مصورا لأحد العاملين في صناعة ونسيج وتطريز كسوة الكعبة المشرفة وهو يتحدث عن شعوره مع قرب تقاعده، بعد 39 عاما من العمل دون غياب يوم واحد.

ويحكي زكي، في المقطع المصور، ذكرياته وشعوره الذي رافقه أثناء عمله، قائلا إنه شعر بانتعاش في قلبه عند أول إبرة اشتغلها في كسوة الكعبة.

وأضاف “شغف استقبال الحجاج ظل يلازمني طيلة سنوات عملي، كنت سعيدا للغاية في هذا العمل. والآن أصبحت على مشارف التقاعد من مصنع كسوة الكعبة”.

وأكد زكي أنه لم يغب يوما واحدا عن عمله في المصنع طيلة سنوات شغله للوظيفة وهي 39 عاما، وأشار إلى الآثار البارزة في أصابعه من العمل طوال تلك السنوات في تجهيز الكسوة.

ونوه معلم النسيج لأهمية التطريز اليدوي في تجهيز الكسوة، وقال إن الآلات فشلت في إنتاج يضاهي جودة الكسوة التي يشرف على تجهيزها العمال يدويا.

كسوة الكعبة عبر التاريخ

تاريخيا، كان العرب بالجاهلية يتسابقون لنيل شرف كسوة الكعبة، فكان يكسوها ميسورو العرب وملوكهم وعامتهم بكل ما تيسر، إلى أن جاء الإسلام.

وكانت كسوة الكعبة تصنع من أفضل الأقمشة الدمشقية وترسل إلى مكة من منطقة الكسوة في دمشق، ومن هنا سميت كسوة الكعبة، وما لبث الأمر حتى انتقلت صناعتها إلى مدينة تنيس المصرية، حيث بدأت صناعة الكسوة الفاخرة من الحرير وتطريزها، وتبارز الخلفاء فيها حيث كسا هارون الرشيد الكعبة مرتين في العام فزاد عليه المأمون فكساها 3 مرات في العام.

وكان أول من كسا الكعبة بالحرير الأسود هو الخليفة العباسي المهدي الذي أمر ألا يوضع عليها غير ثوب واحد، بعد أن كانت الكسوة تتراكم عليها حتى كاد بناؤها يتداعى.

وبعد ضعف العباسيين، انتقلت المسؤولية إلى سلاطين مصر خاصة أيام الفاطميين ثم المماليك، ثم انتقل أمرها إلى العثمانيين، لتعود بعد ذلك إلى المصريين أيام دولة محمد علي باشا حيث أنشئ عام 1818 مصنع دار كسوة الكعبة في حي “الخرنفش” بالقاهرة، وكانت تحمل من هناك سنويا إلى مكة في احتفال كبير يسمى “المحمل”.

وظلت الكسوة تصنع في مصر حتى عام 1962، وكانت باللونين الأخضر والأحمر أو الأبيض قبل أن تصبح الكسوة باللون الأسود مع تطريز مذهب.

وتستخدم أجود أنواع الخيوط على مستوى العالم والتي تزن 670 كيلوغراما، بالإضافة إلى أسلاك وخيوط من الذهب الخالص عيار 24 قيراطا، يصل وزنها إلى 120 كيلوغراما، وأخرى من الفضة تصل إلى 100 كيلوغرام.

وتتجاوز تكلفة كسوة الكعبة المشرفة 20 مليون ريال سعودي، أي ما يعادل 5.3 ملايين دولار، لتكون بذلك أغلى ثوب في العالم.