عودة 166 وما زال 100 منهم معتقلين.. صيادو اليمن في قبضة دوريات إريتريا
وكالة الناس – بقلوب تملأها السعادة بالرجوع إلى أهاليهم سالمين، ترجل صيادون يمنيون عن قارب خشبي أقلهم إلى شاطئ مدينة الخوخة على البحر الأحمر جنوب محافظة الحديدة، وذلك بعد أشهر من الاختفاء القسري في غياهب سجون إريتريا.
ورغم فرحة العودة، فإنهم شعروا بالقهر والألم بسبب ما قالوا إنه “تعذيب نفسي وبدني تعرضوا له خلال فترة احتجازهم داخل إريتريا”.
يقول الصياد حسين إن الدوريات الإريترية هاجمت قاربهم في وسط البحر وأخذتهم عنوة إلى جزيرة ترمة الإريترية، حيث جرى سجنهم.
تواصلت الجزيرة نت مع قائد قوات خفر السواحل اليمني بقطاع البحر الأحمر العميد عبد الجبار زحزوح، وسألته عن الإجراءات التي يتخذها خفر السواحل لمنع احتجاز الصيادين اليمنيين من قبل الدوريات الإريترية، والدور المنوط بهم في حماية اليمنيين والمياه الإقليمية اليمنية، لكنه لم يعلق في هذا الشأن.
يقول مسؤول الأمن البحري في مدينة الخوخة فؤاد دوبلة إن الصيادين اليمنيين صاروا ملاحقين ومطاردين من الدوريات الإريترية ومن ألغام الحوثيين البحرية، ولا يستطيعون الصيد في شمال مدينة الحديدة ولا قرب باب المندب، حيث أصبح البحر الأحمر منطقة عسكرية خطرة.
وفي حديثه للجزيرة نت، ذكر دوبلة أن من أُفرج عنهم الثلاثاء الماضي ووصلوا إلى مدينة الخوخة بلغ عددهم 166 صيادا، منهم 115 صيادا كانوا محتجزين بجزيرة ترمة، و51 صيادا من منطقة جحرو الإريترية.
وقال مشولي في حديث للجزيرة نت إن البحرية الإريترية تختطف الصيادين اليمنيين قرب جزيرة زقر وأرخبيل حنيش الكبرى والصغرى، رغم أنها منطقة في المياه الإقليمية اليمنية.
وبشأن طرق الإفراج عن الصيادين اليمنيين، قال مشولي إن ذلك يتم عبر وسطاء يمنيين يقومون بأعمال تجارية مع إريتريا، وتفويض ومطالبة من أهالي المختطفين، وأيضا عن طريق عبد الله السري السفير اليمني في أسمرا.
فرج -الذي يعمل أيضا في تصدير الأسماك- أشار في حديث للجزيرة نت إلى أن دوريات البحرية الإريترية تطارد الصيادين اليمنيين وتعتقلهم بالقرب من الجزر اليمنية وهذا انتهاك خطير للسيادة اليمنية، وما يؤسفنا جدا هو الصمت المطبق من قبل الحكومة اليمنية وكأن هذا الأمر لا يعنيها، مما جعل البحرية الإريترية تستمر بهذه الانتهاكات.
وأضاف فرج قائلا إن “هناك الكثير من الصيادين من أبناء الخوخة من أقاربي اعتقلوا وصودرت قواربهم ومعداتهم البحرية وتعرضوا لأصناف التعذيب حيث تعرضوا للضرب المبرح بالعصي والأعمال الشاقة والقاسية، ومنع عنهم في بعض الأحيان المأكل والمشرب من قبل السلطات الإريترية”.